متى تفهمْ ؟
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
كتابات نقدية حرة عن السينما في الحياة، والحياة في السينما............. يحررها أمير العمري






وتتعرض لولا عدة مرات للاعتداء الجنسي والاغتصاب من طرف الرجال، فمجتمعات الشرق لا تسمح للنساء بالمشي في الشوارع أو التجوال ليلا. والمرأة مستهدفة من الرجال باعتبارها هدفا جنسيا، والملاهي الليلية تمتلئ بمن يبعثرون المال يمينا ويسارا، وخصوصا من الخليجيين (صور نمطية مألوفة يعيد الفيلم إنتاجها وترويجها) والشاذ جنسيا أو المثلي الجنس يوسف هو أكثر الجميع رقة وعذوبة واخلاصا لصديقته لولا لأنه لا يطمع فيها بل يرقد معها في فراش واحد دون أن يلمسها، يقول لها إن حياة المثليين في الشرق لا تطاق ويهرب من بلده إلى امريكا حتى يستمتع بحريته الجنسية، أما زكريا فلا يمكنه الزواج منها لأنها تريد أن تؤكد استقلالها أولا وتحقق ذاتها قبل أن تتزوج.
وكل الرجال في الفيلم لهم مآربهم الخاصة التي يرغبون في تحقيقها بمن في ذلك اسماعيل الذي تقول له لولا في احد المشاهد إنه يريد استخدامها كجسر للعبور إلى اسمهان. ونفهم أن اسماعيل كان مرتبطا بعلاقة حب مع اسمهان لكنه لم يتزوجها لأنه كما يشرح للولا: يعمل في وسط يفرض عليه القرب من نساء جميلات وبالتالي لا يستطيع أن يبقى وفيا لامرأة واحدة.
وعندما تروي له هجر حبيبها زكريا لها يقول لها اسماعيل: في بلادكم عندما يحب الرجل فإنه يتزوج المرأة التي يحبها، أما عندنا فالرجل الذي يحب امرأة يتزوج بامرأة غيرها"!
والمقصود أن الرجل الشرقي لا يمكنه أن يكون مخلصا لزوجته، وهو أيضا لا يتزوج عن حب، بل للمصلحة، ويخون زوجته مع من يحب!
وكل شخصيات الرجال في الفيلم من البواب إلى عامل الفندق إلى بائع البرتقال، يتحدثون الانجليزية ويفهمونها. ولكن لا يهم، فكل ما يتضمنه الفيلم مصنوع صنعا لتسلية المتفرج الغربي، وتسليته بالصور والأنماط والقوالب النمطية التي ينسبها الفيلم إلى الشرق، ويستخدم القاهرة نموذجا له.
والرسالة التي يرغب الفيلم في توصيلها هي أن الأمريكية الشقراء هي التي تقوم بدور الواسطة في التواصل الحضاري بين الشرق والغرب، وهي الأكثر اهتماما باستخراج تراث الشرق والحفاظ عليه، وهي التي تعطي المصريين درسا في ضرورة الا يشعرون بالخجل منه، كما تتمكن من تحويله إلى فن جميل تعبيري، وليس للإثارة. وتلقي قبل رحيلها إلى بلادها خطبة مفتعلة تعرب فيها عن حبها لمصر والمصريين واحترامها لهم وتدعوهم إلى الاعتزاز بتاريخهم وحضارتهم!
إن فيلم "لولا" فيلم أمريكي تقليدي، لم يتم إنتاجه نتيجة "مؤامرة" لتشويه صورة مصر، بل جاء نتاجا لمفاهيم وأفكار مستقرة وخضوع طويل لأنماط وقوالب فنية، متخلفة، قاصرة، تكرس صورة معينة عن الشرق، وتجعل من "اختلافه" عن الغرب مصدرا للجاذبية والنفور، الحب والكراهية، حب السائح لرؤية المختلف، ونفوره من مظاهر الاختلاف التي يضخمها الفيلم ويجعلها سببا لعدم قدرته على الاندماج أو الاستقرار هناك، ولذا ينتهي الفيلم يعودة بطلته إلى بلادها، بعد أن تلقن الشرق درسا في ضرورة الاعتزاز بتراثه.. أما التراث فيتمثل عند صناع الفيلم فيما يطلقون عليه في الغرب "هز البطن"!