الأربعاء، 19 فبراير 2014

12 عاما في العبودية: الأسلوب السينمائي الفريد




أمير العمري



ليس أهم ما يميز فيلم "12 عاما في العبودية" للمخرج البريطاني ستيف ماكوين، أنه يعيد تناول موضوع العبودية في الولايات المتحدة في السينما بشكل مؤثر وقوي. لاشك أنه أحد أهم ما ظهر من أفلام حول هذا الموضوع الذي سيظل يلهم الكثير من السينمائيين لأجيال قادمة. وربما يكون المخرج كوينتين تارانتينو قد لعب دورا بارزا في إعادة تسليط الأضواء على هذا الموضوع الإنساني - التاريخي بفيلمه "جانجو طليقا" (2012).


لكن على حين كان "جانجو" يقدم رؤية فنية سينمائية (خيالية) تستند إلى بعض الحقائق التاريخية، يأتي "12 عاما في العبودية" مستندا إلى الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه، من تأليف سولومون نورثوب (صدر عام 1853) وفيه يروي تجربته المريرة القاسية التي عاشها بعد أن استدرج من نيويورك إلى واشنطن عام 1841 وهو الرجل الحر، ثم يختطف ويتعرض للتعذيب الشديد ويلقنونه أن إسمه "بلات" وأنه عبد هارب من جورجيا، ثم يباع إلى أحد ملاك الأراضي وينقل إلى الجنوب الأمريكي حيث يرغم على القيام بالأعمال الشاقة مع غيره من العبيد، وينتقل عبر البيع، بين عدد من ملاك الأراضي، إلى أن يتمكن من إثبات الحقيقة بعد مرور 12 عاما في العبودية، فيتحرر ويعود للالتحاق بأسرته.


هذا هو باختصار موجز موضوع الفيلم، وهو كما نرى، كان من الممكن أن يصنع فيلما تقريريا تقليديا لا يلفت الأنظار كثيرا من الناحية الفنية، فالغرض الأساسي لابد أنه سيتركز في توصيل الرسالة، أي الاحتجاج على ما كان يفعله الإنسان بالإنسان، ولايزال!

أما بين يدي مخرج رفيع المستوى مثل ستيف ماكوين (الذي سبق أن برزت موهبته في فيلميه السابقين "جوع" Hunger و"عار" Shame) فلا يصبح الفيلم مجرد "تقرير" سينمائي، أو قصة ميلودرامية تُروى على وتيرة واحدة، بل يصبح عملا فنيا كبيرا يبرز الحس التشكيلي والإحساس بالإيقاع السينمائي، يحتفي بالصورة ويجعل الدراما تتفجر من خلال مكونات الصورة، ويكتسب بالتالي، أهميته في تاريخ السينما.


0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger