
فرسان المهرجان يتقدمهم أحمد الحسني، ثم ادريس السكايكة وعبد اللطيف البازي ونور الدين بن دريس.
وقد استمر الأمر على هذا النحو إلى أن تحول مهرجان تطوان قبل ثلاث سنوات إلى حدث سنوي، يحصل على دعم من الجهات الرسمية، ويستضيف عددا أكبر من الضيوف، ويحظى بشكل تنظيمي أكثر دقة.
دورة هذا العام التي اختتمت في الرابع من الشهر الجاري بعرض الفيلم التركي "القردة الثلاثة" للمخرج نوري بيلج سيلان. وشهدت الدورة تكريم السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين، وافتتحت بعرض فيلم "اسكندرية ليه" في الافتتاح، إلى جانب عرض عدد من أفلام شاهين بعد ذلك منها "اسكندرية نيويورك" و"هي فوضى".
وقد كرم المهرجان أيضا الممثل المغربي الراحل حسن الصقلي ونظم ندوة حول دوره في السينما المغربية.
ونظم المهرجان ندوة حول سينما شاهين شارك فيها عدد من النقاد والسينمائيين منهم الناقد المغربي مصطفى المسناوي والممثل المصري محمود حميدة الذي شارك في عدد من أفلام شاهين، وتحدث عن تجربته في العمل مع المخرج الراحل الكبير.
شهدت المسابقة الرسمية للمهرجان وهي مخصصة كعادة المهرجان منذ تأسيسه، للأفلام من دول بلدان البحر المتوسط، عرض 10 أفلام روائية طويلة، و9 أفلام قصيرة، إلى جانب 11 فيلما وثائقيا في مسابقة خاصة بالأفلام المصورة بكاميرا الفيديو.
وغاب الفيلم السوري "أيام الضجر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بسبب تعذر وصوله، كما لم يحضر مخرجه. وغاب أيضا الفيلم الفلسطيني "المر والرمان" للمخرجة نجوى النجار. وكان الفيلمان قد أدرجا في جدول المسابقة.
أما باقي الأفلام المتسابقة فكانت من البوسنة (ثلج) وايطاليا (سونيتاولا) وفرنسا (مرحبا) واليونان (إصلاح) واسبانيا (خطيب لياسمينة) ورومانيا(الصرف) والمغرب (زمن الرفاق) وتركيا (مارلوني وبراندو) ومصر(خلطة فوزية) وفلسطين (عيد ميلاد ليلى).
المهرجان احتفى احتفاء خاصا بالسينما الاسبانية وعرض عددا من أفلامها، كما نظم استرجاعا لعدد من أبرز الأفلام المغربية التي أنتجت خلال السنوات الأخيرة.
رأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي، وشارك فيها سينمائيون ونقاد من اسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتونس. ومنحت اللجنة جائزة أحسن فيلم للفيلم البوسني "ثلج". ولثم يحصل أي فيلم عربي على أي من جوائز لجنة التحكيم.

باعتباري من المهتمين بوجه خاص بدور العرض السينمائي، أود أن أذكر هنا أن في تطوان، تلك المدينة الواقعة في أقصى الشمال المغربي (قرب طنجة) والتي كانت واقعة تحت الاحتلال الاسباني العقود طويلة، داران للعرض أعتبرهما من أجمل دور العرض في العالم: هما اسبانيول وأبينيدا. وقد حضرت المهرجان أيام أن كانتا مهملتان تماما وفي حالة رثة بعد إهمالهما طويلا.
لكن الأمر تغير منذ سنوات بعد إعادة الرونق والسحر القديم إليهما وترميمهما بالكامل واستعادة كل الملامح الأصلية لهما بالتعاون مع معماريين ومصممين من اسبانيا وبالاستعانة بالرسوم والتصميمات الأصلية.
وكانت دار إسبانيول تأسست عام 1911 كمسرح ثم تحولت إلى دار للعرض السينمائي في الثلاثينيات من القرن الماضي، وأقيمت دار أبينيدا في 1945. وتتسع كل منهما لـ 1100 مقعد. ومشاهدة الأفلام في الدارين متعة للعين وللقلب حقا، فالصوت والصورة على أعلى مستوى من الوضوح والنقاء، والراحة متوفرة تماما في المقاعد، ولتطوان أن تفخر بأنها تضم هذين الكنزين النادرين من كنوز فن العرض السينمائي في عصره الأول الجميل.
سبق أن انتقدت بشدة مهرجان تطوان على سوء التنظيم وبعد تجربتي الشخصية معه في 2005 لكن هذه العيوب تم تجاوزها الآن بشكل يدعو للإعجاب، والأهم أن النقد لم ينقص الود بل بدا أن أصحاب الشأن فهموا وتفهموا!




.jpg)



