السبت، 13 يونيو 2009

الأفلام الإسرئيلية في مهرجان كان

عرضت ثلاثة أفلام إسرائيلية طويلة في مهرجان كان السينمائي الـ62، وفيلمان قصيران. لم أشاهد الفيلمين القصيرين، لكني شاهدت الأفلام الثلاثة الطويلة وهي "يافا" Jaffa، و"عيون مفتوحة على اتساعها" Eyes Wide Open، و"عجمي" Ajami.
وقد عرض الفيلم الأول خارج المسابقة ضمن العروض الخاصة، والثاني ضمن قسم "نظرة خاصة"، والثالث في ختام برنامج "نصف شهر المخرجين".
فيلم "يافا" Jaffa للمخرجة كيرين يدايا، فيلم روائي تقليدي في بنائه وشكله وموضوعه، وهو يتناول العلاقة بين فلسطينيي الداخل الذين يطلقون عليهم "عرب إسرائيل"، وبين يهود إسرائيل، من خلال دراما- أو بالأحرى ميلودراما- تدور حول الحب والظلم، والحواجز النفسية التي يدعو الفيلم من خلال طريقة معالجته لها، إلى ضرورة تجاوزها، من أجل تحقيق العيش المشترك. ولاشك أن بالفيلم الكثير من النوايا الحسنة، كما أن فيه الكثير أيضا من المبالغات التي تعكس ما تتمناه المخرجة أكثر من علاقتها بحقائق الواقع.
أحداث الفيلم تدور حول العلاقة بين فتاة يهودية هي "مالي"، وشاب فلسطيني هو "توفيق". وهي علاقة حب، يرغب الاثنان في تتويجها بالزواج، غير أن توفيق يعمل مع والده حسن في ورشة إصلاح السيارات التي يملكها "ريوفن" والد "مالي" وهو يهودي طيب، ويعمل فيها أيضا "مائير" شقيق مالي وهو يهودي "شرير" أي متعصب.
يستعد توفيق ومالي للهرب والزواج، ولكن تعصب مائير يؤدي إلى مشاجرة عنيفة مع توفيق الذي يسقطه أرضا فيقتله بطريق الخطأ. ويدخل توفيق السجن، حيث يقضي 9 سنوات. وتعترف مالي لوالديها بأنها حامل، لكنها تقول لهما إن الحمل نتيجة علاقة مع يهودي متزوج. وتنجب مالي ابنة هي شيران، يقومان بتربيتها، وتمر السنون، ويخرج توفيق من السجن لكي يبحث عن مالي التي لم تخبره بأنها أنجبت منه لكنها تلتقيه في نهاية الفيلم مع شيران، بما يوحي بأنهما سيقطعان معا طريقا جديدا ربما يكون أكثر سعادة.
هذا فيلم بسيط، مصنوع على طريقة الميلودراما التقليدية: أي من شخصيات من الأخيار والأشرار، إنه يصور كيف يعامل "مائير" العاملين الفلسطينيين: توفيق ووالده حسن، بغلظة وكراهية ونفور، بل ويمارس على توفيق، كونه شابا متفوقا في مهنته قياسا إليه، نوعا من العنصرية المقيتة أيضا في مقابل ذلك هناك شخصية صاحب الورشة "ريوفن" والد مائير ومالي، فهو طيب القلب إلى حد كبير، يبدو غير مهتم كثيرا بأصل العاملين في ورشته بل بمقدار ما يتمتعان به من كفاءة في العمل، بل إنه في مواقف عديدة بالفيلم، يقف ضد تعصب ابنه مائير ضدهما في أعقاب مشاجرة بين مائير وتوفيق، ثم يقوم بطرده من منزل الأسرة بعد أن يوجه إهانة إلى أمه أثناء تدخلها في مناقشة ما حدث.
التعقيدات الدخيلة على الفيلم تساهم في بطء الإيقاع، ولا تضيف أبعادا جديدة إلى تلك الشخصيات الخمس المسطحة القريبة من الصور النمطية، بل وتعد شخصية والدة مالي "أوزنات" شخصية زائدة عن الدراما، وتصبح في المشاهد التي تظهر فيها عبئا على الفيلم ونمطا مشتتا أيضا للمتفرج، فما المقصود بتصويرها أصغر كثيرا من زوجها أولا، وما المقصود ثانيا من إظهارها في صورة "مثيرة" جنسيا، تتلوى وتتخذ أوضاعا مغرية، بشكل مقحم تماما على الفيلم وموضوعه. وتقوم بدور الأم هنا الممثلة رونيت الكابيتز (يهودية من أصل مغربي)، وهي الممثلة التي تألقت من قبل في فيلم "زيارة الفرقة الموسيقية" The Bandit's Visit في دور "دينا" صاحبة المطعم.
الإيقاع العام للفيلم بطيء، بسبب عدم تطور الأحداث، والاستطرادات الكثيرة، خاصة في تكرار مشاهد تناول الطعام، وبدون نجاح في توصيل الفكرة المقصودة من وراء تلك المشاهد وهي انعدام التواصل بين أفراد الأسرة، فالحوار فيها بارد، عادي إلى درجة صرف الاهتمام.
ولا يتضح أثر مرور الزمن في الفيلم سواء على الفتاة مالي، أو على أمها أوزنات، أو على توفيق بعد خروجه من السجن الذي يقضي فيع تسع سنوات رغم أن جريمته هي القتل الخطأ.
ولا يبدو أن هناك معنى خاصا في الفيلم للمكان (يافا) فمعظم الأحداث يجري تصويرها في الداخل (مسكن الأسرة، أو الورشة)، وعندما تخرج المخرجة بالكاميرا إلى المدينة لا نكاد نلمح منها شيئا بسبب التصوير السريع من السيارة، وهي تنتقل إلى ضاحية رمات جان إحدى ضواحي تل أبيب التي يقطنها العرب لتصوير لقاء لميتم بين مالي وتوفيق، لكنها تكتفي بتصوير بضعة شباب يجلسون خارج مقهى على الرصيف يتجاذبون أطراف الحديث، كما تستخدم الموسيقى العربية بتكاسل وفي تكرار للنغمات بحيث تبدو خارج الفيلم.
ربما يكون أداء الممثل الفلسطيني محمود شلبي في دور توفيق هو الأداء الأفضل في هذا الفيلم بتلقائيته وردود فعله لكن الشخصية التي يقوم بها شخصية أحادية الجانب للضحية، بينما يعاني الفيلم من الأداء البارد الجاف الذي لا يضفي اي أبعاد على الشخصيات، وأبرز مثال على ذلك الممثلة دانا إفجي التي قامت بدور "مالي" فأداؤها لا يتطور بل يظل أحاديا من أول الفيلم إلى آخره، ولعل مرجع ذلك يعود إلى كون الشخصية التي تقوم بها مسطحة فاقدة لأي أبعاد، لدرجة أننا نبدأ في التساؤل: لماذا تتخذ هذه الفتاة الإسرائيلية "العادية للغاية" قرارا خطيرا من هذا النوع، بالارتباط بعلاقة عاطفية مع مواطن من "الدرجة الثانية" هو توفيق بل وتنجب منه أيضا وتخاطر بفقدان أسرتها ورد الفعل الغاضب من المجتمع.
المخرجة أرادت أن تقدم "المأزق" القائم في إسرائيل، ليس من خلال لمس الأوضاع والتناقضات السياسية الملتهبة القائمة هناك، بل من خلال دراما تقليدية تتركز حول فكرة ذلك الصراع المكتوم، ولكن في سياق لا يحقق أي تقدم في معالجة الموضوع، وبلا أي تأثير حقيقي على المتفرج في النهاية، فالمرء يخرج بعد انتهاء مشاهدة هذا الفيلم دون أن يزداد وعيه بالصراع، ودون أن تبقى في ذهنه أسئلة مقلقة من أي نوع، بل إن تلك "النهاية السعيدة" التي يجتمع خلالها شمل الأسرة بسبب تلك الإبنة- الرمز للتعايش المشترك تبدو بلا أي معنى.

عيون مفتوحة على اتساعها
فيلم "عيون مفتوحة على اتساعها" للمخرج حاييم تاباكمان، الذي يلعب على عنوان الفيلم الأخير لستانلي كوبريك، ربما تتمثل قيمته الوحيدة في أنه يتجرأ فيقتحم موضوعا يندرج في إطار "المسكوت عنه" في الثقافة اليهودية عموما، فيصور علاقة جنسية مثلية بين شابين داخل مجتمع اليهود الأرثوذوكس في إسرائيل.
أحد هؤلاء الشابين متزوج ولديه أربعة أبناء. وهو صاحب محل جزارة، وبعدما يموت والده ويجد نفسه وحيدا في المحل يرحب بالاستعانة بشاب ينتمي أيضا إلى نفس الطائفة، لمساعدته في العمل ويقوم بتعليمه كيف يقطع اللحم وكيف يزنه ويبيعه، وسرعان ما يقع الانجذاب بين الشابين، ثم الخطيئة المحرمة، ويتسلل الشك في نفس الزوجة، ثم تشعر الطائفة وحاخاماتها بما يجري، ويحاولون لفت نظر صاحبنا ويطلبون منه طرد هذا الشاب الغريب، لكنه لا يفعل. يصطحبه الخاحام معه إلى الصلاة ويحذره مما يمكن أن يتعرض له. لكنه لا يستجيب، فيتعرض لهجمات على محله من اليهود الغاضبين من دعاة الفضيلة، ثم يواجه أيضا الاستجواب أمام ما يعرف بشرطة الآداب بعد أن يبلغ أهل الحي عن سلوكه. لا تواجهه الزوجة مباشرة بما يفعله لكنها تتألم وتتعذب في صمت. إنها نموذج للزوجة والأم اليهودية التي تضحي بسعادتها الشخصية حفاظا على الأسرة. وبعد أن يتحمل الرجل كل أنواع الضغوط دون أن يستجيب للاستفزازات والاعتداءات كما لو كان "نبيا" يبشر بديانة جديدة في شعب يرفضه، تنتهي الضعوظ إلى النهاية المأساوية المتوقعة.
هذا فيلم لا يقول لنا شيئا، ولا يقدم أي أبعاد إنسانية من وراء تلك القصة التي تدور في أجواء اليهود الأثوذوكس، وتصوير منازلهم والشوارع الضيقة في الحي الذي يقطنون فيه، معابدهم ومحلاتهم وتقاليدهم كما لو كنا نشاهد فيلما من أفلام الدراسة البشرية لفصيل بشري معين anthropological فليس هناك أي مغزي اجتماعي أو سياسي يعبر مثلا عن رفض المجتمع المغلق أو فكرة التزمت الأخلاقي أو الاحتجاج عليها، ولا توجد أي ملامح خاصة إنسانية داخل مؤسسة الزواج تدفع إلى البحث عن تلك "العلاقة الأخرى". إنه باختصار ليس فيلما عن التمرد بل المقصود فقط تقديم صورة مثيرة غريبة تتناقض مع ما هو قائم على السطح، لإثارة خيال المتفرج.
أما على الصعيد السينمائي فهناك إيقاع شديد البطء حد الملل، وموسيقى متكررة مفتعلة، وإضاءة خافتة قد تناسب تلك الأجواء القاتمة الكئيبة التي يصورها، وتمثيل أحادي سطحي لأن العلاقة بين الشابين في الفيلم هي بوضوح علاقة جسدية أساسها الشهوة بل ولا يوجد أي حوار من أي نوع يعكس الجوانب الإنسانية المرهفة داخل هذين الشابين، بل نرى أنهما يندفعان نحو تلك العلاقة بقوة غامضة، وكأنه لقاء قدري بينهما من أجل الحصول على المتعة حتى لو كان الثمن هو الموت. "هيون مغتوحة على اتساعها" لا يفتح أي أفق للرؤية أمام المشاهد. إنه أقرب إلى أفلام التقاليع "الليبرالية" الإسرائيلية التي تريد أن تقول للعالم إن إسرائيل ليست مجتمعا "دينيا" متزمتا يخظر تصوير العلاقات المحظورة، بل يمكن أن تخرج منه أيضا أفلام الشذوذ الجنسي والعلاقات المحرمة المجسدة بوضوح.. ولا أظن أن هذا في حد ذاته" هدف عظيم!

"عجمي"
قيل كلام كثير عن فيلم "عجمي" Ajami ، واحتفي به البعض باعتباره أول فيلم يشترك في إخراجه مخرج اسرائيلي يهودي هو يارون شاني، ومخرج فلسطيني (ممن يطلق عليهم عرب إسرائيل) هو اسكندر قبطي. وقد اختتم به برنامج نصف شهر المخرجين الذ يصح أن نطلق عليه "مهرجان" فهو حدث كبير منفصل تماما عن المهرجان الرسمي في كان، وتنظمه نقابة المخرجين الفرنسيين.
سر الاهتمام الكبير الذي تبدى أيضا في التنويه بالفيلم من جانب إحدى لجان التحكيم في "كان" أنه يتغلغل في حياة مجموعات بشرية متنوعة (إذا جاز التعبير) داخل إسرائيل ويحاول رصد التناقضات الكامنة فيما بينها والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة.
هناك شخصيات من البدو العرب أو الفلسطينيين، ومن الفلسطينيين في إسرائيل، القادمين من خارج إسرائيل تسللا، ومن المسيحيين الفلسطينيين، واليهود الإسرائيليين، يجمع بينهم جميعا أنهم يقطنون حي "العجمي" أحد أحياء مدينة يافا، المعروف بانتشار الجريمة وتجارة المخدرات فيه، أو بالأحرى بإيوائه العناصر التي تتعامل مع الجريمة والمخدرات.
أكثر من أربعين دقيقة منذ بداية الفيلم ربما تكون أهم وأفضل ما فيه على الإطلاق، نرى فيها تصويرا مكثفا ودقيقا وباستخدام عشرات الأشخاص من البدو في لقطات قريبة ومشاهد صاخبة بالحركة والشجار والنقاش المتفجر، على طريقة السينما الوثائقية أو منهج "سينما الحقيقة"، وبدون أدنى شعور بوجود الكاميرا التي تنجح في اقتناص الأداء التلقائي الممتد من ممثلين معظمهم من غير المحترفين بل من الأهالي. ولعل التدريبات التي استغرقت عشرة أشهر مع الأشخاص الذي استعين بهم للظهور في هذا الفيلم وراء تلك الدقة الفوتوغرافية في سواء في الصورة أو في الحوار.
والمدخل إلى الموضوع أو بالأحرى إلى هذا الفصل الأول، جريمة قتل بشعة باطلاق الرصاص في عز الظهر، يروح ضحيتها شخص يقطن الحي لكنه لم يكن المقصود بالقتل بل قتل نتيجة خطأ من القاتل الذي كان يستهدف رجلا آخر من العائلة نفسها في إطار الانتقام لمقتل رجل من تلك القبيلة التي انطلقت من عقالها كغول متوحش، تسعى الآن للانتقام، والتي أعلنت الحرب على عائلة المعتدي الأصلي.
وهنا يدخل الشاب "عمر" إلى بؤرة الحدث فهو يسعى لإنقاذ عمه من الموت الذي يترقبه انتقاما، ووقف تلك السلسلة الرهيبة من القتل التي تعتزم قبيلة البدو ارتكابها. ويستقر الأمر على ضرورة دفع مبلغ من المال يصل إلى أكثر من 40 ألف دولار مقابل شطب قرار القتل. ويصبح لا حل أمام عمر سوى الانغماس في بيع المخدرات من أجل تدبير المبلغ.

من جهة أخرى هناك "مالك" المتسلل إلى يافا من غزة، والذي يعمل سرا في مطعم يملكه فلسطيني في العجمي، وهو يرتبط بعلاقة حب مع فتاة مسيحية تعمل معه، دون أي أمل في الزواج بسبب التوتر الذي يمكن أن ينشأ من العلاقة بين مسلم ومسيحية.
وهناك "بينج" (الذي يقوم بدوره اسكندر قبطي) وهو فلسطيني يرتبط بعلاقة حب مع يهودية ويعتزم الفرار معها من "العجمي" لكي يتزوجا. أصدقاؤه يعارضون قراره هذا، ويجد هو نفسه في مأزق عندما يقتل شقيقه يهوديا في مشاجرة بينهما في الحي طعنا بالسكين، ويهرب تاركا وراءه حقيبة من المخدرات.
وهناك ضابط الشرطة الاسرائيلي الذي اختفى شقيقه في ظروف غامضة، غالبا أيضا لعلاقته بعالم المخدرات وهو على استعداد لتجاوز كل القوانين من أجل الوصول إلى شقيقه واستعادته.
هذه الشخصيات التي يقدمها الفيلم من خلال فصول متفرقة لا تلتزم بوحدة الزمان بل بوحدة المكان فقط، يسعى بعد ذلك قبيل النهاية إلى الربط بينها لتقديم صورة لمأزق الوضع الراهن داخل المجتمع الإسرائيلي.
ولكن هل هذا هو حقا "المجتمع الإسرائيل، أو هل يمكن اعتبار "العجمي" صورة مصغرة "ميكروكوزم" لإسرائيل كلها؟
لا أظن أن هذا مقصد الفيلم الأساسي بل إن مقصده هو تصوير استحالة "التعايش" في ظل الأوضاع القائمة، لكنه يبتعد كثيرا عن الجوانب السياسية المباشرة التي تؤكد تلك الاستحالة، ويتجه لإلقاء اللوم على الناس أنفسهم وليس على السياسات، بل ويشعر المتفرج وهو يتابع الـ40 دقيقة الأولى منه أنه يشاهد فيلما "انثروبولوجيا" عن بدو إسرائيل العرب المنغمسين في الثأر وعمليات القتل بدون رحمة، والابتزاز من أجل الحصول على المال، وكيف يناقشون بالتفصيل موضوع "الفدية" بدم بارد، بينما يبدو القتل عندهم أمر طبيعي يرتكبونه دون أدنى شعور بالشفقة، والشيء الوحيد الذي يمكنه وقف القتل هو المال.
من الناحية السياسية إذن هناك "انحراف" مقصود عن التوجه السياسي الرئيسي الذي يغذي العنصرية والصراع والتوتر بين الجيران داخل الحي الواحد، بل ينحى باللائمة على النمط المتخلف في العلاقات بين الطوائف نفسها، وهو ما قد يكون صحيحا إلا أنه ليس المسؤول عن تلك الحالة العصابية التي أصابت الجميع داخل ذلك المجتمع المصغر.
من الناحية الأخرى، الدرامية، لا ينجح الفيلم في جذب المتفرج بسبب افتقاده للحبكة أو للعلاقة الواضحة بين الشخصيات والأحداث من البداية، فهذه العلاقة لا نصل إليها، سوى في المشاهد الأخيرة من الفيلم، وبصورة ليست متماسكة، وفي سياق مترهل يسقط إيقاعه في الرتابة والبطء، ويعاني من الثرثرة.
وهناك أيضا الكثير من الاستطرادات التي يغري بها التوغل داخل تلك المجتمعات (البدو بشكل خاص)، والتكرار، والاهتمام بالجانب التوثيقي أو الوثائقي على حساب الجانب الدرامي، وهو ما يجعل الفيلم رغم قوة تصويره، نسيجا غير مترابط، يمكن اقتطاع نحو نحو نصف ساعة منه دون أن نفقد شيئا بل ربما يصبح أكثر انضباطا، إذا أراد صانعوه له أن يصل للمتفرج دون أن يرهقه، خاصة وأن مصير فيلم كهذا سيكون على الأغلب، العرض على شاشات التليفزيون الأوروبية والأمريكية.
((تحذير: جميع الحقوق محفوظة))

عودة إلى موضوع النشر الالكتروني

* كنت قد نشرت من قبل رسالة من الصديق "سامي" من داخل الأرض المحت يقدم فيها بعض الاقتراحات الخاصة بنشر الكتب الكترونيا، وقد رددت عليه وقتذاك بما أعلم وأبديت خشيتي من القرصنة السريعة، وها هو لاييأس من إمكانية إقناعي وإقناع غيري بالطبع، بأن هذه الوسيلة قد تكون الأكثر فعالية من الكتب الورقية. الجدال حول هذه المسألة لاشك أنه يفتح الباب واسعا أمام آفاق جديدة، وهو موضوع يمكننا بلا شك أن نستفيد منه ويستفيد منه من يهمه الأمر.. وها هي رسالة "سامي" صاحب المنطق القوي الذي أعجبني قوله إنه لا يحب أن يبدأ شيئا دون أن يستكمله. وإليكم رسالته وفي انتظار مزيد من التعليقات التي تثري الحوار في الموضوع.
*"أعلم أنك لن تغير رأيك ورسالتي هذه ليست لإقناعك لكنن من الذين لا يستطيعون السكوت رغم انتهاء النقاش إلا إذا قالوا كل ما عندهم لذا سأقول كلمتي و"أفضفض" ثم سأتوقف عن إزعاجك في هذا الموضوع:
أنت صادق أن لا مانع من تناقل الملف في الإنترنت إذا تم نشره إلكترونيا ولكن هذا الامر صحيح على الكتب الورقية أيضا فاليوم ببعض الجهد البسيط يمكن مسح الكتاب وتحويله إلى ملف بي دي إف.. الكثير من الكتب تمر بهذه العملية والبحث عنها سهل جدا إذ يكفي أن تبحث في غوغل عن "تحميل الكتاب الفلاني" فتظهر لك النتائج.. أغلب الكتب العربية التي يمكن تحميلها من الإنترنت مصدرها كتب ورقية تم مسحها.. عمليا المرة الوحيدة التي صادفت ملف بي دي إف مصدره ليس مسح كتاب ورقي كان في موقع "كتاب في جريدة" الجديد حيث جميع الكتب متوفرة (من الناشر وبموافقته)
برأيي وجود الكتاب على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه سينتشر بشكل غير قانوني فلقوانين العرض والطلب تأثيرها هنا أيضا غالبية الكتب التي يتم تناقلها بشكل غير قانوني هي "الكتب الجماهيرية" أي كتب يشاع عنها أنها جريئة أو روايات رائجة... إلخ الكتاب الذي ذكرته في ردك علي قمت بالبحث عنه وتحميله ويبدو لي أنه تم مسح النسخة الورقية منه (بسبب أن الكتاب عبارة عن صور لنص وليس نصا مثلما يحدث للكتب التي تنقل من الوورد إلى بي دي إف) ويبدو لي بعد اطلاع سريع، أنه انتشر لأنه يتطرق للجنس.. إلخ. سأضرب لك مثالا في الماضي كان هنالك على موقع "عجيب" (تابع لشركة صخر) نصوص مؤلفات نشرها مشروع كتاب في جريدة (صخر كانت إحدى الشركات التي دعمت المشروع) وقد استمر نشرها لأربع سنين على الأقل وبعد خروج صخر من المشروع حذفت هذه المؤلفات من موقعهم.. لم أر أبدا سرقة نص أحد المؤلفات التي كانت منشورة (مثلا مملكة الغرباء لإلياس خوري أو مختارات المتنبي أو مختارات زكريا تامر إلخ...) والنصوص الوحيدة التي ربما كان مصدرها موقع "عجيب" هي رواية "المتشائل" لإميل حبيبي، لأن المؤلفات الأولى غير معروفة لدي "العامة" بينما المتشائل استطاعت (بسبب تناولها السياسة) أن تشتهر. لا أقلل من أهمية باقي المؤلفات.
الكتب الورقية أيضا ما إن تنشر حتى يتم نسخها وبيع نسخ مزورة منها، ولم أر احدا يمتنع عن النشر لهذا السبب. الفرق أن النشر في الإنترنت يقوم به في الغالب هواة، وهم لا يفعلون ذلك لهدف الربح بل ربما ليزيدوا من انتشار كتب أحبوها (جاهلين ما تسببه أفعالهم من خسارة للمؤلف وتأثيرها على "خصبه" المسقبلي) بينما مزوري الكتب لا يبغون سوى الربح.
هنالك عدة وسائل للحماية إحداها (وهي موجودة في الموقع الذي أشرت إليه في السابق) هي أن يتم وسم كل صفحات الكتاب بتفاصيل من قام بتحميل الكتاب منهم. أما الثانية فهي استخدام ما يسمى بالدي أر إم وهي وسيلة حماية تتيح للمستخدم استخدام الكتاب على حاسوب واحد فقط (فلا يستطيع نقله إلى آخر حتى لو كان ملكه) ولا يستطيع الطباعة الخ... هذه الوسيلة تقيّد من حرية القارئ وأنا لا أحبها.
في نهاية الأمر أنت قلت سابقا أنك لم تر عوائد مالية من الناشرين في مؤلفات سابقة وقمت بطبع النسخة الثانية من كتابك على نفقتك (ولا أظنك ربحت من ذلك). أنت صادق هنالك ترد ثقافي لدى العرب الخ... وهم مستعدون لدفع المال من أجل وجبة في ماكدونالدز يشبعون بها نهمهم دون أن يتذمروا من غلاء ثمن وجبة زائلة بعد ساعات لكنهم لن يقبلوا بأن يدفعوا المال لشراء كتاب يحوي غذاء لروحهم ويبقى إلى الأبد.
برأيي إن كان لا بد من خيارين "أحلاهما مر" فأنا أفضل أن يسرق "المذموم بفعلته" زهرتي على أن يسرق من يدعى الباسل الخطر حقلي".
تعليق أخير على الرسالة. يمكنني بالطبع أن أغير رأيي، وقد غيرته بالفعل، فليست هناك اختيارات نهائية في مثل هذه الأمور، وسأفكر جديا في نشر كتاب بهذه الطريقة وربما ألجأ إليك للمساعدة، ليس في التنضيد الاحترافي لأنني أجيد هذه الناحية بل في جوانب أخرى. انتظر قليلا فقط.

الجمعة، 12 يونيو 2009

عن هذا الصحفي اللص

استمرارا لمناقشة موضوع السطو على المقالات من قبل بعض لصوص الانترنت تلقيت الرسالة التالية من الزميل الناقد اللبناني هوفيك حبشيان:
منذ فترة ليست ببعيدة وأنا أدخل الى مدونتك واطالع ما تكتبه يوماً بعد يوم. أمس وقعت على مقالك عن هذا اللص الظريف الذي يعتقد ان لا أحد يقرأ ولا أحد يراقب، علماً بأن صحافة العالم كله بتنا نمسكها في راحة يدنا. والحق أن هذا الموضوع (الحقوق الأدبية) يهمني كثيراً، وسبق أن واجهته خلال إدارتي، لصفحة يومية عن الفنون البصرية، اذ كانت ترسل لي مواد من مكتب مصر، أجدها لاحقاً في توقيع أسماء أخرى على شبكة الانترنت. وحين سألت أحدهم عن "سرقته" الواضحة والصريحة (والغبية، لأنه لم يكلف نفسه عناء تغيير العنوان) فكان رده: "إنه مجرد توارد أفكار بيني وبين الكاتب الآخر"!
في أي حال، انا مسرور لتطرقك لهذه المسألة الحساسة، لأن هذه المهنة في هذه المنطقة العربية صارت "بهدلة" وغير جديرة بالاحترام (أحياناً أخجل ان اقول إنني صحافي)، جراء ما يكتب ويناقش من قضايا متخلفة لا تمت بصلة الى هذا الفن البهي. فما بالك اذا كان الصحافي يتحول الى نصاب يسرق أفكار الآخرين ويقبض بدلاً ماديا عنها!

أما بالنسبة للص الظريف، فاعتقد انني أول من أكتشف هذه الـ"ميني" فضيحة. فأنا وهذا اللص "صديقان" على الفايسبوك، وحين قرأت "مقاله" المطعم بفقرات من مقالك، سألته: اين شاهدت هذا الفيلم؟ فلم يرد. ثم رأيت أنه يتلقى الإطراءات من الآخرين على مقاله، فوضعت رابط مقالك تحت مقاله. ولم يكلف نفسه عناء إلغاء الرابط. في لبنان نقول لهذا الصنف من اللصوص "على عينك يا تاجر". ولعل أكثر ما يزعجني في هذه المسألة هو أن يعطي أحدهم رأياً في فيلم لم يشاهده، وهذه أيضاً قمة اللصوصية.
مع مودتي
هوفيك
* جزيل الشكر على اهتمام الزميل هوفيك بالموضوع ومبادرته الإيجابية بالتعليق عليه فنحن ينبغي أن نقف جميعا معا في وجه هؤلاء الأدعياء وإلا سيأتي يوم قريب جدا تطرد فيه العملة المزيفة العملة الصحيحة الحقيقية، وربما نصبح نحن المتهمين بالسرقة والنقل لأننا لا ندافع عن حقوقنا الفكرية ونتصدى كما ينبغي بكل الوسائل بما فيها الفضح والتشهير علانية بهم لأنهم لصوص جريمتهم مثبتة لا يمكنهم الادعاء بأننا نشهر بهم بل هم الذين وضعوا أنفسهم في هذا الموضع.
عزيزي هوفيك: أنت تصفه باللص الظريف وأفهم أن هذا نوع من السخرية بالطبع، ولكن ربما يكون الأنسب أن نصفه أيضا باللص الغبي لأنه يسرق ويتباهى على الفايسبوك بأنه لص. ولا يكلف نفسه عناء رفع الرابط إلى مقالي كما ذكرت أنت. ونحن بالتضامن معا الذين جعلنا فضيحته "على عينك ياتاجر"!
============================================= ==
* الصديق المخرج والناقد أحمد عاطف، بعث تعليقا على موضوع الصحفي اللص المدعو سلامة عبد الحميد يقول إنه سعيد بما فعلت من فضحه لأنه شخصيا تعرض من قبل لفبركة حوار معه نشر فى جريدة "البديل" من طرف اللص نفسه، وقال إنه أعلن على المسرح بسينما جود نيوز اثناء تقديم فيلم "الغابة" فى مهرجان القاهرة أنه لم يجر أى حوار مع "البديل"وكان ذلك فى حضور رئيس تحرير "البديل" السابق د. محمد السيد سعيد بصالة العرض و الذى وعد بوقف ذلك اللص لكنه مرض بعده ذلك وترك "البديل"، بالإضافة الى ان هذا الشخص يعمل فى شركة ترويج إعلانى لحساب منتج معين للأفلام يروج لأفلامه عن طريق ما ينشره في وكالة الأنباء الالمانية من أخبار. ويقول أحمد عاطف إن هذا اللص "فضائحه كثيرة".

=============================================
* رسالة من الصديق الدكتور وليد سيف الناقد وكاتب السيناريو المعروف يقول فيها "أحييك على حرصك على شرف المهنة.. وغيرتك على قلمك.. وأنت بهذا تقدم درسا فى حماية الحقوق وعدم الإستسلام لكل أشكال القرصنة والإحتلال .. وإلى لقاء دائم مع مقالاتك الرائعة".كل الشكر للدكتور وليد. وسأوالي نشر مقالاتي النقدية وأقلب صفحة الصحفي اللص بعد أن تحقق الغرض منها.
=============================================
* رسالة من قاريء يتساءل فيها بنوع من الإشفاق على اللص لماذا هذا العقاب القاسي والتعامل العنيف معه وكان يمكني أن اكسبه؟

* ردي على رسالة ذلك القاريء الذي لم يكتب إسمه وفضل البقاء مجهولا أن هذا الرد "القاسي" من جانبي على ما قام به اللص (وأرجو بالفعل أن يكون قاسيا بما فيه الكفاية) له أسبابه بكل تأكيد: ومنها أن هذا الصحفي اللص سبق أن سطا على مقال لي ونشره في "البديل" ولما واجهناه بفعلته بعث رسالة يتعهد بأنه لن يفعلها مرة أخرى لكنه عاد وفعلها. وعاد بعد أن نشرت أنا أول موضوع لي في "البديل" لكي يستخدم وجوده في الجريدة فكتب تعليقا فظا يعكس وقاحته وقلة أدبه على مقالي بطريقة فيها إساءة وسب، ولم يوقع التعليق الذي نشر على الانترنت في اطار تعليقات القراء، فأرسلت أقول له إنني أعرف أنه وراء التعليق البذيء وأنذرته بالتوقف عن مثل هذه الأفعال، فعاد ليكتب تعليقا آخر كله بذاءة، وزاد فوقعه باسمه وكأنه يقول لي إنه شجاع لا يخشى شيئا، فأرسلت لرئيس التحرير لكي يضع حدا لهذه المهزلة، فحذف التعليقات المسيئة لكنه لم يتخذ معه أي إجراء بل على العكس، منحه صلاحيات أكبر لأن رئيس التحرير الذي خلف الدكتور محمد السيد سعيد كان من أقاربه كما قيل لي. ورغم شكوى معظم الصحفيين الذين أعرفهم في "البديل" من سلوكياته المنحطة منحه رئيس التحرير إياه مهمة الإشراف على صفحتين في تلك الجريدة (حولها صاحبنا هذا إلى ما يشبه الكباريه) فيما ثقافة هذا اللص لا تزيد عن نوع من الفهلوة التي تجعله يطلب ممن يجري معهم المقابلات تمهيدا لإعداد تحقيقات صحفية أن يكتب كل منهم 300 كلمة يستخدمها في تحقيقاته (على الجاهز) لأنه لا يستطيع حتى صياغة ما تدلي به الشخصيات العامة من أحاديث، وعندما لا يجد شيئا فإنه يخترع مواضيع تافهة مثل "هل تلخيص قصص الأفلام عن طريق النقاد يحرق نهايات الأفلام أمام المشاهدين"، وقد أرسل ذات مرة يطلب رأيي في هذا الموضوع الخطير جدا، فلما قلت له إنني أرفض المشاركة في تحقيق كهذا لأنه لا توجد قضية حقيقية للمناقشة، نشر على لساني أنني أثني على جهوده في "النقد السينمائي".. فهل هناك احتيال أكثر من هذا. وقد عاد الآن ففعل ما فعل بعد أن سطا على روح مقالي وجوهره ونص كلماته أيضا فيما اقتبسه من فقرات وهو لم يشاهد الفيلم، وبدلا من الندم والاعتذار بعث يقول لي إنه لم يسرق، وإنه ليس ناقدا وإنما هو صحفي "نقل" عني.. وهذا أغرب ما يمكن أن يسمعه إنسان في العالم.. فمن أذن لك بالنقل، ولماذا إذن لم تذكر في مقالك أنك لم تشاهد الفيلم وإنما استعنت بما كتبه ناقد معين عنه.
وقد لقي موقفي من ذلك اللص والطريقة التي تعاملت بها معه ترحيبا على نطاق واسع من الأصدقاء الذين أعتز بصداقتهم وأحترمهم. ولعل في هذا عبرة لغيره من الصحفيين المبتدئين الذين يتعين عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر في المعرفة والثقافة، وألا يطرقوا الطريق السهل في الحصول على "الرزق". ولعل النصيحة أخيرا تنفع.

الخميس، 11 يونيو 2009

في الطريق إلى مهرجان روما للخيال ومهرجان فينيسيا السينمائي

دار كونسيالزيوني للعرض (المبنى الكائن على اليمين داخل الصورة)

الدورة الثالثة من مهرجان روما للخيال
الدورة الثالثة لمهرجان روما للتليفزيون المعروف بمهرجان روما للخيال Roma FictionFest الذي يعد أحد أكبر المهرجانات في العالم للأفلام الدرامية والوثائقية والمسلسلات التليفزيونية ستقام في الفترة من 6 إلى 11 يوليو في العاصمة الإيطالية. هذا المهرجان عادة ما يعرض كل الأعمال الدرامية وغير الدرامية التي تنتج للتليفزيون بما في ذلك المصورة على شرائط سينمائية.
وتقسم هذه الأعمال على عدة أقسام داخل وخارج المسابقة منها الأفلام الروائية الطويلة، والمسلسلات القصيرة (6- 10 حلقات)، والمسلسلات الطويلة، والأفلام الوثائقية الطويلة.
المهرجان يقام نتيجة جهود مشتركة بين الاتحاد الإيطالي لمنتجي التليفزيون والغرفة التجارية في روما. وينظم المهرجان مسابقة خاصة للأعمال الدرامية الإيطالية، كما يعرض الكثير من الأفلام الروائية والتسجيلية في أقسام خاصة خارج المسابقة تشمل أيضا الاحتفاء بشخصية أو برامج الاستعادة retrospective أي عروض الأفلام التي أخرجها مخرج ما أو التي تنتمي إلى مدرسة واحدة على طريقة عروض ما يسمي بـ"الريبورتوار" في المسرح.
وتتكون لجان التحكيم فيه من المتطوعين من الجمهور من داخل وخارج إيطاليا الذين يتم اختيارهم مسبقا من بين مئات المتقدمين، ويرأس كل لجنة أحد خبراء صناعة التليفزيون.
ومشاهدة الأعمال المعروضة في المهرجان مفتوحة مجانا للجمهور الإيطالي، وتعرض الأفلام في مجتمع سينما "أدريانو" في قلب روما قرب الفاتيكان الذي يضم 10 قاعات، كما تعرض الأعمال المختارة قبل العرض العام في Conciliazione auditorium التي تعد من أفخم دور العرض في العالم، وهي أساسا دار للاستماع الموسيقي تابعة للفاتيكان، وتضم 1763 مقعدا على مساحة 1535 مترا مربعا.
تشارك في مسابقات المهرجان في الدورة الجديدة أعمال درامية ووثائقية من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان واستراليا وكندا واسبانيا وجنوب افريقيا ومصر وأوكرانيا والأرجنتين.
=======================================================
فيلم جديد لتورناتوري في افتتاح مهرجان فينيسيا الـ66


للمرة الأولى منذ نحو عشرين عاما سيفتتح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ66 (2- 12 سبمتبر) ، بفيلم إيطالي جديد هو فيلم المخرج الشيهر جيوسيبي تورناتوري (مخرج "سينما باراديزو" و"مكتشف المواهب"). وسيعرض الفيلم مساء الثاني من سبتمبر في الافتتاح وداخل مسابقة المهرجان متنافسا على جائزة الأسد الذهبي. وهذا أول إعلان رسمي عن أي فيلم من أفلام المهرجان الذي يعد أعرق مهرجانات السينما في العالم، في الدورة الجديدة وهي السادسة والستين هذا العام رغم أن عمر المهرجان الحقيقي يصل حاليا إلى 77 عاما. وكان قد أعلن فقط أن المهرجان سيمنح جائزة تكريم خاصة (أسد ذهبي) إلى فنان أفلام الرسوم جون لاسيتر ومديري شركة "باكستر" التي تميزا أخيرا في إنتاج هذا النوع من الأفلام ونجحت في إعادة إحيائه، وهي بالمناسبة الشركة التي أنتجت فيلم الرسوم "إلى أعلى" الذي عرض في افتتاح مهرجان كان الأخير.
الفيلم الجديد للمخرج الشهير بعنوان "باريا" Baaria وهو يقول إن هذه الكلمة تشير إلى صوت قديم، بمثابة وصفة سحرية أو مفتاح يفتح الأبواب الصدئة القديمة المغلقة ويكشف عما بالداخل حيث "يختفي معنى أكثر أفلامي ذاتية" حسبما يقول تورناتوري. ويصور الفيلم قصة حب تمتليء بالأحلام المثالية في سياق أقرب إلى الأسطورة ويمتليء بالبطولة. ويقول تورناتوري إن "باريا" أيضا اسم بلدة في صقلية يعيش فيها الناس ملتصقين إلى جوار بعضهم البعض في بيوت تتراص عبر الشوارع الضيقة. يشارك في الفيلم حشد كبير من نجوم السينما الايطالية.

لقطة من فيلم "باريا" لتورناتوري

((تحذير: جميع الحقوق محفوظة))

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger