الخميس، 30 أبريل 2009

"العيون المسروقة": البحث عن جسر للتواصل دون التخلي عن الهوية

من الأفلام الممتعة التي تناولت العلاقة بين الأديان البلغاري "العيون المسروقة" Stolen Eyes من إخراج رادوسلاف سباسوف Spassov.
هذا ليس فيلما كسائر الأفلام، ليس فقط لأنه يتجرأ فيناقش قضية كانت تعد، حتى وقت قريب، من الممنوعات في بلغاريا، بل لأنه يعرض لموضوعه بكثير من الرونق، ويبرز فيه الحس الجمالي العالي، ويتميز الأداء التمثلي الذي يستولي على المشاعر.
فيلم "العيون المسروقة" (2005) لا يتوقف عند حدود الرؤية الاجتماعية بل يثير – وإن على نحو خافت يجري تحت جلد الصورة- تساؤلات فلسفية حول معنى الوجود من خلال العقيدة والعلاقة مع الآخر، وما هو أصل الأشياء كما خلقها الله.
وإضافة إلى هذه التساؤلات، يثير الفيلم قضية العلاقة بين الدولة والأقليات العرقية، وبين الفكر الشمولي وتعامله مع الموروث الديني حتى لو لم يكن يمثل أدنى خطورة على وجود الدولة.
ولكي نلم بأبعاد الموضوع علينا أن نعود قليلا إلى الوراء، إلى التاريخ الحديث القريب، لنرى ماذا حدث في بلغاريا.

الخروج القسري
مع تداعي ثم انهيار الإمبراطورية العثمانية، ظلت هناك أقليات مسلمة من أصول تركية، تعيش في بعض البلدان التي كانت تحت هيمنة تلك الإمبراطورية الغابرة. ومن أكبر هذه الأقليات تلك التي كانت – وربما لا تزال – تعيش في بلغاريا.
ورغم هجرة الملايين من بلغاريا إلى تركيا خلال القرن العشرين فقد ظلت هناك أقلية مسلمة في بلغاريا كانت تقدر بنحو مليون شخص في ثمانينيات القرن العشرين.
وفي بداية الثمانينيات بدأت في بلغاريا أكبر عملية لتبديل هوية الأقلية المسلمة. فقد صدرت قوانين تحظر ارتداء الأزياء الإسلامية، كما تفرض على البلغاريين من أصول تركية اتخاذ أسماء بلغارية لهم، وإعادة تسجيل أنفسهم ونقلهم من أماكن إقامتهم قرب الحدود مع تركيا إلى أماكن أخرى.
وفي عام 1989، دعا الزعيم البلغاري الشيوعي تيودور جيفكوف تركيا إلى فتح حدودها كما فعلت بلغاريا أمام البلغاريين المسلمين، بعد أن كانت قد بدأت أكبر عملية ترحيل قسري شملت 350 ألف بلغاري من أصول تركية لدفعهم للهجرة إلى تركيا. في أجواء تلك الفترة تحديدا تدور أحداث هذا الفيلم البلغاري المدهش.

حفظ الأختام
هناك أولا الشاب البلغاري "إيفان" الذي يجند في الجيش، ونظرا لإجادته لعبة الشطرنج يتم تكليفه بمهمة حفظ الأختام الجديدة التي تحمل أسماء الأماكن الجديدة التي يتم نقل الأتراك البلغار إليها.
ويصور الفيلم كيف كانت السلطات ترغم الناس على التخلي عن أسمائهم وتمنحهم أسماء جديدة، وتقوم بإزالة عشرات القرى الجبلية من الوجود أو تغيير أسمائها ونقل سكانها وترحيل من يرفض الانصياع إلى الجنب الآخر من الحدود التركية.
وسط هذا كله تبرز من بين الأقلية المسلمة المعلمة الشابة الأرملة "آيتان" التي ترفض تحت كل الظروف التخلي عن هويتها، وتقود أهالي قريتها لاستعادة المسجد الذي دمرت القوات الحكومية جزءا منه، وتحاول سرقة الأختام الرسمية التي تستخدمها الجهة الإدارية لختم أوراق الهوية الجديدة للسكان الأتراك. وهنا يقع احتكاكها الأول بالمجند الشاب إيفان الذي تعجبه شجاعتها وتمسكها بقضيتها.
وفي مواجهة بين قوات الجيش وأهالي قرية مسلمة – ومن بينهم آيتان- يقع حادث بشع عندما يقود إيفان عربة مدرعة استجابة لأوامر قائده، مباشرة في اتجاه تجمع احتجاجي لنساء القرية مما يؤدي إلى مقتل ابنة آيتان الصغيرة. ويتسبب الحادث في أزمة نفسية عميقة لدى كل من إيفان والأم الشابة، ويُلحق كلاهما بمستشفى للعلاج النفسي.
ولا يكف إيفان منذ تلك اللحظة عن متابعة آيتان، يريد أن يكفر بكل طريقة ممكنة عن خطيئته، بينما لا تستطيع هي رغم انجذابها الواضح له، أن تسامحه أو تغفر له، فقد حرمها من أعز ما تملك في لحظة انصياع أحمق لبطش السلطة.
ويسعى شقيق الفتاة إلى إقناعها بمغادرة بلغاريا إلى تركيا، حيث يرى أنها ستصبح بمأمن هناك. إلا أنها تفضل البقاء في بيت قديم بالقرية. يطاردها إيفان ويبوح لها بالحب، ويقول بأنه متمسك بها وأنه يحترم عقيدتها بل ويعرض على جدها الشيخ، أن يصبح واحدا من الأسرة، ينتمي إلى عقيدتها.
التمسك بالهوية
وفي مشاهد تشيع فيها الشاعرية والرقة، يتغنى الفيلم بتمسك المرء بهويته، فالدين هنا جزء من الهوية، وليس مرادفا للتعصب الفكري.
ويعد "العيون المسروقة" الفيلم الروائي الثاني للمخرج سباسوف، الذي درس التصوير السينمائي وعمل مصورا في أكثر من 20 فيلما بلغاريا، قبل أن يتحول للإخراج.
ولا شك أن تجربته في التصوير تنعكس هنا كأفضل ما يكون، وتتبدى في اهتمامه الكبير بالتكوين والتشكيل والاستفادة الكبيرة من مواقع التصوير التي اختارها بعناية كبيرة، ونجح في استغلالها في تأكيد العلاقة بين الإنسان والمكان، وبين الماضي والحاضر، تأكيدا على فكرة التمسك بالهوية.
ولا شك أيضا أن من أكثر الجوانب بروزا في هذا الفيلم، الأداء الرفيع المتميز للممثلة فاسيلا كازاكوفا في دور آيتان (التي ترفض تغيير اسمها إلى آن)، بتعبيرها الدقيق عن التطور الذي يطرأ تدريجيا على الشخصية. فهي تبدو في البداية شديدة التمسك بجذورها، أقرب إلى العناد الطفولي في مواقفها ورفضها للآخر والتشكك فيه لمجرد انتمائه للطرف الثاني. وبعد وقوع الحادث وفقدانها ابنتها تمر بمرحلة صعبة، بين الجنون والعقل، وهنا تتألق الممثلة كثيرا وتجيد التعبير بالعينين والحركة الرصينة والصمت.

نهاية سعيدة
ولا يتخذ الفيلم مسارا منطقيا في خط صاعد نحو الذروة ثم الهبوط نحو الانفراجة الأخيرة، بل يبدأ من حيث تأزم الموقف بين أبناء الأقلية المسلمة والسلطات، ثم يعود إلى متابعة نمو العلاقة بين الشاب والفتاة، قبل أن يعود أخيرا إلى تأكيد فكرة الارتباط القدري بين الطرفين: آيتان وإيفان.
تمر فترة اختبار طويلة وشاقة، لتهيئة إيفان للانضمام إلى الأسرة المسلمة، وتحت رعاية ومراقبة الجد الشيخ، ينجح إيفان أخيرا في كل ما تعرض له من اختبارات، فهو يتخلى عن شرب الخمر، وينصاع لفكرة الانتظار لممارسة الحب بعد الزواج، ويبذل كل ما يمكنه من جهد في ترميم المسجد، وأخيرا يتزوج الاثنان ويقوم إيفان بترميم المنزل القديم في البلدة الحدودية المدمرة التي يقرر الاثنان البقاء فيها رغم كل ما يحدث.
هذه النهاية السعيدة التي يختتم بها الفيلم تحمل هنا معنى رمزيا: فهي ترمز إلى إمكانية التعايش بين البشر، وانتصار إرادة التسامح على روح التعصب والبغضاء.
وتعبر اللقطة المتكررة في الفيلم لدقات جرس الكنيسة القديمة في القرية التي تختلط – على شريط الصوت- بصوت المؤذن أعلى مئذنة المسجد، عن التعايش بين الأديان والعقائد، وعن الروح المشتركة التي تواجه معا الظلم.
ولعل من أكثر ما يؤكد تلك الروح التي يشيع فيها الحس بالتسامح والرغبة في التكفير عن الماضي، والتطلع المشترك إلى المستقبل، أن هذا الفيلم جاء ثمرة للإنتاج المشترك بين بلغاريا وتركيا، وإن كانت الفكرة والنص والإخراج لمخرجه البلغاري.

الأحد، 26 أبريل 2009

واقع الكتابة السينمائية في المغرب

من فيلم "كل ما تريده لولا"


ندوة في طنجة تطرح إشكالية علاقة القلم بالصورة

عبد الله الدامون


لماذا نحب الخيال ونعشق الحكايات؟ ما هي أفضل كتابة سينمائية؟ ما هو موقع المخرج داخل هذه الكتابة؟ ما هو واقع الكتابة السينمائية في المغرب؟ مخرجون منتجون، نقاد، مبدعون يقاربون هذه الأسئلة من خلال ندوة في موضوع «واقع الكتابة السينمائية في المغرب» شارك فيها أيضا الكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، وهي ندوة نظمت مؤخرا بمدينة طنجة على هامش معرض الكتاب.
أجمع المشاركون في ندوة «واقع الكتابة السينمائية في المغرب» على أهمية الكتابة السينمائية التي تعتبر الرافد الأساسي لسينما متطورة، غير أنهم اختلفوا في تقييم طبيعة الكتابة ودرجة أهميتها.
شارك مخرجون وكتاب ومنتجون، بينهم الكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، في الندوة، التي نظمت بقصر مولاي عبد الحفيظ بطنجة، على هامش المعرض الدولي للكتاب والفنون، وهي ندوة من بين عدة ندوات وموائد مستديرة نظمت على هامش معرض الكتاب وتطرقت إلى المواضيع مختلفة تهم الفنون والثقافة بشكل عام.
وقال محمد نجيب الرفايف (صحافي ومدير بالقناة الثانية)، الذي تكفل بتنسيق الندوة ، إن الفن السينمائي، خلافا لباقي الفنون الإبداعية مثل الكتابة والمسرح والتشكيل، لا يعتبر موجودا إلا عندما يشاهد الناس الفيلم، وهذا مصدر تميز السينما التي تحتاج إلى المال لأنها صناعة.
وقدم، في بداية الندوة، محمد باكريم، ناقد سينمائي ومسؤول في المركز السينمائي المغربي، حصيلة السينما المغربية التي قال إنها تطورت كما وكيفا، وقدر عدد الأفلام الطويلة التي يتم إنتاجها سنويا بما بين 12 و15 فيلما، والأفلام القصيرة في حدود 50 فيلما سنويا.
وقال باكريم إن الإنتاج السينمائي المغربي موجود ويفرض نفسه بقوة، عبر المهرجان الوطني السنوي للسينما المغربية الذي ينظم كل عام في طنجة، بالإضافة إلى مهرجان الأفلام القصيرة في نفس المدينة، وعدّد مظاهر اختلاف وتميز السينما المغربية التي قال إنها تحظى بوجود جيل سينمائي جديد، مشيرا إلى أن نقطة الضعف الكبير للسينما المغربية هي قلة قاعات العرض.
وأشار باكريم إلى ما أسماه «السنوات الصعبة للسينما في المغرب»، وأن هناك «سينمائيين صمدوا خلال تلك الفترة، وهم اليوم يجنون ثمار صمودهم»، مضيفا أن «المغرب يدعم السينما الوطنية بحوالي 6 ملايين أورو في السنة، رغم أنه ليس بلدا بتروليا».
تدخل باكريم وصفه منسق المائدة المستديرة، نجيب الرفايف، بأنه متحمس، على الأقل في نبرته وأرقامه، وأثار أيضا تعليقا ساخرا من جانب المخرج السينمائي أحمد معنوني الذي علق بقوله إن «تفاؤل باكريم يعني أن الإيطاليين، الذين ينتجون أفلاما أقل كل عام، سيهاجرون قريبا إلى المغرب من أجل إنتاج أفلامهم، وأن واقع السينما المغربية لا تعكسه نبرة التفاؤل».
المخرج السينمائي جيلالي فرحاتي، الذي يكتب أفلامه بنفسه، قال إن رؤية المخرج الشخصية أساسية، وأن الكتابة السينمائية لا تنفصل أبدا عن رؤية المخرج. «لنا الحق في التصرف في الكتابة السينمائية ونمضي وقتنا في فعل ذلك، والمخرج له رؤية خاصة في رسم الواقع والشخصيات»، مضيفا أن «السيناريو يكون مقدسا في البداية، ثم تتم التضحية به بعد ذلك تبعا لضرورات كثيرة من بينها المونطاج»، مشيرا إلى أن السينما صنعت أساسا من أجل الذين لا يعرفون القراءة، أو للذين يتكاسلون عن القراءة. وختم فرحاتي تدخله بالقول إن «الواقع في المغرب يفوق الخيال». من جهته، تساءل المخرج أحمد معنوني عما يوجد وراء إنتاج 12 أو 15 فيلما كل سنة. ووصف واقع السينما المغربية بأنها سلسلة غير مكتملة ومليئة بالثقوب». وقال معنوني: «صحيح أنني يمكن أن أرتدي بذلة، لكنها بذلة يمكن أن تكون كلها مثقوبة».
وأشار معنوني إلى أنه لا يتم التركيز كثيرا في المغرب على الكتابة السينمائية، وأعطى مثالا حول فيلمه «ليام آليّام» الذي قال إنه قضى في كتابته سنة كاملة، وتحدث عن فيلم «قلوب محترقة» الذي قال إنه حاول أن يعكس من خلاله نفسه وطفولته، وأيضا مغربيته وتخيلاته.
وتحدث الكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، الحاصل على جائزة الغونكور الأدبية في فرنسا، والذي أنتج وأخرج بدوره عدة أفلام تسجيلية، عن أن ولادة السينما كانت سردية، وأن مشهد وصول قطار إلى محطة مثلا يحمل في طياته صيغة حكائية لأن الكتابة السينمائية تولد في الحركة.
وتساءل رحيمي قائلا: لماذا نحب الخيال كثيرا ولماذا نعشق الحكايات؟. وأجاب عن تساؤله بنفسه قائلا: «لكي تصبح الواقعية حقيقة يجب أن نحكيها».
واعتبر رحيمي أن السينما لا ينبغي أن تتجاوز الأدب، بل يجب أن تتجاوب معه، وعلاقة التجاوب لا تحدث فقط بين الأدب والسينما، بل في فنون أخرى مثل التشكيل حيث إن فهم لوحات بيكاسو مثلا تتطلب فهم تاريخ الفن لأن الحركة السردية توجد وراء كل الفنون.
واعترف رحيمي بأنه يستعين شخصيا بكاتب سيناريو من إيران من أجل تحويل النصوص الأدبية إلى نصوص سينمائية لأنه لا يستطيع شخصيا القيام بهذا العمل. واعتبر الكاتب والسينمائي الأفغاني أن المرور من النص الأدبي إلى السينما يتطلب تدمير أشياء كثيرة. في البداية يتم تدمير الرواية لصناعة سيناريو، وبعد ذلك يجب تدمير السيناريو لصناعة فيلم، وأن القضية في عمقها عملية تدمير مستمرة للوصول إلى الصورة، وصولا إلى المونتاج الذي يعتبر عملية كتابة سينمائية جديدة، مضيفا أن «إنتاج فيلم فن يكتب باستمرار».
من جهته، تساءل الناقد السينمائي المغرب حمادي كيروم عن أي سينما نصنع في المغرب، معتبرا أن مدارس السينما تصنع التقنيين في الأساس، وأنه شخصيا حين يتوجه إلى السينما فإنه يتصرف كطفل ويبحث عن الحكاية.
وعبر كيروم عن إعجابه بالفيلم الإيطالي «سارق الدراجات»، وقارن بين نص السيناريو وبين مشاهد الفيلم التي كانت مختلفة عن نص السيناريو، معتبرا أن السينما ليست كتابة في المكان بل في الزمن، وأنها مثل حبة تزرع فتكبر باستمرار.
وجهة نظر المنتجين السينمائيين قدمها صارم الفاسي الفهري، الذي كان وجيزا في تدخله، وأشار إلى أن أفضل الكتابة بالنسبة إليه هي الكتابة الموجودة على شيك بنكي، مضيفا أن المنتجين ينظرون إلى الزمن السينمائي بطريقة مختلفة، يعني أن المخرجين ينظرون إلى المشهد السينمائي كونه من بضع دقائق، بينما ينظر إليه المنتجون ماديا لكونه مشهدا من عدة ملايين.
وأشار الفهري إلى أن اختيار الأعمال السينمائية من طرف منتج تبدأ باختيار سيناريو، وهو سيناريو يمكن تنقيحه بعد ذلك لكي يعجب المنتج والمشاهد معا.
الصورة الصغيرة: نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي
* عن جريدة "المساء" المغربية

الخميس، 23 أبريل 2009

فيلم "واحد صفر": رؤية اجتماعية ساخرة معاصرة

من أفضل الأفلام المصرية التي ظهرت في الفترة الأخيرة فيلم "واحد صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكري (ملك وكتابة، عن العشق والهوى). والسبب يعود إلى الأسباب التالية:
أولا: سيناريو الكاتبة الشابة مريم ناعوم المتماسك الذي يفضح ويكشف ويعري فساد الواقع بل وفساد البسطاء من الناس وأفراد الطبقة الوسطى الذين يحتالون جميعا بشكل أو بآخر من أجل الاستمرار في الحياة، ولكن لا يتعامل الفيلم معهم بقسوة بل بحب وتفهم، ويكشف السيناريو ولغة الإخراج والتحكم في أداء الممثلين، عن الجوانب "الإنسانية" في الشخصيات، بل إن طريقة المعالجة الساخرة الخفيفة تجعلهم يبدون وكأنهم يشتركون جميعا في لعبة واحدة لها قواعدها المشتركة التي يحترمها الجميع ويرتضون بها من أجل التحايل على جوانب الحياة الشاقة.
ثانيا: مازلنا في السيناريو أيضا، الهيكل العظمي للدراما أو العمود الفقري للفيلم، وهو هنا لا يعتمد البناء التقليدي الذي يروي قصة لها بطل أساسي وشخصيات فرعية، بل يقدم نماذج لشرائح اجتماعية متباينة ومتعددة تصل إلى نحو عشر شخصيات، تتداخل علاقاتها معا على نحو أو آخر، وتتشابك، لكي تصل إلى الذروة. وتدور الأحداث كلها في يوم واحد، هو يوم مباراة كرة القدم بين منتخب مصر ومنتخب الكاميرون في بطولة الأمم الإفريقية. ويتخذ الفيلم من هذا الحدث (الذي انتهى كما نعرف مسبقا بفوز مصر واحد صفر وحصولها على البطولة) "موتيفة" أو اللحن المتكرر الذي يجمع كل الشخصيات من كل الطبقات وعلى كل المستويات، ويجعلها تضل وتتوه وتتصاعد وتيرة رغبتها الهستيرية في الحصول على التعويض النفسي الجماعي عن طريق الانتشاء بتسجيل هدف أو الحصول على "النصر" في الملعب بينما يحصد الجميع كل الهزائم في الواقع. وعندما يأتي النصر في المباراة في نهاية اليوم، يكون الغطاء قد انكشف عن كل إفرازات الهزيمة الاجتماعية على بساط الحياة.

مسخرة
وبدلا من جعل هذا اليوم يوم فرح وانتصارات وتفاؤل وأمل يجعل منه السيناريو وأسلوب معالجة السيناريو سينمائيا من خلال الإخراج والأداء التمثيلي، نوعا من "المسخرة" فالجميع، الذين تبدو مصالحهم ومشاربهم متناقضة أو متفاوتة يتفقون على الاهتمام بالمباراة القادمة، ويتحسبون ويستعدون لها: ضابط الشرطة لا يهتم باجراء التحقيق المطلوب مع المذيع التليفزيوني الذي يتصور أنه يصدم بسيارته طفلا صغيرا هو حفيد سايس موقف السيارات بينما الحفيد يمثل تمثلية يتحايل من خلالها للحصول على تعويض مالي، ونيللي كريم الممرضة المحجبة وحبيبها العامل في محل الأطعمة الشعبية ينتقم منهما أمين الشرطة الفاسد بعد أن ترفض الفتاة الاستجابة له والذهاب معه متخلية عن موعدها مع الحبيب أو الخطيب المنتظر.
والمستشفى التي يتوجه إليها المذيع بالطفل الجريح (ولو تمثيلا وتحايلا) يتوقف تماما عن العمل وعن الاهتمام بتقديم الاسعافات اللازمة للطفل المصاب ولغيره من المرضى، فالكل في انتظار المباراة الكبرى.
وهناك العارضة "زينة"- شقيقة نيللي كريم - التي تحولت، على النقيض من شقيقتها، إلى مغنية للأغاني الشائعة التافهة وهي القادمة من بيئة شعبية (تقطن أحد الأحياء العشوائية) وتقبل بإقامة علاقة جسدية مع "حسين الإمام" منتج الأغاني المصورة (المعروفة بالفيديو كليب) رغم حبها بمساعد الكوافير (أحمد الفيشاوي). وهي تستغل الفرصة اليوم وتقدم أغنية من تلك الأغاني الهابطة التي تتغنى فيها بالمنتخب الوطني وبالحلم الوطني الكاذب، بالنعرة الوطنية الشوفينية التي يسخر منها الفيلم في هذا المشهد بشكل واضح وغير مسبوق في السينما عموما، مما يجعله يقول الكثير عن تدني شخصية الإنسان الفرد وتدني طموحاته.
يستغل الفيلم فكرة المباراة النهائية في البطولة الافريقية لكشف عورات المجتمع وما حدث له من تشوه، ليس من خلال شعارات أو كلمات كبيرة، بل من خلال نسيج العلاقات والتفاصيل الصغيرة بين الشخصيات.
المرأة "البلانة"- أي تلك التي تعمل على تجميل النساء في البيوت (تؤدي الدور انتصار في أفضل أداء على الإطلاق في الفيلم كله)- تحتال وتوهم زبوناتها من النساء بأنها تقدم لهم إحدى مواد التجميل "المستوردة" بينما هي تقوم بتركيب "الاختراع" بنفسها بخلط مواد بدائية تنتج عنها التهابات شديدة في الجلد كما نرى.
ابنها "أحمد الفيشاوي" مساعد الكوافير، يغش ويسرق معلمه صاحب المحل، ثم يسعى أيضا لسرقة الزبائن منه إلى المحل الذي يعتزم هو افتتاحه لحسابه.
المذيع التليفزيوني خالد أبو النجا (المسيحي) الذي أدمن الخمر ربما هربا من شعوره بالتوتر بسبب مشكلة إلهام شاهين التي تكبره في السن والتي أقام معها علاقة جسدية، والتي تحمل منه دون أن تنجح أبدا في الحصول على الطلاق من زوجها بسبب تعنت الكنيسة ورفضها الطلاق حسب قوانينها الخاصة العتيقة.
وهكذا تدور الأحداث وتتشابك وصولا إلى حالة النشوة التي تشبه الغيبوبة الكاملة بفوز منتخب كرة القدم، وكأن لا شيء يحدث سوى الاستغراق في مزيد من الأوهام.. أوهام المجد والنصر بينما الجميع يواصلون الاحتيال على بعضهم البعض.

روح الفيلم
ولاشك أن كاملة أبو ذكري نجحت في تجسيد السيناريو، ونجحت في إضفاء طابع الكوميديا الاجتماعية على فيلمها. وهذا النوع عادة ما يرتبط بالمبالغات وبالتصوير الكاريكاتوري للشخصيات، لكنها نجحت في تجنب المبالغات رغم بعض المغالاة أحيانا كما نرى في المشهد الذي يسخر فيه المذيع من المغنية ويهينها، أو كما في مشهد الحافلة عند تصوير رد فعل الناس بعد محاولة رجل اغتصاب "انتصار" أمام الجميع بعد تلامس جسدي مثير. وإن كانت المخرجة نجحت في تركيب المشهد منذ البداية بحيث تجعل انتصار أيضا تكاد تستجيب، كامرأة وحيدة وهبت نفسها سنوات طويلة لتربية ابنها الوحيد، لنداء الرغبة، أو على الأقل تسرح بفكرها في ثنايا الشوق إلى لحظة لقاء جسدي من خلال لقطات "الفلاش باك" قبل أن تستفيق على الفعل الخشن من جانب الرجل الجالس إلى جوارها وتعود إلى التمسك بل والمغالاة في التمسك بالمفهوم الاجتماعي السائد لفكرة "الفضيلة".
هذا المشهد الجريء الذي يقتحم المسكوت عنه، جنبا إلى جنب مع تصوير العلاقة بين "إلهام شاهين" المنفصلة دون طلاق عن زوج لا تريده، والتي تصارع الكنيسة للحصول على حقها في الزواج ممن تحب، وترفض اللجوء إلى الإجهاض للتخلص من الجنين، كما ترفض تغيير دينها واعتناق الإسلام كما يقترح محاميها، ضمانا للحصول على الطلاق، وهو ما يجسد التناقض الكائن داخل الكنيسة كرمز من رموز المؤسسة الاجتماعية القائمة، التي تدعي ظاهريا، المحافظة على القيم، فيما تحول بتمسكها بالقوانين العتيقة بين المرأة والحصول على حقها الطبيعي في إقامة علاقة شرعية مع من تحب.
هذا الجانب في الفيلم، الذي لا يحتل سوى مساحة صغيرة، هو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، بعد أن رفع البعض دعاوى قضائية ضد الشركة المنتجة والمخرجة والممثلة، علما بأن كاتبة السيناريو مريم ناعوم تنتمي لأسرة مسيحية وتعرف عما تتكلم. وما المانع إذا كانت تدعو في فيلمها إلى تغيير التقاليد والقوانين العتيقة البالية لصالح الإنسان.. وهل جاء الدين لمعاقبة الإنسان أم لوضع أسس لسعادته في الدنيا والآخرة!

الفيلم كله مصور باستخدام الكاميرا الحرة المحمولة على الكتف بغرض إضفاء الواقعية على الشخصيات والأحداث، لكن هناك إفراطا، في مشهد أو اثنين، في استخدام الحركة الأفقية السريعة pan من اليسار لليمين وبالعكس، للانتقال بين شخصيتين تتحاوران بطريقة تعكس قدرا كبيرا من التوتر الذي لا يخدم هدفا، ولا يجسد فكرة بل يشتت المتفرج ويجعله يشعر بالاصطناع الواضح في تحريك الكاميرا. ولا أدري ما الذي يدفع كاملة أبو ذكري إلى هذا النوع من المراهقة التقنية في استخدام الكاميرا!
ولعل من المآخذ التي يمكن رصدها على الفيلم أيضا جنوحه إلى المغالاة في الشرح وإلى إضفاء منطق على الأشياء، بينما في هذا النوع من الأفلام تحديدا (الكوميديا الاجتماعية) لا تكون هناك حاجة إلى الشرح والتفسير والتبيان. ولعل مشهد المواجهة بين الهام شاهين ومحاميها مثال على ذلك، فهو كله مبني على اللقطات المتوسطة المتبادلة عن طريق القطع، والحوار الذي تردده الشخصيتان هو حوار مصطنع يذكرنا بالحوار في المسلسلات التليفزيونية، أي حوار يبدو مقتبسا من الكتب والمقالات، لكي ينقل للمشاهد أكبر قدر من المعلومات. وهو بالتالي نموذج للحوار غير السينمائي الذي يجب أن يتميز بالتلقائية والبساطة والتناسب مع طبيعة الشخصية التي تنطق به.
ويتميز الفيلم بإيقاعه السريع المتدفق، وبانتقالاته السلسة بين الشخصيات، وبمنحها جميعا مساحات جيدة، رغم أن شخصية الممرضة (نيللي كريم) تختفي لبعض الوقت قبل أن تعاود الظهور. ولا يهبط الإيقاع سوى في المشهد الذي يتوقف أبو النجا فيه على بوابة المستشفى في انتظار أن يفتحه له الحارس ليدخل بسيارته وهو مشهد لا حاجة ليه في السياق.
الأداء حماسي من جانب الجميع باستثناء أداء خالد أبو النجا في دور المذيع. والحقيقة أن خالد يؤدي الدور كما يؤدي كل أدواره في سائر الأفلام التي يمثلها، أي بنوع من التكاسل والآلية والتهام مخارج الحروف والكلمات. وأظن أنه في حاجة إلى تدريب شاق على النطق وعلى الأداء التمثيلي باستخدام صوته، حتى يمكنه الابتعاد عن النمطية. فالملاحظ أنه لا يتعلم شيئا من كثرة ظهوره في الأفلام وهي آفة لا علاج لها إلا بالخضوع للتدريب إذا كان حقا يريد أن يواصل ويصبح ممثلا حقيقيا.
لا يبتعد الفيلم بالتأكيد تماما عن السينما السائدة، لكنه يسعى بجدية إلى تجاوز قوالبها وحبكتها وأبنيتها الفنية، ويعكس بروحه الساخرة "رؤية" حارة وصادقة لأصحابه، ستنجح، إذا أتيح لها أن تمتد على استقامتها، في تجاوز السمات التقليدية للفيلم المصري.
ويبقى أهم ما في الفيلم روحه المعاصرة التي تتكلم عن أناس وأشياء يعرفها المشاهد جيدا حقا، لكنه يراها في سياق العمل الفني كما لو كان يراها للمرة الأولى.. وهذا هو سحر السينما.

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

معركة حديثة .. دراما تسجيلية : سرقة أم تناص؟


بقلم: حسن الكعبي

لا يوجد ما يدعو للتساؤل عن كون المقال الموسوم - معركة حديثة دراما تسجيلية عن ‏واقعة حقيقية للكاتب حسين علي ؟! - والمنشور في مجلة الشبكة العراقية / في العدد الواحد ‏والعشرين بتاريخ 4/5/ 2008، عما اذا كان المقال تناصا ام سرقة لانه وببساطة، مقال ‏مسروق حرفيا ودون أي تغيير من مقالين احدهما للكاتب أمير العمري الذي نشر في موقع ‏البي بي سي اربك كوم بتاريخ 16 /4 /2008 مقاله المعنون(رؤية سينمائية بريطانية لمعركة ‏حديثة) والآخر للدكتور إبراهيم علوش الذي نشر مقاله (فيلم معركة حديثة محاولة ‏بريطانية لتقليد افلام هوليوود الحربية بنكهة انسانية مفتعلة) في موقعين هما (مدونة القومي ‏العرب بقلم: حسن الكعبيي، والبصرة منبر العراق الحر).
لكن الطريف في تساؤلي هذا الذي أثبته بوصفه ‏عنونة لمقالي انه ورد وعن طريق الصدفة - طبعا - وجود مقال في نفس العدد من مجلة ‏الشبكة العراقية للدكتورة بشرى موسى صالح بشأن مصطلح التناص في فضائيه العربي ‏والغربي وعن كيفية تطوير جوليا كريستفيا له كنظرية لعلم النص في اطار استفادتها من ‏حوارية باختين او البولوفونية (تعددية الاصوات) التي تشير الى الكرنفالية والتنافذات ‏الاجناسية باعتبار ان علم الانثروبولوجيا وجد ان ثمة مشابهات عائلية لمسرودات ‏ومثيولوجيات بين الشعوب، تسمح ببلورة مفهوم للهوية المرنة، لكن هذه المشابهات لا تعني ‏وذلك ما أوضحته الدكتورة أن يقوم فرد ما بنسخ تجربة الآخر ويدعي إنها تنتمي إليه (لأنه ‏في هذه الحال يتعدى الامر كونه تناصا ليغدو سرقة ليس إلا) وإلا فما الجدوى من البحث ‏والتقصي.. الخ من مشترطات الكتابة ؟
ان هذه الخصائص إنما هي تقاليد مهيمنة يعمل المبدع على تذويبها في منظومته وتطويعها ‏بحيث إن هذه التقاليد تعمل على إظهار قدرة المبدع وموهبته في الابتكار من داخل هذه ‏المهيمنات واعتقد إن التناص وتقسيماته أمر معروف بالنسبة للانتليجنسيا عموما..
لكن الإشارة ‏لمقال الدكتورة يصلح مبحثا تطبيقيا لمقال (حسين علي) الذي أشرت إلى انه مسروق من ‏المقالين المذكورين. ‏توخيا لعدم الإطالة فإنني سأثبت سرقة الكاتب عبر توليفه بين المقالين المجني عليهما من ‏خلال إثبات الجمل الأولى المسروقة انتقالا إلى الجمل الأخيرة أي عبر القفز على متواليات ‏الجمل التي تقع بين طرفي الجمل الأولى والأخيرة والتي ستنوب عنها علامات التنقيط،‏وذلك لان مقالة حسين علي انتحلت مقالتي علوش والعمري بالكامل وان كان العمري هو ‏المجني عليه كليا كما سيتضح لاحقا، وبالتالي فان مقالي سيشغل حيزا كبيرا من مساحة ‏المجلة هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنني حددت المواقع التي نشرت فيها هاتين المقالتين (‏المجني عليهما) ولذلك يمكن للقارئ الاطلاع عليهما، كما إني سأقوم بتثبيت مقاطع النصوص ‏الأصلية من دون اللجوء للمقارنة مع النص المنتحل لأن المقالة المنتحلة (بكسر الحاء) منشورة ‏حديثا وبإمكان القارئ أن يقوم بنفسه بالمقارنة (باستثناء بعض المقاطع التي سأقوم بمقارنتها ‏مع النصوص الأصلية لأنها خضعت للتقديم والتأخير والحذوفات الطفيفة)‏.
ولنبدأ بالعمري حيث يقول في ثنايا مقاله (ولا يجعل برومفيلد فيلمه يتمحور بين الأبيض ‏والأسود، بل ينجح في تحقيق التوازن في بناء الشخصيات.....دون أن يبرر لهم).‏انتحل حسين علي هذا المقطع وجعله مقدمة للمقال، لكن عبر تقديم بعض الجمل وتأخير ‏بعضها على هذا النحو (نجح المخرج البريطاني برومفيلد في فيلمه الأخير معركة حديثة في ‏تحقيق التوازن وبناء الشخصيات، ولم يجعل فيلمه يتمحور بين الأبيض والأسود.....دون أن ‏يبرر لهم).

يترك العمري ليتابع في المقطع التالي هذه المرة وحرفيا من دون أي تقديم أو تأخير الانتحال من ‏مقطع في ثنايا مقال الدكتور علوش حيث يقول هذا الأخير (فيلم معركة حديثة ليس فيلما ‏وثائقيا. بل......... في غرف منازلهم).‏
ويتابع انتحاله لعلوش بعد حذف بعض الجمل(وقد نقل نك برومفيلد القادم من تقاليد الأفلام ‏‏....... سبق أن قاتلوا في العراق) إلى هذا الحد ينتهي من علوش ليعود للعمري وحرفيا هذه ‏المرة لينتحل من البداية في مقال العمري الذي قسمها سياقيا وفق ثلاثة محاور على النحو ‏التالي (محاور الفيلم يعيد المخرج- المؤلف برومفيلد رواية ما وقع من خلال ثلاثة محاور ‏درامية : الأول محور المسلحين....... جنود المارينز. حياة أسرة عراقية المحور الثاني ‏يركز على أسرة عراقية...... القتل الجماعي المجنون. أما المحور الثالث فيركز على ‏فصيلة الجنود المارينز........ في البدن) ويتابع انتحاله للعمري بدون تقديم وتأخير و لكن ‏بحذف واو العطف وتحويل الفعل المضارع إلى فعل ماض يقول العمري (ويسيطر برومفيلد ‏سيطرة مدهشة على الأداء التمثيلي....... (حيث جرى تصوير الفيلم)) في حين يقول ‏حسين علي - في إطار الانتحال - (سيطر برومفيلد سيطرة مدهشة على الأداء التمثيلي ‏‏........(حيث جرى تصوير الفيلم)) ويتابع انتحاله للعمري حتى في الخاتمة التي عنونها ب ‏‏(مشاهد القتل)وهو العنوان الفرعي نفسه الذي وضعه العمري، وهذه المرة من دون أي تغير ‏اللهم إلا حذف واو الاستئناف حيث يقول العمري (ويصور برومفيلد مشاهد القتل........ ‏في،، معركة الجزائر،،) ويتابع حسين علي في إطار الانتحال ذاته، ولكن هذه المرة ‏بحذف أداة النصب (إن) حيث يقول العمري (إن فيلم،، معركة حديثة،، رغم أي ‏ملاحظات......... في تجربة شديدة الجرأة والشجاعة). وبالخاتمة نفسها يختتم حسين علي ‏مقاله المنتحل.‏
أعتقد إن الإجابة التي أكدت في مطلع مقالي ستتضح (ان لم تكن قد اتضحت) بمجرد عودة ‏القارئ إلى النصوص الأصلية التي ذكرت مواقعها ومقارنتها بالنص المنشور في مجلة يعتز ‏بها القراء لرصانتها وهذا دافعي الأول للتصدي لمثل هكذا سرقات (ولي من بعد هذا مآرب ‏أخرى).‏

رابط: مقال أمير العمري عن فيلم "معركة حديثة" في موقع بي بي سي


جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger