الثلاثاء، 9 مارس 2010

جوائز الأوسكار 2010




أنشر هنا تقرير وكالة رويترز حول نتائج مسابقة الأوسكار الأخيرة، للتوثيق فقط دون أن يمثل اي راي يرد فيه رأيي الشخصي.


لوس انجليس (رويترز) - سطرت كاثرين بيجلو مخرجة فيلم (خزانة الألم) The Hurt Locker الفائز بجائزة أوسكار أحسن فيلم) اسمها بحروف من نور في صحفات تاريخ الجوائز التي تمنحها الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية بعد حصول فيلمها على جائزة اوسكار احسن اخراج لتصبح أول مخرجة في العالم تنال هذا الشرف.
وحصل فيلم (خزانة الالم) منخفض التكاليف الذي حقق مبيعات بقيمة 20 مليون دولار على ست جوائز متخطيا ("افاتار" Avatar الذي اخرجه جيمس كاميرون زوج بيجلو السابق، وهو الفيلم صاحب أفضل مبيعات على الاطلاق حيث حقق 2.5 مليار دولار.
وفي احتفال أحيا مجد هوليوود مكنت القصة الدرامية التي تدور حول مجموعة من خبراء ابطال مفعول القنابل في العراق الكاتب مارك بوال من الحصول على جائزة اوسكار احسن سيناريو كما حصد الفيلم جوائز اخرى منها المونتاج والصوت والمكساج.
وقالت بيجلو أول امرأة تفوز بجائزة أحسن اخراج في تاريخ الاوسكار الممتد منذ 82 عاما "هذه لحظة العمر لا أجد وصفا اخر لها."
وسلط بوال الضوء على الجهد الذي بذل في فيلم "خزانة الألم" بعد أن أصبح من الصعب في السنوات القليلة الماضية الحصول على تمويل لفيلم درامي يعكس ويجسد واقعا معاشا بعد عزوف الجماهير عن أفلام الحروب.
ومضى بوال الصحفي الذي رافق القوات الأمريكية في العراق يقول "كان هذا حلما .. بل اكثر من حلم."
وأشار الى ان أكثر ما طمح اليه صانعو الفيلم هو "الحصول على موزع وان يحب البعض الفيلم."
من ناحية أخرى حصل فيلم "أفاتار" على ثلاث جوائز اوسكار كلها من النواحي التقنية وهي المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي والاخراج الفني.
وحصل الممثل جيف بريدجيز على جائزة أحسن ممثل عن دوره كمغني سكير لاغاني موسيقى الريف في فيلم "قلب مجنون" Crazy Heart وحمل نجل نجم هوليوود بريدجيز تمثال الاوسكار عاليا فوق رأسه ناظرا الى السماء موجها الشكر الى والديه الراحلين وصرخ قائلا "أمي أبي .. أجل .. اشكركما لتوجيهي الى مهنة تناسبني".
وفازت ساندرا بولوك بجائزة اوسكار احسن ممثلة عن دورها في فيلم "الجانب الآخر" The Blind Side
ولعبت بولوك دور امرأة معاصرة ذات ارادة قوية ساعدت شابا مشردا وانتشلته من الشوارع لتصنع من مأساته نجاحا كرويا.
وقالت بولوك التي لقبت يوما باسم "معشوقة أمريكا" لادوارها الكوميدية في بداية مشوارها الفني وقد بدت الدموع في عينيها "الى الأمهات اللاتي يعتنين بابنائهن بغض النظر من أين جاءوا.. فهؤلاء النساء لا يشكرن ابدا".


وفاز فيلم الرسوم المتحركة "إلى أعلى Up بجائزة اوسكار افضل فيلم رسوم متحركة.
وتدور احداث الفيلم الذي اخرجه بيت دوكتر حول رجل عجوز في الثامنة والسبعين من العمر يحقق حلمه للسفر حول العالم حيث يقوم بربط ملايين البالونات الملونة ليسافر بها متجها الى شمال امريكا ولكنه يفاجأ انه قد احضر معه في رحلته دون قصد أسوأ شريك وهو طفل في التاسعة يصر على ازعاجه باستمرار.
وفازت الممثلة مونيك بجائزة اوسكار افضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم الدرامي بريشوس Precious
وكان ينظر على نطاق واسع لمونيك على انها الأوفر حظا لنيل الجائزة لدورها في الفيلم المقتبس من رواية "ضغوط" للكاتبة سافاير.
وكانت مونيك تعرف في السابق بادوارها الكوميدية والتفلزيونية.
وحصل الممثل النمساوي كريستوف فالتس على جائزة اوسكار افضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "الاوغاد المنتقمون" Inglourious Basterds ليحصد أول جائزة اوسكار في تاريخه عن دور ضابط نازي في الفيلم الذي يدور حول مجموعة من اليهود الأمريكيين الذين يقتلون اعداءهم خلف الخطوط خلال الحرب العالمية الثانية.
على البساط الاحمر قبل توزيع الجوائز داعبت نجمات هوليوود بولوك وكاميرون دياز وزوي سالدانا الجماهير وهن يرتدين فساتين السهرة ذات الالوان البراقة.

السبت، 6 مارس 2010

عن الأوسكار وعظماء السينما والمونتاج (رسائل)


تحية طيبة وبعد..
1- سعدت سعادة شديدة بعد ان اطلعت علي مقالك عن ترشيحات الاوسكار، فهذا كان شعوري بعد ان شاهدت اعلانات معظم هذه الافلام انها ليست جيدة. ولقد كنت اريد ان ابعث لك لأعرف رأيك ولكن رأيك اثلج صدري.. وفعلا فيلم "أوغاد مجهولون" فيلم جيد الي جانب الباقي. وبالمناسبة بعد ان شاهدنا هذا الفيلم انا وزملائي في الكلية سعدنا به جدا حتي ان البعض اعتقد انها قصة حقيقية حدثت بالفعل ووجدت كثيرين اعجبوا بهذا الفيلم. اما فيلم افاتار فأيضا الكل شكر فيه هنا في مصر واثني علي التقنية التي دخلت مصر حديثا ولو اني قرأت للبعض ان هذه التقنية في مصر ليست مثل الخارج وانها ضعيفة جدا!! ولكني اري ان التكالب علي هذه التقنية في مصر وفرحة الناس بالنظارة والمشي بها في كل مكان !!! هو راجع في الاساس الي الحس الاستهلاكي الغريب عند المصريين المرتبط بتحقيق الوجاهة الاجتماعية وليس حب السينما وتجربة شيء جديد!! اما فيلم "عاليا في الهواء" فأود أن اسمع رأيك عنه، فهو علي الرغم من مهاجمته للشركات الامريكية والحياة المادية التي يعيشها المجتمع الامريكي الا ان هناك خللا ما حدث ولا اعرف اسبابه في الفيلم ، فالفيلم اعلان طويل عن احد الفنادق الشهيرة وعن شركة طيران !! فكيف تهاجم هذه الشركات اذن ؟؟؟
2- أود ان اعرف رأي حضرتك ايضا في بعض الافلام الهندية التي بدأت تصور في أمريكا وتعرض هناك بل تنجح نقديا أيضا.. هل بوليوود تخطب ود هوليوود والعكس صحيح ؟ هناك فيلمان هما (اسمي خان) وفيلم اخر عرض في مهرجان القاهرة الاخير هو (نيويورك) والفيلمان استبدلا النهاية السعيدة في الافلام الهندية بالخلاص علي يد امريكا والرئيس اوباما، ووجهة النظر هذه تصيبني بشيء من الاشمئزاز واريد أن اعرف رأيك؟
3- اود لو كتبت حضرتك في مدونتك عن اساليب المخرجين العظام .. انا اعلم انك تناولت ذلك من قبل ولكنني اود لو تكمل لأعرف عن البعض خصوصا ان المعلومات المتوفرة عنهم قليلة باللغة العربية واهمهم بالنسبة لي ستانلي كوبريك فأود أن أعرف عن هذا الرجل الغامض اكثر ولقد شاهدت الكثير من افلامه ولكن بعضها لا افهمه.
4-اعلم اني اطلت عليك ولكن اعذرني.. اخر حاجة هو الفرق بين المونتاج والاخراج؟؟ فبعد مشاهدتي للاحضان المهشمة لبدرو المودوفار ألح علي هذا السؤال وتذكرت اخر الافلام المخرج عاطف الطيب (جبر الخواطر) وكيف انه توفي قبل المونتاج وكيف ان البعض نسب رداءة هذا الفيلم الي المونتاج بل ان البعض اراد ان يخرجه من قائمة افلام عاطف الطيب من الاساس. 5- بعد أن قرأت ردك علي رسالتي الأخيرة استمعت لك وبدأت ارشح افلاما لنشاهدها انا وزملائي ونتناقش فيها وكم كانت ممتعة هذه المناقشات خصوصا انها متنفس لنا بين المحاضرات.. وتذكرت كتابك وذكرياتك في نادي السينما وفكرت انها كانت اكيد شيء ممتع. اعلم انني اطلت عليك ولكن ارجو ان تعذرني.
تحياتي
محمود مخلص
عزيزي محمود: رسالتك تتضمن أكثر من سؤال مما يعكس اهتمامك الجاد بقضايا السينما وبما أكتبه هنا في هذه المدونة البسيطة من حين إلى آخر. أنا أقول رأيي فيما هو مطروح وأجري على الله، ولا أهتم عادة لاختلاف رأيي هذا مع آراء أخرى قد ترى في الأفلام المرشحة للأوسكار أفلاما عظيمة، وهو ما لا أراه. لم أشاهد بعد فيلم "عاليا في الهواء" Up in the Air وسأكتب رأيي بعد مشاهدته، كما أنني لم اشاهد "اسمي خان" والفيلم الثاني (نيويورك) وقد أكتب عنه فيما بعد لكنني قرأت ان الأول فيلم جيد وجاد. فيما يتعلق بدور المونتاج فمن الممكن بالفعل أن مونتيرا لا يعرف عمله جيدا أو يستهتر به أو لا يشعر بالفيلم كما ينبغي، يفسد الفيلم. وقد سبق أن نشرت ردا على صديق يتعلق بدور المونتاج في الفيلم وقلت بالحرف الواحد ما يلي: "أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون)". ولحسن الحظ أضفت مؤخرا مربعا للبحث داخل المدونة كما سبق أن اقترح بعض الأصدقاء، ويمكنك مراجعة أي مادة ترغب من خلال استخدام هذا المربع وادخال الكلمة أو العبارة التي تبحث عنها. أما بالنسبة لعظام السينمائيين فسوف أسلط الأضواء قريبا على عمل تم تجاهله كثيرا من أعمال الايطالي العظيم فيلليني. واظن أن ستانلي كوبريك من أكثر السينمائيين الكبار حظا في اهتمام النقد العربي به وبأفلامه، وإن كنت لا أتذكر أن كتابا صدر حتى الآن عنه (ربما يكون لا أذكر) ولكن هناك عشرات الدراسات والمقالات التي كتبها نقاد غيري عنه ويمكنك البحث مثلا في مدونة الزميل محمد رضا (ظلال واشباح) ومؤكد ستجد سلسلة مقالات له عن اعمال هذا المخرج المهم. وقد نشرت مادة مهمة كثيرا عن أسلوبه السينمائي في كتابي "النقد السينمائي في بريطانيا" وهي مادة مترجمة ربما أعيد نشرها هنا قريبا، وأظن أنها من اجمل واعمق ما قرأت عن كوبريك.
==========================
ستانلي كوبريك
بعد ان نشرت الرد المنشور أعلاه تلقيت الرسالة التالية من الصديق محمد هاشم من القاهرة: * تحياتي يا أستاذ أمير وأتمنى تكون بخير... بخصوص سؤال صديق المدونة عن ستانلي كوبريك وردك عليه أحب أن أعرفك وأعرفه أن ثمة كتاب هام جدًا صدرت ترجمته عام 2005 في سلسلة الفن السابع السورية عنه وذلك تحت عنوان"ستانلي كوبريك: سيرة حياته وأعماله" تأليف: فنسنت لوبرتو وترجمة: علام خضر وهو كتاب كبير ضخم يقع في حوالي 700 صفحة من القطع الكبير وقد قرأته منذ سنوات وعرضته في أحد ملاحق السينما المتخصصة في الصحافة البحرينية وقتها وهو كتاب شامل ووافي وترجمته ممتيزة باختصار مرجع شامل عن كوبريك ... تقبل تحياتي.
* شكرا لك يامحمد على لفت أنظارنا إلى هذا الكتاب المهم لكن المشكلة أن الكتب التي تطبعها مؤسسة السينما السورية لا تباع ولا تتوفر، لا في المكتبات العربية ولا في معارض الكتب العربية أو الأجنبية، بل يتم عادة اهداؤها إلى بعض أصدقاء مؤسسة السينما من الذين يواظبون عاما بعد عام، على حضور مهرجان دمشق السينمائي، والتقاط أي مطبوعة توزع دون أن يكونوا بالضرورة ممن يعرفون بـ"القراء"، فهي إذن مثل توزيع ما نسميه بـ"النقطة" في الأفراح والليالي الملاح.. وربنا يتمم بخير!!!
* غير أن الأخت سلمى أحمد بعثت مع ذلك تقول انها شاهدت نسختين من كتاب ستانلي كوبريك في مكتبة مدبولي بالقاهرة وسعر النسخة 50 جنيها.. وانا في غاية الدهشة من ذلك، لأني واثق ان كتب مؤسسة السينما السورية، تماما مثل أفلامها، غير قابلة للتصدير.. وأحيانا غير قابلة للعرض أيضا. واغلب الظن أن أحد الحاصلين عليها مجانا قد عرضها للبيع بمبادرته الشخصية.. أكثر الله من أمثاله!
* وأرسل لي الصديق الناقد حسين بيومي يذكرني بكتاب مترجم صدر في أواخر السبعينيات بعنوان "الفن السينمائي عند ستانلي كوبريك" تأليف نورمان كيجان، وترجمة عبد الحليم البشلاوي. وكنت قد قرات هذا الكتاب في طبعته الإنجليزية التي صدرت (مع الاضافات) بعد وفاة كوبريك. وبالمناسبة نورمان كيجان هو نفس مؤلف كتاب "سينما أوليفر ستون" الذي ترجمته ونشر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 2000.. وأرجو ألا يعود أحد ليسالني بعد ذلك: لماذا لا يوجد كتاب عن ستون وافلامه!
======================
* الصديق الكاتب الصحفي خالد السرجاني بعث الرسالة التالية: أتابع الحوار الجاد والمثمر حول ستانلى كوبرك وهناك نقطة احب ان اضيفها حول سلسلة كتب الفن السابع التى تصدر عن وزارة الثقافة السورية. وهى ان ترجماتها رديئة وتحتاج الى مترجم من العربية الى العربية. ولا اعرف مدى دقة الترجمات نفسها لأنى لم أطلع على الاصول الاجنبية. ولكنى اطلعت على عدة منها فوجدت ان المترجم نفسه لا يفهم ماذا يريد أن يقول المؤلف. ولكنها تصدر تطبيقا لنظرية الكم وليس الكيف. وأصبحت فى السنوات الأخيرة تضم مقالات مجمعة لبعض المؤلفين. ولكن الأكثر اثارة للغضب انه أحيانا ما يفاجىء كاتب بوجود مقال له فى كتاب صادر ضمن السلسلة من دون ان يعلم. وهذا حدث مع صديقى ضياء حسنى حينما وجد أن مقالاته تمثل عماد كتاب كامل اسمه "اتجاهات السينما اليابانية المعاصرة" دون أن يدرى ودون أن يستأذنه المحرر الموجود اسمه على الغلاف بهذا السطو على كتاباته. هذا فقط للإضافة وحتى لايعول القارىء على هذه الكتب.
تعليقي على هذه الرسالة أنني أتفق تماما مع رسالة خالد، والسبب يرجع أساسا إلى تكليف أشخاص لا علاقة لهم بالسينما بترجمة كتب متخصصة في السينما، وهي آفة منتشرة في العالم العربي، لأن الأمور عادة ما تسير حسب الأهواء والمصالح وليس حسب التخصص والخبرة والمعرفة، أي طبقا للقاعدة الشهيرة: "شيلني واشيلك" وبناء على شبكة العلاقات العامة والتوازنات وارضاء الاصدقاء والمعارف وإهمال الكتاب والمترجمين الجادين واستبعادهم تماما من المشاركة في "اللعبة". وهكذا تسير الأمور في سورية طبقا للوحدة العربية القائمة منذ مئات السنين بين دولابي الفساد في مصر وسورية. هذا أولا، أما ثانيا، فهو أن هذه الكتب تصدر في مناسبات احتفالية وبالتالي فالهدف منها ليس خدمة الثقافة بل التظاهر أمام المسؤولين الكبار (الذين لا يقرأون اصلا) بانجازات كبرى "وهمية"، وأيضا خدمة المؤلفين والمترجمين من أصدقاء مدير المؤسسة، واصلا وبصراحة، أما ضد فكرة أن تتحول مهرجانات السينما إلى دور نشر، فهذه مهمة ليست لها، بل ولا هي مهمة مؤسسات السينما، لكن العجز عن انتاج الأفلام يتم ستره بإنتاج كتب لا يفهمها أحد!
=========================
الصديق خالد السرجاني عاد فكتب يقول إنه يفهم أن مهرجانات السينما لا يجب أن تتحول غلى دور لنشر الكتب، لكنه يستثنى من ذلك نشر كتب تتعلق بالشخصيات السينمائية التي يكرمها المهرجان أو يحتفي بها أو بسينما معينة يحتفي بها المهرجان وليس نشر الكتب في المطلق. أوافق تماما على ذلك وأضيف أن الذين يتباهون بنشر 25 كتابا في السينما، يغطون عجزهم عن إنتاج الأفلام، ويتحلون عن الدور الحقيقي لاي مؤسسة سينما في دعم السينمائيين، إلى دعم حفنة من المترجمين غير المتخصصين. وهو ما يؤدي في النهاية غلى تقويض المهمة الثقافية في حين يدعي المسؤولون (وأصدقاؤهم من نقاد السوء) العكس دائما في تصريحاتهم وكتاباتهم المضللة.

الجمعة، 5 مارس 2010

"جوليتا والأرواح": إعادة اكتشاف أحد الأفلام العظيمة المنسية

جميع المهتمين بالسينما، من المحترفين والهواة، يحتفون كثيرا بأفلام المخرج الإيطالي العبقري فيديريكو فيلليني Federico Fellini . وهم يحفظون الكثير من أفلامه عن ظهر قلب، مثل "لاسترادا" أو الطريق La Strada و"8 ونصف" و"الحياة الحلوة" La Dolce Vita"، و"روما" و"أماركورد" Amarcord و"كازانوفا" و"أبحرت السفينة" وغيرها.
غير أن فيلم "جوليتا والأرواح" Juliet of the Spirits (1965) يسقط تماما من دائرة الاهتمام العام بسينما فيلليني، رغم أنه من أكثر الأفلام "الشخصية" التي أخرجها العبقري الإيطالي، ومن أهمها أيضا، كونه فيلمه الأول الذي يصوره بالألوان، وفيه يستخدم الألوان استخداما مميزا كثيرا، وكانت المدرسة الإيطالية في الستينيات تميل إلى التلاعب بالألوان واستخدامها بطريقة تضيف إلى الصورة السينمائية خارج الإطار الجمالي التقليدي للألوان الذي ينحصر في "محاكاة الواقع". ولعلنا نتذكر في هذا المجال كيف استخدم أنطونيوني Antonioni الألوان استخداما عبقريا في فيلمه الملون الأول أيضا "الصحراء الحمراء" The Red Desert (عام 1964).
وكان فيلم "جوليتا والأراوح" أيضا مستمدا من الحياة الخاصة لفيلليني مع زوجته الممثلة جوليتا ماسينا، التي ظهرت في أفلام فيلليني الأولى الشهيرة مثل "الشيخ الأبيض" و"لاسترادا" و"ليلي كابيريا"، وكلها من الأفلام التي سبقت فيلم "جوليتا والأرواح" وصورت بالأبيض والأسود، كما عادت للقيام بدور البطولة أمام مارشيللو ماستروياني في فيلم "جنجر وفريد" لفيلليني عام 1986.
وكان توتر العلاقة الزوجية بين فيلليني وماسينا، وما تردد عن اقامة فيلليني علاقات عاطفية متعددة مع نساء خارج مؤسسة الزواج، بل وما قيل أيضا عن وجود علاقات مثلية له، بالإضافة إلى ما ثبت من إدمانه للمخدرات، قبل اخراجه هذا الفيلم، وتحديدا تعاطيه لما عرف بـ"عقار الهلوسة" أو إل إس دي LSD، قبل أن يعالج ويشفى تماما من الإدمان.. كل هذه العوامل أثرت على رؤية فيلليني لموضوع فيلمه وعلى الأسلوب الذي استخدمه في إخراجه.
وقد عدت أخيرا لمشاهدة الفيلم، ويمكنني القول إنه واحد من أفضل وأهم أفلام مخرجه، وأكثرها تعبيرا عن أسلوبه السينمائي الذي يمزج بين الأحلام والخيالات الشخصية والواقع. وفيه يستند فيلليني بوضوح ونتيجة معرفة ودراسة، إلى مباديء علم التحليل النفسي، كما يستخدم لغة سيريالية واضحة، مع استخداماته المكثفة لحركة الكاميرا، واهتمامه المعتاد بكل تفاصيل الديكور، والاستعانة بالموسيقى التي تعكس الجو الصاخب المصطرع داخل الشخصية الرئيسية (جوليتا)، التي تبدو من على السطح، شخصية سلبية باردة.
موضوع الفيلم يدور حول امرأة في منتصف العمر تعيش مع زوج ثري ناجح، يسافر كثيرا لقضاء أعماله، ولكنها تكتشف ذات يوم أنه يخونها مع امرأة أخرى، وتتأكد من خيانته لها بعد أن تكلف مخبرا خاصا بتحري الأمر. وتنقلب حياة جوليتا رأسا على عقب، وترتد إلى الماضي، إلى طفولتها، التي كانت تعاني خلالها من أم متسلطة مستبدة، وتربية كاثوليكية قمعية في المدرسة، تعمق إحساسها بالذنب. وتدريجيا تكتشف كم الزيف الذي يسود العالم المحيط بها، فالأصدقاء ليسوا أصدقاء كما تتخيل، وليس هناك من يهمه أصلا أن تتحرر جوليتا من عقدها النفسية المترسبة. ويدفعها ايمانها بالخرافات إلى زيارة شيخ بوذي يقال إنه يملك قوة سحرية خاصة، إلا أنها تكتشف أنه أيضا يشارك في لعبة كبرى لتضليلها مع الآخرين، وتمر بتجربة التعرف على نمط آخر من الحياة، متحرر، منطلق، من أجل تذوق المتعة المطلقة فقط، بدون أدنى حساب لأي قيمة، لكنها تعجز عن استكمال الاحساس بالمتعة بسبب القيود التي تكبلها وتعود إلى طفولتها ونشأتها في بيئة متزمتة، إلى أن تتوصل في النهاية إلى التخلص من مخاوفها، بعد أن تدرك أن الأرواح الشريرة التي تطاردها وتتحكم في مصيرها، ليست في الخارج، بل في داخلها هي، وحينئذ، ترفضها وترفض أن تسمح لها بالتسلل إلى داخل نفسها مرة أخرى، وبذلك تنجو جوليتا وتكسب نفسها، وتصبح قادرة على مواجهة ما وقع لها في حياتها الخاصة.
هذا الموضوع يتعامل معه فيلليني بطريقة في السرد شديدة الحداثة، تجعله ينتقل من الواقعي إلى الغيبي، من عالم الأسطورة، إلى عالم اغوار النفس البشرية، ما تراكمه، وما يترسب من عقد، قد تجعل المرء عاجزا عن اتخاذ قرار صائب في حياته، ويناقش خلال ذلك، مواضيع تتعلق بمعنى المتعة، بالجنس وبالعلاقات الجسدية، وبما يؤثر على الحياة الزوجية، وبما يعرف بـ"أزمة منتصف العمر" وما يمكن أن يصيب الزوجين، أي زوجين من ملل واحباط في مرحلة ما.
والأهم من كل هذا، أن فيلليني ينجح في صنع فيلم ممتع، مثير وجدانيا وبصريا إلى أقصى درجة.
في الكثير من المشاهد تواجه جوليتا الكبيرة جوليتا الصغيرة، تتأملها، ترنو إليها، تتعاطف معها، تشفق عليها، وفي مرحلة ما، تفك قيودها بعد أن كبلوها لكي تحرق عقابا لها على مخالفة قوانين الامبراطورية الرومانية واعتناق المسيحية، وكيف أنهم يرفعونها مكبلة، تشتعل النيران في جسدها، لكنها تتأهب للقاء الله. وهذه الخيالات نراها من وعي جوليتا الكبيرة الآن وهي تتذكر المسرحية المدرسية الكاثوليكية التي شاركت فيها بالقيام بهذا الدور، وكيف تأثرت بتلك الشخصية التي لعبتها، وكيف خضعت بل وكانت تبكي وتقاوم بعد أن فك جدها قيودها وقام بتوبيخ القائمين على المدرسة من كهنة وقساوسة، رافضا كل هذا "الهراء" على حد تعبيره.

ويستخدم فيلليني الألوان الثلاثة الأحمر والأزرق والأصفر، بكثرة في الفيلم، وهي ألوان صريحة، يستخدمها في نغمتها الفاتحة المباشرة لتجسيد عالم الأحلام.
ولعل الشخصيات الكثيرة التي تمر كالأطياف في حياة جوليتا وكل ما تشهده من "خيالات ومواقف ومشاهد ولا أقول أحداثا، تقع أغلب الظن، خارج نطاق الواقع، أي في تلك المنطقة الواقعة بين الوعي واللاوعي، وكأن بطلتنا تمر بمرحلة استدعاء للذكريات، لتعقيدات الماضي، لمشاكل الحاضر، كما لو كانت تمر بجلسة خاصة من جلسات التحليل النفسي، ولكن تحت يدي فيلليني، وليس أحد أطباء النفس، الذين يسخر منهم فيلييني بشكل واضح في فيلمه.
والغريب أنه رغم حصول فيلليني على كل الإمكانيات التي ساعدته على صنع هذا الفيلم، بما في ذلك الكثير من الممثلين والممثلات، إلا أن هذا الفيلم (الذي جاء مباشرة بعد فيلمه الناجح "8 ونصف" الذي أخرجه عام 1963) فشل فشلا ذريعا في عروضه التجارية، كما هاجمه النقاد، مما جعل فيلليني يدفع ثمنا باهظا بسبب ذلك الفشل، فقد توقف عن الإخراج لنحو خمس سنوات إلى أن أخرج رائعته "ساتيريكون" Satyricon عام 1969.

إنني أكتب هذا المقال في 2010، لكي أدعو إلى ضرورة إعادة الاعتبار إلى فيلم "جوليتا والأرواح".. وأحرض عشاق وهواة السينما الحقيقية، على ضرورة مشاهدته والاستمتاع به، ووضعه في إطاره الصحيح ضمن مسيرة فيلليني العظيم (1920- 1993).
لنستمتع بموسيقى نينو روتا صاحب موسيقى معظم أفلام فيلليني، ونتأمل في الأزياء الغريبة المميزة التي صممت خصيصا لهذا الفيلم، وكيف يصور فيلليني الشخصيات النسائية التي تظهر في هذا الفيلم بأزيائها الغريبة، وأشكالها التي تميل إلى التمرد والصخب من السطح، ويجعلهن تبدين مثل طواويس ملونة ومزركشة بلا أدنى رح أو طعم.. فقط جوليا، ببراءتها، وبساطتها تظل الشخصية المحورية الآسرة.
ولاشك أن هذا هو أيضا أفضل أفلام جوليتا ماسينا كممثلة، فهي تعبر بنظرات عينيها عن كل ما يمكن تخيله من أحاسيس تشعر بها الزوجة المخدوعة، التي تحاول أن تبدو متماسكة بينما تصطرع في داخلها عشرات المشاعر.
عاش فيلليني 73 عاما، وعاشت جوليتا، زوجته التي ظل معها حتى نهاية عمره، أيضا 73 عاما، وتوفيت بعد عام واحد من وفاته أي في 1994.


((تحذير: حقوق النشر محفوظة ويحظر الاقتباس او اعادة النشر دون الحصول على تصريح مكتوب من الناشر- المؤلف))

الاثنين، 1 مارس 2010

فيلم "تسع نساء": استعراض بدون جاذبية وسحر فيلليني

أخيرا شاهدت فيلم "تسع نساء" Nine (وبالمناسبة هكذا يجب أن يسمى بالعربية، وليس "تسعة" والاكتفاء بالرقم فقط يجعله "تسع" وليس تسعة على أي حال). وقد شاهدته بعد إلحاح من عدد من الأصدقاء والزملاء الذين أدهشني حماسهم للفيلم،وكأننا أمام فتح جديد في عالم السينما. وكان قد فاتتني مشاهدته في عرضه العالمي الأول في افتتاح مهرجان دبي السينمائي أواخر العام الماضي.
وبعد أن شاهدت الفيلم لم أستطع أن أفهم حتى الآن لماذا كل هذا الحماس لعمل ليس فيه أي قدر من التجديد أو الإبداع أو حتى التماسك الفني، في إطار النوع، أي في إطار هذا اللون من الأفلام الموسيقية الأمريكية، وما الذي أضافه الفيلم في معالجته، إلى الفيلم الإيطالي الشهير للمخرج الراحل فيديريكو فيلليني الذي يحمل عنوان "ثمانية ونصف" وكان يقصد معنى آخر مختلفا تماما من الرقم في عنوانه عما يقصد من "تسع" هنا. فقد كان يشير إلى عدد الأفلام التي اخرجها فيلليني قبل فيلمه هذا الذي أخرجه عام 1963 بالأبيض والأسود.
كان فيلم فيلليني المقتبس عنه فيلمنا هذا فيلما طليعيا بكل معنى الكلمة، أي عملا من أعمال سينما الحداثة الشعرية في أرقى أنواعها.. فقد كان دالا على عصره بكل ما فيه من تساؤلات وجودية حميمية عن الذات الفردية او الأنا الذكورية، وعلاقتها بالإثم والخطيئة والإبداع، وكيف يرتبط الذاتي بالموضوعي، والخيالي بالواقعي، والمخرج الحقيقي صاحب الفيلم الذي نشاهده، أي فيلليني، بشخصية المخرج في داخل الفيلمن أي "جويدو" الذي قام بدوره مارشيللو ماستروياني. وكان فيلم فيلليني أيضا يمتليء بالإشارات الفرويدية، وبالكثير من الرموز المرتبطة بالجنس والحب، بالأوديبية والشبق ومفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة، وارتباط الإبداع بعقد الطفولة وذكرياتها، والعلاقة مع الكنيسة كمؤسسة للقمع: قمع الفكر والبدن، بغرض فرض قيم معينة.. وغير ذلك الكثير الكثير، ومن خلال أسلوب عذب، أخاذ، فيه من الشعر بقدر ما فيه من التأملات والهواجس الشخصية المعذبة التي كنا نستطيع أن نتابعها من فيلم إلى آخر، من أفلام فيلليني.
اما "تسع نساء" Nine للمخرج روب مارشال، فهو رغم اقتباسه من فيلم فيلليني المشار إليه، إلا أنه يفتقر إلى كل ما كان يميزه، ويعوض ذلك عن طريق تحويل الأنظار من الدراما، إلى الأغاني والاستعراضات الراقصة، ويستخدم أسماء كبيرة لنجمات لامعات في عالم السينما ولكن بلا ججدوى بل ودون اي ضرورة تذكر، فالفيلم لا يعتمد على الأداء التمثيلي المعقد بقدر ما يعتمد على المرور سريعا على الشخصيات ثم تقديم الاستعراضات والأغاني.
والموضوع كما في فيلم فيلليني يدور حول مخرج سينمائي مصاب بعدم القدرة على كتابة سيناريو فيلمه القادم، مستغرق في مشاكله وهواجسه الذاتية، ممزق بين حبه لزوجته وعدم شعوره بالإشباع معها في الوقت ذاته، وعلاقاته النسائية المتعددة مع بطلات أفلامه، وما ينتج عن ذلك من شعور بالذنب.

غير أن الشخصيات النسائية هنا تتحول إلى مجرد إطار خارجي تماما (لا نقترب في أي لحظة من أي شخصية من تلك الشخصيات بما في ذلك الأم التي يفترض أن تكون قد توفيت منذ فترة).. باستثناء شخصية الزوجة التي يمكن فهم مشاعرها، فإن معظم الشخصيات النسائية في الفيلم عبارة عن أجساد تتلوى بالرغبة والشبق، وتكاد احداهن (بنيلوب كروز) أن تكون مصابة بهاجس جنسي مرضي يدفعها دفعا لمطاردة البطل رغم أنها متزوجة، ورغم إعراض صاحبنا "جويدو" عنها. وهي تغالي كثيرا في الكشف عن فتنتها لإثارته بشتى الطرق دون أن تنجح في الاستيلاء عليه.
ولا أفهم كيف أن كل هاته النسوة الحسناوات تطاردن شخصا كئيبا أو على الأقل لا تتضح لنا جوانب جاذبيته وسحره، على هذا النحو، اللهم إلا أن تكون هذه الجاذبية مستمدة من كونه مخرجا سينمائيا فقط، وإن كنت أنا شخصيا، أعرف الكثير من المخرجين السينمائيين المحبطين كثيرا في علاقاتهم النسائية، ولكن هذا موضوع آخر بكل التأكيد!
ولكي يهرب المخرج من هشاشة السيناريو وضعف بناء الشخصيات، يلجأ إلى الانتقال الآلي، من الحدث الواقعي في حياة البطل، إلى الاستعراضات الراقصة، ويجعل كل ممثلة من ممثلاته تغني أغنية من أغاني الفيلم، التي تدور كلها أو في معظمها، حول استدعاء الرغبة في الحبيب الغائب المغيب الذي يعاني من الوحدة على الرغم من كل هذه المطاردات والعروض.. أليس هذا أمرا يغيظ فعلا!
الحقيقة أن الفيلم نفسه هو الذي يجعلك تشعر بالغيط، فلا الاستعراضات الراقصة فيها أي جديد يجعلها تتجاوز مثلا ما سبق أن ظهر في أفلام أخرى (أمريكية شهيرة) مثل "كل هذا الجاز" لبوب فوسن أو حتى "شيكاغو" للمخرج نفسه بوب مارشال، ولا الحبكة وطريقة البناء تنجح في تجاوز الإطار المسرحي المحدود الذي تدور فيه عادة مسرحيات برودواي الاستعراضية الراقصة، بديكوراتها المصنوعة وأضوائها المصطنعة، وملابسها شديدة البذخ.
أما التمثيل فقد تساءلت بيني وبين نفسي وأنا أشاهد الفيلم: أين ذهبت الموهبة الخارقة لممثل بحجم موهبة العملاق داني داي لويس، وماذا تفعل ممثلة مثل نيكول كيدمان في هذا الدور الباهت الذي يجعلها تطل علينا مرة أو مرتين ثم تختفي كما ظهرت، ولماذا كل هذا التلوي والمبالغات من بنيلوب كروز الجميلة على نحو بدا لنا وكأنها تبتذل نفسها في دور تافه، وأين ذهبت صوفيا لورين بل وما فائدتها أصلا في الفيلم؟
وأخيرا تساءلت: أين هذا من فيلم عصري بكل معنى الكلمة مثل "الراقصون" Hipsters الروسي الذي صعد بنا آفاقا جديدة في الفيلم الاستعراضي. ليت الروس يدبلجونه إلى الإنجليزية ويوزعونه في السوق الأمريكية لكي يتعلم الأمريكيون كيف يحتفون بتراثهم الموسيقي في السينما كما ينبغي!
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger