الجمعة، 5 يونيو 2009

رسائل الأصدقاء 5

* هذه الرسالة وصلتني من الصديق عمر منجونة ورايت أنها تستحق ردا مفصلا:
أعجبنى بشدة هذا النص البحثى - ان جازت التسمية - الذى قدمته الأستاذة ظبية خميس. بالنسبة لى فقد واجهت هذا السؤال من قبل - هل المرأة عاجزة عن تقديم سينما كالتى يقدمها الرجال؟ لكنى أعود وأذكر نفسى بتجربة بعض الكاتبات العربيات وغير العربيات اللاتى تأثرت بكتاباتهن. ولكن على مستوى السينما هناك تجارب إخراجية جيدة لكنى لم أر من استطاعت أن تؤسس لاتجاه سينمائى معين - أرجو أن تصحح لى ان كنت على خطأ - الا أننى أرى أن تناقص عدد المبدعات العرب بشكل عام يرجع الى طرق تنشئة الفتاة فى الأسرة العربية. على سبيل المثال أذكر أننى كنت فى أحد خطب الجمعة و تحدث الإمام - ناصحا الشباب - عن اختيار الفتاة التى لا تخرج منزل الزواج بدلا عن تلك - السافرة- لماذا؟ لأن تلك الأخيرة لديها القدرة على المقارنة والاختيار وذلك لا ينبغى لفتاة مسلمة! وهو أمر منتشر للأسف فى الأسر العربية - وان اختلفت نسبة الايمان بهذا الفعل.
- بالنسبة لقضية النشر فالأمر فعلا محزن فى بلد فى حالة انهيار كلى (رؤية تشاؤمية) فإن كان الحال هكذا لناقد كبير فى عملية النشر (الأرخص نسبيا) فكيف الحال لمخرج صغير فى الانتاج السينمائى. لكن ألا يمكن ترجمة كتب حضرتك الى الانجليزية ونشرها فى لندن.
تحيلنى قضية النشر تلك الى ما قالته الأستاذة ظبية خميس حول أن السينما بالنسبة للجمهور العربى هى معادل للترفيه والتسلية، وهو أمر صحيح للغالبية العظمى من الجمهور. ولكن سؤالى أستاذ أمير يتعلق بتجربة حضرتك فى أوروبا : هل هناك تغير كبير هناك فى الشأن السينمائى بمعنى تنجح الأفلام ذات المضامين المختلفة عن السائد هناك؟ هل المخرج مثلا يتم تقديره بشكل موازى لتقدير النجوم/ الممثلين، وهل يحصل النقد على حقه؟
عمر منجونة- القاهرة
* أنت محق بالنسبة لوضعية الفتاة العربية بشكل عام والفرص المحدودة المتاحة أمامها والردة الفكرية الشاملة التي تعصف بالمجتمع العربي، وسيطرة الفكر القبلي الجاف المتخلف والتفسيرات المسيئة للدين. ولكن ماذا سنفعل والنخبة نفسها يبدو أنها استسلمت وارتضت بالفكر المحافظ (الريفي أو القبلي أساسا) الذي يمكن أن يكون في مجمله معاديا للسينما (أليس ملفتا للنظر أن نرى محاميا (يفترض أنه عضو في النخبة المثقفة) يدعو إلى حظر الأفلام على اساس أخلاقي وأين هذا مثلا من موقف النخبة في 1919 و1920، بل إن أغلبية النساء في مجتمعاتنا يرتضين بنفس الفكر الانعزالي القبلي المتخلف الذي يدعو إلى إقصائهن عن المجتمع بشكل أو بآخر، ولو عن طريق اخفاء ملامحهن تماما حتى لأصبحن يبدين مثل كتل هلامية متحركة، وعفوا.. فمن حق أي واحدة أن ترتدي ما تشاء، هذا صحيح، ولكن من حق الباحث في المسار الاجتماعي أن يرصد أيضا هذا التحول ويضعه في إطاره كما يراه.
ولعل تقاعس النخبة عن مواجهة الردة بمضمونها وشكلها (وهما لا يتجزآن في رأيي) سبب رئيسي من أسباب التراجع الذي نعيشه. محمد حسنين هيكل مثلا رغم احترامي الكبير له، يهرب بعيدا إلى الماضي، إلى التاريخ، بدعوى أننا يجب أن نفهم ما وقع، ولكنه يحدثنا عن التاريخ كما لو كان من صنع القيادات والزعامات فقط. أين البعد المجتمعي.. أين دور البشر وتأثيرهم زدور لنبة أيضا. كيف كان ممكنا أن نتجه إلى التأويل الخرافي، وإلى الارتداد الاجتماعي الحالي بدعوى الشريعة والدين ومن المسؤول عن هذا، وكيف سنخرج من هذا المستنقع، ومن أجواء الإرهاب والتخويف التي تملأ نفوس الشباب، وكيف يمكن فهم شباب يدرسون أكثر العلوم وأدوات المعرفة الحديثة تقدما وفي الوقت نفسه يؤمنون بضرورة تجحب المرأة وعدم الاختلاط، ويدعون إلى "دولة تحكمها جماعة سياسية تلتحف بتفسيرات دينية عتيقة موغلة في الرجعية لحياتنا، وتقول لنا إنها تملك الحل لكل شيء.. وما هو هذا الحل: العودة إلى الفضيلة. وما هذا التدليس السياسي باسم الدين، وما هذا الخلط بين السياسة والدين. وأين هي الأمم التي نهضت باستخدام هذا التدليس.. أريد أن يدلوني عليها. وكم عدد العاطلين والمتسولين والعاهرات في إيران. ولماذا يغيب المشروع الاجتماعي للعدل في دولة تحكمها عصابة باسم الدين.. والموضوع طويل ومتشعب.
* بالنسبة لموضوع ترجمة كتبي ونشرها بالانجليزية عادة ما يتم النشر أولا باللغة الأساسية أي العربية ثم يمكن ساعتها الحديث عن الترجمة أما أن أتحول إلى كاتب "إنجليزي" أتوجه إلى قراء لغة أخرى خارج ثقافتي الخاصة فهذا أمر أراه عبثيا تماما.
إنني أكتب اساسا للقاريء العربي، وهي كتابة تختلف في آلياتها تماما عن الكتابة للقاريء الأوروبي عموما، فأنت حين تكتب للقاريء العربي تحتاج إلى بعض المقدمات أحيانا للشرح والتأكيد على أهمية هذا العمل أو ذاك، والاشارة إلى مخرجه في سياق السينما التي تنتج في بلاده، وربما تشير إلى أفلامه السابقة المهمة، أما حين تتوجه للقاريء الأوروبي فأنت تكتب كما لو كنت تكمل ما سبق أن كُتب عن أعمال مخرج يعرفونه لأنه جزء من ثقافتهم (جودار أو برتولوتشي مثلا) بينما نحن نكتب عن سينمائيين غير معروفين للجمهور العام في مصر والبلاد العربية، وعموما الجمهور لا يعرف سوى النجوم المشهورين باستثناء الذين أطلق عليهم "الهواة المتخصصين" الذين ينقبون ويبحثون عن الجديد والمختلف في السينما العالمية ولا يكتفون بما هو سائد من الإنتاج الأمريكي.
النقطة الأخيرة التي تطرحها في رسالتك حول السينمائيين الأوروبيين الذين يصنعون أفلاما ذات مضامين مختلفة عن السائد ووضعهم في بلادهم (مثل مايك لي وكن لوتش وبيتر جريناواي في بريطانيا مثلا) أستطيع القول إن هؤلاء رغم عدم تطلعهم أصلا إلى تحقيق النجاح الجماهيري الكبير مثل أفلام التسلية السائدة إلا أن الهامش المتاح لهم موجود دائما، سواء من ناحية العثور على تمويل أو فرصة العرض في قاعات عرض أصغر لكنها موجودة ولها جمهورها. هذا الهامش موجود في المسرح والرواية والموسيقى أيضا وله جمهوره الذي يتسع أو يضيق لكنه يظل موجودا.
وأما الحالة العربية فينعدم فيها وجود هذا الهامش أصلا. وأنظر مثالا على ذلك إلى الأفلام "العربية" الفنية التي تنتج في مصر أو في المغرب أو في سورية مثلا هل تجد لها أصلا فرصة للعرض العام، وإذا حدث فهل تجد لها جمهورا قادرا على دفع مخرجيها للاستمرار في العمل.. لا أظن؟ ألم يكن السوق كفيلا بالقضاء تماما على تجربة يسري نصر الله مثلا لولا التمويل الفرنسي، هل عرضت أفلام محمد ملص وأسامة محمد في سورية؟ وكم حقق فيلم "القلوب المحترقة" في المغرب؟
==================================================
* الناقدة الصديقة أمل الجمل بعثت تبدي إعجابها بمقالي عن فيلم "الزمن الباقي" لإيليا سليمان، وتقول إنه أفضل ما قرات عن الفيلم.طبعا يسعدني كثيرا أن أكون قد أثرت اهتمام دارسي النقد مثل أمل، ولم يكن هدفي طبعا أن يكون أفضل مقال أو الأقل، فقط ليتنا لا نظلم النقد العربي ونتهمه بانتحال الأفكار من الغرب أو بالنقل عن المجلات الأجنبية ولنعرف أن الغرب في معظمه، وأنا أعيش في قلب احدى أهم عواصمه، لا يعير اهتماما كبيرا لهذا النوع من الأفلام الفنية إلا بما يتعلق بالمغزى السياسي له، وليس كل ما يكتب في الغرب هو بالضرورة افضل مما نكتبه، بل هناك جهل وأخطاء بالجملة في عشرات المقالات التي يطالعها المرء يوميا. المهم أن نكف عن التصغير من شأن النقد العربي والنقاد العرب وألا نصغر من أنفسنا دائما لحساب الإشادة بالآخر خصوصا الأمريكي!
===================================================
أستاذ أمير: تحياتي لك وأحييك على ما تبذله من مجهود في وضع أسس جديدة للنقد السينمائي. لفت نظري مقالا كنت قد كتبته عن الفيلم الذي يروي ما وقع للعالمة الاغريقية هيباتيا (أو هيباتشيا حسب النطق في بعض اللغات) وهو الفيلم الذي كتبت عنه أثناء تغطيتك لمهرجان كان السينمائي. ولفت نظري أن مقالك يذكر أن الفيلم غير من نهايتها العنيفة فلماذا في رايك هذا التغيير؟ ولماذا أدخلوا اليهود في الفيلم رغم أن الصراع كان بين المسيحيين المتعصبين والوثنيين الرومان والاغريق الذين كانوا غير مقتنعين بالدخول في الدين الجديد أي المسيحية.. وهل تعتقد أننا سنشاهد هذا الفيلم في مصر؟سحر بهاء- طالبة دراسات عليا تاريخ
* لا أعرف لماذ تغيرت النهاية التي يصفها استنادا إلى مصادر تاريخية الدكتور يوسف زيدان في روايته العظيمة "عزازيل" ربما لتحقيق مزيد من التراجيدية عندما نرى العبد السابق عندها الذي كان يحبها ويحترمها، والذي أعتقته ثم اعتنق المسحية، وهو يقوم بخنقها انقاذا لها من مصير فظيع كان ينتظرها. وربما لكي يمكن عرض الفيلم على الكبار والصغار عن طريق تجنب تصوير العنف بتفاصيله، وأما موضوع اليهود فهو في رأيي مقحم اقحاما على الفيلم من أجل الحصول على التمويل الكبير من شركات التوزيع الأمريكية التي لا أشك أنها ساهمت في الفيلم لأنه من الإنتاج الضخم وبطاقم عالمي وناطق بالانجليزية، وأعتقد انه سيعرض في مصر عن طريق شركة توزيع أمريكية أو وسطائها الذين أصبحوا متمركزين في دبي حاليا. وقد يصلح الفيلم بالتأكيد لعمل دراسة مقارنة بين الفيلم وأحداث التاريخ الحقيقية في تلك الفترة الغامضة عموما (القرن الخامس الميلادي).
====================================================
* الاستاذ امير العمري بعد التحية والسلام:ارسل اليك هذه المقالات تباعا والتي امتنع الاستاذ صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة عن نشرها لأسباب لا افهمها حيث اعتبر هو والعاملون بالجريدة انني شتمتهم بمقالة امتدح فيها مقالا للاستاذ ايمن الحكيم رغم اني اوضحت انني اتحدث عن وصف عام لما آلت اليه الكتابة المصرية الان ولم أقصد اشخاصا بعينهم لكن البعض من اصحاب البطحة علي رؤوسهم استطاعوا تاليب رئيس التحرير ضد مقالاتي الاخري والتي سارسلها لكم فان رايتم انها تستحق النشر في مدونتكم او في اي مكان اخر ترونه اكون عاجزا عن الشكر.
علي عوض الله كرار
* رغم أن هذه المدونة ليست مفتوحة لكتابات الآخرين لكنني سأحاول نشر موضوعك عن المخرج والناقد الكبير الراحل أحمد كامل مرسي (كان أول رئيس لتجمع النقاد المصريين في 1972)، كما سأنشر مقالك المثير للجدل عن فيلم "واحد صفر". ولكن امنحني بعض الوقت. وشكرا على الثقة.

الخميس، 4 يونيو 2009

رسائل الأصدقاء 4

* رسالة جديدة من الصديق "سامي" من داخل فلسطين المحتلة يقول فيها "أعجبني مقالك الأخير عن فيلم إيليا سليمان وأوافقك تماما في تصنيفه بخانة الحداثة وليس ما بعد الحداثة. ونفس الشيء مثلا (برأيي) ينطبق على إميل
حبيبي ومؤلفاته التي رغم مبناها غير التقليدي ليست ما بعد حداثوية (بل بها خصائص تقليدية كثيرة. أزعجني ردك على أحد القراء بشأن دور النشر. الحقيقة أن الوضع سيء (وكان
دوما كذلك) أذكر قولا لنجيب محفوظ أنه لم ير عائدا ماليا من مؤلفاته سوى بعد أن ترجمت أعماله.. فإن كان هذا وضع أحد أعظم الروائيين العرب فما بال مؤلفي الكتب المتخصصة (التي تبيع أقل من الرواية) على كل حال أتمنى أنتجد ناشرا يرى في النشر رسالة. وإن يئست تماما يمكن إنتاج الكتاب بصيغة بي دي إف ونشره عن طريق الإنترنت إما مجانا أو عن طريق أحد المواقع التي تبيع الكتب الإلكترونية. في عصر الإنترنت قلت أهمية دار النشر كوسيط بينك وبين القارئ.
تحياتي
* عزيزي سامي.. المشكلة أن السؤال حول عدم نشر الكتب يتردد علي كثيرا جدا كأنني أنا الذي أملك موضوع النشر. لقد أصدرت الطبعة الثانية من كتابي "سينما الهلاك" (يتضمن تحديثا وزيادة حوالي 65 صفحة) على نفقتي الخاصة قبل 3 سنوات فما هو المطلوب: أن يتحول الناقد إلى ناشر وموزع أيضا يحمل كتبه على كتفه ويبيعها بنفسه أيضا. الناشرون العرب يفضلون الكتب المترجمة في السينما، والمجلس الأعلى للثقافة في مصر يخصص مكافأة للترجمة تبلغ عشر أضعاف مكافأة التأليف. ومع ذلك توقفت عن التعامل تماما مع ناشري الدولة ووزارة الثقافة في مصر وهذا موقفي، ولو أردت لنشرت كتابا كل سنة عن طريق وزارة فاروق حسني. أما الناشرون في القطاع الخاص فلهم حساباتهم الخاصة. موضوع النشر الالكتروني لن يختلف كثيرا عن المدونات والمواقع. لا تبتأس فهذه أزمة ثقافة أمة.. بل "هزيمة لغة" أيضا.. إذا جاز التعبير، لأنها لا تجد بين 300ى مليون عربي أكثر من ألف قاريء.. وبالعافية لما يصدر من كتب متخصصة!
===============================================

* القارئة ميرفت من الاسكندرية تقول إنها تلاحظ عدم اهتمامي بدرجة كافية بما يصدر من كتب جديدة في مجال السينما في العالم، ويشمل هذا مدونتي نفسها.
* ردي على ميرفت أن هذا يحدث فقط بسبب ضيق الوقت ولأن هذه المدونة ليست "مجلة" ولا توظف مجموعة من الباحثين والنقاد (ليتنا نستطيع أن نفعل هذا بشكل علمي ومنظم ويتجميع الجهود معا والعثور على وسيلة حقيقية للتمويل) بل تعتمد على الجهد الفردي حسبما يتيح وقتي ويسمح. ولكن أظن أن لديك الحق أيضا، فمن الممكن تقديم بعض الإشارات المفيدة إلى بعض الكتب التي تصدر هنا في لندن علها تساهم في إنارة بقعة في حقل الظلام. وأعد بأن أفعل مستقبلا. وليت طلاب الدراسات العليا في مجال السينما يرسلون إلي بأبحاثهم ورسائلهم العلمية، لا لكي أنشرها، بل لكي أقدم لها عرضا وتحليلا قد يفيد في اثارة اهتمام دار "محترمة" للنشر لكي تنشر هذه الأبحاث الهامة التي أعرف أن هناك منها الكثير.. في الأدراج!
================================================
* رسالة من صديق في القاهرة لم يشأ نشر اسمه يطلب فيها رأيي فيما ينشر من نقد سينمائي في الصحف حاليا.
* أقول لصديقي هذا إن النقد عملية إبداعية ذات صلة عميقة بثقافة المجتمع، أي مجتمع، وبعلاقة الناقد بهذه الثقافة وقدرته على التأثير فيها. وعندما يسير الناقد في واد وتكون الثقافة السائدة في المجتمع عموما في واد آخر يحدث الانفصال التام بين الاثنين. والنقد أيضا ثقافة يومية وتعبير عن استيعاب ثقافي، وليس حالة "عصابية" مرضية أي فكرة ثابتة تسيطر على شخص ما ويظل يكررها يوميا مؤداها أن "السينما سيئة" و"السينما متردية" و"الفن هابط" و"الأفلام رديئة" والنقاد كلهم لا يفهمون، وكل ما يكتب غير جيد "لأنني لم أكتبه". فهذا كله لا يغير شيئا ولا يؤدي إلا إلى طريق معلوم: السينما تنتهي إلى "الكباريه"، و"الشخص العصابي" ينتهي في أقرب مصحة للأمراض العقلية.. وبالمناسبة أعرف البعض الجيد والأطباء الذين يعملون فيها بحكم سابق علاقتي بالطب، وأستطيع أن أوصي ببعضها!

الأربعاء، 3 يونيو 2009

فيلم "الزمن الباقي" لإيليا سليمان بين الحداثة وما بعد الحداثة


فيلم "الزمن الباقي" للمخرج إيليا سليمان هو الإسم المطبوع باللغة العربية على شريط الفيلم الذي عرض في مسابقة مهرجان كان السينمائي الـ62 ، ورغم ذلك مازلنا نقرأ لمن يطلقون عليه "الزمن المتبقي"، تماما كما تطلق صحيفة معينة على فيلمه السابق "يد إلهية إسم "يد قدرية"!
كثيرون يعتبرون أن أسلوب التعبير السينمائي عند إيليا سليمان في فيلمه البديع هو أسلوب ينتمي إلى ما بعد الحداثة postmodernism في حين أن الصحيح أنه ينتمي إلى الحداثة modernism أساسا، وفي المقام الأول.
الأسلوب الحداثي يتضح أولا في كون الفيلم قائما على التأمل العقلي، رغم البناء الذي لا يمكن اعتباره بناءًَ تقليديا على أي مستوى. إنه بناء ينتقل بين الأزمنة انتقالات واضحة ومحسوبة عبر فترات زمنية محددة، دون أن يقفز فيما بينها أو يجعلها تتداخل بحيث لا يستطيع المشاهد التفرقة بين الماضي أو الحاضر: في الأزياء وطريقة التعبير أو الملامح، بل إن وجود "البطل- المؤلف- المخرج" في الكثير من لقطات ومشاهد الفيلم صامتا متأملا، يؤكد طيلة الوقت على وجود "صاحب الرؤية" أو "صاحب النص" وعلى أهميته، وهذه كلها من الملامح الأصيلة للحداثة modernism في حين أن ما بعد الحداثة تميل إلى استبعاد المؤلف أو التقليل من أهميته ومن أهمية ذاكرته أو حياته الشخصية، كما تميل إلى تداخل الأزمنة والخلط فيما بينها في نسيج مركب أقرب إلى "الاسكتشات".
ليس هذا فقط بل إن وجود المؤلف، صاحب النص والرؤية، يرتبط ارتباطا وثيقا بفكرة استدعاء الذاكرة، وتصفية الحساب مع الماضي، في محاولة لفهم ما حدث في الماضي، وكيف كان ممكنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه: على الصعيد الشخصي السينمائي يعيش واقعه داخل فلسطين المحتلة بكل ما يحيطه من مظاهر "اغتراب" يعبر عنها ويعكسها في فيلمه ببراعة، أو على الصعيد العام: الانتقال من تراجع إلى آخر، ومن اشتداد في القسوة يؤدي إلى مزيد من التهميش والاغتراب دون القدرة على الفعل لأنه محكوم عليه بالهزيمة أمام قوة بطش ليس لها مثيل في التاريخ بل إنها تبدو كما لو كانت قوة "من خارج التاريخ" لا يصلح معها بالتالي التعامل بالمنطق القائم بل بخلق واقع آخر هو أقرب إلى الحلم.
يتبع إيليا سليمان في فيلمه أسلوبا "حداثيا" modernist في تصوير ما يمكن وقوعه في الواقع ولكن مع بعض المبالغة أو التضخيم مثل مشهد الدبابة التي تتابع شابا فلسطينيا يخرج من بيته لالقاء كيس القمامة. صحيح أن التناقض بين الدبابة الضخمة ومدفعها الطويل، والشاب الضئيل الحجم وكيس القمامة التافه الشأن قد يثير السخرية والضحك، ولكن هذا أيضا ليس فقط قابلا للحدوث، بل إن مشاهد من هذا النوع حدثت أمام كاميرات التليفزيون وعلى الهواء مباشرة دون أن تثير أي ضحكات بالطبع لأنها تبدأ ثم تنتهي عادة نهاية دموية.
إذن هناك استبعاد لفكرة تصوير ما لا يمكن تصور وقوعه (وهو عنصر أساسي في سينما ما بعد الحداثة).
الزمن والماضي
ثالثا: إن سياق الصور والمشاهد وطريقة تركيبها معا ينتقل في الزمن تدريجيا، هو سياق ينشد مخاطبة العقل، ودعوة المشاهد إلى التأمل والتفكير، فهو لا يعتمد على العبث من أجل العبث بل يعتمد منهج التغريب من أجل التقريب كما عند بريخت، ولم يكن مسرح بريخت بأي معيار مسرحا ما بعد حداثي بل حداثي تماما لأنه لم يكن انقلابا على العقل بل محاولة لفهم التاريخ (أي الماضي والحاضر معا) من مقياس العقل والتأمل والإحساس بالمتعة الفنية الكامنة في البنية الداخلية للعمل الفني في الوقت نفسه.

رابعا: يمكن القول إن فيلم "الزمن الباقي" لا يقدم الماضي من خلال أي نظرة "نوستالجية" أي تعكس الحنين إلى ذلك الماضي، كما تميل أعمال ما بعد الحداثة عموما، بل الهدف من تقديم الماضي هنا هو فهم الوضع الذي وصلنا إليه في الحاضر، وليس التطلع بحنين إلى ما كنا عليه، بل التأكيد على استمرارية الدوران الجهنمي لعجلة التاريخ في اتجاه تكريس الظلم وتوسيع نطاقه، وفقدان القدرة على مواجهته بالقرارات والشعارات الفارغة طول الوقت، بحيث نصل إلى تلك الحالة "العبثية" التي يصورها إيليا سليمان حسب رؤيته الشخصية للحالة الفلسطينية التي تتلخص في: العجز، الدوران في نفس الحلقة، الصمت والانتظار، شيخوخة الذاكرة، ممارسة لعبة الكر والفر مع الطرف الآخر، الحلم بالقفز فوق الحاجز "المادي تماما" بطريقة سحرية، مثل الحلم بعبور نقطة التفتيش الإسرائيلية بل وتفجيرها تماما بقوة المرأة وفتنتها، أو تدمير دبابة إسرائيلية بقذفها ببذرة المشمش، أو التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية الهائلة بقوة العدالة الإلهية التي تنزل فارسة جبارة من السماء في فيلم "يد إلهية".
وعلى الرغم من وجود المخرج- البطل- المؤلف حاضرا في الكثير من مشاهد الفيلم، يتطلع، ويراقب، ويتأمل، فليس المقصود هنا تجسيد فكرة "التلصص" التي تعد أساسا جوهريا أيضا في سينما ما بعد الحداثة، بالمعنى الحسي المباشر أي التلصص على ممارسة الجنس مثلا أي اقتحام المحرم وتصويره والفرجة عليه بعد تصويره سرا، أو تصوير الجنس بشكل جريء مقتحم صريح.
إن "تطلع"- وليس "تلصص" إيليا سليمان هنا، يجسد كما أشرت، الوجود المادي لصاحب الرؤية السينمائية (كمرادف لصاحب النص في الأدب) ويؤكد عليه كشاهد على مسار التاريخ طوال ستين عاما أي منذ مولده في عام "النكبة" نفسها 1948.
اختلاط الأساليب
ويغيب عن الفيلم أيضا ما يعرف في سينما ما بعد الحداثة باختلاط الأساليب والرؤي الفنية، وهو ما يطلق عليه منظرو ما بعد الحداثة pastiche أي المزج بين الأساليب مثل الكوميديا والدراما النفسية وأسلوب الفيلم الرومانسي والفيلم الموسيقي.. إلخ
هذا الانتقال الحر بين الأساليب الفنية في سينما ما بعد الحداثة يميل إلى تحرير السينمائي من التقيد بأسلوب أو منهج ما محدد في التعامل مع مادته، اتساقا مع التحرر من المفهوم "الأيديولوجي" الواحد في سينما الحداثة عموما، ومن فكرة الخضوع للشكل. ويظل هذا الطرح عموما طرحا نظريا، يتطور باستمرار ولا يمكن تصور أنه أصبح مغلقا غير قابل للمراجعة بل إن أساس فكر ما بعد الحداثة هو التطور المستمر والتعديل والتبديل والتداخل بل والانتقال ما بين مفردات الحداثة وما بعدها في نسيج فني واحد.
في فيلم "الزمن الباقي" هناك حقا نزعة إلى المبالغة الكاريكاتورية في تقديم الشخصيات والأحداث، هذه النزعة تتصاعد مع المضي في الزمن، أي أن الفيلم يبدأ بشكل واقعي ثم يميل في صعوده زمنيا إلى أسلوب أقرب إلى مسرح العبث، ولكن دون أن يكون هناك خلط وانتقالات متعددة بين أساليب سينمائية مختلفة بدون أي حواجز كما في أفلام أخرى تنتمي مذهبيا لسينما ما بعد الحداثة ربما كان أشهرها مثلا فيلم "برازيل" لتيري جيليام.
إن "الزمن الباقي" ينتقل من أسلوب إلى آخر في النصف الثاني منه، ليس كوسيلة لتحرير الخطاب من تقليديته، والتعبير عن موقف من الحياة يتمثل في رفض وحدة الأسلوب واللغة، بل يعد امتدادا لنفس الرؤية أو الخيال السينمائي داخل الإطار نفسه وهو السخرية من التاريخ ولكن من داخل المنطق التاريخي نفسه، وتصوير "الوجود الإنساني" نفسه باعتباره مأزقا مشتركا، فمأزق الفلسطيني ليس منعزلا هنا عن مأزق الإسرائيلي.

سخرية من التاريخ
إن مشهد توقيع وثيقة الاستسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في بلدية الناصرة، يكثف سخرية المخرج من التاريخ: هنا على الطرف الأول رجل دين مسيحي ورجل دين إسلامي، ورئيس البلدية الذي يهرع إلى مكان الاجتماع كل ما يقلقه هو تأمين حياته لذا يرفع له مرافقه علما أبيض من خارج نافذة السيارة. وعلى الطرف الإسرائيلي عسكريون ببزاتهم العسكرية الخشنة يعيشون وهما يصنعونه ويريدون تسجيله في وثيقة تاريخية هو وهم "الانتصار" كما لو كانوا قد خاضوا حربا ضد جيش حقيقي يضارعهم في قوتهم وبأسهم وانتصروا عليه بالقتال في أرض المعركة. إنهم أيضا يصرون على التقاط صورة تذكارية للجميع معا بهذه "المناسبة التاريخية" حسبما يقول الضابط الإسرائيلي. هذه سخرية واضحة من التاريخ من داخله.
ومع امتداد الزمن يتحول الفلسطيني إلى معتقل في بيته: إيليا سليمان يجلس مع والدته في شرفة المسكن، يكتفيان بالتطلع إلى الألعاب النارية بمناسبة حلول العام الجديد.
وعلى الأرض يبدو كلا الطرفين منغمسين في لعبة هزلية تبدو كما لو كانت ممتدة إلى الأبد. لاحظ مثلا المشهد الذي يتناوب فيه الطرفان، الفلسطينيون والإسرائيليون، جذب نقالة يرقد فوقها مصاب فلسطيني داخل مستشفى. هؤلاء يريدون إسعافه بسرعة، وأولئك يريدون اعتقاله. السلاح يحسم الأمر في النهاية ولكن هل يعتبر هذا الحسم خروجا من المأزق أم تعميقا له!
التأويل هنا واضح، والموقف أيضا واضح، وهو تأويل عقلاني تماما يحمل رؤية وموقفا سياسيا حتى لو لم يكن المخرج- المؤلف يقصد توصيل معنى مباشرا من خلاله. إنه ذلك "اللهو" الذي يبدو تلقائيا، أو يأتي في إطار "فوضى" بصرية، إلا أنها تلك "الفوضى المنظمة" التي تميز الفن الحداثي.
ولاشك أن رؤية إيليا سليمان الحداثية جدا، هي التي تسبب ما يطلق عليه "قلق التأثر" أو "المدلول المكمل" (حسب دريدا) الذي يرجئ المدلول باستمرار إلى ما لا نهاية. إنه يقترب من عالم ما بعد الحداثة دون أن يلجه بالكامل، بل يكتفي بالتوقف على عتباته، مفضلا الاحتفاظ بقدرته على التأثير والإقلاق حتى من خلال السخرية من التاريخ، ومن الذات، ومن الوعي المدرك.
إن لقطاته الثابتة (التي لا تتحرك فيها الكاميرا) التي يغلب عليها الحجم المتوسط medium shots تبدو الأكثر مناسبة للتأمل، للتفكير، لمراجعة المدرك المتلقى أو الوعي المتراكم وإعادة النظر، ليس فقط في التاريخ المروي، بل في الموقف الإنساني الذاتي أيضا. ولعل في هذا كله تكمن عظمة هذا العمل السينمائي الكبير وأهميته.

الأحد، 31 مايو 2009

حوار حول السينما: ثقافة أم تسلية؟

إحياء للمناقشة التي دعا إليها الصديق ليث الربيعي حول طبيعة السينما في عالمنا ودورها الثقافي المهم، أنشر هنا مداخلة بعث بها الصديق عمر منجونة من القاهرة، وفي انتظار ورود مزيد من المداخلات، من كل أصدقاء هذه المدونة، خاصة من السينمائيين الشباب الذين يتطلعون إلى صنع سينما مختلفة في المشرق العربي والمغرب العربي.
أستاذى العزيز / أمير العمرى
بما أن هذه هى المرة الأولى التى أراسل حضرتك فيها عن طريق البريد الالكترونى فاسمح لى أن أسجل أولا احترامى لكل ما تكتبه ولكل مجهودك فى سبيل نشر ثقافة السينما.
قرأت رسالة الأستاذ ليث الربيعى ورد حضرتك عليها وبناء عليه اسمح لى بتدوين بعض الآراء أو ربما الهواجس بشأن الموضوع المطروح:
- السينما ثقافة أم صناعة ؟ ولماذا علينا المقارنة أصلا، لازلت لا أفهم سبب الاصرار على تقسيم السينما فنى وتجارى، جماهيرى ونخبوى، وكل تلك الاشياء التى لا تخدم بالأساس الا المنتجين وما يسمى بنجوم الشباك. واذا خصصنا الحديث عن دولنا العربية نضيف طرفا ثالثا وهم المتطرفون الذين يستمرون بادعاء تفاهة السينما أو حرمانيتها أو... نعود للموضوع - لا أتخيل أبدا أن أرى يوما ما تلك المذيعة الشقراء، بجسدها النحيل جالسة أمام الدكتور يوسف زيدان - على سبيل المثال- تحدثه عن عدم تجارية روايته الأخيرة "عزازيل" أو أن شخصية هيبا كانت قاسية جدا على (الناس) أو أن لغته الشعرية غير مفهومة على العوام ومع ذلك فـ(عزازيل) مستمرة فى (البوكس أوفيس) بنجاح ... لكنى بكل بساطة (وسخافة) يمكننى أن أجد نفس المذيعة تتحدث مع المخرج - الأسطورى- عادل أديب يحدثنا عن أن فيلمه الأخير قد اختير فى أحد مهرجانات كندا من (أحسن عشرة أفلام فى العالم!) بل وكانت القائمة تضم أفلاما لوودى ألين وسكورسيزى، وزيادة من جرعة السخافة يتحدى (الأسطورة) أن يأتى بأكبر عشرة نقاد فى مصر وأن يكون هو فى الطرف المقابل وأن يأتى بلجنة تحكيم عالمية (على نمط أفلام جود نيوز) فتسأل كلا الطرفين عشرة أسئلة فى السينما - ونشوف مين اللى بيفهم أكتر.
- لا يمكننى بالطبع أن أنكر ظروف نشأة السينما كترفيه والهالة المحيطة (بصناعتها) منذ البداية وكل هذه الأمور لكن أعود وأجد هذا السؤال يسد طريقى : بدون برجمان و أنطونيونى وفيللينى وكوروساوا ومايك لى ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف هل كانت ستوجد سينما بالأساس ؟ أقصد فن السينما فالسينما لم تحصل على اعترافها كفن الا من خلال عرق وفكر هؤلاء وغيرهم من أصحاب الرؤى الفنية لا أصحاب دور العرض ومن يبيع (الفشار) بداخلها فلماذا بحق الله ننسف كل مجهودات هؤلاء، ولماذا يصبح مروان حامد بين ليلة وضحاها مخرج عالمى (مع احترامى الشديد لتجربتيه الشابتين) ونتجاهل محمد خان ويسري نصر الله وداود عبد السيد.. لماذا يصرف على كرة القدم الملايين (والأساس أنها نشاط غير ربحى - يعنى الفلوس مش هترجع) بينما توفيق صالح محتجز فى منزله منذ ما يقرب من ربع قرن أو يزيد.. ولماذا لا تحقق أفلام هؤلاء المخرجين ما تحققه بعض الأعمال الأدبية حسنة الذكر؟ باعتقادى ان المسألة ليست مجرد عرض وطلب.
- صانع الفيلم هو الأساس، ولا أدعى أننى - فى الوقت الراهن- ارتكز على ما يكفينى من معلومات لمعرفة عدد العناصر التى تملك رؤية (الخلق) فى العمل السينمائى لكنى أجد نفسى بطريقة أو بأخرى منجذبا الى نظرية صانع الفيلم أو سينما المؤلف - مع عدم اغفال دور كاتب السيناريو بالتأكيد لكنهم على الأكثر شخصان مسؤولان عن تلك العملية (الخلق الفنى) ما أعنيه هنا هو: أن وجود فكرة ما يسمى بصنّاع الفيلم تقطع كل السبل المؤدية الى قيام علاقة بين المبدع والمتلقى ونظرية (المخرج المايسترو) لا تحقق المطلوب على غرار الرواية فمن يقرأ لشتاينبك يعلم أنه شتاينبك وكذلك من يقرأ لمحفوظ أما من يشاهد افتتاحية عصابات نيويورك لمارتن سكورسيزى (لاحظ أستاذ أمير اللام تدل على تبعية الفيلم لمخرجه) - أعنى (مشهد المعركة فى البداية) فأنه يتساءل ان كان سكورسيزى قد تخيل هذا المشهد البديع عند قراءته للسيناريو ونفذه بالشكل الذى تخيله أم أن الأمر مجرد مصمم معارك ومونتيره (شاطرين) وبالتالى فسكورسيزى هو مجرد المشرف الذى يجلس خلف (المونيتور) ويقول (أكشن - كات) ثم يحصد المجد وحده. بالطبع فان مثل تلك رؤية (لصنّاع الفيلم) تسبب عدم القدرة على احترام السينمائى (المخرج) من قبل الأوساط المختلفة بنفس قدر الاحترام للروائى - أو التشكيلى - أو الموسيقى (كخالقين لأعمالهم) بينما الابداع فى الفيلم لكاتب السيناريو والمنتج الجيد قادر على الصرف على الفيلم ليخرج (عالميا) والمخرج لا يقوم الا بتحريك الكاميرا (زاوية يمين - زاوية شمال على رأى شريف عرفة) والباقى فى يد الصنّاع ومن ثم كيف يمكن احترام تاركوفسكى بنفس قدر احترام دستويفسكى و كيف أقول أن الأول مسؤول عن (طفولة ايفان) بنفس مسؤولية الأخير عن (الجريمة والعقاب) وهلم جرا مع باقى أنواع الفنون.
أعتقد أنى قد أطلت كثيرا فى الحديث فأرجو أن أكون قد نجحت فى توصيل جزء من رؤيتى حول الموضوع المطروح.
تقبل منى خالص التحية.
عمر منجونة
* تعليق بسيط فقط على رسالة الأستاذ عمر منجونة أن الأموال التي تنفق على كرة القدم تعود بالربح كثيرا سواء من خلال دخل المباريات أم المتاجرة في اللاعبين. وقد أكون مخطئا لأنني لست خبيرا رياضيا. وفي انتظار مزيد من الآراء التي تثري الموضوع.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger