السبت، 5 ديسمبر 2009

لقاءات في القاهرة 2

في ندوة دار العين حول كتابي "اتجاهات في السينما العربية"
جانب من اللقاء مع السينمائيين المستقلين
من اللقاء مع زملاء الجامعة

بالنسبة لي انتهى موسم المهرجانات الذي يستولي عادة على الثلث الأخير من العام. وجاء وقت للراحة والتأمل والمراجعة. وأظن ان على المهرجانات العربية اذا أرادت أن تحتفظ بما لها من رصيد أن تعيد النظر في مواعيد انعقادها لأنه لا يوجد سبب واحد يجعل أكثر من 7 مهرجانات تقام في مواعيد متقاربة تصل لحد التعارض، خاصة وأنه معظمها يعرض مفس الأفلام ويستقبل نفس الضيوف!
مهرجان القاهرة السينمائي مثلا لماذا لا ينتقل إلى شهر مارس في فصل الربيع، حينما يكون الطقس مناسبا تماما في القاهرة؟
ومهرجان أبو ظبي لماذا لا يفكر في تغيير موعده إلى شهر فبراير وهو مناسب تماما، حتى لا يتعارض مع مهرجانات كبيرة دولية أخرى كثيرة تقام في شهر اكتوبر، ولكي يبتعد قليلا عن موعد مهرجان دبي. وأما مهرجان مراكش فدعه يصدح وحده في عزلته الشتوية فلا أحد في العالم العربي يهتم بوجوده أصلا لأنه يتوجه أساسا، إلى فرنسا وعيون فرنسا!
كانت زيارتي الأخيرة للقاهرة مناسبة ليس لمشاهدة مزيد من الأفلام في مهرجانها الذي لا أحتاج إليه أصلا (شاهدت فيلما واحدا فقط)، بل لمقابلة الكثير من الأصدقاء، واجراء مناقشات ممتعة مع الكثيرين منهم، والاحتفال بصدور كتبي الثلاثة الأخيرة، واللقاء السنوي مع السينمائيين المستقلين الذي سأخصص له مقالا تفصيليا طويلا لاستعراض ما دار فيه.
قضيت يوما في ضيافة الصديق المبدع مدير التصوير الشهير سعيد شيمي في حضور المخرج والناقد هاشم النحاس، والمونتير أحمد متولي، والإثنان ارتبط معهما بصداقة من أيام "الزمن الجميل" اي تلك الفترة من حياتنا التي كنا نتطلع خلالها لتغيير السينما والعالم والتي تناولتها بالتفصيل في كتابي "حياة في السينما" الذي صدر أخيرا في القاهرة.
استرجعت مع الصديق حسين بيومي الكثير من ذكريات تلك الفترة، وناقش صديقي سامي السيوي معي بعض ما جاء في الكتاب (وكان في الحقيقة أول من انتهى من قراءته بعد يومين فقط من اهدائه له)، والتقيت بعدد كبير من أعضاء "شلة المنيل" التي خصصت لها فصلا في الكتاب مثل عادل السيوي ومجدي احمد علي ومحسن ويفي وسامي السيوي بالطبع، وجلال الجميعي وأمير سالم وعزة كامل في منزل المعماري الصديق عبد الرحمن المنياوي للاحتفال بصدور الكتاب وأيضا كتاب "الشيخ إمام في عصر الثورة والغضب" وهو اول كتبي غير السينمائية.
شاركت في الندوة التي أقامتها دار العين للنشر في إطار "حفل التوقيع" المخصص لكتابي الثالث الذي صدر في الشهر نفسه وهو "اتجاهات في السينما العربية" الذي يتناول بالنقد والتحليل عددا من الأفلام التي أخرجها مخرجون من العرب سواء في العالم العربي أو في أوروبا. وقد أصبح تقليد "حفلات التوقيع" التي تقيمها دور النشر في مصر تقليدا راسخا الآن، رغم أن البعض لايزال يتصور أنه مناسبة لتوزيع نسخ من الكتاب مجانا على الحضور، بينما تستغله دور النشر في الحقيقة لبيع نسخ من الكتاب لهم، ويجد المؤلف نفسه محرجا من طالبي الاهداءات.
لكن دار العين تتميز بأنها تقيم ندور خاصة لمناقشة الكتب التي تصدرها. وقد أدار الندوة التي خصصت لكتابي الناقد السينمائي المخضرم (من جيل الستينيات) كمال رمزي ببراعة وحنكة كبيرتين، وطرح خلالها الكثير من التساؤلات التي أثارت اهتمام الحاضرين منها ما يتعلق بتعريف السينما العربية والفيلم العربي.
وتقوم الدار أيضا بتصوير الندوة وما دار فيها بكاميرا الفيديو على أساس أن تضعها على موقعها على شبكة الانترنت بالصوت والصورة لكل من يرغب في متابعتها.
ويتساءل الكثيرون عن صدور (ثلاثة كتب مرة واحدة في أسبوع واحد تقريبا عن دارين للنشر): هل هي ضربة حظ، أم انفراجة في نشر الكتب أم شطارة من جانبي وأنا الذي كنت أشكو من عدم اهتمام الناشرين؟
والحقيقة أن صدور الكتب الثلاثة في هذا التوقيت تحديدا جاء تمهيدا للمشاركة بها في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في الشهر القادم (يناير 2010).. وهذا هوو عادة موسم اصدار الكتب الجديدة في مصر.
ويرجع الفضل في إصدار كتابين لي عن مكتبة مدبولي إلى جهود الصديق الوفي الصحفي خالد السرجاني، اقتناعا منه بما أكتبه وأنتجه، وقد بذل جهدا كبيرا في متابعة نشر الكتابين إلى أن ظهرا على الصورة التي خرجا بها في النهاية، بل وأصبح أيضا يتابع عملية توزيعهما في القاهرة بنفسه لقربه من الدار التي أصدرتهما. فشكرا له وللاصدقاء الذين أثنوا على الكتب واهتموا بالتنويه بها.
أما أهم ما تحقق خلال هذه الزيارة فكان اللقاء الذي جمعني بعدد من الزملاء والأصدقاء من زمن الدراسة الجامعية، من عصر الثورة والغضب، في السبعينيات الماضية. وقد اجتمعنا على العشاء في منزلي، بعد فراق طويل استغرق في بعض الحالات أكثر من ثلاثين سنة، وكان لقاء تاريخيا بالفعل، بعد أن تقدم بنا العمر، وامتدت الهموم، وتغير العصر، فلم تعد الدنيا هي الدنيا، ولا الجامعة هي الجامعة. وكان هذا اللقاء العاطفي المثير "تمهيديا" قبل أن نقدم، خلال زيارتي التالية، شهاداتنا موثقة بالصوت والصورة، عما كنا نحلم به ونحن بعد في مرحلة فورة الشباب الغض والرغبة في تغيير الدنيا، وما أصبحنا عليه الآن بعد مرور كل تلك السنين.

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

لقاءات في القاهرة 1

حسين بيومي عمر منجونة

عماد ارنست

أميرة الطحاوي

مع عطيات الأبنودي


هذه مجموعة من الصور من جلسة الحديقة الشهيرة بالمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة قبل ايام مع مجموعة من الأصدقاء.. التقينا على الود والتقدير والاحترام ودارت بيننا الكثير من المناقشات. كان الوقت وقت مهرجان القاهرة السينمائي، وكان المهرجان قد أوشك على نهايته، والشتاء يزحف بمزيد من المهرجانات التي لن أستطيع ان استجيب لها بل أتطلع إلى حياة هادئة خلال الشهر الأخير من العام في انتظار العام القادم إن شاء الله.
جاءت عطيات الأبنودي، والصديق الناقد حسين بيومي والكاتب والمترجم محمد هاشم، والصديق الشاب عمر منجونة، وصديقنا المخرج المشاغب عماد ارنست وأميرة الطحاوي وآخرون.. ثم جاء المخرج الكبير محمد خان، ومعه زوجته كاتبة السيناريو وسام سليمان، بعد أن توقفنا عن التصوير. وقضينا جميعا وقتا ممتعا في التواصل.

الخميس، 26 نوفمبر 2009

"شيوعيين كنا": رؤية غير مكتملة لتجربة ثرية

لم أستوعب على الإطلاق أن يعرض مهرجان أبو ظبي عملا لم يكتمل بعد هو الفيلم غير الروائي "شيوعيين كنا" للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرا ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، بل ولم أفهم أن يظهر مخرجه قبل العرض لتقديم فيلمه فيطالبنا بأن نغض الطرف عن عدم اكتمال الفيلم ولا نحكم عليه بما نراه لأنه قد يتغير في بنائه!
كان من الممكن عرض الفيلم الذي لم يكتمل عمل المونتاج له بشكل نهائي ضمن "ورشة" عمل للدراسين والهواة لمناقشة طريقة تشكل رؤية مخرجه أثناء العمل، فربما تفيد المناقشة المشاركين، كما تفيد المخرج في التوصل إلى شكل نهائي لفيلمه، لكن أن يتسابق الفيلم مع غيره من الأفلام الأخرى "المكتملة" فهذا أمر ليس من الممكن قبوله ببساطة هكذا.. وكان ما قفز إلى ذهني على الفور بعد تقديم المخرج لـ"مشروع" فيلمه السؤال التالي: ولماذا قبلت أنت بعرض فيلمك الذي لم ينته بعد، ولماذا جئت به إلينا إذن إذا لم تتمكن من إنهاء العمل فيه بعد "بل ولماذا قبلت أيضا أن يشارك في المسابقة؟
وعفوا، فإذا كان الفيلم قد عرض عرضا رسميا في مسابقة دولية فقد أصبح يحق لنا أن نحكم عليه، ولو أيضا بشكل مبدئي"أي كنوع من السباحة في الأفكار على أن نعاود تناوله نقديا بعد أن يكتمل إذا جاء مغايرا لما شاهدناه.
حسب ما أعلنه المهرجان فإن "شيوعيين كنا" أحد ثلاثة افلام قام بتمويلها المهرجان في خطوة ستتخذ مستقبلا شكلا أكثر رسوخا من خلال صندوق خاص يرصد أموالا لدعم الأفلام العربية والمحلية. وهو اتجاه جيد دون شك، وإن كان يتعين على القائمين على أمر هذا الصندوق إتاحة الفرص لكل التجارب الجادة على أسس فنية تماما بعيدة عن المجاملات أو التحيز العرقي.. آفة هذا النوع من الصناديق العربية كما نعرفها!
ومن خلال مجموعة "الاسكتشات" أو الفصول الخمسة المتعاقبة التي شاهدناها يمكن القول إن هذا العمل جاء على العكس تماما مما كان المرء يتوقع أو يأمل.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

فيلم "ما هتفت لغيرها" لمحمد سويد

لعل أهم ملامح فيلم "ما هتفت لغيرها" وهو من نوع الفيلم غير الخيالي، أي انه يمزج بين التسجيلي والوثائقي والروائي، أنه أولا يعكس التجربة الشخصية لمخرجه وصانعه وهو الناقد والمخرج اللبناني محمد سويد، وهو بهذا المعنى يعد أحد أفلام "السيرة الذاتية.
وثانيا: يعكس الفيلم بوضوح هواجس مثقف كان مسيسا حتى النخاع في الماضي، حين ارتبط بحركة اليسار من جهة، وبحركة فتح الفلسطينية من جهة أخرى، مزواجا بين الأفكار الأممية، والأفكار المتعلقة بالتحرر الوطني، وهي مزواجة لها مبرراتها فقد كان خطاب الثور ة الفلسطينية في تلك الفترة من أواخر الستينيات حتى منتصف السبعينيات، خطابا يمزج بين الأفكار اليسارية والوطنية. وكان الانضمام لحركة "علمانية" مهربا من التيار الطائفي الجارف الذي كان سائدا في الساحة اللبنانية، وإن كان الفيلم لا يهتم كثيرا بهذه النقطة. ولكنه بهذا المعنى فيلم مثقف تبدو نكهة الثقافة والتفلسف فيه عالية، وأحيانا تلتبس الأمور بعض الشيء بسبب الطموح الكبير من جانب المخرج لكي يروي كل شيء في سياق فني مبتكر.

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger