الأربعاء، 7 أبريل 2010

"نصف ملليجرام نيكوتين": نموذج لسينما الفن والتجريب

أعجبني كثيرا جدا الفيلم السوري "نصف ميللجرام نيكوتين" للمخرج الشاب محمد عبد العزيز، واعتبرت عرضه في مهرجان دبي السينمائي السادس (2009) مفاجأة سارة لكل عشاق السينما الفنية، تلك السينما التي تعبر بمفردات الصورة، والكلمة، والإيماءة، والنظرة، والإشارة، أي التي تستخدم مفردات الشعر، ولكن ليس من خلال ترجمة الشعر إلى صورة، بل من خلال البناء، والعلاقة بين اللقطات، والطريقة التي يتعامل بها فنان الفيلم، مع النص، ومع الكاميرا، ومع الشخصيات التي تقف أمامها تؤدي بحساب، ما يطلبه منها، يبتكر من المشاهد ما يحرض على التفكير، ويصوغ من اللقطات، ما يتطلب منا جهدا للإلمام بأبعاده التشكيلية والاستمتاع بها.

هذا فيلم يتجاوز كل ما ظهر في السينما السورية من أفلام خلال العقد الأخير على الاقل، فهو يبتعد عن "الرسالة"، و"النقد السياسي المستتر"، و"الدراما الأدبية"، مقتربا من التعبير البصري الذي يتحرر من كل القيود والحدود السابقة، محلقا في سماء السينما الخالصة، كنموذج فذ على الفيلم التجريبي.أعجبني أيضا في هذا الفيلم البديع، الجرأة على تجسيد الخيال، ونسج الرؤية الشخصية، المشغولة بالبعد الفلسفي في علاقته بالاجتماعي، والابتعاد عن التعبير المباشر، حيث يتلاعب السينمائي هنا بالأسلوب ويطوعه لرؤيته الجامحة، مهما بلغت، ودون حسابات للسوق أو حتى للذوق السائد الذي يرغب في مشاهدة قصة درامية تدور داخل ديكورات نمطية لشخصيات تتصارع ثم تتصالح.
المأزق الحالي

لا يروي الفيلم قصة تتصاعد في خط درامي واضح حتى تصل إلى الذروة ومنها إلى ما يعرف بـ"التطهير". ليست هناك قصة واحدة بل مزيد من القصص القصيرة، والشخصيات الكبيرة، بحجم الحياة نفسها ومن قلبها: ربما تنتمي بعض هذه الشخصيات إلى الواقع العربي، وربما أيضا تنتمي للواقع الإنساني عموما، وهي تلخص لنا المأزق الحالي في ثقافتنا الذي ينبع من الاعتداء على البراءة.. براءتنا التي يعبر عنها الفيلم من خلال شخصية الطفل "زين" وهو صبي في الثانية عشرة من عمره، أحلامه بارتفاع السماء: أن يطير، وأن يصبح طيارا، لكنه في الواقع، ملتصق بالأسفل، فهو نازح من الريف إلى المدينة، يقوم بمسح وتلميع الأحذية.. كل الأحذية، لكنه لا يكف عن أحلامه بصحبة صديقته الصغيرة التي تتبعه أينما يذهب، يقص عليها عما يقابله في حياته اليومية من شخصيات، بما في ذلك من أساطير تحيط ببعض هذه الشخصيات مثل الشيخ الذي يقال إنه يطير بين المساجد لكي يؤم المصلين.

وهناك "زكريا" سائق التاكسي الذي كان يشك في زوجته بعد أن أنجبت ابنة لكونه يعتقد أنه عاجز جنسيا، وهو ما يدفعه إلى قتل الإبنة ثم محاولة الانتحار باستمرار دون أن يتمكن من تحقيق ذلك إلى ان يموت في حادث قدري.أما الزوجة (الممثلة الكبيرة مي سكاف) فقد تحولت بعد افتراقها عن الزوج الذي فقد رشده، إلى عاهرة، لكنها تشعر بالفراغ والعذاب والوحدة القاتلة، تعيش وقد امتلأت نفسها بالمرارة، طيبة ولكنها أيضا تقوم بإغواء الطفل، ويصبح التفاح الأحمر الذي تلقي به في كل مكان من حولها، رمزا لهذا الإغواء .وإمام المسجد الشيخ رازي، هو الزبون الأول عند زين، وهو أعمى، يعيش لكي يكفر عن خطيئته، فقد أراد أن يرسم الله، فأصيب بالعمى، وفي عالم الظلمة أدرك، كما يقول، ان اللون الأساسي للرؤية ليس الأبيض، بل الأسود، لون الظلام الذي يعيش داخله لكي يرى ما لم يره وهو صحيح البصر.
وللشيخ رازي ابنة منقبة، هي "أروى" التي ترتبط بعلاقة حب عذري مع شاب مسيحي هو "كمال"، وتحرم عليه رؤية وجهها أو لمسها. وهو رسام أقرب إلى الشاعر الملهم الذي يستوحي من غموض صورة "أروى" النقية رسومات تشبه العذراء مريم. ورغم اختلاف الأديان، يقوم كمال باصطحاب الشيخ رازي يوميا لكي يلحق بالمصلين، ويتخاطب خفية مع أروى. وتتفجر المشاعر بينهما ذات يوم، عندما يقودها إلى مرسمه بعد أن فرش الطريق كله بالورود الحمراء.. رمز الحب.
تداخل القصص
هذه القصص الثلاث تتداخل وتتقاطع معا في خطوط تثري السرد السينمائي وتستدرج المتفرج لكي يشارك في تلك "الرؤية" الجريئة الجامحة: هذه المرأة- العاهرة – الضحية، وهي تقوم بإغواء الصبي "زين"، يجمعهما معا في الفراش دخان النيكوتين- أي السجائر التي تحترق في الفيلم بدون توقف، ويتصاعد دخانها دلالة على اضطراب الحياة، واشتعال الرغبة في الانتقام لدى المرأة- الزوجة- الأم التي فقدت ابنتها، والزوج الذي يشك في نفسه وفي زوجته والعاجز عن مواجهة الحياة، أو الغياب عنها بالانتحار.زين .. المتشرد الهارب إلى المدينة الفسيحة من بلدته، ثم يواصل الهرب من واقعه المزري في المدينة عن طريق التمسك بأحلامه في التحليق، يصر باستمرار على رسم سمكة كبيرة يعتبرها رمزا لنجاته، وهو يدمن التدخين كوسيلة للتغلب – دون جدوى- على الشعور بالنقص في مواجهة الكبار- ثم ينتهي بالموت في حادث مأساوي علىالطريق، في اللحظة التي يكمل فيها رسم السمكة على أرض الطريق قرب نهاية الفيلم. آروى التي ترغب بمشاعرها، في الامتزاج مع كمال في علاقة شرعية حقيقية كاملة، لكنها تكتفي بالوقوف على العتبات، توحي كل حركات جسدها بالرغبة في الاكتمال بالآخر، لكن الدين يحظر، واختلاف الدين يعوق التوافق بين الإثنين، بل إن مجرد التعبير عن الحب هنا، محرم، ومحظور في هذا السياق.
كمال يعجز عن إقناع الشيخ رازي برغبته في الاقتران بابنته أروى حتى بعد أن يبدي استعداده لاعتناق الإسلام، فالشيخ يريده أن يتخذ قراره، ليس تحت أي ضغط، بل استجابة لضميره ولرغبته ولشعوره الحقيقي، فينصحه بأن يعود إلى المسيح، ويفكر، ويتأمل قبل أن يتخذ قراره، في تسامح ديني يعكس "رؤية" فنان الفيلم لعلاقة الدين بالبشر.
لكن أمنية "كمال" أن يرسم أروى. وتشترط هي عليه قبل أن تكشف له عن وجهها لكي يرسمها، أن تكون تلك المرة الأخيرة التي
يراها، بعدها يفترقان، وتتحرر أروى من النقاب، ربما بعد أن تدرك أنه ستار كبير لحجب النور، نورالحياة، ويعتزل كمال الحياة الدنيا ويغرق في الرسم والتأمل، وكأنما يتبادل الإثنان الأدوار!
دلالات شعرية

ولاشك أن الفيلم يمتليء بالدلالات الشعرية التي لا يصلح إيجازها أو تقديم تفسير مباشر مختصر لها، بل تأتي على شكل إشارات كامنة تحت جلد الصورة، التي تخفي أكثر مما تبوح، وتلمح اكثر مما تفضح.غير أن المتفرج يمكنه أن يرى بوضوح، كيف يعرض الفيلم لتعقد العلاقات في المجتمعات العربية اليوم: النظرة إلى الدين، والعلاقة بين الصغار والكبار، وكيف أن الصغار ليسوا على هذا النحو من البساطة التي يتصورها الكبار: هناك مشهد ساخر في الفيلم نرى فيه مجموعة من الصبية يصطفون، يدخنون السجائر، ويشاهدون أحد أفلام الجنس بينما يمسكون في أيديهم بكتب ومجلات، كلها تتناول موضوع الجنس!
وهناك مشهد آخر- يدور على صعيد الخيال- لزين وهو يحتضن فتاته الصغيرة داخل سيارة، تأثرا بأفلام "الكبار" التي يشاهدها. وهناك بالطبع ذلك المشهد ذو الدلالة الخاصة، الذي يجمع المرأة- العاهرة، مع زين في الفراش، قبل ثم بعد اللقاء الجسدي وهما يدخنان. ولاشك أن هناك جرأة كبيرة في التعبير عن العلاقة بين الحب والدين والجنس، واستخدام "موتيفة" الإدمان.. أي إدمان التدخين وحرق السجائر، ربما دلالة على الرغبة في الارتكان على عامل "وهمي" لا يزيد الأمور إلا اشتعالا. و"نصف ميللجرام نيكوتين"- عنوان الفيلم، يشير إلى ما تحتويه السيجارة الواحدة من تلك المادة.
ويمضي الزمن في الفيلم إلى أن نرى العاهرة، الطيبة، الضحية، التي تحيط نفسها بالتفاح الأحمر في كل مكان، دلالة على رغبتها في الاحتفاظ بالقدرة على الإغواء على الدوام، بعد أن يتقدم بها العمر، دون ان تكف لحظة عن التدخين، فهو فعل مواز للرغبة في الانتحار أيضا.في الفيلم سيطرة مدهشة على الحركة، والإيقاع داخل المشهد: التحكم في زمن المشاهد واللقطات بمقياس دقيق، كما يمتلك المخرج القدرة على التحكم في أداء الممثلين وتطويعهم، واستخدام التنويع في الزوايا والاستفادة من الديكورات التي تشكل رؤيته الخاصة للعالم الداخلي للشخصيات، في سياق سينمائي يبدع فيه جميع الممثلين ويتميزون.

ولاشك أن المخرج محمد عبد العزيز، في أولى تجاربه السينمائية، يكشف عن حس تشكيلي رفيع، وعن قدرة كبيرة على استخدم التكوين وحركة الكاميرا والتلاعب بالزمن، واستخدام الديكورات المبتكرة التي تعبر عن رؤيته الجامحة، واستخداماته للورد الأحمر والتفاح الأحمر، والألوان القانية القوية التي تعكس حسه السيريالي المتفجر، بالدنيا وبالعالم. ورغم أي ملاحظات سلبية قد تبدو على هذا الفيلم من حيث الجنوح إلى المبالغة في بعض الأحيان خاصة في شخصية "زكريا"، إلا أن من المهم النظر إلى هذا الفيلم باعتباره نموذجا فذا على تلك الروح التي تميل إلى التجريب، وإلى اختبار لغة خاصة جديدة، والبحث عن أسلوب بصري في معالجة موضوع مهم، بجرأة، ومن خلال شكل جديد يحطم الشكل التقليدي.

و"نصف ميللجرام نيكوتين" في هذا السياق، فيلم تجريبي بلا شك، يلعب مخرجه الفنان، في المساحة بين الوعي واللاوعي، وبين الاجتماعي والنفسي، والديني والدنيوي، وأخيرا.. بين الجنة والنار. ولاشك أنه سيصبح أكثر نضجا وأكثر انشغالا بمحتوى الصورة في أفلامه القادمة.

وأن يأتي هذا الفيلم من إنتاج شركة تنتمي للقطاع الخاص في سورية، لهو أمر يستوجب التحية والتقدير.وتحية أيضا إلى الممثلين خالد تاجا ، مي سكاف ، رهام عزيز ، زين حمدان ، عبد والفتاح مزين، وإلى مدير التصوير الكبير غازي واكيم، صاحب الحس التشكيلي العالي.

الاثنين، 5 أبريل 2010

فضيحة مهرجان وهران السينمائي تتردد أصداؤها


البيان الذي فضحنا فيه مهرجان وهران السينمائي المزيف الذي نشك في أن يعاود الانعقاد مرة أخرى بعد أن أعلن عدد كبير من النقاد والسينمائيين المصريين والعرب مقاطعتهم له بسبب (سوء سلوكه وسوء سمعته وسمعة القائمين عليه استنادا إلى ما نشر في الصحف الجزائرية ونقدم هنا نماذج له) أثار، لايزال يثير، الكثير من الأصداء وردود الفعل.
وقد نشر البيان كاملا في موقع سينماتيك للزميل الناقد حسن حداد، وموقع سينما ايزيس للزميل الناقد صلاح هاشم، وموقع المخرج الكبير محمد خان والزميل العزيز محمد رضا، كما نشرت تفاصيله في موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية المستقلة، وموقع "ليبيا المستقبل" المعارض، ووزع على أعضاء جمعية نقاد السينما المصريين، وأرسل إلى 250 شخصية وجهة إعلامية وسينمائية في العالم العربي.
ونشرت صحيفة "الفجر" وصحيفة "الخبر" وصحيفة "الشروق" الجزائرية تفاصيل البيان، وحملت على المهر جان المشبوه المحاصر بالتحقيقات حاليا بسبب ما يتردد عن تسرب أمواله إلى أيد غير أمينة، في حين لم يصدر عن هذا المهرجان الوهمي أي تعليق على ما نشر.
أنشر هنا تطور الأحداث منذ صدور البيان ثم أصداؤه بعض ردود الفعل الأخيرة على البيان (من أسفل إلى أعلى):


صحيفة الشروق الجزائرية تنضم إلى حملة اتهام مهرجان وهران بالعبث في حق النقاد
ناقد مصري يتهم مهرجان وهران السينمائي واوريف يتنصل من مسؤوليته
نشرت جريدة الشروق الجزائرية الموضوع التالي بتاريخ 5 ابريل:
((هاجم الكاتب والناقد السينمائي المصري أمير العمري مهرجان وهران السينمائي معلنا اعتزامه رفع دعوى قضائية ضد مسؤوليه الذين اتهمهم بالسطو على القيمة المادية لجائزة "القلم الذهبي" التي حصل عليها في المهرجان في دورته الأخيرة والتي تقدرب 5 آلاف دولار.
وقال العمري في بيان نشرته صحيفة مصرية: " علمت بفوزي بالجائزة المسماة "الأهقار الذهبية" عن فيلم "الزمن الباقي" لإليا سليمان من الصحف ووكالات الأنباء, لأنني كنت قد اعتذرت عن حضور المهرجان بعد أن اكتشفت أن إدارة المهرجان والمسئولين عنه يعملون بطريقة أقرب إلى الهواة, وهي طريقة يشوبها الإهمال والعشوائية والفوضى وعدم الاحترام ».
واستهزأ الناقد المصري بالقائمين على التظاهرة ومعهم وزارة الثقافة بالقول "سأتبرع بقيمة الجائزة لفقراءالجزائر..ولا أعتقد أن مهرجان وهران سيحترم تعهداته ويدفع هذه القيمة بعد أن مضت الآن ثمانية أشهرعلى استلامها ".
وكان مهرجان وهران في طبعته الأخيرة قد اختار الناقد المصري أمير العمري لنيل جائزة "القلم الذهبي", ورفض هذا الأخير تلبية الدعوة واصفا إياه ب "مهرجان الهواة".
وتوعد العامري برفع دعوى قضائية ضد إدارة المهرجان ونعته ب "السجاد المتدني" , وهاجم وزارة الثقافة ودعا إلى مقاطعة كل تظاهراتها.
وتهرب المحافظ الحالي للمهرجان السيد اوريف, في اتصال مع الشروق من الرد على هذه الاتهامات وقال: "سأتحرى في الموضوع واتصل بكم لاحقا", غير انه حاول التنصل من المسؤولية في هذه القضية.))
صحيفة "اليوم السابع" المصرية (2 أبريل)
العمرى: أتبرع بجائزة مهرجان وهران إلى فقراء الجزائر
((قال الناقد والكاتب السينمائى أمير العمرى إن البعض أساء فهم البيان الذى أصدره من قبل بخصوص عدم استلامه القيمة المادية لجائزة أفضل مقال نقدى بمهرجان وهران السينمائى الجزائرى.وأكد فى بيان له معرفته بالأسباب التى جعلت إدارة المهرجان لا ترسل القيمة المادية للجائزة وهى تتعلق بعجز الإدارة الحكومية عن التعامل مع الأموال وهو ما كان يجب أن يعرفه القائمين على المهرجان من البداية فيجنبون أنفسهم أى متاعب بإلغاء القيمة المالية للجوائز التى لا يستطيعون الوفاء بها.وأوضح العمرى أن الدافع لإصدار بيانه الذى يدين مهرجان وهران ويدعو لمقاطعته لم يكن بسبب الرغبة فى الحصول على المال بل بسبب الكذب والتسويف وعدم الرد والتجاهل بل ونشر أخبار كاذبة والتقاعس عن نفيها بشكل رسمى أو الرد على رسالته بهذا الخصوص ما يعكس عدم الاكتراث بالثقافة والمثقفين والنقاد، ورغبة مبيتة فى عدم الوفاء بالتعهدات المعلنة أمام العالم، وهو أمر فى حد ذاته معيب بالنسبة لأى مهرجان سينمائى أو غيره.وأشار إلى أنه تعمد توضيح جنسيته البريطانية لكى يدلل على أنه خارج العالم العربى بكل صراعاته المتدنية ومشاكله الكامنة والقابلة للانفجار فى مباريات للكرة أو غيرها، وأعلن العمرى تبرعه بقيمة الجائزة، وقدرها خمسة آلاف دولار، للجمعيات الخيرية التى تقدم العون لفقراء الشعب الجزائرى، شريطة أن يعلن المهرجان بوضوح إلى أى جمعية خيرية أرسل قيمة الجائزة.))
فضائحه لم تتوقف
مهرجان وهران بين التأخير أو الإلغاء

((يبدو أن مهرجان الفيلم العربي بوهران ما زالت تلاحقه المشاكل وحتى الفضائح، التي لم يرد عليها أحد إلى اليوم، فبعد أن بقي المهرجان بدون محافظ بعد مغادرة حمراوي حبيب شوقي إثـر تعيينه سفيرا في رومانيا، وإلحاق المهرجان بوزارة الثقافة والتي أخّرت إطلاقه إلى أكتوبر، بينما كان من المعتاد تنظيمه في جويلية، علمت ''الخبر'' من مصادر مطّلعة بأن قرار وزيرة الثقافة خليدة تومي، بتعيين مصطفى أوريف مؤخرا محافظا للمهرجان، جاء دون علم المحافظ السابق حمراوي حبيب شوقي.
لم يتلق حمراوي أي إخطار بتعيين محافظ جديد للمهرجان، كما لم تعقد جمعية عامة للّجنة المكلّفة بإدارة وتنظيم مهرجان الفيلم العربي، فحتى عملية تسليم المهام لم تتم كما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات، ويرى بعض العارفين بخبايا قصر الثّقافة أن هناك نية مبيتة لإلغاء المهرجان، والسبب هو عدم قدرة الوزارة على تغطية تكاليف المهرجان العالية.
في هذا الإطار وفي خرجة جديدة، أوضح الناقد السينمائي أمير العمرى، في بيان له ملابسات ما حدث من إدارة مهرجان وهران السينمائي، والذي فاز به بجائزة أحسن مقال سينمائي، عن فيلم ''الزمن الباقى'' للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، حيث أكد أنه لم يتلق إلى حد الآن قيمة الجائزة والمقدرة حسب بيانه بـ5 آلاف دولار، كما أكد في نفس البيان أن الأسباب التي جعلت إدارة المهرجان لا ترسل القيمة المادية للجائزة تتعلق خاصة بعجز الإدارة في التعامل مع الأموال، مطالبا كل النّقاد والصحفيين العرب بمقاطعة المهرجان الذي كما قال: ''يسيء إلى النقد والنقاد، بل وإلى الثقافة السينمائية والفن السينمائي، ويضرب مثالاً سيئاً ورديئاً في التعامل مع السينمائيين والنقاد''، داعيا إلى مقاطعة وزارة الثقافة الجزائرية وكل تظاهراتها ومهرجاناتها، بوصفها الجهة الملزمة باحترام تعهداتها الدولية المعلنة، وإن كان البيان فيه الكثير من المبالغة، باعتبار أن الناقد ذو أصول مصرية، وإن كان حاملا الجنسية البريطانية وجاء بصفة شخصية للمهرجان، إلا أن السؤال الذي يطرح لماذا لم ترد الوزارة إلى حد الآن على البيان ولم تكذب ما جاء فيه؟ بل إنها لم ترد حتى على صاحب البيان الذي طالب في وقت سابق بالقيمة المالية لجائزته، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن المهرجان يمر بمنعطف خطير، قد يؤدي إلى إلغائه، رغم أن محافظه السابق حمراوي حبيب شوقي سبق له أن صرح لإحدى المواقع العربية أواخر 2009 بأن المهرجان سيتواصل، لكنه لم يشر إلى ذهابه أو بقائه محافظا للمهرجان، قائلا ''أنا أطمئن مُحبّيه بأنه سيستمر في الزمان والمكان، وستبدأ التحضيرات بعد أيام للدورة المقبلة، لذلك يضاف هذا الفضاء إلى الفضاءات السينمائية العربية الأخرى، وبهذه الإرادة فإن المهرجان سيبقى''.
لكن المهرجان سينظم حسب بيان لوزارة الثقافة، لكن ليس في موعده المعهود، إذ أجل إلى غاية شهر أكتوبر وهو يتزامن مع مهرجان دبي. وينتقد العديد من المتتبعين هذا التوقيت معتبرين ذلك قرارا من أجل تكسير المهرجان.))


طرق الناقد السينمائي المصري الحامل للجنسية البريطانية، أمير العمري، صاحب جائزة “القلم الذهبي” بمهرجان وهران للفيلم العربي، في طبعته السابقة، طرق مسمارا آخر في نعش المهرجان الذي تسير أموره إلى التعقيد كلما ظننّا أنها انفرجت
قال أمير العمري المقيم في بريطانيا، إنه قرر رفع دعوى قضائية ضدّ، إدارة مهرجان الفيلم العربي بوهران، (ممثلة في المدير حبيب شوقي حمراوي سابقا ووزارة الثقافة حاليا) بسبب غياب سبل التواصل بينه وبين الجهة التي من المفترض أن تسلمه جائزته المالية المقدرة بـخمسة آلاف دولار، نظير فوزه بجائزة “الأهقار الذهبي” لأحسن مقال نقدي سينمائي، في طبعة المهرجان لسنة 2009، وهي الجائزة التي لم يستلمها العمري إلى غاية يومنا هذا، حسب تصريحه، الذي جاء في بيان من المنتظر أن ينشره الناقد المصري على نطاق إعلامي واسع، داعيا فيه النقاد والسينمائيين العرب إلى مقاطعة المهرجان في طبعاته القادمة.وتعود تفاصيل القضية، إلى ثمانية أشهر خلت، بعد أن أعلنت لجنة تحكيم جائزة النقد في مسابقة الأهقار الذهبي، فوز الناقد المصري - غيابيا - بالجائزة، بعد أن تعذّر عليه الحضور إلى وهران، لأسباب قال حينها إنها شخصية، مما دفع بلجنة المهرجان إلى تسليم درع الجائزة الرمزي إلى صديقه المخرج مجدي أحمد، على أن تربط الإدارة مع العمري الاتصال لاحقا لاستلام مبلغ الجائزة.
لكن تطور الأحداث في الجزائر بعد دخول رئيس المهرجان السابق، حبيب شوقي حمراوي في متاهات التنحية من إدارة التلفزيون والتعيين في السلك الدبلوماسي، كسفير للجزائر برومانيا، وبعد أن وضعت وزيرة الثقافة يدها على تركة حمراوي (مهرجان الفيلم العربي)، بات تسيير متعلقات الطبعة الفائتة بما فيها تسليم قيمة جائزة العمري، والتحضير لفعاليات الطبعة القادمة من المهرجان، في مهب الأسئلة، مما خلق فراغا إداريا تسبب في تأجيل موعد الطبعة القادمة، وتذبذب في إعلان اسم المسؤول الجديد عن التظاهرة السينمائية العربية، قبل أن يستقر إصبع الوزيرة على اسم مصطفى أوريف مدير وكالة الإشعاع الثقافي بالجزائر، الذي من المنتظر أن يباشر هذه الأيام مهام تسوية متعلقات الدورة السابقة، والتحضير للدورة القادمة التي لم يحدد تاريخها بعد.
هذه التطورات التي قد يكون العُمري جاهلا بها، إضافة إلى معطى آخر هو صعوبة تحويل مبلغ الجائزة المقدر بالدولار، خارج الجزائر، من طرف المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة الفك الذهبي التي كانت المشرفة الرسمية على التظاهرة، دفعت العمري إلى صياغة بيان عاد فيه إلى تفاصيل فوزه بالجائزة، وكشف فيه أنه “ورغم إعلان المهرجان حصولي على جائزة النقد، سواء في حفل الختام أو في موقع المهرجان على شبكة الأنترنت، أو في الأخبار التي نشرت عبر وسائل الإعلام، لم أسمع كلمة واحدة من المهرجان بشكل رسمي حتى يومنا هذا
كما عاد العمري في بيانه، إلى ما وصفه بتداعيات الأحداث المؤسفة التي شابت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009، مضيفا “لم أكن في أي وقت، طرفا في ذلك السجال المتدني، الذي دار بين عاملين بأجهزة إعلامية متخلفة في كلا البلدين حول مباراة في كرة قدم لا تعنيني من قريب أو من بعيد، ناهيك عن أنني أقيم وأعمل منذ سنوات بعيدة، في بريطانيا التي أحمل جنسيتها، ولم تكن مشاركتي في مسابقة النقد في وهران تمثيلا، لا لمصر ولا لبريطانيا، بل بصفتي الشخصية كناقد عربي معروف باستقلاليتي عن الأجهزة والجهات الرسمية، أمارس العمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما”، في إشارة منه إلى إمكانية تأثير الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مصر والجزائر، على مجرى تسليمه مستحقاته.
هذه الخرجة الإعلامية لاسم نقدي عربي معروف، وتأخر الإعلان عن موعد الطبعة القادمة من مهرجان الفيلم العربي بوهران، واقتراب موسم الصيف الذي يتخلله شهر رمضان الكريم، إضافة إلى المواعيد السينمائية العربية الكبرى، التي بُرمجت في عدة دول عربية، بتواريخ متفاوتة تملأ فترة ما بعد شهر رمضان إلى غاية جانفي 2011، هذه المعطيات وأخرى، تزيد طين وزارة الثقافة بللا، وتشير إلى إمكانية سحب المهرجان من أجندة الوزارة لهذه السنة إذا لم تؤخذ الأمور بجدية أكثر، للحفاظ على تظاهرة ثقافية جزائرية أثبتت خلال السنوات الثلاث الأخيرة أنها واعدة.
==========================================================
منذ اكثر من عامين اتصلت بى ادارة مهرجان وهران لتدعونى أنا وزوجتى لحضور دورته الأولى بمناسبة عرض ـ فى شقة مصر الجديدة ـ وفوجئت بتذكرة سفرى درجة أولى وزوجتى درجة ثانية واعتبرت هذا إهانة ورفضت الذهاب الى وهران وكان رد فعلهم انهم لغوا عرض الفيلم .. فما حدث للزميل الناقد أمير العمرى لم يدهشنى بالمرة كما ذكر تفاصيله فى البيان الإعلامى بمدونته).
محمد خان في مدونته "كليفتي 2"==========================================================
نشر الزميل الناقد السينمائي محمد رضا في مدونته السينمائية التعليق التالي كما نشر البيان كاملا:


"مهرجان وهران خطأ في حق السينما ونقادها"
أصدر الزميل الناقد أمير العمري بياناً تم توزيعه على عدد كبير من النقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي وأنشره أدناه.
كنت أعلم ببعض هذه الجوانب منذ البداية وفي أحد جلساتنا الأخيرة في لندن، أخبرني الصديق أمير بأنه لم يُبلّغ رسمياً بعد بأنه فاز. لكنه فاز حسب الشواهد العامّة: قدّم مقالاً. فضّلته لجنة التحكيم على سواه. أعلن ذلك، رسمياً، على منصّة المهرجان (ربما في اليوم الأخير من المهرجان) وأعلن كذلك عن أن القيمة الماديّة للمهرجان هي خمسة آلاف دولار٠
هذا جيّد، وأمير نظر الى الموضوع ليس على نحو شخصي، بل علي نحو عام: أمر مفيد لنا جميعاً أن يكون هناك مهرجان يُقيّم (ولو بضوابط أفضل) النقاد ويمنحهم جوائز لأنهم أساس عامل ومشترك في صياغة الثقافة السينمائية بشكل عام٠
غيرته على عملية النقد السينمائي والثقافة السينمائية تتبدّى واضحة في بيانه. أمر جيّد أن تكون هناك جائزة ماديّة، لكن الأكثر جودة هو ما ترمز اليه وما تعكسه على وضع النقد وليس النقّاد. أمير مستاء لأكثر من سبب ومعه حق في كل سبب، بما في ذلك ربطه بالأحداث السقيمة والمريضة التي وقعت في ملعب كرة قدم بين الفريقين الجزائري والمصري وأتباعهما (على الأخص) كل ما ليس له علاقة حتى بالرياضة وروحها فإذا بمسؤولين في المهرجان يعلنون، حسبما يرد في كلمة الزميل، أن المصريين قبضوا ويعلنون أنهم أعادوا الجوائز كذباً٠
لا أمير ولا أحداً من الفائزين بجوائز مهرجان "وهران" قبض ما استحقّه. ولا أمير ولا أحداً من الذين شاركوا طلبوا من وزارة الثقافة التي تمثّل الدولة في الثقافة إقامة المهرجان، ولا أمير ولا أحداً سواه أصر أن يشترك وأن يفوز.
أن يمارس نائب بعض تلك الوسائل فيتنكّر لما وعد به، ربما. أن لا يحترم موظف فاسد في إدارة ما توقيعه، معقول. لكن وزارة؟ ولماذا عليها أن تكون وزارة الثقافة نموذجاً لمثل هذا التضليل والخداع؟ لماذا على السينما أن تكون في قاع الإهتمامات وحين يقوم جهاز وزاري بتأسيس ما يمكن أن ينتج عنه بناء صرح لها، يتجاوز شروطها وحقوقها وفي المقدّمة إيفاءها بالتزاماتها؟
أمير العمري يدعو لمقاطعة مهرجان وهران، وأنا منذ مدّة وفي بالي أن نقاطع كل المهرجانات العربية التي تعامل السينمائيين العرب (نقاداً او مخرجين او أي كانت مهنهم) معاملة غير لائقة. وستجد أن بعضها، حتى تلك الكبيرة منها، متّهمة بذنب هنا او ذنب هناك في هذا المجال٠ لكن، ومع وجود سابقة في مهرجان عربي في روتردام حيث لم يتم دفع المستحقّات لمن فازوا بها في ذلك المهرجان خلال السنوات الماضية، او تم دفع مبلغ أقل من المعلن في بعض الحالات، الا أن ما حدث في مهرجان وهران هو أكبر كونه مهرجان حكومي٠
معك يا عزيزي أمير في هذه الدعوة وآمل أن تنتشر٠
==========================================================
نشرت صحيفة "اليوم السابع" البيان الذي أصدرناه تحت عنوان (ناقد وكاتب يكشف زيف مهرجان وهران السينمائى الجزائرى بتاريخ الأربعاء، 31 مارس

توضيح لمن أساءوا الفهم أو أرادوا إساءة الفهم
أتبرع بقيمة الجائزة إلى فقراء الشعب الجزائري
أساء البعض عن قصد أو عن جهل، ما ورد في البيان أصدرته قبل أيام بخصوص موقف ما يسمى بـ"مهرجان وهران السينمائي" مني منذ بدء الاتصالات بيننا في شهر يوليو 2009 لكي أشارك بالدورة الثانية الأمر الذي لم يحدث ثم حصولي على جائزة النقد وعدم اكتراث المهرجان بمخاطبتي أو بارسال القيمة المالية للجائزة لأسباب أعرفها تماما وهي تتعلق لعجز الإدارة الحكومية عن التعامل مع الأموال وهو ما كان يجب أن يعرفه القائمين على المهرجان من البداية فيجنبون أنفسهم أي متاعب بإلغاء القيمة المالية للجوائز التي لا يستطيعون الوفاء بها بشكل يليق بأي مهرجان. وأود هنا أن أوضح التالي:
1- أن الدافع لإصدار بياني الذي يدين مهرجان وهران ويدعو لمقاطعته لم يكن بسبب الرغبة في الحصول على المال بل الكذب والتسويف وعدم الرد والتجاهل بل والأخطر، نشر أخبار كاذبة والتقاعس عن نفيها بشكل رسمي أو الرد على رسالتي بهذا الخصوص. وهو ما يعكس ازدراء وعدم اكتراث بالثقافة والمثقفين والنقاد، ورغبة مبيتة في عدم الوفاء بالتعهدات المعلنة أمام العالم، وهو أمر في حد ذاته معيب بالنسبة لأي مهرجان سينمائي أو غيره من التظاهرات الثقافية.
2- جاء ذكر الجنسية البريطانية لكي أدلل على أنني خارج العالم العربي بكل صراعاته المتدنية ومشاكله الكامنة والقابلة للانفجار في مباريات للكرة أو غيرها.
3- إنني أعلن هنا أنني متبرع بقيمة الجائزة المالية، وقدرها خمسة آلاف دولار، للجمعيات الخيرية التي تقدم العون لفقراء الشعب الجزائري، شريطة أن يعلن المهرجان بوضوح إلى أي جمعية خيرية أرسل قيمة الجائزة بإسمي.
بيان إعلامي


في أواخر شهر يوليو/ تموز 2009 أعلنت لجنة تحكيم شكلت في مهرجان وهران السينمائي الثاني بالجزائر حصولي على جائزة القلم الذهبي، وقيمتها المالية خمسة آلاف دولار، عن أحسن مقال سينمائي في العام، وهو مقالي عن فيلم "الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.
وقد علمت بفوزي بالجائزة المسماة "الأهقار الذهبية" من الصحف ووكالات الأنباء لأنني كنت قد أعتذرت عن عدم حضور المهرجان بعد أن اكتشفت أن إدارة المهرجان والمسؤولين عنه يعملون بطريقة أقرب إلى الهواة وهي طريقة يشوبها الإهمال والعشوائية والفوضى وعدم الاحترام.
لكن رغم إعلان المهرجان حصولي على جائزة النقد، سواء في حفل الختام أو في موقع المهرجان على شبكة الانترنت، أو في الأخبار التي نشرت عبر وسائل الإعلام، لم أسمع كلمة واحدة من المهرجان بشكل رسمي حتى يومنا هذا.
وقد أبلغني الصديق المخرج مجدي أحمد علي (الذي فاز في المهرجان نفسه بجائزة أحسن فيلم وقيمتها 50 ألف دولار) أنه استلم الجائزة الرمزية أي التمثال، نيابة عني، وزودني بإسم مسؤولة في المهرجان أخاطبها لترتيب تحويل القيمة المالية للجائزة. وقد قمت ذلك بالفعل. ولكن مضت عدة أشهر دون أن يحترم المهرجان تعهداته ويقوم بتحويل المبلغ.
وعلمت بعد ذلك أن رئيس المهرجان انتقل للعمل بالسلك الدبلوماسي، وأن المهرجان لا يملك القيمة المالية للجوائز، ولابد من الرجوع لوزارة الثقافة لكي تتكفل بتحويل المال للخارج، والتوصل إلى وسيلة لتبرير ذلك. وهو مثال بالغ في الدلالة على ارتباط الأحداث الثقافية بمسؤولين أفراد، تنهار الأنشطة عندما يغادرون مناصبهم في ظروف غامضة!
وبعد الأحداث المؤسفة التي شابت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009، نشرت الصحف الجزائرية نقلا عن مسؤولين في المهرجان ما يفيد أن "المصريين حصلوا على القيمة المالية لجوائز مهرجان وهران السينمائي ولكنهم يكذبون ويقولون إنهم أعادوا الجوائز)!
ولولا أن اسمي استخدم في نشر أخبار كاذبة من هذا النوع لم أكن لأهتم بالرد على تلك السفاهات الإعلامية، فلم أكن في أي وقت، طرفا في ذلك السجال المتدني، الذي دار بين عاملين بأجهزة إعلامية متخلفة في كلا البلدين حول مباراة في كرة قدم لا تعنيني من قريب أو من بعيد، ناهيك عن أنني أقيم وأعمل منذ سنوات بعيدة، في بريطانيا التي أحمل جنسيتها، ولم تكن مشاركتي في مسابقة النقد في وهران تمثيلا، لا لمصر ولا لبريطانيا، بل بصفتي الشخصية كناقد عربي معروف باستقلاليتي عن الأجهزة واجهات الرسمية، أمارس العمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وأود أن أؤكد هنا أنني لم أحصل حتى الآن على القيمة المالية للجائزة، ولا أعتقد أن مهرجان وهران سيحترم تعهداته ويدفع هذه القيمة بعد أن مضت الآن ثمانية أشهر، كما لن يدفع قيمة أي جائزة أخرى للفائزين بها في مهرجانهم الأخير، بعد أن صمتوا تماما وامتنعوا عن الرد عن أي استفسارات، بل إن المهرجان كما أوضحت من قبل، سكت تماما عن الأمر منذ ما قبل مباراة كرة القدم المشؤومة، مما يؤكد أنه مارس، من البداية، عملية كبرى للخداع والتضليل الإعلامي بالمتاجرة بأسماء تحترم نفسها وتاريخها، والإدعاء بدعم السينما، في حين أنه أسفر عن كونه مجرد تظاهرة دعائية حكومية رسمية مليئة بالأكاذيب والادعاءات والمظاهر الجوفاء، مهمته تجميل وجه نظام ديكتاتوري قمعي معادي للثقافة عموما.
لذلك فإنني أطالب كل النقاد والصحفيين العرب بمقاطعة هذا المهرجان الذي يسيء إلى النقد والنقاد، بل وإلى الثقافة السينمائية والفن السينمائي، ويضرب مثالا سيئا ورديئا في التعامل مع السينمائيين والنقاد، بل وأدعو إلى مقاطعة وزارة الثقافة الجزائرية وكل تظاهراتها ومهرجاناتها، بوصفها الجهة المنوط بها احترام تعهداتها الدولية المعلنة.
وأود أن أؤكد أيضا أن هذا البيان لا يسقط الدعاوى القانونية التي يمكن أن تترتب على هذا الموقف الشائن، ضد مهرجان وهران السينمائي والقائمين عليه.
أمير العمري
كاتب وناقد سينمائي مستقل
27 مارس 2010
amarcord222@gmail.com

الجمعة، 19 مارس 2010

فيلم "اللقالق": بلاغة الصورة

استمتعت بمشاهدة الفيلم القصير "اللقالق" (5 دقائق) للمخرج العراقي المقيم في بريطانيا جمال أمين. هذا فيلم كالطلقة، واضح ومباشر في فكرته ومغزاه، لا يلف ولا يدور، يعرف مخرجه ومؤلفه تماما الفرق بين منهجي الفيلم القصير والفيلم الطويل، فهو يدخل إلى فكرته وموضوعه الرئيسي والوحيد مباشرة، فلا يجب أن توجد في الفيلم القصير الجيد أية مواضيع أو أفكار أخرى فرعية تشتت انتباهنا، فالفيلم القصير الجيد مثل القصة القصيرة الجيدة، التي قد تكون مكونة من بضعة أسطر، تنقل لنا الصورة والحدث والفكرة. وهذا بالضبط ما يفعله جمال أمين هنا.
"اللقالق" فيلم يعبر عن رؤية مخرجه في الصراع القائم: بين الشرق والغرب، بين الأنا والآخر، ولكن ليس على صعيد وجودي بل على أرضية شديدة الواقعية. إنه يجسد ببلاغة بصرية مثيرة للإعجاب، فكرة فقدان الثقة بين الأوروبيين والعرب المسلمين حاليا، دون صراخ ودون خطابة، من خلال شخصيتين فقط لشاب عربي اسمه "محمد"، وهو من أبناء المهاجرين العراقيين في الدنمارك، تعلم في مدارسهم ويتحدث لغتهم، وصديقته الدنماركية "ماريا"، أو بالأحرى زميلته السابقة في المدرسة التي يلتقيها في لحظة ما فينفجر بركان التشكك الدفين وانعدام الثقة بل والكراهية.
يلتقي الإثنان بالمصادفة في طريق ضيق داخل حديقة عامة. تسأله الفتاة عن أحواله فيلخص لها في ثوان وضعه الحالي: فقد انتقل من دورة دراسية إلى أخرى، ومن عمل إلى آخر، وبعد أن كان يرغب في دراسة الطيران ليصبح طيارا، أصبح واضحا أمامه أن هناك استحالة في تحقيق ذلك الهدف الآن، بعد كل ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر 2001، وهو لا يقول كل ذلك بالطبع، لكن هذا ما تفهمه أنت كمشاهد من تحت جلد الصورة، ومن بين سطور الكلمات. إننا في أوروا بعد أحداث سبتمبر التي اصبحت تختلف كثيرا عما كانت قبل تلك الأحداث. ويلخص هو وضعه للفتاة في النهاية بقوله إنه انتهى إلى العمل كجزار!
أما "ماريا" كما تقول، فقد أكملت دراستها، وتخرجت مدرسة واصبحت معلمة، حصلت على وظيفة في نفس المدرسة التي كان الاثنان يتعلمان فيها من قبل، حيث عرفا بعضهما البعض. كل هذه المعلومات نعرفها خلال دقيقة أو دقيقة ونصف.
ماريا توجه لمحمد بعد سؤالها عن أحواله سؤالا ذا مغزى في الفيلم، فهي تسأله عن عصبيته، عن انفعاله.. أي أنها تحصره وتؤطره في الصورة النمطية التقليدية الشائعة لدى الغربي عن "العربي". ويحاول هو أن يفسر لها الأمر فيقول إنها طريقته في التعبير وهي ليست بالضرورة انفعالا عدوانيا. لكن الفتاة لا يبدو عليها الاقتناع، فالتعبير عن المشاعر يتناقض بالطبع مع ذلك البرود أو الهدوء الظاهري الذي يتعلمه الأوروبيون عموما، وسكان بلدان الشمال الأوروبي خصوصا.
وفي ثانية واحدة تقبل فتاة دنماركية على دراجتها تحاول المرور بين محمد وماريا، فتصطدم بمحمد بطريقة فظة، ثم تسبه بكلمات نابية كأنما هو المخطيء، في حين أنه كان من الممكن أن هي تتفاداه بسهولة إذا ما تريثت، لكن من الواضح انها لم تقم وزنا للأمر، بل غلبتها حماقتها. ويتفاعل هو مع السباب الموجه إليه ومع الصدمة التي نالها فيرد عليها بالمثل، وهو رد فعل طبيعي حتى من جانب أي شاب أوروبي في مثل هذه الحالة، لكن صديقته ماريا تستنكر سلوكه بشدة وتقول ما معناه إنه لم يتغير وإنه عدواني لايزال يعتدي على الأطفال في حين كان ينبغي أن يعتذر للفتاة!
بطبيعة الحال يتطور الموقف بينهما فيرفض محمد منطقها المتحيز ويتهمها بالعنصرية وتتهمه هي بالعدوانية وتطلب منه العودة إلى بلاده. ولا يبدو أن هناك نهاية لهذا التشكك وانعدام الثقة والاستنفار القائم بين الطرفين.الحوار هنا مكتوب ببراعة شديدة، وباقتصاد، وبطريقة ذات مغزى. الفتاة مثلا تتهمه بأنه "يفكر من اليمين لليسار.. منذ أن كان طفلا"، ويرد هو عليها بأنها تفكر "من اليسار لليمين".. دلالة على التناقض التام في المفاهيم والثقافات.
يبدأ الفيلم بأصوات اللقالق التي تحلق في السماء ولا نراها بل نسمع فقط أصواتها على خلفية سوداء، ثم تتسلل موسيقى ناعمة رومانسية تساهم مع اللقطات الناعمة للحديقة بأشجارها، في إضفاء أجواء هادئة.
وعندما تلتقي ماريا بمحمد في الحديقة، تنحصر الصورة في لقطات قريبة close up ومتوسطة medium، ومع اشتداد المناقشة وتحولها إلى ما يشبه الشجار، نبدأ في الإحساس باهتزازا الصورة وتأرجح الشخصيات داخل الكادر بفعل اهتزاز الكاميرا المحمولة. وعندما تصل الحدة بين الاثنين إلى ذروتها تشحب الألوان، وتتحول الصورة إلى الأبيض والأسود، في استخدام درامي خلاق للألوان في هذا العمل القصير البليغ، وكأنما أراد المخرج أن يقول لنا إن التناقض بين الثقافتين يتمحور بالفعل بين الأبيض والأسود، أي أنه تناقض غير قابل للحل في الوقت الحالي، طالما ظلت المفاهيم المستقرة أو الأفكار المسبقة لدى كل طرف عن الآخر، خاطئة.
نعم الفيلم يصور محمد في البداية كضحية للاعتداء العنصر، لكنه أيضا لا يبرؤه تماما، فهو أيضا مسؤول عن تلك الصورة التي تصل إلى الآخر، وهو يسارع إلى الرد على ماريا عندما تتساءل عما إذا كان قد تعرض للعقاب البدني من جانب والده في طفولته إلى عنفه ضد الأطفال، فيتهمها بأنها ربما تكون قد تعرضت لتحرشات جنسية من جانب زوج أمها في طفولتها!
ومع استمرار الجدل والتهامات المتبادلة، وتأكيدا على امتداد الصراع، وتعمق التناقض، ترتفع الكاميرا تدريجيا مبتعدة عن الإثنين، نحو السماء، في حين يخفت صوت المشاجرة بينهما، وتتسلل موسيقى حزينة تكثف تلك النهاية التي لا توحي بأي أمل في إمكانية التوصل إلى حل في الوقت الراهن، ونستمع على شريط الصوت إلى أغنية تردد كلماتها "لقد كنت أحلم".
لا يضيع المخرج وقتا، كما أشرت، بل يدخلنا مباشرة إلى موضوع فيلمه، وينجح تماما في التحكم في إيقاعه، والإبقاء عليه سريعا متدفقا مثل طلقة تصيب المتفرج بالصدمة، لتدفعه إلى التفكير.
ويتحكم جمال أمين في ممثليه تحكما مثيرا للإعجاب فضلا عن اختياره الجيد لهما، ولا أعرف من أين أتيا، فأغلب الظن أنهما من غير المحترفين أيضا. وهو يجعل بطله "محمد" يتحول إلى استخدام كلمة عربية نابية في وصف ماريا بمعنى "عاهرة" عندما يحتد في شجاره معها، وهي إشارة ذكية تؤكد أنه عندما ينفعل فهو يفكر بالفعل باللغة العربية، رغم إجادته لغة البلد الذي يعيش فيه، فهو من جهة عاجز عن الاندماج والذوبان ومن جهة أخرى، هو متمسك بهويته الأصلية.
والفيلم عمليا، مكون من مشهد واحد، لكنه على الرغم من ذلك، ورغم كونه يدور في نطاق لا يتجاوز الدقائق الخمس، إلا أن مخرجه ينجح في الاستفادة من كل المكونات البصرية التي تثري هذا المشهد الواحد، وتصنع منه فيلما قائما بذاته، فهو يستخدم الانتقال بين اللقطات، سواء بالقطع أو بتحريك الكاميرا أحيانا، كما يبرز على الخلفية التي تدور فيها الأحداث، بل إن اختياره للمكان في الفيلم له دلالة خاصة، فهذا المكان تحديدا، أي الحديقة، حيث الفضاء المفتوح والهدوء والسكينة، هو مكان يفترض أن يساعد المرء على الاسترخاء، لكنه هنا يتحول إلى بؤرة تشتعل بالصراع، تفور فيها المشاعر، في تناقض واضح مع الطبيعة الساكنة الخارجية.
معروف أن طائر اللقلق من الطيور المهاجرة، وهو كما نعرف، يتركز بأعداد كبيرة في العراق حيث يتكاثر قبل أن يهاجر إلى أوروبا. واختيار العنوان يشير بلاشك، إلى شباب المهاجرين العرب، من العراقيين بوجه خاص، الذين يمثلهم "محمد" في الفيلم. أخيرا، "اللقالق" فيلم قصير، لكن الأفلام لا تقاس بزمن عرضها، بل بقدرتها على التعبير والإقناع، ببلاغتها، وقدرة مخرجيها على الإخلاص للحيز الزمني للفيلم، دون أن تكون هناك أي لقطة زائدة، أو ناقصة في السياق البصري، وهو ما ينجح فيه جمال أمين بدرجة مثيرة للإعجاب.

الثلاثاء، 16 مارس 2010

"قلب مجنون": تشابه خارجي لكن لا شيء مثل "المصارع"


لا أدري لماذا يقارن الكثيرون بين فيلم "قلب مجنون" Crazy Heart لسكوت كوبر، الممثل الذي تحول إلى الإخراج في أول فيلم له، وبين فيلم "المصارع" The Wrestler تحفة السينما الأمريكية العام الماضي لدارين أرونوفسكي.
صحيح أن هناك تشابه بين الفيلمين في كون الشخصية الرئيسية رجل يكاد ينهي رحلته مع المهنة (غناء الاغاني الريفية وكتابة كلماتها في الفيلم الاول) والمصارعة الحرة في الفيلم الثاني، كلاهما كان من النجوم المشاهير في المهنة، عاشا سنين المجد والشهرة، وجربا احتفال الجمهور واحتفاءه بهما. أما الآن فقد هزمتهما الحياة، والمرض، وأصبحا في حاجة إلى التكفير عن ماض عابث عاشاه طولا وعرضا.
وصحيح ايضا أن كلا البطلين يقيمان علاقة عاطفية مع امرأة أصغر سنا، ربما تشبثا بما يحقق ما فقد، أو بدافع الاحتياج لمن يمكنه أن يحاسب المرء ويكشف نقاط ضعفه ويواجهه بنفسه في مرآة أشبه بالضمير الخفي.
إلا أن الفيلمين، يختلفان كثيرا من الداخل، أي من حيث البناء: بناء الشخصيات وطريقة السرد، وأسلوب الإخراج.
العامل الأساسي (الخارجي) في فيلم "المصارع" كان المصارعة نفسها، التي يعيش البطل أيامه الأخيرة معها قبل أن تنقضي الحياة، وفي الفيلم الثاني هي الموسيقى والغناء الذي لم يعد قادرا على تقديمه كما يليق بل أصبح لديه من يتأهب لكي يحل محله، تلميذه الذي تبناه وعلمه الغناء على طريقته.
في كلا الفيلمين فشل في الزواج، وابن أو ابنة ترفض استقبال الأب أو استئناف علاقة قديمة انقطعت معه. لكن بينما كانت تلك العلاقة في "المصارع" علاقة مركبة، فيها السلبي والايجابي، فيها التردد والرغب، الحب والكراهية، هي في الفيلم الثاني شبه مفقودة: مجرد مكالمة هاتفية سريعة مع إبن لا يريد أن يرى أباه!
على حين كان "المصارع" فيلما نابضا بالحياة، مثيرا للتأمل، شخصية البطل فيه محددة الملامح، لها ماض وحاضر، وليس لها مستقبل، لها ملامح إنسانية معقدة مركبة متناقضة بل ومتارجحة، بين ما تحبه وما تريده وما تقدر عليه، جاء فيلم "قلب مجنون" مفتقدا إلى ذلك النسيج الإنساني المتشابك، بل تبدو شخصية البطل فيه (المغني باد بلاك التي يقوم بتمثيلها جيف بريدجز) أحادية البعد، تسير من بداية الفيلم إلى نهايته دون تغير درامي كبير يذكر، حتى بعد الوقوع في حب الصحفية "جين" (ماجي جلينهال) التي تصغره كثيرا، فهو لا يتغير، ولا يفتح قلبه بالكامل لكي يخبرنا سر مأساته، حسه التراجيدي المستمر، عدم قدرته على العودة إلى الحياة حتى بعد أن وجد الدافع، واستسلامه للإدمان على الشراب، رغم أنه أصبح عمليا، عاجزا عن الاستمرار في تقديم العرض المطلوب، دون أن يهرب إلى الحمام لكي يتقيأ، ويسعل!
لا نعرف لماذا تقع جين، تلك الأم الوحيدة التي ترعى ابنا في الرابعة من عمره، في حب هذا المغني الذي يبدو أقرب إلى أب لها، ولا ندري لماذا أيضا تتخلى في النهاية عنه بكل هذا الإصرار والعزيمة التي لم ينجح أبدا في تليينها أو جعلها تنصت إليه. هل أدركت جين استحالة تغييره أو دفعه للإقلاع عن الشراب، أو هل دق إهماله رعاية طفلها كما كان ينبغي، ناقوس الخطر لديها من مستقبل غامض، محفوف بالمخاطر؟
لا نعرف، ولا نعرف أيضا كيف يمكن أن يهمل المخرج الركيزة الأساسية لفيلمه إلى هذا الحد، أي الاهتمام كما ينبغي بالأغاني والموسيقى، هناك بالتأكيد الكثير منها، لكن فقط من خلال الشكل المباشر، أي الغناء في الحانات وما شابه، وكان الأفضل كثيرا أن تغلف الفيلم أي تتسلل تحت جلد الصورة، وتصبح مصاحبة لنظرتنا للفيلم، مع الاهتمام المطلوب بالكلمات والألحان العذبة المميزة للغناء الريفي الأمريكي، بما يجعلها تبقى في ذاكرة المتفرج، الأمر الذي لم يتحقق لهذا الفيلم في رأي.
نعم هناك أسلوب واقعي مغلف بمسحة رومانسية، يراهن عليها المخرج للوصول إلى جمهوره، لكن هناك أبعاد كثيرة مفقودة في الفيلم، غياب الإثارة (الذهنية)، وغياب الإشباع في بناء الشخصيات، وتكرار الفكرة دون تطويرها كثيرا.
وقد أضاع المخرج أيضا فرصة الاستفادة من تلك الشخصية الخاصة التي يقوم بها الممثل الكبير روبرت دوفال، والتي اختفت فجاة من الفيلم كما ظهرت فجأة.
إن بطل "قلب مجنون" لا يبدو مجنونا بما فيه الكفاية لكي يجعلنا نتعاطف مع جموحه وجنونه ونغفر له سقوطه الطبيعي بعد كل تلك الرحلة، التي لا نعلم كثيرا عنها على أي حال!
ولاشك أن جيف بريدجز قد بذل جهدا كبيرا في تجسيد الشخصية والتعبير عن آلامها ومعاناتها وتدهورها النفسي، لكن أداءه لا يرقى إلى الأداء الفذ لميكي رورك في "المصارع". ولكن بريدجز حصل على الأوسكار أخيرا، بعد أن تكرر ترشيحه لها خمس مرات. ولهذا السبب وحده ربما يكون قد حصل عليها، وكان الأجدر بها دون شك لدينا، هو مورجان فريمان عن دور مانديلا في "إنفكتس".
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger