الجمعة، 1 يناير 2010

محمد رضا يكتب عن كتاب "حياة في السينما"


حياة في سينما أمير العمري


هذا مقال الزميل الناقد محمد رضا عن كتاب "حياة في السينما" الذي نشره في موقعه "ظلال وأشباح" وفي صحيفة "الخليج".. وأنا سعيد بالمقال، وسعيد بالجدية التي يتناول بها النقاد كتابا ليس في النقد السينمائي بالضرورة، بل فيما يدور حوله، وداخل دروبه، من خلال زاوية شخصية، تخضع بالطبع للتجربة الشخصية. وهو نوع من الكتابات قليل في عالمنا العربي. شكرا لمحمد وهذا هو مقاله:


من يقرأ كتاب الزميل أمير العمري "حياة في السينما" يجد نفسه مشدوداً الى ذكريات لا يجدها المرء في أي مكان آخر. بالطبع هي ذكريات الناقد الغني عن التعريف، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا تكون مطروقة لأنها تعبّر عن حضوره الجغرافي والتاريخي وحده، لكن المثير فيها هي أنها تطرح ما يخص المثقّفين والسينمائيين والمراجعين جميعاً. كما يؤكد المؤلّف في المقدّمة، يروي أمير العمري جانباً مهمّاً من حياته الشخصية. كم هي مهمّة؟ مهمّة الى درجة أن من يمسك الكتاب سيجد أن الغاية ليست الحديث عن ولادة المؤلّف ونموّه وظروفه وارتقائه، ولن يدخل سيرة حياة بالمفهوم البيوغرافي للكلمة، بل سيجد أمامه شريط ذكريات مصوّراً يستعرض فيه الناقد شهاداته على وقائع كثيرة حضرها وعايشها. وإذ يفعل تستطيع أن تجد أمامك كاتباً يقترب مما يورده ليس من باب الإستعراض فقط بل من باب القراءة التاريخية ايضاً.

وعلى نحو طبيعي لناقد، يبدأ العمري كتابه بقراءة تحليلية لأول فيلم ترك فيه تأثيراً جعله ينكب على السينما ويغيّر وجهة نظره فيها. الفيلم كان »الترتيب" لإيليا كازان (1969) الذي يسبر المؤلّف غوره جيّداً ولو أنه تجنّب لوم مخرجه لوشايته بزملائه اليساريين، أبّان الحملة المكارثية، متسبباً في منعهم من الكتابة وحبس بعضهم في سجون المكارثية، مكتفيا، وهذا حقّه، بالمرور عابراً على هذه النقطة.

ينتقل بعد ذلك الى فترة ذهبية من فترات الثقافة السينمائية في مصر (وفي العالم العربي) هي فترة السبعينات ليتحدّث في نحو 56 صفحة عن معايشته لجمعية نقاد السينما المصريين ولمن عاصرهم هناك من المرحومين فتحي فرج وسامي السلاموني الى سمير فريد ومصطفى درويش وحسين بيومي، وهذه الأسماء تتكرر في مشاهدات وفصول أخرى عبر الكتاب الذي يضع نقاطاً مهمّة على حروف تلك الفترة ليكتشف، من عاصرها ولم يعايشها مثلي، أن هناك الكثير من جوانبها لم يكن يعرفه او يصل إليه. ليس على صعيد صراعات داخلية فقط، بل على صعيد هيكلة الذوق الثقافي في تلك الفترة. فأمير العمري لا يُحاسب بل يؤرّخ كاشفاً أوراقاً تعكس إتجاهات نقدية مهمّة تبعاً للفترات التي وقعت فيها.

وهو يشرح، خلال مراجعته تلك، موقف نظام السادات من الثقافة، وموقف المثقّفين أنفسهم وقد تشيّعوا موالين او معارضين٠وبحق يسأل (في الصفحة 46) ملاحظاً ظهور واختفاء جريدة سينمائية صدر منها 33 عدداً وخاضت معارك ضد الثقافة المتطبّعة بالخاتم الرسمي، "عما أصاب، ليس فقط النقد السينمائي في مصر، بل وما حل بالذين كانوا من الأقطاب الرئيسيين في تلك الجريدة في السبعينيات"٠سؤال مرير إذ لا يمكن الإجابة عليه من دون الشعور بأن جهوداً مضنية كثيرة بُذلت و.. للأسف ضاعت.

كتاب أمير العمري يحرّك الماء الراكد بحرارته المعهودة، وما يطرحه هو ما يشغل باله الى اليوم٠ في فصل آخر يتحدّث عن ثلاث شخصيات عاصرها وتداول معها هي يوسف شاهين وعبد الفتاح الجمل ورشيد مشهراوي. هنا يكتب عن لقاءاته الأولى مع هذه الشخصيات فينسج بذلك مادّة هي مثار اهتمام القاريء الذي يشعر بالفضول لمعرفة، لا رأي الناقد بمخرجه او بالشخصية الإعلامية المعيّنة فقط، بل أيضاً بكيف اقتربا وتعرّفا وما هو رأي الناقد في كل منهم على حدة٠ويلفت الإهتمام كثيراً، كيف قيّم أمير العمري فيلم شاهين "عودة الإبن الضال" بكلمات تخالها من كتابة الوقت الراهن ما يدل على وميضها الخاص. فالناقد يدل على ما اتفق عليه العديد من النقاد فيما بعد وهو أن تشتت المخرج الفكري "ينعكس في أركان كثيرة من فيلمه، حيث نرى كيف يبدو "علي" (البطل) في بعض المواقف كأنه لا يزال يحتفظ بصدقه وطهارته ورغبته في مساعدة إبراهيم رغم الإدانة القوية التي يوجهها له (المخرج) في الفيلم"٠ نفس الإثارة الذهنية نجدها في الفصل التالي المعنون "في لجان التحكيم والمهرجانات" حيث يسرد تجربتين هما في ذات الوقت طريفتين ودالّتين. واحدة وقعت فصولها في مهرجان أوبرهاوزن الألماني، والثانية في مهرجان طهران. لكني لم أكترث بذات القدر (وهذا رأي شخصي) باليوميات التي سردها عن المهرجانات الأخرى، ربما بسبب اعتماده على صيغة اليوميات التي كنا قرأناها في أماكن أخرى٠

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

الساحر و المهرج و خيمة السينما


شهادة شخصية حول "التورط" في السينما ومعنى أن تكون على الهامش


بقلم: عماد إرنست

"كل شيء في النهاية فكاهة
وسأظل شيئا واحدا، وشيئا واحدا فقط، مُهرّج؛
وذلك يضعني على مستوى أعلى يفوق أي سياسي"
شارلي شابلن

غالباً ما يكون المهرج Clown بهلوانا سابقا، أي لاعب حبل أو ترابيز أو آكل نيران أو ممارس للعبة ما خطرة من ألعاب السيرك، ولكن، ونظراً لظرف خاص من الإصابة أو التقدم في العمر أو لظهور لاعب آخر يجيد ذات الوظيفة بطريقة أكثر ملائمة لأغراض استمرار الجذب، يتم استبداله موجهين إياه نحو إضحاك الجمهور بحيل وطرائف، جد جاذبة، وتقدم على فترات لتوفير إيقاع عام لبرنامج الليلة. إلا أنه، وفي حالة إستثناء خاص من هذا، وحين يكون هذا المهرج The Clown جزءا عضويا إستثنائيا من تاريخ السيرك ذاته؛ أي بمثابة خزين لذاكرة السيرك العضوية والثقافية، ويكون قد سبق له الظهور كلاعب ماهر وموهوب في ألعاب كثيرة من ألعاب السيرك السابق ذكرها، حينئذ، وحينئذ فقط، يوظف بإرادته ملكاته تلك التي تكون في إنتظار لحظة يتم فيها الإحتياج لها؛ إما بسبب إعياء مهرج آخر، أو لسقوط بهلوان لسبب ما؛ كخطأ غير متعمد من الغير، أو من الصدفة، أو من الغرور، أو من نسيان أو إهمال للحرفة!
لكنه، عندما يتقدم لتقديم هذه الفقرة، فهو يقدمها في ذات بذلته المرقعة الألوان، مع إضفاء للصفة الهزلية عليها، ودون تكبر على أي فقرة كانت، وذلك لأن عينه دائماً تكون على حيوية الخيمة وعدم تركها لتيار صقيع يأتيها من ثقوب زمنية ضعيفة بفعل أسنان فئران إنطلقت من محض صدفة تاريخية، ليتفاجأ حينئذ الجمهور بمدى أصالة مهاراته ومواهبه واجتهادته، ناهيك عن تكثيف مرحه عبر الإيجاز والإسناد في أي فقرة سيتولى تقديمها.
إنه فنان استثنائي يحيا داخل الخيمة، ولا يطيق الخروج منها، وإن خرج حملها معه ثم عاد إليها، إما أكثر مهارة، أو أكثر صقلاً، أو أكثر وعياً بفكرة السيرك. فنان سينتظره الجميع برغم ما قد يطويه في داخله من مشاعر وأحاسيس نحو حدث وزمان ومكان عالمه الدائري الصغير والواسع في آن.
قد تتعجب أيها القاريء من هذه المقدمة، وربما تتعجب أكثر من جرأة إلصاقي لاحقاً لنفسي بهذه الصفة، والتي قد تكون مثار تندر من البعض من يجلسون في الخيمة على مقاعد مجانية منحت لهم بطريقة ما ـ أحب أن أصفهم بالمتفرجين بالمجان ـ ودون امتلاك لحس متفرج سيرك أصيل، أو حتى رغبة أصيلة في أن يصبحوا لاعبي سيرك؛ فهم، في النهاية، ينظرون للحبل بأعلى ولا يمكن بأي حال، أن يكون لديهم استعمال أخر له سوى احكام غلق "كراتين" ثقافتهم الرثة! بل وقد يثير حفيظة بعض مثقفي اليسار أن أقول إن ثمة نقاط تماس ما بين مفهوم المهرج هذا وبين مفهوم جرامشي عن المثقف العضوي.
متى قررت ارتداء هذه البذلة ؟
أولاً، وقبل الإجابة، علي أن أوضح أنني لا أدعي هنا، بأي حال، أن هذه الصفة لصيقة بي وحدي؛ فثمة من يشاركني فيها في خيمة الثقافة السينمائية. وللتأكد؛ عليكم قراءة كتاب "حياة في السينما" للمثقف والناقد أمير العمري للتعرف على المجهود الذي بذل في السبعينيات من جانب النقاد والسينمائيين والذين كانوا في تعاضد نادر لضخ الحيوية في خيمة السينما المصرية. ولتفسير علاقتي بهذه الفترة علي أن أحيطكم علماً أيضاً بولهي في إكسسوار خاص ينتشر في منازلنا ولكنه يمثل أيضاً جزءا أصيلا من أية خيمة ثقافية سينمائية.
إنه .. الدولاب
وما جعله يلح على ذهني في الفترة الأخيرة كان الكتاب سالف الذكر، فقد استدعى هذا الكتاب ذكرياتي مع دولاب خاص كابي اللون وعتيق ويصعد حتى يلامس سقف خيمته، إنه دولاب نشرات سينما جمعية النقاد في مركز الثقافة السينمائية، والذي تحول في أواخر الثمانينيات أثناء تجولي بين سينمات وسط المدينة ومحال البسبوسة والآيس كريم إلى مزار، مثله في ذلك مثل دواليب مراكز ثقافة دول شرق أوروبا أو غربها أو الهند أو شرق آسيا أو أمريكا. كنت أزوره بشكل دوري حاملاً حقيبة ظهري لكي أغترف من خاناته الضيقة، والتي بدت وكأنها صنعت خصيصاً لتلك النشرات خفيفة الوزن والمستطيلة والصغيرة والمصنوعة من ورق رخيص مصقل قليلاً ومقسم لأعمدة لإتاحة مساحة كافية لأعمدة نقاد لم أتشرف بمقابلتهم ولو لمرة في عمر الشباب. كانوا جميعاً بالنسبة لي فقط أسماء هامة تساعدني على التحصل وعلى المعرفة السينمائية عبر أسماء وأعمال سينمائية لم أكن على صلة بها. وفي الأخير، والأهم، في التعرف على وجهة نظر ذلك الناقد في تركيبة كل ساحر سينمائي أعرفه. والآن، ومن خلال كتاب "حياة في السينما"، أدركت أن هذا الدولاب كان على زوال، وعرفت لماذا كان نهمي في الإستحواذ على أكبر كم من تلك النشرات التي توقف صدور المزيد منها، فقد قبعت خلفه شخصيات لها مواقف، وأخرى كان الصراع أقسى من أن تتحمله؛ فقد مرت بصراعات شخصية، وتناحرات، واحتواءات، واغراءات، وصدامات. وأن ذلك الدولاب كان يمثل لي أحد رموز تاريخ الثقافة السينمائية التي مرت بسطوة سلطة لا تريد لها الصيرورة وتعمل بحذق على فك وصلات ترابط هذا الدولاب.
لكن، لماذا لم يقدم أحد في التسعينيات على رتق ما أكلته الفئران في نسيج الثقافة السينمائية في مصر المحروسة؟ نعم مرت محاولات مخلصة في بث الروح فيها، مثل محاولة إعادة الروح لجمعية النقاد عبر مجلة "السينما الجديدة"، أو عبر جهد فردي من الممثل الموهوب موهبة استثنائية والمثقف والرجل المحترم محمود حميدة، والمتمثل في مجلة "الفن السابع"، والتي سعت لسد فراغ المطبوعة السينمائية المتخصصة، ولكنها أنهكت بمشاكل أعتقد أنها في مجملها تنتمي لسعيها الطموح نحو بريق سينمائي طباعي فاخر يعلن رغبة في أن تكون متخصصة وأن تمثل، في آن واحد، مجمل أطياف السينما حتى التجاري منها، مع أنها إذا كانت صدرت في أرخص شكل متخصص لكنا جميعاً تلهفنا عليها بذات التلهف منذ طبعتها التجريبية الأولى؛ فقد ضمت بين طياتها نقادا محنكين، وواعدين، وكتاب كلمة ينصت لهم.
والآن .. يجب أن أخرج السؤال الأول من ذلك الدولاب..
متى قررت ارتداء هذه البذلة ؟
إنه سؤال يجبرني علي أن أعود بذاكرتي إلى المرة الأولى التي لمست يدي فيها خامات المكياج أمام المرآة. وكان ذلك في أول محاضرة عملية للمكياج في المعهد العالي للسينما. أذكر أني، وبعد تعرفي على خطوات تشكيل وجه المهرج، جلست أمام مرآة غير مصقولة، وتقليدية في شكلها المزروع في ثلاثية، إطارها لمبات صفراء، متناوباً التحديق في خامات الأوان وفي وجهي تساؤل، عما يجب أن يكون عليه مهرجي، وأية خطوط ستمثله، هل سأستعيد خطوط وألوان مهرجي سيرك التلفاز، أم هل ستكون تلك الخاصة بممثلي الكابوكي والذين شاهدتهم في لمحة خاطفة في فيلم قديم، يا إلهي لقد كان من الأبيض والأسود!
أولئك الممثلون المذهلون الذين تعرفت على إبداعهم لاحقاً. أذكر أني صرخت وقتها: أين نصف كرة البنج تلك الخاصة بأنفي !!؟. لم يجبني أحد، بل وعلق استاذي وقتها بأن علي الإنتهاء سريعاً فقد اقترب ميعاد انتهاء المحاضرة، إلا أن ذلك لم يثنيني عن أن أختار، وبدقة، ذلك التحول من وجهي الطبيعي إلى وجهي الثاني؛ وجه "مهرجي".
نعم هناك أقنعة كثيرة نرتديها على مدار يومنا، إلا أن ما كان يجذب ذهني وقتها كانت تلك الأقنعة الأنثروبولوجية التي توالت على مدار تاريخ البشرية بتنوعاتها الثقافية والعرقية، ومن بين أكثر تلك الإقنعة إثارة لذهني كان قناعا الساحر والمهرج، واللذان قفزا بذهني أمام مرآة المكياج، الأول تتطور تركيبته ولا تتغير، وأرتديه منذ ميلادي، ثلثه إنسان وثلثه حيوان وثلثه الأخير فنان/ مخرج، إنه مزيج ثلاثي يتعارك دائماً في الخطوط والملامح. أما الثاني، وهو ما اقتنصته في هذه اللحظة، فقد كان قناع المهرج الغاضب على خيمة السينما؛ ففي وقتها كانت السينما المصرية في تراجع على مستوى الكيف والكم على حد سواء. حدقت في وجهي وأخذت أضع المادة الأساس، ثم بعنف حاد خططت الحزن والغضب على ملامحي.

وبينما كان زملائي يتوجهون سريعاً نحو دورة المياه لإزالة هذه الملامح الإضطرارية كنت أسير بوجهي هذا في المعهد، متنقلاً بين طوابقه الثلاثة، في إعلان صريح عن قناع خرج من داخلي في لحظة غضب واستمر معي إلى الآن. إنه قناع مهرج أعلن غضبه على "مستقبله" في السينما الفنية.
الساحر يبدع حيله في غرف مغلقة، أما المهرج فدوره يكون في الميدان. والإثنان هما دائماً في تعاضد وعملية تكثيف متبادل للخبرة والمعرفة وتنقية دائمة عبر غربال القناعات، يا إلهي ما أضيق ثقوبه الآن!.
ذلك ما مررت به منذ تخرجي من المعهد من قسم الإخراج في عام 1993. لكن ما كان يشغلني وبشكل تام كان الساحر وربط حيله بأفكاره، وكلما ارتبط بالحيل أكثر وزاد استغراقه فيها وتلمسه لكيفية نقل أفكاره للحيل، "للشكل"، كلما زادت حيرته حين يخرج من غرفته المغلقة إلى الميدان، فقد أحس بالمسافة الشاسعة بين الساحر وبين خيمة السينما، وكلما زاد شعوره هذا كلما تقلقل معين الغضب في داخله مجتذباً معه إلى أعلى، الحاجة الماسة لقناع المهرج الغاضب والإيجابي. فكتبت في إبريل 2002 نص "موت البديل" والذي لفت النظر فيه للتماس المتواتر لتجارب كل من يسري نصر الله وأسامة فوزي ومصطفى ذكري وزكي فطين عبد الوهاب مع مصطلح السينما المستقلة. ثم شاركت في سبتمبر 2002 بأفلامي ـ تلك المنتجة ذاتياً منذ 1998 وحتى 2001 عبر دعم تقني بمعدات ورشة مؤسسة بروهيلفيتسا للأفلام المستقلة والتي يعود الفضل في اشتراكي فيها للمخرج الصديق أحمد حسونة ـ في مهرجان الإسماعيلية وذلك في برنامج مصاحب للمهرجان قام بإعداده المخرج أحمد رشوان عن السينما المستقلة، والذي شاركت في مطبوعته الخاصة بنص "موت البديل". وكذلك شاركت في تظاهرات عدة، تحمل أسماء شتى. تظاهرات كانت كلها تعود علي، وقد أدعي، وعلى الآخرين، بفائدة واحدة وهي عرض الأفلام فقط، دون نقاش حقيقي لجوهر جملة سمعتها ترن من خلفي بقاعة مركز الإبداع 19/12/2002 من متفرج مصري يبدو أنه قد قدم من خارجها بعد غياب طال. إن صوته ما زال يرن في أذني "يظهر إنه بقى فيه سينما جديدة في مصر!".
وفي كل نقاشاتي وندواتي كنت أسعى نحو فك طلاسم هذه الجملة التي باتت تؤرقني جمالياً أكثر منها انتاجياً. إلى أن أتى عام 2003 وقررت المساهمة مع شقيقتي المونتيرة هناء ارنست، صاحبة الفكرة، في تأسيس ملتقى الأفلام المستقلة وفك طلاسم هذه الجملة عبره.
" يظهر إنه بقى فيه سينما جديدة في مصر"!
وبصفتي "مستشار فني" ـ إسم جديد ذو بريق خادع لأي مهرج غير أصيل ـ قررت ألا يسيطر الساحر على المهرج أو العكس، وألا يسيطرا، على حد سواء، على هذه الخيمة، والذي كان إختيار اسمها موفقاً للغاية، ملتقى، وأرجعه تحديداً إلى جلستنا، شقيقتي وأنا، مع المثقف المحترم الأب وليم سيدهم مدير جمعية النهضة في جيزويت القاهرة، ذلك المكان الذي استضاف أول دورة للملتقى ثم انتقل بعدها لأربع دورات في استضافة المركز الثقافي الروسي وعبر تعاون حميم من أ. شريف جاد.
نعم أدعي، كساحر مرتقب، أنني أملك خصوصية فنية في علاقتي بوسيط الفيلم، وأنني أحترم صنعتي أيما احترام، وأني مصاب بداء التأني الفني. ونعم أدعي أيضاً بأني لدي، كمهرج، معرفة كافية ومهارات تتعلق بمعظم عناصر الفيلم وثقافته جعلتني، بالإضافة لكوني مخرجا وكاتبا للسيناريو ومصورا ومهندس صوت محترف ويعمل لصالح الغير، أعمل كدراماتورجي حاز على ثقة الآخرين في مجاله، بل وزادني إنغماسي في الملتقي امتلاكاً لمهارات جديدة مثل تصميم الجرافيك والتحرير الداخلي، ومهارات أخرى، أجدها غاية في الصعوبة، كمهارتي توزيع الكتالوجات وغلق الباب بعد دخول كل متفرج يأتي متأخراً! أما الأكثر امتاعاً بالنسبة لي فهي مهارة "البلاسير" عبر ضوء الموبيل وخاصة حين تكون يد ناعمة تبحث عن كرسيها بالظلام. برغم كل هذا، إلا أني قررت، ومنذ اللحظة الأولى، ألا أدع إحترامي للصنعة، أو وجهة نظري تجاه وسيط الفيلم، أو مدى جودة علاقتي بأي فرد تجحف من حقه في ممارسة التجربة الفنية أو حقه في عرضها، وذلك ليس تفضلاً مني بل ينبع من قناعة داخلية في معنى الحرية ومن مقتي لفكرة السلطة القابعة في مكان مظلم وعميق داخل كل إنسان والتي سبق وأن تناولتها في فيلمي القصير "مياهي المظلمة".
لذا، عرضنا على مدار الخمس دورات منذ 2003 وحتى 2007، كل دورة ثلاث أيام، الفيلم الروائي، القصير والطويل، والتسجيلي، القصير والمتوسط والطويل، والأفلام التجريبية، وفنون الفيديو، تعقبها يومياً مناقشات مع صناع الأفلام (2). وحددنا منذ البداية معايير ملتقى الأفلام المستقلة على النحو التالي (3)
(1) عبر أفراد يعشقون السينما سيتخطى هذا الحدث الفني كل إعاقة ناتجة عن أمور مادية أو نفسية.
(2) من يحكم على جودة الفيلم هو المتفرج؛ تأسيساً لعلاقة مباشرة بين صانع العمل الفني والمتفرج.
(3) لن توجد لجنة مشاهدة، إلا فقط من أجل التأكد من جودة نسخة العرض.
(4) لن توجد جوائز؛ للابتعاد عن تداعياتها البغيضة.
(5) لن توجد لجنة تحكيم؛ للتخلص من سلطاتها وتحيزاتها الجمالية والشخصية.
(6) لن نتلقى دعم من أية جهة وستكون التكلفة علينا؛ سداداَ لديننا لمن صنعوا السينما الفنية المصرية.
(7) عرض أفلام مستقلة من خارج مصر؛ للتواصل مع تجارب المستقلين في العالم.
(8) على صناع الأفلام والنقاد والمتفرجين أن ينتجوا مع الزمن تأكيدا لمصطلح الاستقلال الفيلمي المصري أو تبني مصطلح / ات أخر/ يكون/ تكون أقرب ثقافياً وفنياً وإنتاجياً لما يحدث من توجه/ ات.
وتألف فريق عمل الملتقى بشكل أساس من :
هناء ارنست ـ المؤسس والمير الفني
عماد ارنست ـ المستشار الفني
عزة يوسف ـ المدير التنفيذي
وقطعاً ساهم الأصدقاء في انجاز أول نافذة عرض دورية متخصصة للفيلم المستقل بمصر، "ملتقى الأفلام المستقلة"، ذلك الحدث الثقافي الفني الخالص ذو الطابع الأهلي والفردي؛ لذا فيجب توجيه التحية لكل من الأساتذة عادل لطفي ووليد سامي وطارق عزت وحمدي رضا وأحمد خالد وعبد الحكم سليمان ورجائي موسى ورجب هارون وتيجر شتانجل ودميان وإيدا فارووم وأحمد يونس وأمل فوزي و أ. سيد فتحي و د. خالد سرور و أ. مجدي الطيب، وبخاصة، تحية لكل من الأب وليم سيدهم و أ. شريف جاد، وكل من ساند التجربة من صناع أفلام أو جمهور.
وفي الأخير، وبعيداً عن سعي البعض لاستغلال المصطلح للصعود فوقه على تبة عند رصدها ثقافياً وفنياً ستنهار بالضرورة، أو للمرور منه نحو بعد تجاري يكمن، ولكنه حتماً سيظهر. أقول، في الأخير، لقد سعينا في إخلاص نحو بث الحيوية في خيمة الثقافة السينمائية المصرية، دون تربح منها أو حاجة إلى صفة تلصق بنا، ونرجو أن يكون سعينا قد نال بعضا مما أملنا فيه، في هدوء، وفي ترفع عن إنكار الوجود، ودون صدام المراهقين اجتماعياً وسياسياً ومحاولات الاحتواء البائسة والمزرية؛ ففي النهاية تلك خصال بهلوانات وليست في أي حال خصال ساحر/ مهرج أصيل.

هوامش:
(١)سبق أن طلب مني الأستاذ أمير العمري نشر نص "موت البديل" على مدونته لوعيه بالحاجة إلى نقاش معنى مصطلح الإستقلال، وقد أتى هذا النص كمزيج أيضاً بين حاجة داخلية وطلب منه لتوثيق شهادتي عن ملتقى الأفلام المستقلة.
(٢) أغلب صناع الأفلام المستقلة عرضت في الملتقى أفلامها، وعلى سبيل المثال لا الحصر : أحمد حسونة ونادر هلال وأحمد رشوان وكريم فانوس وعماد ارنست ومحمد محسن ومحمود سليمان وأيتن أمين وسلمى الطرزي وأحمد عبد الله وتامر عزت وعبد الفتاح كمال وأمل فوزي ووليد مرزوق وأحمد أبو زيد وحسن خان وإياد طه وابراهيم عبلة ونادين خان وأمير رمسيس ومحمد قابيل ويوسف هشام ويافا جويلي وكريم حنفي ومحمد فتحي وجانيت رزق ودعاء عجرمة وأحمد خالد ومحمد حماد ومحمد نصار ودينا حمزة وهديل نظمي وعماد نعيم ورامي عصمت ومنى مكرم وداليا الرشيدي وهالة المدني وعماد مبروك وعلية البيلي .. ومن فناني التجريب والفيديو، كمثال أيضاً، شادي النشوقاتي وأحمد الشاعر وخالد حافظ وعماد ارنست وهاني الجويلي وصباح نعيم .. وكذلك تم عرض الأفلام الروائية الطويلة "حبة سكر" لحاتم فريد وفيلم "إيثاكا" لإبراهيم البطوط، ولقد أثرى جميع من ذكرت أسمائهم، أو نسيتها بفعل الذاكرة، الملتقى بشرائطهم الفنية .
(٣) تلك المعايير كانت محل نقاش دائم بيننا جميعاً، وتم الإستقرار عليها دون حاجة في إعلانها؛ لأننا كنا بصدد الإنعماس في المجهود، لا البيانات أو ما شابه. تماماً وكما إنغمسنا في الجهد ونسينا، أو لعلنا لم نكن نتقن، التواصل مع الصحف والدعاية عن الحدث، وكما يفعل أخرون أكثر خبرة في تأثير الميديا وكيفية استغلالها لمساندة جهدهم، وهو ما أخذه الكثيرون علينا. ولعل ذلك يعود إلى طابعنا الشخصي جميعاً في عدم حب الظهور او الطلب من قلم يعرف ما نبذله، ولكن ولسبب ما، إلى الآن لا أفهمه ولا أرغب حتى في فهمه، لم يتفاعل بقلمه مع الحدث، بل وأحياناً إنكار لوجوده، رغم وضوح نقائه للجميع من أي غرض في التربح أو الشهرة. وربما، وفي الأخير، لقناعتنا بأن الميديا قد يكون لها أيضاً تأثير سلبي علينا وعلى طابع محاولتنا ذاته.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

مهرجان دبي: حصاد الدورة السادسة في سطور

ما يحسب للمهرجان:
* يحسب للمهرجان اهتمامه المتميز عن سائر المهرجانات الدولية التي تقام في العالم العربي، بالأفلام العربية، وتلك التي يصنعها مخرجون ينتمون ثقافيا للعالم العربي، وتسليط الأضواء على أعمالهم الجديدة، واستقطاب كل الأفلام، بغض النظر عن جنسيات مخرجيها، والحصول على كل ما توفر منها من أفلام جديدة عرضت للمرة الأولى في العالم، ومنح جوائز مالية جيدة بدون مبالغات، وبدون تقتير أيضا.

* بدون جمهور حقيقي يقبل على عروض الأفلام لا يوجد مهرجان، ومهرجان دبي، يتميز بالإقبال الكبير من جانب الجمهور، كل شرائح الجمهور، على عروض أفلامه، سواء التسجيلية أم الروائية، وهذا نجاح يجب أن يكون محل فخر بالفعل، فهناك بعض المهرجانات التي تقام من أجل حفنة من المدعوين والمدعوات حيث لا تخرج العروض عن نطاق الفندق الذي يقيمون فيه بينما تعاني درو العرض التي تعرض أفلام المهرجان من الخواء والفراغ. الجمهر سيظل دائما هو الهدف، وهو الأساس.
* نجاح المهرجان في الحصول على عدد كبير من الأفلام الجديدة من سينما العالم، خاصة فيلمي الافتتاح "تسعة"، والختام "أفاتار" الذي يعتبر عرضه في دبي العرض العالمي الأول.
* يحسب للمهرجان أيضا تنظيم بانوراما فلسطينية شاملة متميزة بعرض جديد ما أبدعه السينمائيون الفلسطينيون، من افلام وثائقية وروائية، طويلة وقصيرة، وهذه البانوراما تحديدا، تعد مهرجانا في حد ذاته، يمكن تكراره فيما بعد، في مهرجانات أخرى.
* يحسب للمهرجان ضمه ناقد سينمائي (الزميل مصطفى المسناوي) إلى لجنة تحكيم مسابقة المهر للأفلام الروائية الطويلة العربية، وهو ما يعكس اعترافا بدور النقد السينمائي في العملية السينمائية، وفي تطوير السينما وترشيدها، كما يحسب له ابتعاده عن ضم ممثلات ناشئات بغرض تحقيق الدعاية والهالة الإعلامية الكاذبة.
* الانفتاح الكبير للمهرجان على كل الاتجاهات من السينمائيين والنقاد والصحفيين في العالم العربي، بغض النظر عن مواقفهم السياسية وخلافاتهم الفكرية مع الأجهزة الرسمية في بلادهم (قابلت مثلا المخرج محمد ملص وعلمت بوجود المخرج عمر أميرالاي هناك) وليس معاقبة الذين يختلفون مع تلك الأجهزة، بالتجاهل والاستبعاد، على غرار ما يحدث في مهرجانات أخرى معروفة في المنطقة.
ما يؤخذ على المهرجان:
* اقتباس فكرة الاحتفاء بالسينما الهندية التجارية من مهرجان القاهرة أو تكرارها، وهو استنساخ نريد أن تتخلص منه المهرجانات التي تقام في العالم العربي (استنسخ مهرجان مراكش إسناد رئاسة لجنة التحكيم من مهرجان أبو ظبي، ولا نظن أن هناك ندرة في مخرجينا الذين يستطيعون رئاسة لجان التحكيم!).
* كثرة عدد الأفلام والأقسام بشكل مربك، وهذا رأي ينطلق من رغبة حقيقية في إحكام السيطرة على برنامج العروض، والتركيز على الأفضل والأكثر جدية، والمواءمة مع سائر الأفلام، مع توخي التمثيل العالمي في كل الأقسام. ويجب أن يعاد النظر في عدد الأفلام بحيث لا تتجاوز 80 فيلما، خاصة ان المهرجان يقام على مدى أسبوع واحد، مع تنظيم عروض للأفلام في السوق الدولية في قاعتين يتم تأجيرهما لهذا الغرض لمن يريد، وفي هذا يكون تنشيط السوق وجعلها إضافة حقيقية لجذب المشترين والموزعين.
* تفرق المهرجان في عروضه كما سبق أن أشرت، وهنا يجب حصر منطقة العروض في وسط مدينة جميرة قرب المركز الاعلامي وسوق المدينة والمسرح الرئيسي داخل قصر المهرجان ومسرح المدينة، أقصد العروض الرسمية والاعلامية ولأهل الصناعة، مع بقاء العروض العامة المدفوعة ببطاقات، في مول الإمارات.
* قلة الاهتمام بالمطبوعات من كتب تصاحب الشخصيات التي يتم تكريمها، بالعربية والإنجليزية، والتي يجب أن يتم تكليف نقاد سينمائيين قبل فترة كافية باعدادها.
* قلة أو ندرة الاهتمام بتوفير ترجمة عربية الكترونية على الأفلام الأجنبية.
أخير.. هل نجح المهرجان في دورته السادسة؟ أظن أنه نجح قياسا إلى الأزمة المالية التي يواجهها العالم منذ أكثر من سنة، والأزمة المالية العنيفة التي حلت بدبي مؤخرا، وكان من الممكن أن تعصف به لولا تضافر الجهود الرسمية والتنظيمية، وقد اعجبني بوجه خاص وجود اعداد كبيرة من الشباب الإماراتيين المتطوعين للعمل في الناحية التنظيمية، وهذه خطوة تساهد في إضفاء الطابع المحلي الخاص على المهرجان، ولذا تستحق التحية.

السبت، 19 ديسمبر 2009

فضيحة مهرجان دمشق السينمائي

كنت أتحدث مع مجموعة من الأصدقاء والزملاء على هامش مهرجان دبي السينمائي عما حدث هذا العام في مهرجان دمشق السينمائي مما أعتبرته "فضيحة المهرجان" بل وفضيحة أي مهرجان بلاشك، ففوجئت بأن بعضهم اندهش مما ذكرته، والبعض الآخر صدق على كلامي بل واضاف إليه أيضا!

وما حدث هو أن المهرجان، الذي يفخر بعرض اكثر من 260 فيلما في برامجه وأقسامه (على مدى اسبوع واحد)، يمارس نوعا من النصب والاحتيال والتضليل المباشر من خلال الأخبار التي ينشرها في وسائل الإعلام عن تلك البرامج الدسمة مثل أقسام تعرض فيها عشرات الأفلام مخصصة للاحتفاء بممثلين وسينمائيين من أمثال مارلين مونرو، آلان ديلون، سيرجي أيزنشتين، فيديريكو فيلليني، شارلي شابلن، سيدني بولاك، فريتز لانج، ستانلي كوبريك، نيكيتا ميخالكوف، بالاضافة إلى "اختراعات" أخرى مضحكة مثل: سينما الحب، قصائد الشجن، أنجليك في السينما، سينما القارات الخمس، أفلام الجوائز الكبرى.. وغير ذلك من"الابتكارات" و"التفانين" التي توحي بأننا أمام "مدرسة" لتعليم التذوق السينمائي في سبعة أيام، هذا بالطبع اذا تمكن أي متابع من متابعة هذه الأفلام كلها، أو اذا توفر من يقدم لها شروحا ويسلط الأضواء التاريخية والفنية عليها، وبدون ذلك لا تكون لها فائدة، فمن الذي سيهتم من الشباب الجديد الذي يغشى مهرجان دمشق بأفلام فريتز لانج أو نيكيتا ميخالكوف بينما اهتمامهم الحقيقي ينصب عادة على جديد السينما السورية وأفلام المسابقة!

لكن الفضيحة تتمثل فيما كشف عنه الستار، بعد بحث دقيق قام به صديق لي في دمشق، من أن كل هذه الأفلام تعرض- اذا كانت قد عرضت كلها أصلا وهو ما نشك فيه- على اسطوانات مدمجة DVDs وهي اسطوانات مخصصة أساسا للعروض المنزلية، ومن غير المسموح أن تعرض عروضا عامة، ناهيك عن أن تعرض من خلال مهرجانات تقول عن نفسها إنها "دولية"، وإنها تحظى باعتراف دولي، فماذا يمكن أن يفعل اتحاد المنتجين الذي يمنح صفة "الدولية" للمهرجانات اذا ما علم بتلك الفضيحة.
والطريف أيضا أن المسؤول عن إدارة المهرجان لم يكلف نفسه، كما أخبرني صديقي، شراء تلك الاسطوانات من مصادرها الطبيعية في أوروبا كما كنا نعتقد، بل اشتراها من على أرصفة دمشق في نسخ "مضروبة" أي مزورة تباع النسخة منها بنصف دولار.
بهذا ياعزيزي القاريء، يضرب مهرجان دمشق السينمائي لنا مثالا في كيفية تنظيم مهرجان سينمائي، فقد أصبح بوسع كل من يمتلك مجموعة من الاسطوانات الالكترونية المدمجة للأفلام، أصلية كانت أم مضروبة، تنظيم مهرجان سينمائي دولي في منزله لعدد من أصدقائه، ومن حقه في هذه الحالة أيضا أن يمنح جوائز، وأن يدعو بعض أصدقائه من النقاد خصوصا لو كانوا من النوع الذي يتغاضى عن مثل هذه التفاصيل الصغيرة.. ولعلمكم جميعا، سأكون أول من ينظم مهرجانا دوليا كبيرا في منزلي في أول فرصة.. يعرض أكثر من الف فيلم.. أي أكثر من كل ما تعرضه المهرجانات "الدولية" العربية مجتمعة.. ولكن يجب أن أقول إن الفرق هو أنني سأعرض نسخا "أصلية" على الأقل، والأصلي يكسب!
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger