الثلاثاء، 16 مارس 2010

"قلب مجنون": تشابه خارجي لكن لا شيء مثل "المصارع"


لا أدري لماذا يقارن الكثيرون بين فيلم "قلب مجنون" Crazy Heart لسكوت كوبر، الممثل الذي تحول إلى الإخراج في أول فيلم له، وبين فيلم "المصارع" The Wrestler تحفة السينما الأمريكية العام الماضي لدارين أرونوفسكي.
صحيح أن هناك تشابه بين الفيلمين في كون الشخصية الرئيسية رجل يكاد ينهي رحلته مع المهنة (غناء الاغاني الريفية وكتابة كلماتها في الفيلم الاول) والمصارعة الحرة في الفيلم الثاني، كلاهما كان من النجوم المشاهير في المهنة، عاشا سنين المجد والشهرة، وجربا احتفال الجمهور واحتفاءه بهما. أما الآن فقد هزمتهما الحياة، والمرض، وأصبحا في حاجة إلى التكفير عن ماض عابث عاشاه طولا وعرضا.
وصحيح ايضا أن كلا البطلين يقيمان علاقة عاطفية مع امرأة أصغر سنا، ربما تشبثا بما يحقق ما فقد، أو بدافع الاحتياج لمن يمكنه أن يحاسب المرء ويكشف نقاط ضعفه ويواجهه بنفسه في مرآة أشبه بالضمير الخفي.
إلا أن الفيلمين، يختلفان كثيرا من الداخل، أي من حيث البناء: بناء الشخصيات وطريقة السرد، وأسلوب الإخراج.
العامل الأساسي (الخارجي) في فيلم "المصارع" كان المصارعة نفسها، التي يعيش البطل أيامه الأخيرة معها قبل أن تنقضي الحياة، وفي الفيلم الثاني هي الموسيقى والغناء الذي لم يعد قادرا على تقديمه كما يليق بل أصبح لديه من يتأهب لكي يحل محله، تلميذه الذي تبناه وعلمه الغناء على طريقته.
في كلا الفيلمين فشل في الزواج، وابن أو ابنة ترفض استقبال الأب أو استئناف علاقة قديمة انقطعت معه. لكن بينما كانت تلك العلاقة في "المصارع" علاقة مركبة، فيها السلبي والايجابي، فيها التردد والرغب، الحب والكراهية، هي في الفيلم الثاني شبه مفقودة: مجرد مكالمة هاتفية سريعة مع إبن لا يريد أن يرى أباه!
على حين كان "المصارع" فيلما نابضا بالحياة، مثيرا للتأمل، شخصية البطل فيه محددة الملامح، لها ماض وحاضر، وليس لها مستقبل، لها ملامح إنسانية معقدة مركبة متناقضة بل ومتارجحة، بين ما تحبه وما تريده وما تقدر عليه، جاء فيلم "قلب مجنون" مفتقدا إلى ذلك النسيج الإنساني المتشابك، بل تبدو شخصية البطل فيه (المغني باد بلاك التي يقوم بتمثيلها جيف بريدجز) أحادية البعد، تسير من بداية الفيلم إلى نهايته دون تغير درامي كبير يذكر، حتى بعد الوقوع في حب الصحفية "جين" (ماجي جلينهال) التي تصغره كثيرا، فهو لا يتغير، ولا يفتح قلبه بالكامل لكي يخبرنا سر مأساته، حسه التراجيدي المستمر، عدم قدرته على العودة إلى الحياة حتى بعد أن وجد الدافع، واستسلامه للإدمان على الشراب، رغم أنه أصبح عمليا، عاجزا عن الاستمرار في تقديم العرض المطلوب، دون أن يهرب إلى الحمام لكي يتقيأ، ويسعل!
لا نعرف لماذا تقع جين، تلك الأم الوحيدة التي ترعى ابنا في الرابعة من عمره، في حب هذا المغني الذي يبدو أقرب إلى أب لها، ولا ندري لماذا أيضا تتخلى في النهاية عنه بكل هذا الإصرار والعزيمة التي لم ينجح أبدا في تليينها أو جعلها تنصت إليه. هل أدركت جين استحالة تغييره أو دفعه للإقلاع عن الشراب، أو هل دق إهماله رعاية طفلها كما كان ينبغي، ناقوس الخطر لديها من مستقبل غامض، محفوف بالمخاطر؟
لا نعرف، ولا نعرف أيضا كيف يمكن أن يهمل المخرج الركيزة الأساسية لفيلمه إلى هذا الحد، أي الاهتمام كما ينبغي بالأغاني والموسيقى، هناك بالتأكيد الكثير منها، لكن فقط من خلال الشكل المباشر، أي الغناء في الحانات وما شابه، وكان الأفضل كثيرا أن تغلف الفيلم أي تتسلل تحت جلد الصورة، وتصبح مصاحبة لنظرتنا للفيلم، مع الاهتمام المطلوب بالكلمات والألحان العذبة المميزة للغناء الريفي الأمريكي، بما يجعلها تبقى في ذاكرة المتفرج، الأمر الذي لم يتحقق لهذا الفيلم في رأي.
نعم هناك أسلوب واقعي مغلف بمسحة رومانسية، يراهن عليها المخرج للوصول إلى جمهوره، لكن هناك أبعاد كثيرة مفقودة في الفيلم، غياب الإثارة (الذهنية)، وغياب الإشباع في بناء الشخصيات، وتكرار الفكرة دون تطويرها كثيرا.
وقد أضاع المخرج أيضا فرصة الاستفادة من تلك الشخصية الخاصة التي يقوم بها الممثل الكبير روبرت دوفال، والتي اختفت فجاة من الفيلم كما ظهرت فجأة.
إن بطل "قلب مجنون" لا يبدو مجنونا بما فيه الكفاية لكي يجعلنا نتعاطف مع جموحه وجنونه ونغفر له سقوطه الطبيعي بعد كل تلك الرحلة، التي لا نعلم كثيرا عنها على أي حال!
ولاشك أن جيف بريدجز قد بذل جهدا كبيرا في تجسيد الشخصية والتعبير عن آلامها ومعاناتها وتدهورها النفسي، لكن أداءه لا يرقى إلى الأداء الفذ لميكي رورك في "المصارع". ولكن بريدجز حصل على الأوسكار أخيرا، بعد أن تكرر ترشيحه لها خمس مرات. ولهذا السبب وحده ربما يكون قد حصل عليها، وكان الأجدر بها دون شك لدينا، هو مورجان فريمان عن دور مانديلا في "إنفكتس".

الخميس، 11 مارس 2010

"نشاط خارق": الرعب في سياق تسجيلي بالكاميرا الشخصية


ذهبت أشاهد الفيلم الأمريكي الجديد "نشاط خارق" Paranormal Activity مدفوعا بخبر قرأته عن احتجاج اتحاد أولياء الأمور الإيطاليين على التصريح بعرض الفيلم في إيطاليا، على المشاهدين من كل الأعمار، بعد أن أثار الفيلم لدى الكثير من الأطفال الذين شاهدوه فزعا شديدا مما أدى إلى نقل الكثيرين منهم إلى المستشفيات بعد إصابتهم بالصدمة مما أدى إلى إعادة النظر في التصريح بعرضه للجميع، خاصة وأن السلطات البريطانية المسؤولة عما يعرف لدينا بـ"الرقابة"، وهي في الحقيقة مجلس لتصنيف الأفلام حسب الأعمار المختلفة، أجازت الفيلم في بريطانيا لمن هم فوق الـ15 عاما، كما أجيز في الولايات الأمريكية للبالغين فقط.
وبعد أن شاهدت الفيلم أعترف أنني تفهمت قليلا موقف السلطات الإيطالية التي رأت أن يعرض دون قيود رقابية. وربما يكون التأثير الصادم الذي وصل إلى بعض المشاهدين من الأطفال، حدث بسبب طبيعة الفيلم "الوثائقية"، أو بالأحرى، محاكاته للطابع الوثائقي المعتاد في أفلام الفيديو "المنزلية" التي أصبحت منتشرة كثيرا في الوقت الحالي بعد الانتشار الكبير لكاميرات التصوير الرقمية (الديجيتال).
مخرج الفيلم وصاحب فكرته أورين بيلي صور بنفسه الفيلم بكاميرا فيديو رقمية صغيرة في بيته، بعد أن أعده إعدادا جيدا للتصوير، وتكلف إنتاجه 15 ألف دولار فقط، ومعظم مشاهد الفيلم جاءت بالكاميرا المحمولة باليد أي التي تتحرك وتهتز، فتهتز معها الصورة، مما يساهم في اضفاء الواقعية عليها.
وقد أصبح هذا الفيلم لهذا المخرج، الذي لم تتوفر لديه تجربة سابقة في الإخراج، وكان يرغب أساسا أن يصبح مبرمجا لأنظمة الكومبيوتر، قنبلة انفجرت في السوق السينمائية الأمريكية بعد نحو ثلاث سنوات من تصويره. فقد صور الفيلم في أواخر 2006 وأصبح جاهزا للعرض في 2007، ثم عرضه صاحبه على عدد من المهرجانات الشهيرة التي رفضت عرضه، كما رفضه عدد من الموزعون، ثم قبل مهرجان مغمور أن يعرضه وشاهده مسؤول عن التوزيع السينمائي في شركة ميراماكس الأمريكية الشهيرة فاشترت الشركة حقوق عرضه، وحاول مسؤولو الشركة اعادة تصويره بامكانيات احترافية أكبر وبطاقم من الممثلين الكبار، إلا أن الأمر استقر في النهاية على المغامرة بعرضه كما صوره صاحبه. وحقق الفيلم 22 مليون دولار عند عرضه في عطلة نهاية الأسبوع في اكتوبر الماضي، ويقال إن إيراداته تجاوزت حاليا 100 مليون دولار.هذا النجاح لاشك أنه يغري الكثيرين، من هواة السينما الذين لم يدرسوا فن الإخراج السينمائي، بالتجريب والمحاولة، جريا وراء النجاح والشهرة والثروة التي تحققت لأورين بيلي، الذي تعاقد بالفعل على إخراج فيلمه الثاني بإمكانيات أكبر.

ولكن ماذا يصور هذا الفيلم تحديدا، وما مصدر الرعب فيه، وكيف تأتى له أن يحقق كل ما حققه من نجاح؟
الفيلم يدور كله داخل منزل المخرج، المكون من طابقين والكائن في بلدة أمريكية. بطلاه شاب وفتاة هما "ميكا" وصديقته "كيتي". والأخيرة تطاردها هواجس متراكمة، وتشعر منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، بأن هناك أشباحا تطاردها أثناء نومها، كما تسمع أصواتا غريبة أحيانا لا تدري مصدرها. هذه الأشباح والأصوات تنتقل معها من منزل إلى آخر، وقد أتت الآن إلى منزل صديقها "ميكا" بعد أن انتقلت للعيش معه أخيرا.
اما "ميكا" فهو لا يأخذ ما تقوله له "كيتي" على محمل الجد، بل يستبعد تماما فكرة وجود أشباح شريرة في العصر الحالي، ولكنه يحاول طمأنة كيتي بأن يضع الكاميرا التي يملكها في مواجهة فراشهما كل ليلة، لكي تصور ما يمكن أن يدور في الليل اثناء نومهما، حتى يثبت لها أن لا شيء هناك. ويحاصر ميكا كيتي أيضا بالكاميرا أثناء النهار، يصور ويسجل كل تحركاتها وانفعالاتها وأحاديثها معه، الأمر الذي يسبب لها الإزعاج أحيانا. ويبدو ميكا هنا، كمجنون تصوير، يلهو بالكاميرا في حين أن صديقته اصبحت تعتقد أيضا أن الكاميرا يمكن أن تستفز تلك "القوة الشريرة الخفية" صاحبة النشاط غير العادي.
ليلة بعد ليلة تسجل الكاميرا اثناء نوم البطلين. وفي الصباح يراجع ميكا ما صور عبر شاشة الكومبيوتر المحمول، ولكن لا يحدث شيء. ونحن نرى الصورة من خلال منظور الكاميرا حيث يكتب لنا المخرج التاريخ على الشاشة، كما يظهر الوقت بالساعة والدقيقة من خلال عداد الكاميرا. وتدريجيا كيتي تسمع أصواتا في الليل، هي أصوات دقات غريبة أو طنين، أو أحيانا، طرقات أو وقع أقدام على الأرض. وأحيانا تسجل الكاميرا أيضا تحرك باب غرفة النوم. أما الحادث الأغرب فيأتي عندما تسجل الكاميرا ما تفعله كيتي، عندما نراها تنهض من نومها، تقضي وقتا طويلا واقفة أمام الفراش قرب باب الغرفة تتأمل في ميكا المستغرق في النوم. وتستمر على هذا المنوال ساعات قبل أن تعود للنوم. هل هناك قوة معينة تناديها!

ميكا يسعى لإقناعها بطرد هواجسها تماما فيقرر أن يرش مسحوقا أبيض في أماكن محددة عند العتبات، على أرضية الطابق العلوي، لكي ترصد أي آثار للأقدام يمكن أن تأتي في الليل.
في الصباح يكتشف ميكا لفزعه الشديد أن هناك بالفعل أقداما غير إنسانسة عبرت ودخلت غرفة النوم.ما العمل؟ يستدعي الاثنان الدكتور فريدريكس وهو رجل يملك قدرات خاصة على التنبؤ وقراءة ما لا يراه المرء، يستمع، وينصت، ويوجه من الأسئلة ما يشاء لكيتي، ثم يغادر بعد أن يقول إن هناك قوة شريرة تطارد كيتي وتتبعها من مكان إلى آخر، وينصح الإثنين بالاستعانة بخبير في طرد الأرواح الشريرة لأن ما تشكو منه كيتي لا يدخل في نطاق تخصصه، كما يحذرهما من أي محاولة للتواصل مع ذلك الكائن الشيطاني.
يتأكد ميكا من وجود "نشاط غير طبيعي" يحدث في الليل، بل واثناء النهار أيضا، فبعد أن يخرج الاثنان من المنزل ذات يوم، تنقلب بعض قطع الأثاث، وتشتعل نار محدودة ثم تنطفيء، ويتحرك باب في السقف يؤدي إلى غرفة الخزين في أعلى التي يعثر فيها على صورة لكيتي وهي في الثانية عشرة، والصورة عليها آثار حريق. وتقول له كيتي إن من المستحيل أن تأتي هذه الصورة هنا، فقد احترقت منذ سنوات طويلة. ويقرر الاثنان اللجوء للدكتور فريدريكس مجددا. ويحضرالرجل، يقف وينصت، ولكنه سرعان ما يعتذر ويطلب مغادرة المنزل فورا لأن وجوده، كما يقول، قد يثير القوة الغريبة أكثر ويدفعها إلى الشر.
ما يحدث بعد ذلك أن الفيلم ينتهي ببساطة، وكيتي تهبط إلى الطابق السفلى حيث يعلو صراخها فجأة، ثم يهبط ميكا وراءها، دون أن تنتقل الكاميرا المثبتة داخل غرفة النوم وراءهما، ثم تصعد كيتي وحدها وفي يدها سكين ملطخ بالدماء. ما الذي حدث؟ من الممكن أن تكون كيتي قد قتلت ميكا بفعل سيطرة تلك القوة الشريرة الغامضة عليها. ومن الممكن أن تكون القوة الشريرة قد قتلت ميكي ثم تلبست كيتي.
ولا يهم ما يقع بعد ذلك، وكيف تنتهي القصة، وما مصير كيتي، لأن ما يحدث تفاصيل لا قيمة لها، بل إنها في الحقيقة تضعف كثيرا من الفيلم، خاصة وأن المخرج صور ثلاث نهايات لفيلمه، في ثلاث نسخ مختلفة، استقر الأمر في النهاية على اختيار أكثرها غموضا وأقلها دموية.وواضح أن مخرج الفيلم اختار من البداية أن يعتمد أسلوبا يوحي بالطابع التسجيلي للفيلم: فهناك منزل حقيقي تدور به الأحداث، وشخصان بسيطان يمثلان الكثير من الشباب مثلهما،والإيحاء بأن الكاميرا تسجل بالفعل أن ما يحدث حقيقي، سواء أثناء نوم البطلين أو أثناء غيابهما عن المنزل، تجنب قيام خبير الأرواح الشريرة باي محاولات لمواجهة تلك القوة الخفية على نحو ما شاهدنا مثلا في الفيلم الشهير "طارد الأرواح الشريرة" The Exorcist من عام 1973.

ويبتعد الفيلم تماما عن إظهار أي كائنات خرافية كما هو معتاد في تلك الأفلام التي تظهر فيها كائنات شيطانية السحنة في مواجهة الأبطال، تندفع من القبو، أو تخترق الجدران أو ما شابه، فنحن على سبيل المثال، نشعر بوجود ذلك "النشاط الغريب" أو الظاهرة الغامضة، في المنزل دون أن نراها. وفي مشهد قرب نهاية الفيلم نرى جسد كيتي يتحرك بفعل تلك القوة الشريرة التي تجذبها بعنف، فتسقط من على الفراش ويسحب جسدها على الأرض إلى خارج الغرفة مع تصاعد صرخاتها مما يجعل ميكا يستيقظ ويهبط إلى أسفل لانقاذها من تلك القوة الشريرة وينجح في ذلك بالفعل دون أن نعرف كيف، ودون أن نرى تلك المواجهة، ويوحي لنا الفيلم بأن تلك "القوة" خفية، ربما لا تظهر سوى لمن تستهدفه أي لكيتي.
لكن ما يقوم به ميكا بعد ذلك من محاولة الاتصال مع تلك القوة يكون مقدمة لما ينتهي إليه مصيره بالقتل، دون أن نرى جثته ولا الدماء المتناثرة منها. ويستخدم مخرج الفيلم جيدا تلك المنطقة من العقل الباطن التي تمتليء عادة بالشكوك والهواجس، أثناء النوم، ويجعل معظم الأحداث "الغريبة" تقع في فترة من اليوم، ما بين الثانية والرابعة صباحا، وهي أكثر الفترات التي يكون العقل الباطن فيها قد بلغ قمة نشاطه، بعد أن يكون العقل الظاهر قد استسلم تماما للنوم.
وبسبب عدم وجود كائنات شيطانية تظهر في الفيلم، وغياب مشاهد العنف والقتل والدماء، والاعتماد على الحوارات الطويلة التلقائية التي تدور بين البطلين، والتي لا شك في ارتجال الكثير منها، ومع غياب المناظر الخارقة التي تستخدم فيها عادة المؤثرات البصرية الخاصة، لم تجد السلطات الإيطالية المسؤولة ما يحول دون عرض الفيلم على جميع الأعمار.أما الرأي الآخر، وهو رأي الكثير من غير البالغين الذين شاهدوا الفيلم وتأثروا به، فيكمن في أن ما يخيف أكثر مما يشاهدونه عادة في أفلام "المؤثرات الخاصة"، أن الفيلم مصور كما لو كان يحدث بالفعل في الواقع، أي كما لو كان توثيقا أو فيلما تسجيليا لظاهرة مخيفة. وربما أيضا بسبب عدم ظهور تلك "القوة الخفية الشريرة" أو تجسدها، اكتفاء بالأصوات والعلامات والأفعال.
ويلعب الفيلم كثيرا على فكرة انتظار أن يحدث شيء، من الأشياء المتوقعة أو المنتظرة عادة في أفلام الرعب، أكثر مما يستخدم تلك الأحداث الخارقة بالفعل. وربما يكون في هذا اتساقا كبر مع الواقع، فعندما يتماثل المشاهدون مع بطلي الفيلم، يجدون أنفسهم أيضا يشاركونهم الترقب والقلق والانتظار، مع القناعة المطلقة بأن "الكاميرا لا تكذب ولا يمكن أن تكذب"، فهذا بحث عصر الصورة والكاميرا المنزلية والكومبيوتر، وفي إمكان أي شاب اليوم أن يسجل ما يدور في منزله سواء أثناء نومه أو غيابه، وهذه هي الحيلة التي يستخدمها المخرج في هذا الفيلم للتقريب، وليس للتغريب.
وأيا كان الأمر، فنحن بلاشك، أمام ظاهرة سينمائية جديدة تمد تجربة صناع فيلم "ساحرة بلير" (1999) على استقامتها، وتكسر احتكار شركات هوليوود الكبيرة بميزانياتها الضخمة، أفلام الرعب الرائجة خاصة بعد الرواج الكبير الذي حققه هذا الفيلم. والمؤكد أن فيلم "نشاط خارق" يؤرخ لبداية "سينما الرعب المنزلية" بكل ما يعنيه هذا الوصف!
((جميع الحقوق محفوظة ولا يجوز النقل أو الاقتباس بدون اذن مسبق مكتوب من الناشر))

الثلاثاء، 9 مارس 2010

جوائز الأوسكار 2010




أنشر هنا تقرير وكالة رويترز حول نتائج مسابقة الأوسكار الأخيرة، للتوثيق فقط دون أن يمثل اي راي يرد فيه رأيي الشخصي.


لوس انجليس (رويترز) - سطرت كاثرين بيجلو مخرجة فيلم (خزانة الألم) The Hurt Locker الفائز بجائزة أوسكار أحسن فيلم) اسمها بحروف من نور في صحفات تاريخ الجوائز التي تمنحها الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية بعد حصول فيلمها على جائزة اوسكار احسن اخراج لتصبح أول مخرجة في العالم تنال هذا الشرف.
وحصل فيلم (خزانة الالم) منخفض التكاليف الذي حقق مبيعات بقيمة 20 مليون دولار على ست جوائز متخطيا ("افاتار" Avatar الذي اخرجه جيمس كاميرون زوج بيجلو السابق، وهو الفيلم صاحب أفضل مبيعات على الاطلاق حيث حقق 2.5 مليار دولار.
وفي احتفال أحيا مجد هوليوود مكنت القصة الدرامية التي تدور حول مجموعة من خبراء ابطال مفعول القنابل في العراق الكاتب مارك بوال من الحصول على جائزة اوسكار احسن سيناريو كما حصد الفيلم جوائز اخرى منها المونتاج والصوت والمكساج.
وقالت بيجلو أول امرأة تفوز بجائزة أحسن اخراج في تاريخ الاوسكار الممتد منذ 82 عاما "هذه لحظة العمر لا أجد وصفا اخر لها."
وسلط بوال الضوء على الجهد الذي بذل في فيلم "خزانة الألم" بعد أن أصبح من الصعب في السنوات القليلة الماضية الحصول على تمويل لفيلم درامي يعكس ويجسد واقعا معاشا بعد عزوف الجماهير عن أفلام الحروب.
ومضى بوال الصحفي الذي رافق القوات الأمريكية في العراق يقول "كان هذا حلما .. بل اكثر من حلم."
وأشار الى ان أكثر ما طمح اليه صانعو الفيلم هو "الحصول على موزع وان يحب البعض الفيلم."
من ناحية أخرى حصل فيلم "أفاتار" على ثلاث جوائز اوسكار كلها من النواحي التقنية وهي المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي والاخراج الفني.
وحصل الممثل جيف بريدجيز على جائزة أحسن ممثل عن دوره كمغني سكير لاغاني موسيقى الريف في فيلم "قلب مجنون" Crazy Heart وحمل نجل نجم هوليوود بريدجيز تمثال الاوسكار عاليا فوق رأسه ناظرا الى السماء موجها الشكر الى والديه الراحلين وصرخ قائلا "أمي أبي .. أجل .. اشكركما لتوجيهي الى مهنة تناسبني".
وفازت ساندرا بولوك بجائزة اوسكار احسن ممثلة عن دورها في فيلم "الجانب الآخر" The Blind Side
ولعبت بولوك دور امرأة معاصرة ذات ارادة قوية ساعدت شابا مشردا وانتشلته من الشوارع لتصنع من مأساته نجاحا كرويا.
وقالت بولوك التي لقبت يوما باسم "معشوقة أمريكا" لادوارها الكوميدية في بداية مشوارها الفني وقد بدت الدموع في عينيها "الى الأمهات اللاتي يعتنين بابنائهن بغض النظر من أين جاءوا.. فهؤلاء النساء لا يشكرن ابدا".


وفاز فيلم الرسوم المتحركة "إلى أعلى Up بجائزة اوسكار افضل فيلم رسوم متحركة.
وتدور احداث الفيلم الذي اخرجه بيت دوكتر حول رجل عجوز في الثامنة والسبعين من العمر يحقق حلمه للسفر حول العالم حيث يقوم بربط ملايين البالونات الملونة ليسافر بها متجها الى شمال امريكا ولكنه يفاجأ انه قد احضر معه في رحلته دون قصد أسوأ شريك وهو طفل في التاسعة يصر على ازعاجه باستمرار.
وفازت الممثلة مونيك بجائزة اوسكار افضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم الدرامي بريشوس Precious
وكان ينظر على نطاق واسع لمونيك على انها الأوفر حظا لنيل الجائزة لدورها في الفيلم المقتبس من رواية "ضغوط" للكاتبة سافاير.
وكانت مونيك تعرف في السابق بادوارها الكوميدية والتفلزيونية.
وحصل الممثل النمساوي كريستوف فالتس على جائزة اوسكار افضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "الاوغاد المنتقمون" Inglourious Basterds ليحصد أول جائزة اوسكار في تاريخه عن دور ضابط نازي في الفيلم الذي يدور حول مجموعة من اليهود الأمريكيين الذين يقتلون اعداءهم خلف الخطوط خلال الحرب العالمية الثانية.
على البساط الاحمر قبل توزيع الجوائز داعبت نجمات هوليوود بولوك وكاميرون دياز وزوي سالدانا الجماهير وهن يرتدين فساتين السهرة ذات الالوان البراقة.

السبت، 6 مارس 2010

عن الأوسكار وعظماء السينما والمونتاج (رسائل)


تحية طيبة وبعد..
1- سعدت سعادة شديدة بعد ان اطلعت علي مقالك عن ترشيحات الاوسكار، فهذا كان شعوري بعد ان شاهدت اعلانات معظم هذه الافلام انها ليست جيدة. ولقد كنت اريد ان ابعث لك لأعرف رأيك ولكن رأيك اثلج صدري.. وفعلا فيلم "أوغاد مجهولون" فيلم جيد الي جانب الباقي. وبالمناسبة بعد ان شاهدنا هذا الفيلم انا وزملائي في الكلية سعدنا به جدا حتي ان البعض اعتقد انها قصة حقيقية حدثت بالفعل ووجدت كثيرين اعجبوا بهذا الفيلم. اما فيلم افاتار فأيضا الكل شكر فيه هنا في مصر واثني علي التقنية التي دخلت مصر حديثا ولو اني قرأت للبعض ان هذه التقنية في مصر ليست مثل الخارج وانها ضعيفة جدا!! ولكني اري ان التكالب علي هذه التقنية في مصر وفرحة الناس بالنظارة والمشي بها في كل مكان !!! هو راجع في الاساس الي الحس الاستهلاكي الغريب عند المصريين المرتبط بتحقيق الوجاهة الاجتماعية وليس حب السينما وتجربة شيء جديد!! اما فيلم "عاليا في الهواء" فأود أن اسمع رأيك عنه، فهو علي الرغم من مهاجمته للشركات الامريكية والحياة المادية التي يعيشها المجتمع الامريكي الا ان هناك خللا ما حدث ولا اعرف اسبابه في الفيلم ، فالفيلم اعلان طويل عن احد الفنادق الشهيرة وعن شركة طيران !! فكيف تهاجم هذه الشركات اذن ؟؟؟
2- أود ان اعرف رأي حضرتك ايضا في بعض الافلام الهندية التي بدأت تصور في أمريكا وتعرض هناك بل تنجح نقديا أيضا.. هل بوليوود تخطب ود هوليوود والعكس صحيح ؟ هناك فيلمان هما (اسمي خان) وفيلم اخر عرض في مهرجان القاهرة الاخير هو (نيويورك) والفيلمان استبدلا النهاية السعيدة في الافلام الهندية بالخلاص علي يد امريكا والرئيس اوباما، ووجهة النظر هذه تصيبني بشيء من الاشمئزاز واريد أن اعرف رأيك؟
3- اود لو كتبت حضرتك في مدونتك عن اساليب المخرجين العظام .. انا اعلم انك تناولت ذلك من قبل ولكنني اود لو تكمل لأعرف عن البعض خصوصا ان المعلومات المتوفرة عنهم قليلة باللغة العربية واهمهم بالنسبة لي ستانلي كوبريك فأود أن أعرف عن هذا الرجل الغامض اكثر ولقد شاهدت الكثير من افلامه ولكن بعضها لا افهمه.
4-اعلم اني اطلت عليك ولكن اعذرني.. اخر حاجة هو الفرق بين المونتاج والاخراج؟؟ فبعد مشاهدتي للاحضان المهشمة لبدرو المودوفار ألح علي هذا السؤال وتذكرت اخر الافلام المخرج عاطف الطيب (جبر الخواطر) وكيف انه توفي قبل المونتاج وكيف ان البعض نسب رداءة هذا الفيلم الي المونتاج بل ان البعض اراد ان يخرجه من قائمة افلام عاطف الطيب من الاساس. 5- بعد أن قرأت ردك علي رسالتي الأخيرة استمعت لك وبدأت ارشح افلاما لنشاهدها انا وزملائي ونتناقش فيها وكم كانت ممتعة هذه المناقشات خصوصا انها متنفس لنا بين المحاضرات.. وتذكرت كتابك وذكرياتك في نادي السينما وفكرت انها كانت اكيد شيء ممتع. اعلم انني اطلت عليك ولكن ارجو ان تعذرني.
تحياتي
محمود مخلص
عزيزي محمود: رسالتك تتضمن أكثر من سؤال مما يعكس اهتمامك الجاد بقضايا السينما وبما أكتبه هنا في هذه المدونة البسيطة من حين إلى آخر. أنا أقول رأيي فيما هو مطروح وأجري على الله، ولا أهتم عادة لاختلاف رأيي هذا مع آراء أخرى قد ترى في الأفلام المرشحة للأوسكار أفلاما عظيمة، وهو ما لا أراه. لم أشاهد بعد فيلم "عاليا في الهواء" Up in the Air وسأكتب رأيي بعد مشاهدته، كما أنني لم اشاهد "اسمي خان" والفيلم الثاني (نيويورك) وقد أكتب عنه فيما بعد لكنني قرأت ان الأول فيلم جيد وجاد. فيما يتعلق بدور المونتاج فمن الممكن بالفعل أن مونتيرا لا يعرف عمله جيدا أو يستهتر به أو لا يشعر بالفيلم كما ينبغي، يفسد الفيلم. وقد سبق أن نشرت ردا على صديق يتعلق بدور المونتاج في الفيلم وقلت بالحرف الواحد ما يلي: "أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون)". ولحسن الحظ أضفت مؤخرا مربعا للبحث داخل المدونة كما سبق أن اقترح بعض الأصدقاء، ويمكنك مراجعة أي مادة ترغب من خلال استخدام هذا المربع وادخال الكلمة أو العبارة التي تبحث عنها. أما بالنسبة لعظام السينمائيين فسوف أسلط الأضواء قريبا على عمل تم تجاهله كثيرا من أعمال الايطالي العظيم فيلليني. واظن أن ستانلي كوبريك من أكثر السينمائيين الكبار حظا في اهتمام النقد العربي به وبأفلامه، وإن كنت لا أتذكر أن كتابا صدر حتى الآن عنه (ربما يكون لا أذكر) ولكن هناك عشرات الدراسات والمقالات التي كتبها نقاد غيري عنه ويمكنك البحث مثلا في مدونة الزميل محمد رضا (ظلال واشباح) ومؤكد ستجد سلسلة مقالات له عن اعمال هذا المخرج المهم. وقد نشرت مادة مهمة كثيرا عن أسلوبه السينمائي في كتابي "النقد السينمائي في بريطانيا" وهي مادة مترجمة ربما أعيد نشرها هنا قريبا، وأظن أنها من اجمل واعمق ما قرأت عن كوبريك.
==========================
ستانلي كوبريك
بعد ان نشرت الرد المنشور أعلاه تلقيت الرسالة التالية من الصديق محمد هاشم من القاهرة: * تحياتي يا أستاذ أمير وأتمنى تكون بخير... بخصوص سؤال صديق المدونة عن ستانلي كوبريك وردك عليه أحب أن أعرفك وأعرفه أن ثمة كتاب هام جدًا صدرت ترجمته عام 2005 في سلسلة الفن السابع السورية عنه وذلك تحت عنوان"ستانلي كوبريك: سيرة حياته وأعماله" تأليف: فنسنت لوبرتو وترجمة: علام خضر وهو كتاب كبير ضخم يقع في حوالي 700 صفحة من القطع الكبير وقد قرأته منذ سنوات وعرضته في أحد ملاحق السينما المتخصصة في الصحافة البحرينية وقتها وهو كتاب شامل ووافي وترجمته ممتيزة باختصار مرجع شامل عن كوبريك ... تقبل تحياتي.
* شكرا لك يامحمد على لفت أنظارنا إلى هذا الكتاب المهم لكن المشكلة أن الكتب التي تطبعها مؤسسة السينما السورية لا تباع ولا تتوفر، لا في المكتبات العربية ولا في معارض الكتب العربية أو الأجنبية، بل يتم عادة اهداؤها إلى بعض أصدقاء مؤسسة السينما من الذين يواظبون عاما بعد عام، على حضور مهرجان دمشق السينمائي، والتقاط أي مطبوعة توزع دون أن يكونوا بالضرورة ممن يعرفون بـ"القراء"، فهي إذن مثل توزيع ما نسميه بـ"النقطة" في الأفراح والليالي الملاح.. وربنا يتمم بخير!!!
* غير أن الأخت سلمى أحمد بعثت مع ذلك تقول انها شاهدت نسختين من كتاب ستانلي كوبريك في مكتبة مدبولي بالقاهرة وسعر النسخة 50 جنيها.. وانا في غاية الدهشة من ذلك، لأني واثق ان كتب مؤسسة السينما السورية، تماما مثل أفلامها، غير قابلة للتصدير.. وأحيانا غير قابلة للعرض أيضا. واغلب الظن أن أحد الحاصلين عليها مجانا قد عرضها للبيع بمبادرته الشخصية.. أكثر الله من أمثاله!
* وأرسل لي الصديق الناقد حسين بيومي يذكرني بكتاب مترجم صدر في أواخر السبعينيات بعنوان "الفن السينمائي عند ستانلي كوبريك" تأليف نورمان كيجان، وترجمة عبد الحليم البشلاوي. وكنت قد قرات هذا الكتاب في طبعته الإنجليزية التي صدرت (مع الاضافات) بعد وفاة كوبريك. وبالمناسبة نورمان كيجان هو نفس مؤلف كتاب "سينما أوليفر ستون" الذي ترجمته ونشر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 2000.. وأرجو ألا يعود أحد ليسالني بعد ذلك: لماذا لا يوجد كتاب عن ستون وافلامه!
======================
* الصديق الكاتب الصحفي خالد السرجاني بعث الرسالة التالية: أتابع الحوار الجاد والمثمر حول ستانلى كوبرك وهناك نقطة احب ان اضيفها حول سلسلة كتب الفن السابع التى تصدر عن وزارة الثقافة السورية. وهى ان ترجماتها رديئة وتحتاج الى مترجم من العربية الى العربية. ولا اعرف مدى دقة الترجمات نفسها لأنى لم أطلع على الاصول الاجنبية. ولكنى اطلعت على عدة منها فوجدت ان المترجم نفسه لا يفهم ماذا يريد أن يقول المؤلف. ولكنها تصدر تطبيقا لنظرية الكم وليس الكيف. وأصبحت فى السنوات الأخيرة تضم مقالات مجمعة لبعض المؤلفين. ولكن الأكثر اثارة للغضب انه أحيانا ما يفاجىء كاتب بوجود مقال له فى كتاب صادر ضمن السلسلة من دون ان يعلم. وهذا حدث مع صديقى ضياء حسنى حينما وجد أن مقالاته تمثل عماد كتاب كامل اسمه "اتجاهات السينما اليابانية المعاصرة" دون أن يدرى ودون أن يستأذنه المحرر الموجود اسمه على الغلاف بهذا السطو على كتاباته. هذا فقط للإضافة وحتى لايعول القارىء على هذه الكتب.
تعليقي على هذه الرسالة أنني أتفق تماما مع رسالة خالد، والسبب يرجع أساسا إلى تكليف أشخاص لا علاقة لهم بالسينما بترجمة كتب متخصصة في السينما، وهي آفة منتشرة في العالم العربي، لأن الأمور عادة ما تسير حسب الأهواء والمصالح وليس حسب التخصص والخبرة والمعرفة، أي طبقا للقاعدة الشهيرة: "شيلني واشيلك" وبناء على شبكة العلاقات العامة والتوازنات وارضاء الاصدقاء والمعارف وإهمال الكتاب والمترجمين الجادين واستبعادهم تماما من المشاركة في "اللعبة". وهكذا تسير الأمور في سورية طبقا للوحدة العربية القائمة منذ مئات السنين بين دولابي الفساد في مصر وسورية. هذا أولا، أما ثانيا، فهو أن هذه الكتب تصدر في مناسبات احتفالية وبالتالي فالهدف منها ليس خدمة الثقافة بل التظاهر أمام المسؤولين الكبار (الذين لا يقرأون اصلا) بانجازات كبرى "وهمية"، وأيضا خدمة المؤلفين والمترجمين من أصدقاء مدير المؤسسة، واصلا وبصراحة، أما ضد فكرة أن تتحول مهرجانات السينما إلى دور نشر، فهذه مهمة ليست لها، بل ولا هي مهمة مؤسسات السينما، لكن العجز عن انتاج الأفلام يتم ستره بإنتاج كتب لا يفهمها أحد!
=========================
الصديق خالد السرجاني عاد فكتب يقول إنه يفهم أن مهرجانات السينما لا يجب أن تتحول غلى دور لنشر الكتب، لكنه يستثنى من ذلك نشر كتب تتعلق بالشخصيات السينمائية التي يكرمها المهرجان أو يحتفي بها أو بسينما معينة يحتفي بها المهرجان وليس نشر الكتب في المطلق. أوافق تماما على ذلك وأضيف أن الذين يتباهون بنشر 25 كتابا في السينما، يغطون عجزهم عن إنتاج الأفلام، ويتحلون عن الدور الحقيقي لاي مؤسسة سينما في دعم السينمائيين، إلى دعم حفنة من المترجمين غير المتخصصين. وهو ما يؤدي في النهاية غلى تقويض المهمة الثقافية في حين يدعي المسؤولون (وأصدقاؤهم من نقاد السوء) العكس دائما في تصريحاتهم وكتاباتهم المضللة.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger