الاثنين، 12 أغسطس 2013

خالد يوسف: الدور السياسي الزائف!





 قلت من قبل إن مشكلة المخرج خالد بوسف في أفلامه تكمن تحديدا في إدخاله للموضوع السياسي في سياق الفيلم الدرامي العادي، وأضفت إن أفلامه قد تصبح أكثر قبولا إذا تخلصت أو تخلص هو، وبالتالي خلصها، تماما من الاسقاطات السياسية الفجة المباشرة التي تتصف بالسذاجة والسطحية.

لكن المشكلة أنه بدلا من أن يشتغل خالد يوسف على تنقية أفلامه مما يشوبها من نقاط ضعف درامية، وتهافت في إعلاء "السياسي" على "الإنساني" بحيث تبدو شخصيات تلك الأفلام منقطعة الصلة بالواقع من حولها وكأنها تعيش فقط في خيال مخرجها، رعم ما يحشره في أفلامه هذه من الكثير جدا – لحد الملل – من أحداث واسقاطات سياسية، أصبح خالد يوسف نفسه مستلبا في الحراك السياسي الذي أصبح يدور حول نفسه بدلا من ان يتقدم إلى الامام، بل أخذ خالد يوسف يصدق أنه أصبح "زعيما سياسيا" يمكنه أن يحرك التاريخ، وأن يقابل الزعماء السياسيين ويؤثر عليهم، ويكفي أنه قد هجر العمل السينمائي، بعد أن وجد أنه لن يتمكن من تقديم الجديد بل سيظل يدور حول "تيمات" أفلامه المستهلكة، وشخصياته المبتذلة التي تسعى سعيا الى ابتزاز المشاعر الجنسية المباشرة من المتفرج المكبوت الذي يعاني في الحقيقة من كل أنواع الكبت: السياسي والاجتماعي والجنسي، لذلك يتجاور تفجير المكبوت السياسي في أفلام هالبد يوسف مع تفجير المكبوت الجنسي، ولكن في سياق ساذج (كرتوني) غير مقنع.

إن الطريق الذي يحصل منه خالد يوسف على "تعويض" نفسي يعوضه عن الكبت "السينمائي"، أي عدم القدرة على إنجاز الفعل السينمائي الذي يتحقق من خلاله، وهو طريق الشغب السياسي والصراح والصياح في الميادين أمام أجهزة الإعلام حتى أصبح مجرد ظاهرة إعلامية فارغة تماما تكرر نفسها بل وتبتذل أقوالها وتلوك بعض الأفكار الديماجوجية التي لم يعد أحد يبتلعها بعد أن أصبح فعل الثورة نفسه يختطف دائما، تارة لصالح تنظيم الاخوان المسلمين الرجعي بتاريخه وطبيعته، أو لصالح المؤسسة العسكرية المحافظة اجتماعيا بطبيعتها.. هذا الطريق تحول هو نفسه، إلى أداة لشنق طموحات خالد يوسف وإخراجه بالتالي من حلبة السينمائيين الذين كانوا يتطلعون لتقديم شيء متميز ودون أن يتمكنوا أبدا من دخول دائرة الإبداع وليس التجسيد المبتذل السطحي السريع الاستهلاكي. لذلك أعتقد أن  خالد يوسف قد إنتهى كمخرج كما انتهى قبله الكثير من المخرجين الذين سقطوا تحت إغراء وغرور اللحظة وما تمنحه إياهم من تحقق زائف لا يشبع المكبوت في داخلهم!


الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أزمة وتخبط في مهرجان القاهرة السينمائي بعد عودة الوزير صابر عرب



تعيين الناقد سمير فريد رئيسا للمهرجان جاء كمخرج من الأزمة بعد اتهامات لصابر عرب بدعم الفساد!


 أمير العمري: هناك الكثير من ملفات الفساد في المهرجان وسألقن الوزير درسا في احترام القانون!

ما معنى وجود توقيع منيب شافعي رئيس غرفة صاعة السينما على شيكات المهرجان؟

تم تحديث الموضوع بتاريخ 7 أغسطس


بقلم: عادل سالم


عاد وزير الثقافة صابر عرب عاد الى الوزارة للمرة الثالثة بعد ان استبعد رئيس الوزراء حازم الببلاوي إيناس عبد الدايم مديرة الأوبرا، بضغوط من حزب النور السلفي كما تردد في وسائل الاعلام، فكان أن أعاد صابر عرب في اللحظة الأخيرة قبل أداء اليمين مباشرة أمام رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور.

وفي اليوم التالي مباشرة لاستلامه منصبه الجديد- القديم بدأ صابر عرب حملة الانتقام من معارضيه وعلى رأسهم الناقد السينمائي أمير العمري المعروف بمواقفه النقدية الصارمة من سياسات الوزير في العام الماضي فقد هاجم بشدة اسناده مهرجان القاهرة السينمائي الى ما يعرف بـ"الحرس القديم" أي نفس الشلة التي افسدته على مدار 25 عاما بعد أن كانت جمعية أهلية تشكلت برئاسة الاعلامي والناقد يوسف شريف رزق الله وأسندت اليها الوزارة في البداية اقامة المهرجان وانفقت من المال العام اكثر من مليون جنيه. وقد اتهم العمري صابر عرب باهدار المال العام وباعادة نفس الرموز التي ارتبطت بالمنظومة الثقافية البالية للوزير الأسبق فاروق حسني الذي ينتمي عرب الى حظيرته الثقافية المعروفة.

ولا يعرف المثقفون لصابر عرب أي علاقة بالثقافة أو بدور ثقافي واضح، أو بأي مساهمة ثقافية في حقل الأدب أو الفكر والفن، بل ان هناك الكثير من الشبهات تحيط بدوره عندما كان رئيسا لدار الكتب والوثائق القومية فقد اختفت الكثير من الوثائق والمخطوطات النادرة في عهده. كما كان قد اتهم بالاعتداء بالضرب على حسن خلاف الذي أصبح رئيسا لقطاع مكتب وزير الثقافة بعد خروج فاروق حسني إلى أن أعفاه عرب. وصدر حكم على صابر عرب بالسجن إلا أنه تمكن من الغائه في الاستئناف وكان وقتها قد اصبح وزيرا ولم يعرف في التاريخ المصري ان وزيرا في السلطة حوكم وسجن، بل ان كل من يسجن من الوزراء يسجن بعد ان يخرج من السلطة.


حملة شرسة
وفي بادرة تدل على الرغبة في الانتقام وتصفية الحسابات شرع عرب في شن حملة شرسة في الصحافة المصرية ضد الناقدأمير العمري الذي تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، على أسس احترافية ومهنية بعيدة كل البعد عن السياسة، فأخذ عرب يوجه اتهامات للعمري بأنه ارتكب ما أسماه "تجاوزات خطيرة". وعندما تطرق لذكر تلك التجاوزات "الخطيرة" قال ان العمري حصل على عقد بمبلغ 15 الف جنيه شهريا، وأنه عين مستشارا قانونيا له بمرتب اربعة آلاف جنيه شهريا الى جانب عدد من المستشارين الصحفيين. والعجيب أن عرب يوحي بأن عقد العمري به تجاوزات كما لو كان العمري هو الذي حرر عقدا لنفسه وليس المستشار القانوني للوزارة منذ عهد فاروق حسني وهو عقد قانوني تماما وليس فيه أي تجاوز خاصة الشرط الذي يقضي بدفع غرامة مالية قال عرب كذبا انها تبلغ ربع مليون جنيه في حين انها لا تتجاوز قيمة العقد السنوي أي 180 ألفق جنيه.. والغريب ان يتقول عرب بهذا القول رغم أن الوزارة لديها نسخة من العقد لكنها الرغبة في استثارة الرأي العام ورغم أن العقود التي كانت وزارة صابر عرب تحررها العام الماضي مع الرئيس السابق للمهرجان عزت أبو عوف والسيدة سهير عبد القادر مديرة المهرجان، كانت أيضا تتضمن شرطا جزائيا مطابقا لنفس الشرط الموجود في عقد العمري، ورغم أن ما كان يحصل عليه رئيس المهرجان السابق يوازي تماما ما حصل عليه العمري في العقد. ومن حق العمري أن يطلب عقدت بمليون جنيه، والعبرى بما يتم الاتفاق حوله، والعقد كما هو معروف شريعة المتعاقدين، اكن تصريحت عرب توحي بأن الوزير السابق علاء عبد العزيز تجاوز في تحرير هذا العقد وهو زعم غير صحيح. وقد تعاقد عبد العزيز مع العمري كخبير مهرجانات وليس على أي أسس سياسية من أي نوع فمعروف أن العمري من المنتمين لليسار في حين أن عبد العزيز يقف في اليمين السياسي. لكن البعض يسعى للاصطياد في المياه العكرة.

والغريب أن يعتمد الوزير في تصريحاته على ترديد أكاذيب صريحة فلا يوجد أي اساس للقول ان العمري عين مستشارا قانونيا بأربعة آلاف جنيه بل هو مجرد كذب صريح. فقد انتدبت الوزارة مستشارا قانونيا للمهرجان لمراقبة وضبط الأمور ابتداء من 1 يوليو ولم يعينه العمري، كما أن العمري لم يعين أي مستشار صحفي له على الاطلاق بل تعاقد مع ثلاثة من النقاد الشباب لادارة أقسام المهرجان الرئيسية، علما بأنه لم يتعاقد مع مدير فني أو مدير تنفيذي للمهرجان كما فعل صابر عرب العام الماضي. ولم يتجاوز العمري في ذلك صلاحياته المنصوص عليها بوضوح في عقده.

لكن الانتقام المبيت الذي تلا ذلك جاء مع الإعلان عن أن الوزارة طلبت من البنك الأهلي وقف اعتماد توقيع رئيس المهرجان لدى البنك وبالتالي عادت الشيكات التي كانت قد أعدت لاستيفاء المبالغ المخصصة لدفع مرتبات ومكافآت الموظفين والعاملين بالمهرجان.

والغريب أن تصمت الصحف التي نشرت هذه التصريحات عن متابعة ما وصلت اليه الأمور فقد انتهت تصريحات الوزير الى لاشيء كما كان معروفا، فهي حملة من الدخان الأسود في الفضاء مقصود بها التشويه والتمهيد لقرار الغاء التعاقد الذي تتقاعس الوزارة حتى هذه اللحظة عن ابرازه أو تسليمه لصاحب الشأن أي للعمري نفسه، كما أنها أساسا- عملية تصفية حسابات مع العمري الذي سبق ان اتهم الوزير باهدار المال العام!

ونشرت بعض الصحف والمواقع أنباء عن قيام صابر عرب بانهاء عقد العمري، لكن العمري يقول إنه لم يصله أي شيء بخصوص هذا رسميا حتى الآن. ونشرت الصحف انباء كثيرة حول الاجتماعات التي يعقدها الوزير مع شلة من المثقفين والسينمائيين الذين تزعموا اعتصام وزارة الثقافة في شهر يونيو أمثال مجدي احمد علي وخالد يوسف ومحمد العدل، ومع منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما وزميلته في الغرفة المنتجة اسعاد يونس، ومع هاني مهنا عازف الأورج السابق الذي اصبح حاليا رئيسا لاتحاد النقابات الفنية في مصر، والغرض من هذه الاجتماعات اختيار رئيس جديد للمهرجان ترضى عنه هذه الجهات ويمكنها التعامل معه بسهولة وتسيير منافعها ومكاسبها الكثيرة "الغامضة" من المهرجان. لكن هذه الجهات المتصارعة على "كعكة المهرجان" لم تتفق حتى الآن على شخص الرئيس البديل. وأعلن أن الممثلة يسرا اعتذرت عن قبول الرئاسة.

ويقول العمري إن المسألة برمتها "عودة للرغبة في الانتقام من العمري بسبب كتاباته النقدية ضد سياسات الوزير الذي يذهب ثم يعود للوزارة في كل العهود"، ويضيف أن هناك أيضا من يرغبون في القضاء على كل قرار اتخذه علاء عبد العزيز بما في ذلك القرارات التي لم يكن هناك أي خلاف على شخوصها مثل تعيين الدكتور جمال التلاوي المشهود له بالكفاءة على رأس الهيئة العامة للكتاب، والعمري على رأس مهرجان القاهرة السينمائي. وقد صدر قرار باعفاء الدكتور التلاوي بالفعل واعادة أحمد مجاهد الى هيئة الكتاب رغم ما يواجهه من اتهامات بالفساد أمام النائب العام. ويقول العمري أيضا إن السبب الثاني يرجع الى رغبة من يطلق عليهم (جمعية المنتفعين) الذين يستغلون علاقاتهم مع المديرة السابقة للمهرجان، للحصول على الكثير من المكاسب بدون وجه حق، مشيرا الى وجود الكثير من الدلائل على وجود فساد في المهرجان بدليل أنه لم ينجح في التوصل الى أي تسويات مالية خاصة بالأموال التي تأتي من رعاة المهرجان والتي تقدر بنحو ثلاثة ملايين جنيه كما أنه اكتشف وجود حساب للمهرجان بالعملة الأوروبية (اليورو في بنك القاهرة يحمل توقيع رئيس المهرجتن وبجانبه توقيع منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما ولكن بشخصه وليس بصفته، ويتساءل عن السر في وجود هذا التوقيع علما بأن لا علاقة للغرفة بالمهرجان من الأصل.


ويقول العمري أيضا إن الوزير العائد صابر عرب حاول تشويه صورته من خلال ما أدلى به من تصريحات نشرت في عدد من الصحف يدعي فيها انه سيقوم بتشكبل لجنة لجرد مقر المهرجان بزعم اختفاء بعض أصول المهرجان، كما سيحيل ما أسماه ملف المهرجان للنائب العام. وقد أسفرت تصريحات الوزير عن عجزه عن العثور على أي مخالفة بعد ان قامت لجنة أرسلها مدير مكتبه محمد أبو سعدة الى المقر، عن العثور على أي مخالفة مما دفع العمري- كما يقول- إلى رفع دعوى قضائية ضد الوزير يتهمه بتشويه سمعته.

دولة القانون والفوضى

ردا على هذه التصريحات قال العمري إنه يؤمن بأن مصر دولة قانون رغم كل الفوضى الحالية، وإنه بدأ بالفعل في إجراءات مقاضاة الوزير حاليا بسبب تصريحاته وسيلقنه درسا في ضرورة احترام القانون وأن عليه أن يعرف أن "مصر دولة سيادة القانون لا سيادة الوزير" مضيفا أنه سيطالب بتعويض خمسة ملايين جنيه عما لحقه من تشويه وإساءة بالاضافة الى الوفاء بالشرط الجزائي الموجود في عقده والذي ينص على دفع كل مكافآته حتى نهاية العقد وهو أمر لا يمكن للوزارة سوى الوفاء به امام القضاء فالعقد شريعة المتعاقدين!

صابر عرب

ويقول العمري إنه لا يعرف ما الذي يسعى إليه بالضبط مخرج مشغول بالظهور الاعلامي المتكرر هو خالد يوسف أو منتج تجاري مثل محمد العدل أو مخرج متوقف عن الاخراج مثل مجدي احمد علي، من وراء ذلك (اللوبي) الذي كونوه للحصول على رئاسة وادارة المهرجان، فما هي علاقة هؤلاء جميعا بتنظيم وادارة المهرجانات السينمائية الدولية، ولماذا كل هذا الاصرار على استبعاد العمري المعروف بخبرته الدولية الكببرة في هذا المجال؟ هل السبب فقط أنه سبق أن انتقد سياسات الوزير؟ أم لأنه، كما يقولون، جاء بقرار من علاء عبد العزيز الذي يقولون ان قراراته باطلة.. ومن الذي أبطلها.. وهل في تاريخ الادارة المصرية هناك شيء من هذا القبيل، أي يأتي وزير فيبطل كل قرارات سلفه بكل بساطة دون أن يترتب على ذلك أي التزامات؟ وهل أصبحت مصر دولة خارج القانون، أم أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بما حصل عليه العمري من ملفات كثيرة تكشف علاقات مشبوهة تتعلق بالعلاقة مع المهرجان؟ وهل يملك هؤلاء الذين يتطلعون الى الاستيلاء على حق اقامة المهرجان انجاحه في ظل هذه الظروف الصعبة في حين لم يبق على موعد اقامته سوى نحو ثلاثة أشهر؟

وفي حين طرحت غرفة صناعة السينما من خلال منيب شافعي اسم حسين فهمي لكي يعود لرئاسة المهرجان الذي تركه قبل حوالي عشر سنوات، اعترض "سينمائيو الاعتصام" فهم يريدون واحدا منهم، في حين كان  الوزير صابر عرب يرغب في تعيين صديقته سهير عبد القادر في منصب نائب الرئيس رغم رفض جماعى الاعتصام لها. وكان الوزير قد التقى السيدة سهير في أول يوم لعودته إلى مكتبه بالوزارة وهر في عدد من الصور الصحفية عها وادلت هي بتصريحات أكدت فيها أنها مازالت (نائبة رئيس المهرجان)- وهو اللقب الذي تحب أن يطلق عليها.

وخروجا من المأزق أي مأزق العودة إلى إسم يمكن أن يكون مثار انتقادات واسعة للوزير، طرخ ائتلاف بين المركز القومي للسينما ونقابة السينمائيين اسم الناقد السينمائي سمير فريد لرئاسة المهرجان لكن سمير فريد قال في البداية إنه رفض قبول العرض هاصة وأن الفترة الزمنية المتبقية على انعقاد المهرحان نحو ثلاثة أشهر. وكان البعض يرغب  أيضا في فرض اسم الممثل محمود قابيل، الذي لا يملك أي معرفة بعمل مهرجانات السينما. والطريف أن  هاني مهنى رئيس اتحاد النقابات إعترض على اسم سمير فريد بالقول اثناء احد الاجتماعات مع الوزير: إنه كاتب مقالات جيد لكن ما علاقته بالمهرجانات السينمائية؟! الأمر الذي تسبب في انفجار البعض في نوبة من الضحك!


تعيين سمير فريد
المؤكد أن صابر عرب برغب في عودة سهير عبد القادر التي واجهت العام الماضي انتقادات شديدة حتى من داخل معسكرها. وويرى كثيرون أن سهير عبد القادر من المقربين من سوزان مبارك ومن المحسوبين على نظام مبارك الذي تؤيده حتى الآن بشدة. ولكنها تتشبث بمهرجان القاهرة السينمائي الذي يعد منفذها الوحيد لعالم السينما وطريقا وحيدا (مجهولا) لدى كثيرين لتحقيق الكثير جدا من المكاسب. وكان المخرج مجدي أحمد علي قد هاجم عودة سهير العام الماضي الى ادارة المهرجان بقرار من صابر عرب.

وأخيرا وتغليبا لكل التوازنات رسا الأمر على صدور قرار بتعيين سمير فريد رئيسا للمهرجان، وأعلن في أول تصريح له إنه يقدر الجهود التي قام بها سلفه العمري وفريق العمل الذي اختاره وأعلن أنه يعتزم دراسة ما تم والاستفادة منه، والأهم أنه اكد ثقته في نزاهتهم المهنية والأخلاقية في رد مباشر على تصريحات الوزير المسيئة.

ويتساءل الكثيرون حاليا عما سيفعله الرئيس الجديد فيما أنجزه العمري من اتفاقات بشأن لجان التحكيم والأفلام. وكان قد أعلن أخيرا عن أن فيلم الافتتاح سيكون الفيلم الفرنسي "الماضي" من اخراج المخرج الايراني أصغر فرهادي. وأعلن ايضا عن استحداث قسم جديد للأفلام القصيرة في المهرجان، والغاء قسم افلام حقوق الانسان والسينما الافريقية، وتخصيص قسم لسينما أمريكا اللاتينية الجديدة.

وبعد كل ما حدث ويحدث يقول امير العمري إنه لم يعد يجد المناخ الحالي في مصر صالحا لتنظيم مهرجانات سينمائية عالمية بينما (يقتل المصريون بعضهم البعض في الشوارع- حسب تعبيره) وان صورتنا أمام العالم الخارجي لا تسمح بدعوة الكثير من السينمائيين المرموقين". ويرى ايضا أنه "أصبح حاليا من الضروري إلغاء الدورة القادمة  الـ36 من المهرجان، واعادة النظر في هيكل المهرجان بأسره وتحديد علاقته بالدولة واستبعاد الضغوط التي تمارسها جهات مثل اتحاد النقابات وغيره من الكيانات التي لا تفهم اصلا في عمل مهرجانات السينما وليست من ضمن مهامها اقامتها بل عليها أن تهتم فقط بتحسين أوضاع اعضائها"!

واضاف العمري أن المهرجان سيفشل - ليس فقط في جذب السينمائيين الأجانب، بل وفي جذب جمهور السينما من المصريين أنفسهم الذين أصبحوا مشغولين تماما بمتابعة ما يجري من أحداث سياسية صاخبة تطغى على كل ما عداها في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يستمر الأمر كذلك لفترة طويلة قادمة!


لكن المشكلة أن "اللوبي" القديم الفاسد الموجود داخل أروقة وزارة الثقافة يرغب بشدة في اقامة الدورة لكي يستفيد من كم المكافآت المالية الهائلة والمنافع الأخرى التي يحثل عليها أعضاء هذا اللوبي الذي يرعاه الوزير. والغريب أن مخرجا غير معروف لم يخرج سوى فيلمين، يتشبث بالعمل في المهرحان تحت أي عباءة، ويسعى بشكل حثيث للعودة للعمل كمدير للمهرجان فارضا نفسه في حين أن كل قدراته لا تزيد عما يمكن أن تقوم به أي سكرتيرة، أي في اجراء بعض الاتصالات التليفونية، وكان قد وقع بينه وبين سهير عبد القادر في العام الماضي صراع ضاري أدى إلى قيامه بكتابة استقالة مسببة رفعها للوزير صابر عرب، استعرض فيها الكثير من الجوانب التي تتعلق باتهامات فساد ضد السيدة سهير، غير أن الوزير رفض التحقيق فيها، واقنع صاحب الاستقالة بالاستمرار في العمل وهو ما حدث فعلا.

ومن غير المعروف موقف عازف الأورج السابق هانى مهنى- رئيس اتحاد نقابات الفنانين حاليا- من تعيين مثقف سينمائي مثل سمير فريد وهو الذي كان يرغب في تعيين نجم أو نجمة، أي رئيس لا يمارس أي عمل ويكون شرفيا بدعوى أنه سيجذب من يطلق عليهم (فناني مصر) إلى المهرجان. وليس معروفا أيضا موقف منيب شافعي من تعيين سمير فريد وهو الذي كان قد دافع بشدة عن سهير عبد القادر ويرتبط معها بعلاقات خاصة من خلال غرفة صناعة السينما التي يهيمن عليها كما تربطه علاقة محل تساؤل كما أشرنا بمهرجان القاهرة. والحقيقة ان وزير الثقافة كان حري به تحويل ملف الدورة الـ35 من المهرجان التي أقيمت العام الماضي إلى النائب العام، وليس ملف دورة لم تبدأ بعد وليس لها أي ملف أصلا.. لكن الوزير المتهم بالتستر على الفساد، يصمت.

والأمر المؤكد أن الصراع حول المهرجان لن يهدأ، والمؤكد أيضا أن صابر عرب لن يبقى طويلا في منصبه بل سيطاح به كما يرى الكثيرون، في أقرب تعديل وزارة في بلد يقبع حاليا فوق صفيح ساخن!

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

كلام بسيط




بقلم: علاء عبد الهادي

أرفض هذه الوزارة بالطريقة التي جاءت بها, وأرفض الإعلان الدستوري, وأرفض وزير الثقافة والفلول العائدين!

من يتأمل الموقف بعد المد الثاني للثورة, يجد نفسه في الحقيقة في السياق نفسه لعهد مبارك, وآليات حكمه, وكوارث نظامه,
فنظامه بالمعنى العلمي للنظام -بنيةً وكوادر- لم يزل قائما, ما تغير هو وجه النظام أما النظام نفسه فلم يتغير حتى الآن, فمن المسئول عن رجوع فلول نظام ثقافي ثار عليه الشعب.. نظام يمثل البنية العميقة لمؤسسات فاسدة إداريا, هي نتاج ثلاثة عقود من التخريب بإعادة تدوير الفشل التاريخي عبر وزراء تم اختبارهم من قبل وأثبتوا عجزهم عن تقديم الممارسة, والرؤية في آن؟ من يخبرنا عن عدد الوزراء الذين تم اختبارهم من قبل وأثبتوا فشلهم في وزارات سابقة, ثم رجعوا إلى هذه الوزارة من جديد؟

لن تستطيع مؤسسات خربة وفاسدة أن تخدم أهدافا جديدة,
لأنها كانت من تسببت في هذا الخراب الثقافي الذي نعيشه الآن, وكانت من أسباب وجوده! لأن هذه المؤسسات بأجهزتها الإدارية القائمة لم تخلق لتحقيق أهداف ثورية أصلاً! بل خلقت لحماية نظام فاسد واستيعاب معارضيه.

في العقدين الأخيرين, عرف المثقفون جيدا تجار الثقافة,
وكانوا شهودا على كل العصافير التي لوثتها الحظائر. ممن تربحوا ماديا ومعنويا من تجارة المؤتمرات, والكتب, ومن عقود الإنشاءات الثقافية ومبانيها, كما عرف المثقفون أيضا أصحاب الحرائق, وقتلة المسرحيين, وأصحاب السرقات, والسلوكات المشينة, ومن تاجروا في الآثار, والمخطوطات, واللوحات, واتفقوا مع شركات أجنبية لسرقة مقنعة لتراثنا من الوثائق والخطوطات. كما عرفوا مقاولي الجوائز العربية, ومن حازوا الجوائز المشبوهة للقذافي وغيره, ومن لعبوا بقضايا مصيرية كقضية التطبيع طمعا في مناصب زائلة. والعديد ممن استفادوا على مدى عقدين من وجودهم في عباءة النظام السابق, ممن باعوا مصر من أجل حكومات فاسدة, فرطت في مقدرات الوطن والمواطن, وحجبت عن أجيال كاملة حقها في التعبير وفي إدارة شئونها ومقدراتها..

يرجع صابر عرب وزيرا في حكومة أغلبها فلول,
من ذوي الخبرة في الفساد, والاستسلام للأمر الواقع, حكومة لا تعرف الكثير عن الشأن الثقافي, ولا تهتم به أصلا. ربما كانت واحدة من الشروط التي يجب أن تحظى بها أخي الكريم لو كُلّفْتَ بوزارة –ولذلك استثناءات بالطبع- أن تكون أولا من فلول نظام سابق, وأن تكون ثانيا من ذوي الخبرات السيئة, التي لا تخلو من شبهات, وأن لا تكون -ثالثا- لك علاقة بالوظيفة التي تشغلها!

وزير الثقافة الحالي لا يعرف المثقفين, ولم يعرفه المثقفون إلا وزيرا عبر ثلاث حكومات فاشلة الأداء والرؤية, أنا لا أتكلم عن أفراد, ولن أخوض كذلك في ملابسات أخذه لجائزة الدولة التقديرية التي لا يستحقها, وكيف تحقق له ذلك, وهي سياقات مشينة ومعروفة للجميع, وزير الثقافة أتي ومعاونوه من أروقة نظام مبارك الفاسد,
ولا نتوقع لوزارة الثقافة وغيرها من الوزارات التي لم تمسها يد التطهير الإداري إلا الفشل السريع؛

من أجل هذا أرى وزير الثقافة -الجوكر- الذي هبط علينا للمرة الثالثة
من أسوأ وزراء الثقافة الذين مروا علينا أداء ورؤية, ويكفي نظرة سريعة إلى معاونيه بدءا من أمين المجلس الأعلى العائد إلى وظيفته, إلى بقية الموظفين العائدين من فلول نظام سابق إلى وزارته, كي تتبين لنا الطريقة العشوائية في إدارة الشأن الثقافي في بلادنا,

فمتى يحين الوقت الذي تستمع فيه ثقافة القوة إلى قوة الثقافة
التي يمثلها المثقفون؟ ومنهم مثقفون كبار ارتضوا الاعتزال كيلا يشاركوا في نشاطات وزارة, معدومة الفائدة. لا شعار لها سوى شعار "مهرجان لكل مواطن", وكأنه السبيل الوحيد للتنوير!
فليفرح المثقفون بالمهرجانات القادمة, وليحرقوا البخور للوزير الجديد/ القديم, وليعاني المواطن وطأة الكارثة!



الاثنين، 24 يونيو 2013

بيان من أمير العمري بشأن تولي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي





أود أن أوضح أساسا أن أمير العمري مثقف كان ولايزال مستقلا معارضا لكل الأنظمة.. في زمن السادات، ومبارك، ومرسي، وسيكون معارضا للنظام القادم في مصر لأنه يرى أن هذه هي مهمة المثقف، الذي لا ينبغي أبدا أن يكون جزءا من اللعبة السياسية لذلك فلم أنتم الى أي حزب سياسي. فالمثقف له دور فالعل في المجتمع كباحث عن الحقيقة ومقوم للسلطة ومناهض لأي توجهات استبدادية، وحتى في ظل نظام ديمقراطي يجب أن يكون دائما مع الناس وليس مع السلطة أي سلطة. وهذا هو موقفي المدئي.


ثانيا: لم يكن مهرجان القاهرة السينمائي ابدا مؤسسة حقيقة تستند إلى أسس راسخة، بل كان يدار بطريقة عشوائية تسببت في الكثير من الفوضى والفساد أيضا. وعندما عرض علي المنصب وضعت شروطا كثيرة في مقدمتها أن يتحول المهرجان الى مؤسسة حقيقية تحصل على الدعم المالي من الوزارة (مثلها مثل أي مهرجان آخر يقام في مصر) ولا تدار بموظفين بل بمحترفين وهو ما ووفق عليه وما نقوم به حاليا.


ثالثا: أتفهم تماما مخاوف المعتصمين في وزارة الثقافة المصرية ومنهم عدد كبير من الأصدقاء الشخصيين الذين يتمتعون باحترامي وحبي وتقديري سواء كمبدعين أو كسينمائيين أو كمثقفين.. لكني أحب أن أقول لهم إنه بالنسبة لهذه المنطقة التي ألعب فيها الآن تحديدا فقد أصبح المهرجان في يد أمينة، في يد شخص منهم كان دائما مستقلا لا يبحث عن مناصب أو عن مكاسب.. بل وعندما يتعارض المنصب مع الموقف يترك ويغادر ويفضل الابتعاد عن الساحة. لقد وضعنا شروطا من بينها أن تكون لنا كل الاستقلالية في اختيار من يعملون ومن يساعد في وضع شكل للمهرجان وأقسامه واختيار أفلامه وضيوفه وتحديد هويته وهدفه وتوجهه وتغليب الوجه الثقافي الجاد على البهرجة الزائفة والجوانب الخائبة الاستعراضية،  وكل ما يتعلق بالجوانب الفنية. وعلى الجهة الادارية أي الوزارة، ان تقوم بتلبية ما نطلبه. وقد ووفق على كل ما طلبناه ونص عليها في التعاقد كتابة. كما حصلنا على صلاحيات واسعة وتعهدات حتى فيما يتعلق برفض تدخل الرقابة على المصنفات الفنية في افلام المهرجان وقد ووفق على هذا بحماس للمرة الأولى في تاريخ أي مهرجان سينمائي يقام في مصر.

واذا كان الأمر كذلك.. أليس معنى هذا بكل وضوح أننا استعنا المهرجان بالتالي من قبضة السلطة وأعدناه للمثقفين والسينمائيين الأمر الذي يجعلنا نطالبهم الآن بكل جدية أن يشاركوننا في العمل والتفكير والتطوير. هل كان من الأفضل أيها الزملاء المحترمين أن نتركه لادارة قديمة متهالكة فاسدة أصر الوزير السابق صابر عرب الذي كان بالمناسبة قد أتى وزيرا في حكومة الإخوان أيضا، على أن يوكل أمره لنفس الجماعة التي أهملته وأساءت الى سمعته ولم تبذل أي جهد حتى في عمل لائحة مالية ونظام اداري محترم لمؤسسة تعمل على مدار العام وهو ما نقوم به حاليا، وبدلا من ذلك اعتمدت على سيطرة شخص واحد على المهرجان بالكامل، واحتكرت التجربة لنفسها واستأثرت بكل المكاسب دون أي سند من قانون في دولة الفساد التي استمرت أكثر من ثلاثين عاما!

أم هل كان من الأفضل ان يأتي شخص من خارج مجال الثقافة السينمائية وخبرة المهرجانات الدولية لكي يسهل علينا اتهام المسؤولين بتخريب المهرجان؟

أم ربما كان البعض يرى أنه كان من الأفضل أن يغلق المهرجان ويتوقف تماما عن مسيرته ويتوقف الجميع عن الرغبة في تعديل مسيرته خدمة لأهداف فئات معية أصبح لها صوت عال في مصر حاليا. وساعتها كنا سنسمع نفس الأصوات لاناقدة حاليا تتباكى على مصير المهرجان وما آل إليه من تدهور وتكتفي بالوقوف موقف الذي يوجه الاتهامات دون أن يملك أن يقدم البديل الحقيقي. وهل كان البديل الي يطرحه المثقفون سيتعامل مع نفسه أم أنه يجب أن يتعامل مع جهاز الدولة المسؤولة عن إنفاق أموال الشعب. أو هل كان يجب أن يتوقف المهرجان خدمة لأصحاب نظرية "إما أكون أنا أو فلنهدم المعبد فوق رءوس الجميع"!


ان تعاقدنا ليس مع شخص، وانما مع مؤسسة من مؤسسات الدولة هي وزارة الثقافة التي تملك المال.. أي مال الشعب المصري الذي ينبغي أن ينفق من أجل تقديم الخدمة الثقافية الى الشعب المصري وجموع مثقفيه بشتى ألوانهم وانتماءاتهم الفكرية. 


إننا لم نعرف أن هناك دعوة لمقاطعة التعامل مع مؤسسات وزارة الثقافة ورفض تولي أي مسؤولية في مؤسساتها خاصة مؤسسة بعيدة عن الادارة البيروقراطية مثل مهرجان القاهرة السينمائي. ولو كانت قد صدرت مثل هذه الدعوة لكنا أول من يلتزم بها. وكيف نقاطع ومهرجان الاسكندرية الذي تنظمه جمعية سينمائية يحصل على التمويل الأساسي من الدولة، ومهرجان الاسماعيلية لم يكن يقام لولا حصول أخيرا على دعم اضافي بلغ 450 ألف جنيه كان كفيلا بانقاذ الدورة الأخيرة، وهي من أموال الشعب الموجودة لدى وزارة الثقافة.

هل عندما ننجح في تحرير المهرجان ويوافق المسؤول عن إدارة أموال الشعب المصري في وزارة الثقافة وإنفاقها على المنتج الثقافي وتوصيله للناس، ويقول ان كل ما تطلبه الوزارة هو دورة قوية جادة منظمة وبدون أي تدخل من جانبهم في العمل الفني.. نقول له لا والله أنت لا يصدر عنك أي شيء صائب لكي يمكننا الاستمرار في مهاجمتك؟ لا أحد يطالب أحدا بالتوقف عن الاحتجاج وابداء التحفظات على السياسات القائمة فهذا حق لأي مواطن، ولكننا يجب أن نعترف بأن هناك شيئا صحيحا قد اتخذ في هذا الموضوع تحديدا. ولو ثبت لنا عكس ذلك سنترك المهمة ونغادر ونختار ساحة الابداع الفردي كما كنا نفعل دوما. وبالمناسبة التعاقد ليس مرتبطا بوزير معين بل مستمر حتى فيما بعد أن يتغير الوزير ولا تستطيع الوزراة الغاءه الا بثمن باهظ جدا. هذا فقط لعلم من يتشككون.


كلا لن نصمت ولن نتوارى خجلا بل سنفاخر بهذا الانجاز الأولي في تحرير مؤسسة عتيقة كنا نخجل عندما يشير اليها الأجانب في المحافل السينمائية الدولية ونتعهد بأن نجعل منها مؤسسة محترمة شاءت كل الأجهزة أم أبت إلا إذا نجح البعض منا نحن في إفشال التجربة وأرجو وسأحرص على ألا يتحقق هذا!

إنها تجربة جديدة تعيد المهرجان للمثقفين والساحة السينمائية الجادة وتخلص المهرجان من "مافيا" الفساد فأمير العمري رجل قادم من حب السينما وليس من أجل الارتزاق منها، فلدي ما يكفيني لكي أعيش حياة جيدة جدا في مدينة رائعة هي مدينة لندن، أعمل وأتنفس حياة هادئة وأشاهد السينما بدون أي معاناة وسط جمهور مهذب، أسافر إلى كل مهرجانات الدنيا السينمائية التي ترحب بي، أؤلف كتبي التي لم أكتبها بعد، وأقرأ ما لم أقرأه بعد. لكني فضلت قبول هذه المهمة لكي أقدم لبلدي شيئا جميلا. ولكن الأمر المؤسف للغاية أن هذا جاء في وقت أتاح للبعض، ومنهم أصدقاء لي، مهاجمتي واتهامي بـ"خيانتهم"، في حين أنني لم أقدم أي تنازل من أي نوع لأي سلطة حيث أنني أؤمن بأن الثقافة المصرية يصنعها الشعب والمثقفون وليس الوزارة أو السلطة.


إن هذا يوم للاحتفال.. وهو احتفال بعودة المهرجان الى المثقفين المصريين الوطنيين واستعادته من بين قبضة أي سلطة أو حاكم أو مسؤول لكي يصبح في أيدي مجموعة من المثقفين السينمائيين الذين لا يمكن لأحد أن يزايد عليهم في مواقفهم السياسية الوطنية ولا تاريخهم الثقافي.
لنحتفل جميعا معا ونكف عن التشكك والتشكيك في مناخ أعرف أنه محتقن بما يكفي.

بالحب والسينما... سننتصر على التتار!
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger