كتابات نقدية حرة عن السينما في الحياة، والحياة في السينما............. يحررها أمير العمري
الاثنين، 5 مايو 2025
أعتقد أن أعظم وأرقى فيلم سينمائي صور الصراع بين القديم والجديد داخل الفاتيكان وقدم صورة رائعة للبابا فرانسيس الذي رحل اليوم عن عالمنا، وهو يتجادل بكل عقلانية وحكمة ورقي مع البابا بنيديكت، هو فيلم "البابوان" The 2 Popes الذي أخرجه البرازيلي فرناندو ميريلس، من دون أن يكون عملا تسجيليا، بل يعتمد على الخيال الخصب المستد من تكوين كلا الشخصيتين، ويناقش الأفكار بكل جرأة ويتطرق لأدق التفاصيل الذهنية والمعتقدات الدينية في علاقتها بالعصر، ومن دون أن يواجه بالقمع والرفض والاحتجاج والمطالبة الفظة بالمنع والمصادرة والعقاب والتكفير من جانب الفاتيكان.. فحتى هذه المؤسسة الكاثوليكية العتيدة نجحت في اللحاق بالمنهج الوحيد الذي ثبت، صلاحيته لكل العصور، وهو منهج "التطور"... فكل شيء في العالم يتطور ولا يبقى أبدا على حاله منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا، ما عدا عند أصحاب الفكر الجامد الذين لا يريدون الاعتراف بأنهم هزموا شر هزيمة أمام العلوم الحديثة والفلسفات والأفكار العصرية التي عصفت ومازالت تعصف كل يوم بأفكارهم التي توقفت عند القرن الثالث عشر، من دون أن يقروا بضرورة التغير والتطور...
المشاهدة الثانية للفيلم البرازيل يالبديع "أنا مازلت هنا" I am still here جعلتني أكتشف اشياء لم أتوقف عندها عندما كتبت عن الفيلم بعد مشاهدته بمهرجان فينيسيا 2024. ولكني خرجت أيضا بانطباع آخر ربما يكون آهم من النقد ومن المستوى السينمائي الممتاز للفيلم، هو أنهم كانوا رغم رغم كل ما حدث عندهم خلال "ديكتاتوريتهم" التي استمرت من 1964 الى 1985، ظلوا جزءا من تاريخ العالم.. يهتم بهم الآخرون في الخارج، ويحافظون على حد أدنى من القدرة على "المحاسبة" و"التساؤل" و"السعي والتماسك من أجل الوصول الحقيقة" فقد ظل هناك متنفسا.. أما نحن فقد أخرجنا أنفسنا من التاريخ.. بل ودخلنا الثقب الأسود الذي لا قاع له!
وفيلم "أنا مازلت هنا" ليس فقط عن الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، ولا فقط عن كيف واجهت أم وزوجة شجاعة اعتقال واختفاء زوجها الى الابد، وواصلت الحياة مع ابنائها الخمسة وظلت صامدة لعشرات السنين تبحث عن حقيقة ما وقع لزوجها وتواجه جلاديه بكل صلابة، ولكنه أيضا فيلم عن الصورة، وقوة الصورة، ودور الصورة في الابقاء على الذاكرة حية مشتعلة.. انه بهذا المعنى احتفال خلاب بالصورة.
ولكن هناك دروسا أخرى كثيرة يمكن ان يتعلمها المرء من الفيلم البرازيلي الكبير "أنا مازلت هنا" الذي ذكرته في منشورين سابقين.. ومن اهم هذه الدروس ما يتعلق بالسؤال التالي: لماذا تنهار وتفشل وتتلاشى الديكتاتوريات في بلدان كثيرة في العالم، بينما تظل قائمة وممتدة لمئات السنين في بلدان أخرى نعرفها وتعرفنا؟
وما يمكن للمرء أن يخرج به من قلب هذا الفيلم نفسه هو أن اول واهم سبب في هزيمة الديكتاتورية هو المقاومة الصلبة المنظمة التي لا تتفسخ ولا تتفكك بل تظل تعمل سواء من فوق الارض او من تحتها في كل الظروف بل ومهما بدا ان الصورة قاتمة… المقاومة حتى بمحرد الاستمرار في التشبث بالأمل والابداع بشتى اشكاله وصوره… عنصر المقاومة المنظمة هو ما يفيب عن مجتمعات اخرى في منطقة نعرفها جيدا ويشعر العالم انها اصبحت عالة عليه بأمراضها المزمنة التي لا شفاء منها!
السبت، 25 أبريل 2020
كورونا.. كورونا.. أين المفر؟
عندما وقعت تفجيرات سبتمبر 2001 أصبح
حديث الصحافة هو هذا الحدث الذي أصبح يشار إليه بالتاريخ المقلوب (من
اليسار إلى اليمين) “11/9”، أي في الحقيقة 11 سبتمبر. وكل من لم يكتب عن أي
شيء له علاقة بالإرهاب الدولي أو الحروب والصراعات المسلحة طوال حياته،
كتب عن 11 سبتمبر وقال وأفتى وأبدع وتوسع.
الآن أصبح موضوع وباء فايروس كورونا هو حديث الساعة، وكل ساعة. فهو
الموضوع الذي صار مقرّرا علينا. تطالع أي صحيفة في العالم فتجد الغالبية
العظمى من المقالات والأخبار مخصّصة لذلك الوباء الجائحي الذي اجتاح
العالم.
وتفتح أي قناة تلفزيونية عربية أم أجنبية، لتجد “خبيرا” من الخبراء
يقدّم لنا تحليلاته ونصائحه وتوقعاته، سواء كان هذا الخبير له صلة بالطب أم
أن صلته به مثل علاقتي باللغة الصينية؟
أما الصين فقد أصبحت عند الكثيرين مجالا للصراع، خاصة بعد أن امتلأت
شبكات التواصل الاجتماعي باللغات المختلفة، بالأقوال والأقوال المضادة بشأن
مسؤولية الصين أم عدم مسؤوليتها عن تفشي الوباء القاتل من الأصل والأساس.
فهناك من جهة، من ينفي عن الصين أي اتهام بالتسبّب في انتشار المرض،
ويميل لاتهام المخابرات المركزية الأميركية بالوقوف خلف هذا الفايروس
الجديد، غالبا متأثرا بما جاء في كثير من الأفلام الأميركية. والمفارقة
أنها فعلا “أميركية” وجهت الاتهام للمؤسّسة العسكرية والاستخباراتية
الأميركية. وهو أمر لو حدث في أي جمهورية من جمهوريات “قشر الموز” التي
نعرفها جيدا، لاعتقل جميع صناع الأفلام والمسلسلات وأغلقت دور السينما
والمسرح وألعاب خيال الظل وألعاب السيرك، إلى أجل غير مسمى خشية من انتشار
الوباء، وباء انتقاد الأجهزة “السيادية” التي تتسيّد ليلا ونهارا على
الشعوب. لكنها تقف عاجزة تماما عن مواجهة فايروس صغير!
المدافعون عن الصين والمعجبون كثيرا بالتجربة الصينية، يمنون أنفسهم بأن
يبرز دور العملاق الأصفر في عالم ما بعد كورونا، ليصبح قادرا على ردع
الغطرسة الأميركية، وهو بالطبع شعور نابع من إحباط ترسّخ عبر عشرات السنين
نتيجة انحياز السياسة الأميركية إلى جانب الأقوياء ضد الضعفاء والمستضعفين
في العالم.
فكثير منا يعتقدون أن “الحكومة الأميركية” مؤسّسة رعاية اجتماعية، تنطلق
من مبادئ الحب والخير والإحسان، وليست واجهة لمصالح اقتصادية تحميها
الجيوش والأساطيل والقواعد العسكرية التي انتشرت في العالم منذ نهاية الحرب
العالمية الثانية.
في حين انكفأت الصين على نفسها في الداخل وآثرت الابتعاد عن المواقف
السياسية أو التدخّل الفعّال بأي شكل من الأشكال، في الصراعات الدولية،
ولها بالطبع مواقفها الشهيرة بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن، تجنبا
للمشاكل والمنغّصات، فقد آثرت التركيز على التنمية الاقتصادية عن طريق
استغلال “الطبقة العاملة” أبشع استغلال بشكل أقرب إلى الاستعباد، لإنتاج
أجهزة وأدوات ومنتجات وملابس، رخيصة رديئة معروف أنها لن تصمد للزمن،
وستسقط عند أول اختبار حقيقي.
أين ستذهب الصين -سياسيا وعسكريا- بعد أن تنتهي أزمة كورونا؟ أغلب الظن
أنها ستواصل الانكفاء على الذات لحماية نظامها السياسي الاستبدادي الشمولي،
الذي يعتقد أنه وراء ذلك التستّر المذهل على حقيقة ما وقع في ووهان. ولعل
الأنباء الأخيرة تؤكّد وجود شيء ما غامض تتستّر عليه السلطات الصينية، وهو
إصدارها قرارات تحظر أي محاولة للبحث في أسباب انتشار الفايروس من الأصل
والأساس.
وهو موضوع سيتيح بكل تأكيد الفرصة مُجدّدا لمدمني نظريات المؤامرة،
والذين يرون أن الصين هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن انتقال المرض إلى
العالم وخاصة إلى البلدان الأوروبية المفتوحة في الغرب، خاصة تلك التي
تستقطب أكبر عدد من السياح في العالم: إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا
والولايات المتحدة.
بدوري وجدت نفسي في هذا المقال أتورّط في مناقشة موضوع كورونا في حين
أنني بدأته بنوع من التساؤل: هل يتعيّن على الكاتب، كل كاتب، أن يدلي بدلوه
في الموضوع حتى لو لم يكن متخصّصا في الأمراض المعدية أو الفايروسات؟
أعرف أن البعض سيجيب بأن الحديث عن الوباء لا يقتصر فقط على الجانب
العلمي والطبي بل يشمل مجالات الاجتماع والاقتصاد والثقافة والفنون. وهذا
صحيح. ولكن هل من الطبيعي أن يفرض علينا الفايروس اللعين أن نتخلّى عن
اهتماماتنا الأصلية بالأدب والفن والشعر والمسرح والموسيقى والسينما؟
ونتفرّغ لدراسة الآثار المحتملة على كل هذه الفنون؟
أعرف أن رئيس تحرير صحيفة “العرب” التي أكتب لها، أبدى ضيقه من وجود
كلمة كورونا في عناوين الغالبية العظمى من المقالات التي تنشر في الصحيفة،
إلاّ أن هذا هو ما يحدث حتى الآن، فالكتاب والصحافيون، بمن في ذلك زملاؤنا
من نقاد الأدب والفن التشكيلي، تورطوا مثلي أيضا في “المسألة الكورونية”.
وقد تفرّغت شخصيا، مضطرا، لإعادة مشاهدة الأفلام السينمائية التي تناولت
الأوبئة والفايروسات القاتلة، الحقيقي منها أو الخيالي، وبعض هذه الأفلام
يعتبرها البعض بمثابة “نبوءة” بظهور كورونا، في حين أن السينما لا تتّبع
بالطبع، خطى العرّافين والمنجّمين.
ولكن لنفرض أن كورونا استمر لسنتين أو ثلاث سنوات فما العمل؟ هل يمكن أن
تعيش الصحافة على موضوع واحد تتغذّى عليه وتغذّيه للقراء؟ أم أننا لا يجب
أن نهمل اهتماماتنا الأخرى التي أراها بالضرورة “اهتمامات إنسانية” تهم
الجميع وليس من الممكن الاستغناء عنها؟ وهل يمكننا استئناف الكتابة عن الحب
والخير والجمال والإبداع والتأملات الروحية والفلسفية، من خلال أعمال الفن
بكل أشكاله؟ أم أننا يجب أن نستسلم لما يفرضه علينا هذا الوباء البشع
ونقصر اهتمامنا عليه؟
الإجابة بالطبع عند رئيس التحرير.. أليس كذلك!
الأحد، 1 مارس 2020
مهرجان برلين السينمائي..التجديد ليس بتحريك الكراسي
إدارة ثنائية بلا جديد يذكر
يمكن القول تمخضت الإدارة الجديدة التي
عيّنت العام الماضي لمهرجان برلين السينمائي فولدت فأرا كبيرا. فقد بدا أن
نظرتها إلى التجديد تتعلّق بتحريك بعض الكراسي والجالسين عليها، وتحريك بعض
الأماكن التي اعتاد السينمائيون والنقاد التعامل معها ونقلها من مكان إلى
مكان آخر.
لكن الحقيقة أن تقليل العدد اختيار أرغمت عليه الإدارة الجديدة بعد أن فقدت هذا العام موقعين رئيسيين لعرض الأفلام من ذوي الشاشات المتعددة، بسبب التجديدات، ممّا اضطرها مثلا إلى نقل عدد كبير من العروض الصحافية التي يحضرها أكثر من ثلاثة آلاف صحافي، إلى دار عرض بعيدة عن مكان إقامة المهرجان في القسم الشرقي من المدينة.
انحياز مضاد
أما الاختيارات الفنية نفسها، فهي الآن محلّ رصد وتقويم من جانب الصحافة الألمانية. وكانت مارييت ريسينبيك المديرة المسؤولة عن الجوانب الإدارية قد أعلنت أن الغالبية العظمى من مديري أقسام المهرجان أصبحوا الآن من النساء. وهو وما يعكس في الحقيقة انحيازا في الاتجاه المضاد، وليس رغبة في تحقيق المساواة.أما المدير الفني كارلو شاتريان فقد أعلن أن الأفلام التي وقع عليها الاختيار للعرض في برامج المهرجان، ليست بالضرورة هي الأفلام المفضلة أو “أفضل الأفلام” بل الأفلام التي تعكس “الحالة السينمائية القائمة حاليا في سينما العالم”.
وهو زعم لا صلة له بالواقع، فليس من الممكن أن يُقدّم فيلمان من الأفلام التي سبق عرضهما في مهرجانات أخرى في العام الماضي، لتمثيل السينما الأميركية التي تعتبر الأهمّ في العالم والتي تتمتع بالحيوية والقدرة على التجديد وتزخر بعدد كبير من المخرجين الموهوبين.
فهل فشلت الإدارة الفنية في إقناع شركات التوزيع الأميركية بعرض أفلامها الجديدة في برلين؟ هذا السؤال يجب تقديم إجابة واضحة عنه. أما إذا كان الأمر كذلك فيجب معرفة أسباب إحجام الموزعين الأميركيين؟ وهل البديل للحضور الأميركي الذي يضمن أيضا حضور نجوم السينما الكبار إلى برلين، أن يدرج في المسابقة فيلم فرنسي محدود القيمة هو فيلم “ملح الدموع” لمجرد أن مخرجه هو فيليب غارديل المخضرم؟ وهو نفس ما يمكن أن يقال عن إشراك فيلم المخرج المخضرم الآخر أبيل فيرارا في المسابقة في حين كان يمكن عرضه للتعريف في قسم البانوراما بسبب طابعه التجريبي.
من ناحية أخرى بدا أن الخضوع للعامل السياسي في الحكم على الأمور ليس في صالح المهرجان. فكيف يمكن على سبيل المثال، شطب تاريخ رجل مثل ألفريد باور مؤسّس مهرجان برلين نفسه، بكل بساطة وإلغاء الجائزة التي كانت لسنوات طويلة، تمنح باسمه في المهرجان، خضوعا لابتزاز بعض الصحف التي أصبحت تشم رائحة النازية في كل ما يتعلق بالذين عاشوا قدرهم خلال الحقبة النازية.
والمؤسف أن القرار صدر من قبل التأكد من ضلوع الرجل في رسم أي سياسات تتعلّق بالنشاط الثقافي والفني تحت إدارة وزير الدعاية النازية جوزيف غوبلز. فقد أعلنت الإدارة أنها كلّفت باحثا تاريخيا بتحري تاريخ ألفريد باور وموافاتها بتقرير عنه سيستغرق إعداده ثلاثة أشهر.
وبعد أن كان الحضور العربي في مهرجان برلين قويّا وملموسا خلال السنوات الأخيرة، تم تهميش وجود الأفلام العربية والاكتفاء بعرض بعض الأفلام القصيرة والتجريبية التي لا تقدّم صورة حقيقية للنشاط السينمائي في العالم العربي، ولا لما يصنعه السينمائيون من أصول عربية في أوروبا.
ولكن في الوقت نفسه، يواصل مهرجان برلين اهتمامه الدائم بالسينما الإيرانية، ففي المسابقة الرسمية فيلم جديد للمخرج محمد رسولوف مع فيلمين آخرين في البرامج الموازية. وهو ما يشير أيضا إلى دافع سياسي محدّد وراء هذا الاهتمام، في سياق السياسة المعتدلة التي تتبعها ألمانيا عموما في ما يتعلق بموضوع الملف النووي الإيراني.
بشكل عام تبدو الدورة السبعون التي كان يفترض أن تكون احتفالية وتتميز كثيرا عن سابقاتها، دورة أقلّ من عادية بسبب الضعف العام لأفلام المسابقة التي تستقطب عادة الأضواء.
وكلّما ذهب المرء وهو يملؤه الأمل في العثور على التحفة السينمائية المنشودة يخيب أمله، فلا توجد في مهرجان برلين تحف سينمائية، رغم وجود عدد من الأفلام الجيدة والمتوسطة الجودة، مع تشابه كبير في المواضيع التي تدور معظمها حول المرأة، في عذابها بسبب علاقتها بالرجل، كما أن صورتها في هذه الأفلام صورة امرأة قوية، تمتلك الرغبة في الاستقلال والتحقّق بعيدا عن العلاقة مع الرجل.
ولعل أفضل ما عرض من أفلام حتى الآن في هذا السياق هو الفيلم الأميركي “ليس نادرا بل أحيانا دائما”، فهو عمل متماسك شديد البراعة والتأثير.
وحتى الآن يبرز أداء الممثلة الألمانية المخضرمة نينا هوس في فيلم “أختي الصغيرة” وهي الممثلة الأهمّ في السينما الألمانية عموما، وزميلتها الأصغر سنّا بولا بير في فيلم “أوندينه”.
أما الدور الأكثر بروزا للممثل الرجل في أفلام المهرجان حتى الآن فيرجع دون شك إلى أداء الممثل الإيطالي أليو جيرمانو في دور الرسام الإيطالي توني ليغاوبي في فيلم “مخبأ بعيدا”. والفيلم نفسه يظل أيضا أفضل ما شاهدناه. لكن لا يزال هناك ثمانية أفلام في المسابقة لم تعرض بعد. وبعدها يكون لكل حادث حديث!
Labels:
آراء وتعليقات
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com