السبت، 5 سبتمبر 2009

مفاجأة "الفيلم المفاجأة" في فينيسيا

أصبح حديث الساعة في جزيرة ليدو حيث تجري أحداث الدورة السادسة والستين من مهرجان فينيسيا السينمائي ما يسمى بـ"الفيلم المفاجأة".
هذه البدعة التي يهواها مدير المهرجان ماركو موللر، شملت 4 أفلام، أعلن عن اثنين منها رسميا قبل بدء المهرجان (وانتفت بالتالي فكرة المفاجأة منهما)، وظل هناك اثنان أهمهما بالطبع هو الفيلم المدرج في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة الذي يجعل عدد أفلام المسابقة 24 فيلما في سابقة غير مسبوقة خلال العقدين الأخيرين (أقصد من حيث عدد أفلام المسابقة).
أما ما حدث واعتبر أيضا أمرا غير مسبوق، ليس فقط في تاريخ مهرجان فينيسيا السينمائي كما اعترفت إدارته في بيان وزع اليوم على الصحفيين، بل وفي تاريخ مهرجانات السينما في العالم على حد معرفة كاتب هذه السطور.
الفيلم المفاجأة في المسابقة عرض ضمن عروض الصحافة الدولية مساء أمس وظل عنوانه مجهولا حتى آخر لحظة على العكس من العام الماضي الذي عرفنا فيه اسم الفيلم قبل بدء عرضه بعد أن تسرب عمدا على الأغلب.
وجاء الفيلم المفاجأة.. مفاجأة غير سارة على الإطلاق فهو فيلم "يابني.. يابني.. ماذا فعلت؟" My Son.. My Son.. What Have You Done للمخرج الألماني الشهير من جيل السبعينيات في السينما الألمانية فيرنر هيتزوج، وإن كان فيلمه من الإنتاج الأمريكي ويدور على أرضية أمريكية وناطق باللغة الانجليزية.
غير أن الأمر المثير للاستهجان والاستياء بل والتساؤل عن "الموضوعية" و"المصداقية" أيضا هو: كيف يمكن تبرير عرض فيلمين لنفس المخرج في المسابقة الرسمية؟ فهناك فيلم آخر لهيرتزوج يتنافس على الأسد الذهبي والفضي وغير ذلك من جوائز، هو فيلم "اللفيتنانت السيء" أو من الأفضل أن نطلق عليه بوضوح "الضابط السيء: مرفأ نيو أورليانز" The Bad Leiutenant: New Orleans
وليت الأمر انجلى في النهاية عن فيلم يمكن قبوله باعتباره عملا غير مسبوق، أي "تحفة" من تحف السينما العالمية، بل تمخض الأمر بأسره عن فيلم شديد الضعف والهزال، مثير للملل بل وللاستنكار أيضا.
الفكرة التي ينطلق منها هذا الفيلم فكرة نظرية تماما، ربما يمكن أن تصنع عملا "إذاعيا" مثيرا للاهتمام في نصف ساعة أو نحو ذلك، أما في السينما فالأمر يتطلب سياقا للسرد يمكنه أن يجذب المتفرج من أول لحظة ويدخله مباشرة إلى العالم الذاتي للشخصية الرئيسية.
لكننا هنا أمام فكرة تقوم على أن العالم سيء ومليء بالشرور (وهذا ليس جديدا) وأن الإنسان الأكثر حساسية يمكن أن يقع ضحية لمشاعره وأحاسيسه المرهفة وقد ينتهي أيضا إلى ارتكاب جريمة تبدو بشعة وتجعله يبدو كوحش في عيون الرأي العام، إلا أنه في الحقيقة، ضحية هذا التدهور المحيط بالعالم، وقد ارتكب جريمته ليس رغبة في ابداء الشر بل في اطار نوع من "التكفير" أو تقديم "القربان" ربما.
ويجب أولا أن أؤكد لقراء هذا المقال من الشباب المحب للسينما، أن التذرع، كما يفعل هذا الفيلم في مقدمته، بأن أحداث الفيلم مبنية على حادثة حقيقية، لا يجب أن يرهبنا أو يجعلنا نسلم بالضرورة بخطورة الفيلم وأهميته، فلا يكفي أن تكون الأحداث قد وقعت في الواقع، بل الأهم أن تبدو مقنعة وأنت تجسدها في السينما، بل ويجب أن يكون تجسيدها أيضا، كما أشرت، يتمتع بالجاذبية والرونق والسحر الداخلي والجمال.
أما في فيلم هيرتزوج الذي تروق له كثيرا فكرة العلاقة بين الإنسان والعالم وكيف يمكن أن يؤدي التدهور الحاصل في العالم إلى تدهور في سلوكيات الانسان الفرد "النقي" "المعذب" "الأكثر حساسية"، فإننا لا نرى نجاحا في تجسيد الفكرة والأحداث.
إننا أمام رجل يدعى "براد" (يقوم بالدور مايكل شانون) وهو ممثل مسرحي يؤدي دورا رئيسيا في احدى التراجيديات الاغريقية لسوفوكليس، لكنه يصل في تقمصه إلى درجة خطيرة تجعله ينتهي إلى القتل بالسيف.
ويبدأ الفيلم والشرطة تحاصر بيت براد الذي تحصن داخله مهددا بقتل رهينتين معه. ونعود في مشاهد "فلاش باك" طويلة ومملة ومليئة بالثرثرة اللفظية واللقطات الطويلة المتوسطة، إلى علاقة براد بالمسرح وبالمخرج وبصديقة له (الاثنان حضرا بناء على طلب الشرطة للمساعدة في "تشخيص" حالة براد مع ضابط الشرطة "وليم دافو") ثم نرى مشاهد طويلة أخرى تدور بين براد وأمه التي تحبه ويحبها هو كثيرا جدا مما يستبعد وجود اي دافع لقتلها.. إلى أن نصل إلى لحظة الجنون التي تجعله يقتلها بالسيف دون أن نشاهد فعل القتل.
الفيلم من البداية يعلن مسبقا عن موضوعه وعن نهايته لذا فليس من المتوقع على الاطلاق أن فيلما بهذا الشكل سيجعل أي جمهور يقبل على مشاهدته خاصة وأن مخرجه يقدمه باعتباره فيلما من أفلام الرعب، ويقول إنه مع ذلك "يخلو من الدماء".
أسلوب الفلاش باك المتكرر بطول الفيلم ممل ولا يثري الفيلم بل يزيد كما ذكرت من جرعة الملل بسبب بطء الإيقاع والاعتماد على الحوارات المكثفة أمام الكاميرا وكأنك تشاهد برنامجا تلفيزيونيا لتشريح حالة مريض نفسي (بسبب ولعه بالمسرح هنا، ونفوره مما يحدث في العالم من نفاق وتدهور وغش!).
لكن يبدو أن هيرتزوج الذي لم يكن يكاد يجد عملا في السينما في بلاده أصبح فجأة من المرغوب فيهم بشدة (لأسباب أجهلها) في السينما الأمريكية.. وقد أخرج فيلمين في العام الجاري وحده هما اللذان يعرضان في فينسيا، وقد منح فرصة اعادة إخراج فيلم سبق إنتاجه وحقق من النجاح ما حققه هو فيلم "الضابط السيء".
وكنت قد شاهدت "الطبعة" الأولى من هذا الفيلم عند عرضه في مهرجان كان عام 1992 من إخراج أبيل فيرارا، وكان يقوم بدور البطولة فيه الممثل الكبير هارفي كايتل.
أما في الطبعة الهيرتزوجية (نسبة إلى هيرتزوج) فيقوم بدور ضابط الشرطة المنحرف الممثل نيكولاس كايج بدون أي نجاح يذكر. وإذا قارنا أداءه بأداء كايتل لبدا كايتل شخصية من لحم ودم ومشاعر أما كايج فهو مثل "روبوت" مفتعل يتحرك في تهالك وتكاسل ويؤدي بطريقة روتينية وبدون حرارة أو صدق.
الموضوع بالطبع قد يكون معروفا لهواة هذا النوع من افلام الصدمة الأمريكية (الصدمة بمعنى الإغراق في العنف والجنس أو بالأحرى الانحرافات الجنسية) وهو يدور حول ضابط يجد كل ما حوله فاقدا للمعنى، يعيش حياة شاردا كالكلب الأجرب، منبوذا لا أسرة له ولا مستقبل، الفساد داخل قسم الشرطة الذي يعمل به بلغ القمة، ولكن يتم التستر عليه بطريقة أو بأخرى، وهو على علاقة بعاهرة تبيع جسدها للأثرياء، وقد أدمن معها تعاطي الكوكايين، وهو على استعداد لارتكاب أي مخالفات من أجل الحصول عليه: السرقة والتهديد والابتزاز، ويتعقب ضحاياه من الشباب لتهديدهم ثم يستولي على ما معهم من مخدرات. لكنه يقع في مأزق تلو آخر، وينجو بأعجوبة من القتل لكي يقوم بتصفية خصومه من المجرمين في العالم السفلي، ثم ينال في النهاية ترقية من رؤسائه الذين يعتبرونه قد نجح في القضاء على عصابة من الأشقياء والمجرمين!
ويبدو البطل/ اللابطل في نهاية الفيلم وقد أصبح وحيدا أكثر عن ذي قبل، وربما يعود ليكرر أفعاله ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث له!
لاشك أن فيلم فيرارا كان أكثر جرأة وحيوية في الايقاع والأحداث، أما هنا فنحن أمام مجموعة من "الكليشيهات" أو القوالب النمطية المعروفة والمألوفة الشائعة في الأفلام البوليسية. وإن كانت العلاقة بين الضابط ووالده من ناحية، والضابط وصديقته العاهرة، مرسومة بشكل أكثر حساسية.
وليس هناك في أسلوب الإخراج ما يوحي بنجاح هيرتزوج في تجاوز ما قدمه فيرارا في فيلمه، بل لقد قام أيضا باستبعاد بعض المشاهد التي ميزت الفيلم السابق ربما رغبة في الوصول إلى قطاعات أكبر من الجمهور.

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

ماذا يحدث في مهرجان فينيسيا؟



افتتاح صاخب يتحدى كان وغير كان، وحشد غير مسبوق من الأفلام الأمريكية (17 فيلما منها 6 في المسابقة)، وتنوع شديد يثري المهرجان بأعمال من بلدان لم يسمع أحد أنها تنتج أصلا أفلاما سينمائية (هناك فيلم من سيريلانكا في المسابقة)، وبلدان أخرى كان وجودها شبه معدوم لعقود كاملة (السينما المصرية التي تعود بثلاثة أفلام داخل وخارج المسابقة).
ليس من المضمون على الاطلاق أن تكون الأفلام الأمريكية على المستوى الفني المنتظر، والفيلمان اللذان شاهدناهما بالفعل وهما "الطريق" لجون هيلكوت، و"الحياة في زمن الحرب" لا يبشران بأي أما، ليس من الناحية الحرفية كما يتصور البعض أحيانا، فالـ"الصنعة" أو الحرفة لا غبار عليها، وهي لم تعد أصلا موضوعا للمناقشة في السينما الأمريكية التي تمتلك أعظم أدوات تكنولوجية في العالم، لكننا حين نقول أن الفيلم ردئا أو ضعيفا، لا نقصد أنه رديء من الناحية الحرفية، فهذا لايزال أمرا مطروحا في تناول الأفلام العربية من المغرب إلى لبنان، ومنها الكثير جدا مما نطلق عليه "أفلاما" تجاوزا أو على سبيل المجاز والتشبيه!
المهم.. لكي لا نتوه كثيرا، أعود لأقول إن الضعف قد يكون مرتبطا بطريقة صياغة الموضوع وأسلوب الحكي ولغة الفيلم واستخدام لغة السينما في التعبير عن موضوع معين، وبدرجة أساسية هنا، استخدام المونتاج بطريقة فنية تجعل الصور واللقطات والمشاهد المؤتلفة معا، تعبر عن "رؤية" بصرية وذهنية تثير من المتعة، بقدر ما تثير من الاهتمام.
وأما فيلم الافتتاح الايطالي "باريا" Barria أو "باغيريا" طبقا للهجة المحلية (أو ربما العمس هو الصحيح) فقد أثار ردرد فعل متباينة. يعتبره الكثيرون هنا أضخم انتاج في تاريخ السينما الايطالية (35 مليون دولار)، وأنا شخصيا معجب كثيرا جدا بتسخير هذه الميزانية الطائلة (ليس بمفاهيم هوليوود بل بمفاهيم أوروبا والبلدان المتقدمة والمتخلفة معا!) من أجل التعبير عن فكر سينمائي مجنون عاشق للسينما عن حق، يعبر عن ذكرياته ويروي تاريخ أسرته المرتبط وخلال ذلك يروي تاريخ ايطاليا من زمن الفاشية حتى عصرنا هذا.
الصورة والحركة (حركة الكاميرا والممثلين وتعاقب اللقطات) والتكوينات المدهشة، والموسيقى العبقرية لموريكوني، هي أبرز ما يميز هذا الفيلم. لكنه يسقط في الاختبار تحديدا بسبب سقوط مخرجه ومبدعه في التكرار والاستطرادات وعدم قدرته على السيطرة على الإيقاع والتركيز في السرد في الثلث الأخير من الفيلم.
الطريف أن "باريا" من انتاج شركة يملكها رئيس الحكومة الايطالية بيرلسكوني الذي امتدح الفيلم كثيرا وأثنى على اختياره لافتتاح المهرجان رغم أنه يروي قصة تتقاطع فيها مصائر الأفراد على خلفية سياسية محددة تنحصر في انتماء بطله بل وعائلته كلها إلى الحزب الشيوعي.
وهناك من سخر من تعليقات بيرلسكوني على الفيلم وطالبه بالكف عن القيام بدور "الناقد السينمائي" أيضا، أو بالأحرى، المنتج والناقد!
يمكنني القول أننا حتى الآن لم نر أي مفاجأة حقيقية. لكننا شاهدنا عملا أصيلا لامعا هو الفيلم البالغ الرقة والرونق والجمال "أمير البكاء" (تايوان- هونج كونج- الصين) الذي أتوقع أن يظهر في النتائج النهائية للمهرجان عند إعلان الجوائز. وسيكون لي وقفة تفصيلية أمامه فيما بعد.
أخيرا.. وعلى الرغم من التجديدات والاضافات الكبيرة التي طرأت على المهرجان إلا أن هناك فوضى لم أشهد لها أنا شخصيا، مثيلا منذ سنوات بعيدة.. فالنقاد والصحفيون يضطرون للانتظار أكثر من 30 دقيقة بعد موعد عرض الفيلم مرتين يوم الخميس فقط. وعندما بدأ عرض فيلم "الحياة في زمن الحرب" الأمريكي بعد 45 دقيقة من التأخر عن موعده، فوجيء الجمهور الايطالي بعدم مطابقة الترجمة مع حواره، وأخذ الجمهمر يطلق صيحات الاستهجان والاحتجاج ولكن بلا جدوى بالطبع، وهنا نقول أن هناك خللا (ليس فقط في النسخة التي أرسلت للمهرجان) بل في اللجنة المشرفة على سلامة واستقامة النسخ التي كان يجب أن تفحصها بدقة قبل اقرار عرضها (في المسابقة ايضا)!
وكلا الأمرين: التأخير المخل، والعيب في ترجمة الفيلم، ليس من الممكن تصور حدوثهما في مهرجان "كان" مثلا وإلا انقلب المهرجان كله واضطرب جدوله، لكنه يحدث في فينيسيا دون أن تقع أي كارثة.
لكن لا يجب أن ننسى أبدا أننا في إيطاليا: بلد العشق اللاتيني والمشاعر المتدفقة الحارة.. ألا يعوض هذا عن كل الأخطاء الصغيرة!

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

الاحتفال بمائة عام على مولد كيروساوا العظيم


مهرجان فينيسيا لن ينسى عمالقة السينما في العالم شرقا وغربا. كان فينيسيا أول مهرجان في العالم يحيي العام الماضي ذكرى السينمائي المصري الكبير يوسف شاهين، وفي الدورة التي ستفتتح غدا، يتذكر المهرجان العريق المخرج الياباني الاسطوري أكيرا كيروساوا بمناسبة مرور 100 عام على مولده الذي يصادف يوم 23 مارس 2010.
وستقام بهذه المناسبة مناقشة أو ندوة مفتوحة يوم 6 سبتمبر في قاعاة بيزانيتي، يديرها الناقد البريطاني بيتر كاوي، ويشارك فيها الناقد الفرنسي ميشيل سمون (رئيس الاتحاد الدولي لناقد السينمائيين) وناقد مجلة "تايم" الاسبوعية الامريكية بيتر كورليس، والكاتب الأمريكي دونالد ريتشي الذي يقيم في اليابان، والناقد الايطالي ألدو تاسنوي الذي أصدر عدة كتب عن كيروساوا، والكاتب الياباني تيورو نيجومي الذي عمل مساعدا لسنوات لكيروساوا.
وتتناول الندوة أعمال كيروساوا وأهميتها وتأثيرها على الثقافة الأمريكية ومقارنة تلك الأعمال بأعمال غيره من السينمائيين اليابايين، كما تتناول أفكاره ومواقفه الفلسفية والسياسية.


مسابقة الأفلام القصيرة في فينيسيا

تشمل مسابقة الأفلام القصيرة هذا العام 9 أفلام. ويعرض خارج المسابقة في افتتاح عروض المسابقة فيلم "حقيبة بلاستيكية" للمخرج الأمريكي الايراني الأصل رامين بحراني.
أما أفلام المسابقة فهي "سينماتوغراف" لسالومي الكسي (12 دقيقة) من بولندا، و"تهانئي" (30 دقيقة) من جورجيا، و"أعرف أن هناك رجلا" (10 ق) من ايطاليا، و"تسجيل" (7 ق) ليوناردو كارانو، واليساندرو بيرتيني من ايطاليا، و"مدينة في السماء" (28 ق) لجياكومو سيمين وهو مشترك بين بريطانيا وايطاليا، و"هذه هي الأرض ياأخي" (9 ق) ليان فيكتوفيتش من سلوفينيا، و"الأسرة الثانية" (27 ق) لألبرتو ديلا أرتي (ايطاليا)، و"مازالت طيور" (13 ق) لساره الياسن من النرويج، وأخيرا "مباركة" (19 ق) لبيدرو بيير من البرازيل.

الاثنين، 31 أغسطس 2009

مهرجان فينيسيا 2009: ملف خاص


((هذه هي متابعتنا خلال الشهرين الأخيرين لكل أخبار وبيانات ومعلومات مهرجان فينيسيا السينمائي من الأقدم إلى الأحدث المنشور اليوم (الاثنين) قبل يومين من الافتتاح الرسمي للدورة السادسة والستين يوم الأربعاء 2 بتمير، مع تعليقاتنا عليها. هذا الملف نقلناه إلى متن المدونة لكي يبقى في الأرشيف كمرجع للمعلومات مستقبلا)).
"الحرب العظمى" قبل الافتتاح

قرر مهرجان فينيسيا أن يعرض فيلما كلاسيكيا شهيرا في اليوم السابق للافتتاح الرسمي في الأول من سبتمبر سيكون هو فيلم "الحرب العظمى" (1959) للمخرج الإيطالي الكبير ماريو مونتشيللي، وهذا الفيلم يعد إحدى التحف التي أخرجها مونتشيلي والذي سيحضر، وقد بلغ الرابعة والتسعين من عمره الآن، عرض فيلمه الذي تمكنت ستديوهات مدينة السينما في روما أخيرا من استعادته وانقاذ الأجزاء التالفة منه، بمساعدة مصوره العظيم جيوسيبي روتونو الذي تمكن بفضل التقنيات الحديثة في مدينة السينما، من استعادة الطابع الخاص للصورة، والرونق القديم الساحر للأبيض والأسود.

وكان هذا الفيلم، الذي يقوم بدوري البطولة فيه ألبرتو سوردي وفيتوريو جاسمان، قد حصل مناصفة، على جائزة الأسد الذهبي قبل خمسين عاما في مهرجان فينيسيا (1959) مع فيلم "الجنرال فيلا روفييري" للمخرج الكبيرالراحل روبرتو روسيلليني الذي يعد رائد الواقعية الجديدة في السينما الايطالية.مهرجان فينيسيا عقد أيضا اتفاقا مع مجلة "فاريتي" الأمريكية الشهيرة المتخصصة لتغطية نشاطات صناعة السينما في العالم، وعلى اصدار طبعة خاصة يومية طوال أيام المهرجان، باللغتين، الإيطالية والإنجليزية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها المجلة بصفة يومية من فينيسيا. وكان المهرجان قد تعرض لانتقادات شديدة العام الماضي بسبب ردءاة اختيارات لجان المشاهدة خصوصا فيما يتعلق بأفلام المسابقة، وأعرب كثير من النقاد والسينمائيين عن سخطهم، كما وجهت انتقادات عنيفة لمدير المهرجان ماركو موللر الذي تعد السنة الجارية السادسة له في ادارة المهرجان.

فيلم مرزاق علواش في "أيام فينيسيا


"أعلن برنامج "أيام فينيسيا" الموازي لمهرجان فينيسيا السينمائي (ويعرف أيضا بأيام المؤلفين أي فناني الفيلم أصحاب الرؤى على غرار "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان) أعلن برنامج عروضه التي ستبدأ في الثالث من سبتمبر أي بعد يوم من الافتتاح الرسمي للمهرجان.ويشمل البرنامج (الذي تأسس قبل ست سنوات) للاحتفاء بالإبداع السينمائي ويسلط الأضواء على مواهب جديدة ويعيد تقديم الكثير من المواهب الراسخة، عرض عدد من الأفلام منها 17 فيلما سيشهد الجمهور عرضها للمرة الأولى على الساحة العالمية، و6 أفلام وثائقية، من ألبانيا والجزائر وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا وصربيا واسبانيا والسويد والولايات المتحدة.الفيلم الجزائري (من الإنتاج المشترك مع فرنسا شأن معظم الإنتاج السينمائي المغاربي عموما) هو الفيلم الجديد للمخرج المعروف مرزاق علواش (صاحب أفلام مثل عمر قتلاتو، مغامرات بطل، حومة باب الواد، العالم الآخر، تمنراست). والفيلم بعنوان "حراقة"Harraga ويعني أولئك الذين يحرقون وثائق سفرهم في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين، الذين يحاولون العبور من شمال افريقيا إلى اسبانيا. ويتابع الفيلم قصة مجموعة من هؤلاء تسعى للهجرة من الجزائر عبر جبل طارق إلى اسبانيا، وما يحيط بها من مآس.

فيلم صيني في الختام
فيلم الختام في مهرجان فينيسيا السينمائي سيكون الفيلم الصيني "شينجدو.. أحبك" وسيعرض خارج المسابقة، وهو من إخراج فروت شاين وكوي جيان نجم موسيقى الروك الصيني، وسيعرض بعد إعلان جوائز المهرجان في 12 سبتمبر.وتقول مجلة "سكرين" إن الفيلم يروي "قصة حب تدور من الماضي إلى المستقبل" وأيضا "أول فيلم من نوع الخيال العلمي" ينتج في جمهورية الصين الشعبية، وإنه بمثابة كوميديا ساخرة تقع أحداثها في 1976 بعد الزلزال الذي ضرب منطقة طانجشان، قبل أن ينتقل الفيلم إلى الوقت الحالي في 2009، في نسيج أقرب إلى فيلم "ماتركس" يدور في الصين المعاصرة.
وفي الوقت نفسه أعلن المهرجان أنه سيمنح جائزة لأحسن فيلم رسوم ثلاثي الأبعاد (مجسم) من بين كل الأفلام التي عرضت في الفترة من سبتمبر 2008 حتى أغسطس 2009. وستمنح الجائزة لجنة مكونة من ناقدين أمريكيين وسينمائية ايطالية.وجدير بالذكر أن المهرجان سيمنح جائزة "الأسد الذهبي" للإسهام الفني المتميز إلى جون لاسيتر مدير شركة ديزني بكسار لأفلام الرسوم وسيعرض المهرجان فيلم "إلى أعلى" Up الذي أنتجته الشركة وعرض في افتتاح مهرجان كان في مايو الماضي.


5 أفلام عربية في فينيسيا



أعلن ماركو موللر مدير مهرجان فينيسيا السينمائي يوم الخميس 30 يوليو أن فيلم "المسافر" وهو الفيلم الأول للمخرج المصري أحمد ماهر سيعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان، كما أعلن أن فيلم المخرج يسري نصر الله من مصر سيعرض في برنامج أفلام خارج المسابقة الذي يشمل أيضا عرض الفيلم الجديد للمخرج الكبير ستيفن سودربرج، ومن مصر أيضا سيعرض فيلم "واحد صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكري في قسم "آفاق" الموازي لقسم "نظرة خاصة في مهرجان كان، أي خارج المسابقة. في حين يعرض الفيلم الجديد للمخرج المثير للجدل أوليفر ستون "جنوب الحدود" ضمن برنامج سينما الحاضر.

ويعود واحد من أهم وأعظم السينمائيين في إيطاليا والعالم هو جوليانو مونتالدو (79 سنة) إلى المهرجان بفيلمه الجديد "ساعة كوبا" الذي سيعرض ضمن قسم "سينما الحاضر" أيضا وهو قسم جديد مستحدث هذا العام.الملاحظ أن البرنامج الرسمي جاء خاليا من فيلم "مستر فوكس الخرافي" أو Fantastic Mr Fox أول فيلم رسوم من إخراج ويس أندرسون الذي أعلن مهرجان لندن السينمائي قبل 24 ساعة أنه سيكون فيلم الافتتاح في دورته القادمة (14- 29 أكتوبر).
بعد الإعلان الرسمي تأكد الآن وجود ثلاثة أفلام من مصر داخل وخارج المسابقة وهو ما لم يحدث من قبل في دورة واحدة، وفيلم يمثل الجزائر هو فيلم مرزاق علواش الجديد في قسم "أيام فينيسيا"، وفيلم من تونس هو "أسرار دفينة" للمخرجة رجاء عماري، أي 5 أفلام عربية، وهو عدد غير مسبوق من الأفلام العربية في فينيسيا مقابل فيلم واحد إسرائيلي (في المسابقة) بعنوان "لبنان" وفيه يروي مخرجه تجربته الشخصية ودوره ويسترجع تفاصيل غزو إسرائيل للأراضي اللبنانية عام 1982.
وكان ماركو موللر مدير مهرجان فينيسيا اعترف في مقابلة أجريتها معه العام الماضي بوجود نوع من التقصير فيما يتعلق بالأفلام التي تنتج في "المشرق" العربي وتحديدا في السينما المصرية ووعد بتحسين الوضع، وذلك بعد أن وجهت له انتقادات تتعلق بالاهتمام فقط بالأفلام المغاربية من الإنتاج المشترك مع فرنسا وتجاهل سينمات أخرى عريقة في المنطقة. وهذا الموضوع موثق في المقابلة المنشورة مع موللر والمتاحة عبر هذه المدونة.
هنا ننشر القوائم الكاملة للأفلام التي ستعرض في كل أقسام المهرجان (بعد ترجمتها للعربية) لأن هذه هي اللغة التي نكتب بها ونتوجه بها للقاريء العربي ومن يرغب في معرفة الأسماء الأصلية للأفلام عليه الاستعانة بما هو متاح في الموقع الخاص بالمهرجان. وعند تناولنا لأي من هذه الأفلام بالنقد والتحليل مستقبلا سنذكر الإسم باللغة الأصلية واللغة العربية.اتضح الآن أن الفيلم السويدي الذي حظر عرضه في البرنامج الرسمي للمهرجان وهو فيلم "فيديوقراطية" للمخرج إريك جانديني، سيعرض مرة واحدة فقط (دون معظم أفلام المهرجان) ضمن برنامج "أسبوع النقاد" فقط. ومعروف أن الفيلم يوجه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة الايطالية بيرلسكوني.

أفلام المسابقة (25 فيلما)
1- باريا- جيوسيبي تورناتوري (إيطاليا) - فيلم الافتتاح
2- مطبخ الروح- فاتح أكين (ألمانيا)
3- الساعة المزدوجة- جيوسيبي كابونوندي (إيطاليا)
4- حادث- تشينج بو سوي (الصين- هونج كونج)
5- الاضطهاد- باتريس شيرو (فرنسا)
6- الفضاء الأبيض- فرنشيسكا كومنشيني (إيطاليا)
7- المادة البيضاء- كلير دينيس (فرنسا)
8- السيد المجهول Mr No Body- جاكو فان دورميل (فرنسا)
9- رجل أعزب- توم فورد (أمريكا)
10- لاوردز- جيسيكا هاوزر (النمسا)
11- اللفتنانت السيء: محطة نيو أورليانز- فيرنر هيرتزوج (أمريكا)
12- الطريق- جون هيلكوت (أمريكا)
13- بين عالمين- فيموختي جايوسوندارا (سيري لانكا)
14- المسافر- أحمد ماهر (مصر)
15- لبنان- شاموئيل ماعوز (إسرائيل)
16- الرأسمالية: قصة حب- مايكل مور (أمريكا)
17- نساء بلا رجال- شيرين نشأت (ألمانيا)
18- الحلم الكبير- ميشيل بلاسيدو (ايطاليا)
19- 36 منظر لسان لوب- جاك ريفيت (فرنسا)
20- الحياة في زمن الحرب- تود سولوندز (أمريكا)
21- رجل الرصاص- شينيا تسوكاموتو (اليابان)
22- أمير الدموع- يونفان (الصين- تايوان -هونج كونج)
23- نجاة الموتى- جورج روميرو (أمريكا)
24- لولا- بريلانتي ميندوزا (الفلبين)
25- يابني.. يابني: ماذا فعلت؟- فيرنز هيرتزوج (أمريكا)

بهذا تكون هناك ستة أفلام أمريكية في المسابقة، و4 أفلام من ايطاليا الدولة المضيفة، و4 أفلام من فرنسا، وفيلمان من ألمانيا كلاهما لمخرجين غير ألمان (تركي وايرانية)، وفيلمان من الصين، وفيلم واحد من كل من مصر واليابان وسيري لانكا والنمسا وإسرائيل. ولايزال ماركو موللر مصرا على عرض فيلم "مفاجأة" لن يعلن عنه إلا وقت عرضه داخل المسابقة ليصبح العدد الكلي 24 فيلما وهوعدد من الأفلام قد يكون غير مسبوق في مسابقة فينيسيا منذ سنوات طويلة.

أفلام خارج المسابقة

* "تسجيل 2"- ياكو بلازا خاوم (اسبانيا)
* "الثقب"- جو دانتي (أمريكا)
* "شنجدو- أحبك"- فروت تشان وكوي جيان (الصين)- فيلم الختام
* "الرجل الذي يحدق في الماعز"- جرانت هيسلوف (أمريكا)
* "إحكي ياشهرزاد"- يسري نصر الله (مصر)
* "يونا يونا بنجوين"- رينتارو (اليابان)
* "المرشد"- ستيفن سودربرج (أمريكا)
* "الأيام الخضراء"- هانا مخملباف (ايران)
* "الزواج"- بيتر جريناواي (بريطانيا)

برنامج سينما الحاضر
* نابولي نابولي نابولي"- أبيل فيرارا (إيطاليا)
* "آني لوس"- فرنشيسكا مازيللي (إيطاليا)
* "ساعة كوبا"- جوليانو مونتالدو (إيطاليا)
* "بروفة لتراجيديا صقلية"- رومان باسكا وجون تورتورو (إيطاليا)
* "جنوب الحدود"- أوليفر ستون (أمريكا)

عروض منتصف الليل
* "غولال"- أنوراج كاشياب (الهند)
* "ديف دي"- أنوراج كاشياب (الهند)
* "أروع ما في بروكلين"- أنطوان فاكوا (أمريكا)
* "دلهي 6"- ميرا راكيش أومبراكاش (الهند)
* "صعود فالالا"- نيكولاس ويندنج ريفن (الدنمارك)
الفيلمان الأمريكيان لجون لاسيتر المحتفى بهما في فينيسيا وهما من أفلام الرسوم المجسمة:
Toy Story2
Toy Story 3

قسم آفاق (23 فيلما)

وهو قسم يوازي "نظرة خاصة" في مهرجان كان ويشمل عرض 23 فيلما بالاضافة إلى لعبة ماركو موللر الطفولية التي تتمثل في عرض فيلم "مفاجأة" لا يعلن عنه الا في حينه وهو ما يخالف كل الأعراف السينمائية الدولية، فالمفترض أن يكون هذا النوع من المفاجآت خارج أي تنافس لا في المسابقة ولا في "آفاق".. حتى تتوفر المساواة بين الأفلام في العلانية والمعرفة المسبقة ودون أن يحاط أي فيلم بهالة خاصة تجعل منه "حدثا" استثنائيا مما قد يؤثر على لجان التحكيم.. عموما الأفلام الـ23 المعروف هي:

1- "فرنشيسكا"- بوبي بانيسكو (رومانيا)
2- "واحد صفر"- كاملة أبو ذكري (مصر)
3- "أسرار دفينة"- رجاء عماري (تونس)
4- "طفيليات رقيقة"- كريستيان بيكر وأوليفر شاوب (ألمانيا)
5- "طاف"- بوي تشاك ثويين (فيتنام)
6- "ريبو تشيك Repo Chick – ألكس كوكس (أمريكا)
7- "سحق" Crush - خمسة مخرجين (روسيا)
8- "زير النساء وقصص أخرى"- أميت دوتا (الهند)
9-"باريازو"- هيكتور جالفيز (بيرو)
10- Engkwentro – بيبي ديوكنو (الفلبين)
11- "أنا الحب"- لوكا جوادانينو (ايطاليا)
12- "بقرة"- جوان هو (الصين)
13- "قاضي"- ليو جيو (الصين)
14- "نعناع"- بيبيلوتي ريست (سويسرا)
15- "ثلاث نساء وملابس زفاف"- فنسنزو تيراشيانو (ايطاليا)
16- "1428" تسجيلي- دو هابين (الصين)
17- "أرحل لأني أعتقد أنه يتعين علي أن أرحل، وأعود إليك لأني أحبك"-تسجيلي- مارسيللو جوميز وكريم عينوز (البرازيل)
18- "كان ياما كان بروليتاري: 12 قصة لدولة"-تسجيلي- غيو تشياولو (الصين)
19- "فيلالوبوس"-تسجيلي- رومولد كارماكار (ألمانيا)
20- "لون العفو"-تسجيلي- ماركو سيمون يوتشيوني (ايطاليا)
21- "شخص وحيد تماما"-تسجيلي- فرانك شيفر (هولندا)
22- "توتو"- تسجيلي- بيتر شراينر (النمسا)
23- "ضربة شمس"- فيليب خيرش ودانييلا توماس (البرازيل)

برنامج "أيام فينيسيا"

قسم موازي للمهرجان الرسمي ينظمه اتحاد المخرجين الايطاليين على غرار "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان. وهذه هي الدورة السادسة له، فقد بدأ نشاطه عام 2004:
1- المياه النابحة- ستيرلنج هارجو (أمريكا)
2- "الزنزانة 211"- دانييل مونزون (اسبانيا)
3- "أيام إيما بلانك الأخيرة"- ألكس فان ورمردام (هولندا)
4 - "بعض ما تعرفه عني"- فاليريو جالونجو (ايطاليا)
5- "السمنة"- دانييل سانشيز أريفالو (إسبانيا)
6- "حراقة"- مرزاق علواش (الجزائر)
7- "أشهر العسل"- جوران باسكاليفيتش (صربيا)
8- "بائع الملابس" 1959- فرنشيسكو روزي (ايطاليا)
9- "أنا سعيد أن أمي على قيد الحياة"- كلود وناتان ميللر فرنسا)
10- "الحب وكفى"- ستيفانو كونسيجليو (ايطاليا)
11- "القطيع"- يانيك دهان (فرنسا)
12- "قصائد الشعر التي حمتني"- مترينا سبادا (ايطاليا)
13- "إذا واحد صمد سيتبعه الآخرون.. أصوات صامتة"- لي فيهنر (فرنسا)
14- "فتيات.. الحياة تهتز"- باولا سنجيوفاني (ايطاليا)
15- "عن الحب والجنس"- سين بومان (لاتفيا- ايطاليا)
16- (فيتوريو دي"- ماريو كنالي وأناروزا موري (ايطاليا)

أسبوع النقاد
1- "كافيه نوار" أو قهوة سوداء- يونج سونج إيل (كوريا الجنوبية)
2- "حل معقول"- يرجن بيرجمارك (السويد)
3- "هيمنة"- باتريك شيها (فرنسا- النمسا)4
4- "صباح الخير، أمان"- كلاوديو نوس (ايطاليا)
5- "مثل الغربان"- ايليا ديميتشي (روسيا)
6- "ذئاب"- ميرا فوماي (تشكيا)7
7- "غداء"- نادر مومايون (ايران)
8- "فيديوقراطية"- إيريك جانديني (السويد)
9- فيلم الافتتاح: "متروبيا" -طارق صالح (السويد)
10- فيلم الختام: "حفرة"- علي كريم (ايران)


لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
* المخرج التايواني الكندي أنج لي (رئيس اللجنة)
* ليليانا كافاني (مخرجة ايطالية)
* جو دانتي (مخرج أمريكي)
* ساندرين بونير (ممثلة فرنسية)
* أنوراج كاشياب (مخرج هندي)
* لوتشيانو ليجاوب (مخرج ايطالي)
* سيرجي بودروف (مخرج روسي)

لجنة تحكيم قسم "آفاق"

هايلا جيريما- مخرج اثيوبي (رئيس اللجنة)
رامين بحراني – مخرج إيراني أمريكي
جياني دي جريجوريو- مخرج ايطالي
أنطوان فوكوا- مخرج أمريكي
سام تايلور وود- مخرج بريطاني

عروض الأفلام المصرية في فينيسيا


تقرر عرض فيلم "إحكي ياشهرزاد" للمخرج يسري نصر الله (مصر) المشارك خارج المسابقة في مهرجان فينيسيا السينمائي في قصر المهرجان(صالة جراندا) في الساعة الرابعة و45 دقيقة يوم الخميس الثالث من سبتمبر بحضور مخرجه وأبطاله. وهذا العرض يعد العرض الجماهيري المفتوح للجمهور العام ويأتي عادة بعد العرض الصحفي للفيلم الذي يقتصر على النقاد والصحفيين السينمائيين.فيلم "واحد صفر" سيعرض في الرابعة والنصف يوم 9 سبتمبر بقاعة دارسينا، أما فيلم "المسافر" فسيعرض عرضا عاما يوم 10 سبتمبر على الساعة الرابعة و45 دقيقة في قصر المهرجان بحضور مخرجه وطاقمه الفني المشارك في المهرجان.

هذه الدورة

واضح من البرامج المختلفة لمهرجان فينيسيا السينمائي في دورته القادمة (السادسة والستين، والسنة الثامنة والسبعين منذ تأسيسه) من 2 إلى 12 سبتمبر، أن ماركو مولر، مديره الفني، يعود لكي ينتقم لما حدث في العام الماضي من تراجع أثر على سمعة المهرجان، بعد ما يمكن أن نطلق عليه "الدورة الكارثية" التي شهدت مستوى من الأفلام جعلت النقاد يضربون كفا على كف، ويتساءلون ما الذي أتى بهذه الأفلام للعرض داخل مسابقة هذا المهرجان العريق!الواضح أن موللر حشد في هذه الدورة، التي يمكن من الآن أن نطلق عليها "دورة التحدي"، أكبر عدد من الأفلام عرفته دورة واحدة على الأقل منذ أن بدأت أنا أتابع هذا المهرجان في منتصف الثمانينيات الماضية، كما جعل المسابقة تتجاوز، في عدد ونوعية المخرجين المشاركين بأفلامهم فيها، كل ما شهدناه خلال العقد الأخير. فهي تضم 23 فيلما مرشحة لأن تصبح 24، وفيها أسماء ريفيت وهيرتزوج وفان دورميل ومايكل مور وكلير دينيس وشيرو وتورناتوري وبلاسيدو وأكين وهيلكوت وغيرهم.
ثانيا: أصبح المهرجان في تقسيماته وبرامجه المختلفة، للمرة الأولى، واضحا محددا: المسابقة، وخارج المسابقة، وقسم آفاق، وعروض السينما الايطالية (يضم أفلاما حديثة وافلاما كلاسيكية بعد ترميم نسخها واستعادة رونقها القديم)، وأيام فينيسيا، واسبوع النقاد. ويندرج ما يسمى برنامج "سينما الحاضر" و"فينيسيا منتصف الليل" في إطار برنامج العروض خارج المسابقة. لكن قسم "آفاق" (الذي سيعرض 23 فيلما) يتسع هذا العام ليضم ايضا ما أطلق عليه "أحداث آفاق" أو Horizons Events وتشمل ثلاثة برامج مختلفة يعرض خلالها 17 فيلما.
وهناك بعد هذا كله بالطبع مسابقة الأفلام القصيرة.وسوف لن نلزم أنفسنا هنا بالتشبث برقم ما محدد لكل الأفلام التي ستعرض في المهرجان، فمهما بذل هواة تحويل النشاط السينمائي إلى مجرد أرقام، ولا هم لهم سوى القيام بعمل جداول وتوافيق وتباديل واحصائيات وتقسيمات (دون أن يشاهدوا بعد ذلك من أفلام المهرجان نفسها سوى خمسة أو ستة أفلام وكفى الله المؤمنين شر السينما!).
أقول مهما بذل هؤلاء من جهد في التسجيل والتوثيق فسوف يأتي المهرجان دائما ويخذلهم بإضافة أفلام جديدة لم تكن مدرجة أصلا كما يحدث دائما في كل المهرجانات بما فيها كان، خصوصا في العروض التي تتم في القاعتين الصغيرتين "فولبي" و"بازينيتي"، حيث يعرض الكثير من أفلام الديجيتال والريتروسبكتيف (الأفلام القديمة).برنامج العروض الصحفية ينشر اليوم 21 أغسطس، وكان برنامج العروض الرسمية قد نشر منذ نحو أسبوع.. فهل تتعلم المهرجانات العربية شيئا من هذا، وهم عادة ما يبدأون في التحرك لعمل المهرجان نفسه قبل شهر واحد من تاريخ انعقاده.
وكنت قد شهدت أخيرا بنفسي على أن مهرجانا عربيا معينا أعلن في مؤتمر صحفي أنه سيعقد دورته الجديدة، وذلك قبل ثلاثين يوما بالضبط من انعقاد هذه الدورة بعد أن تصور البعض أنه قد توقف وانتهى أمره. وكنت إذا دخلت على الموقع المخصص لهذا المهرجان على شبكة الانترنت تجد كل المعلومات المتوفرة فيه تنتمي لدورة العام الماضي، في انتظار أن يعقد المسؤول مؤتمره الصحفي المنتظر (يسمونه في العالم العربي رئيس المهرجان أما المدير الفني فهو عادة أقرب إلى "شيال شنطة" للسيد الرئيس، الموظف، البيروقراطي الكبير، الذي يوقع الأوراق فقط، ويظهر في الصور التذكارية مع النجوم، ويلقي الكلمات أمام الوزير)!ولكن لماذا نطالب مهرجانات السينما العربية بأن تسبق الواقع، أي أن تكون في طريقة عملها أفضل من مؤسسات الدولة الأكبر وربما الأهم مثل وزارات الخارجية وغيرها بل ومؤسسات إدارة الحكم والدولة؟ أليس التخلف أصلا لا يتجزأ كما اتفقنا من قبل. (رجاء: لا أحد يوقظني أريد أن أنام لمدة 28 سنة)!

لجنة تحكيم "محترمة" في فينيسيا

على العكس من الاختيار الرديء من جانب إدارة مهرجان كان السينمائي هذا العام، اختارت إدارة مهرجان فينيسيا لجنة تحكيم (حقيقية) يمكن الثقة بأحكامها وقراراتها. في كان رأينا لجنة كانت ترأسها ممثلة (إيزابيل أوبير) ومعظم أعضائها من الممثلات الصغيرات، وهن عادة ما يركزن على الأداء بالدرجة الأساسية، ولهن أيضا ذوق خاص في الحكم على الأفلام من زاوية واحدة.أما مهرجان فينيسيا فقد اختار لجنة كل أعضائها من المخرجين والمخرجات باستثناء ممثلة واحدة هي الفرنسية ساندرين بونير، وهي ممثلة متميزة صاحبة خبرة طويلة في العمل مع عدد من أهم السينمائيين في السينما الفرنسية.رئيس اللجنة هو المخرج الكندي من أصل تايواني المشهود له أنج لي (حاصل على الأسد الذهبي مرتين متتاليتين)، وتضم في عضويتها المخرجة الإيطالية الكبيرة ليليانا كافاني إحدى أعظم السينمائيات في عصرها، وتتميز بجرأتها الشديدة في اختيار موضوعات أفلامها وبأسلوبها القريب من لغة بازوليني، وإن كانت تعمل منذ سنوات بشكل أساسي للتليفزيون. وكنت قد شاهدت لها العام الماضي فيلم "أينشتاين" التليفزيوني على جزأين في ثلاث ساعات. وقد عرفت بأفلامها الجريئة مثل "الحارس الليلي" و"الجلد".
وهناك أيضا المخرج الروسي الكبير سيرجي بودوروف الذي يقدم عالما مميزا خاصا في أفلامه (منغولي، البحار السكير وغيرهما). وهناك المخرج الأمريكي جو دانتي (اشتهر مع فيلم Gremlins أو الكائنات الغريبة، وهو مخرج متميز حرفيا) والهندي أنوراج كاشياب والإيطالي لوتشيانو ليجاوب. وهذا التنوع لاشك أنه سينعكس على نتائج اللجنة، التي ربما يقصها فقط وجود ناقد سينمائي يحافظ على توازنها، فالنقاد عادة هم الأقدر على التقييم الشامل للأفلام من كل الزوايا، بينما قد يميل المخرجون إلى تفضيل ما يتماثل مع رؤياهم وطريقتهم في العمل. لكن المخرج بكل تأكيد أقدر على الحكم على الأفلام من الممثلة، خصوصا في عالمنا العربي، حيث يمكن أن تلعب طرز الملابس النسائية وألوانها في أي فيلم الدور الحاسم في قرار الممثلة، ولكن الغريب أن المهرجانات الدولية العربية لاتزال تفضل الممثلات في عضوية لجان التحكيم التي تقوم بالحكم على الأفلام الأجنبية أيضا، حتى من تعرف منهن بجهلها التام باللغات الأجنبية، ومنهن من بدأت حياتها الفنية "مونولوجست" تقلد المشاهير، ثم أصبحت ممثلة دون أي تدريبات على الأداء ودون أن تقرأ كتابا واحدا في السينما أو في غير السينما!يجب أن أشير هنا أيضا إلى أن لجنة تحكيم قسم "آفاق" مكونة من خمسة مخرجين مرموقين على رأسهم السينمائي الاثيوبي الكبير هايلي جيريما.

حنا مخملباف في فينيسيا
كما سبق أن أشرنا لا يوجد برنامج مغلق بشكل نهائي في أي مهرجان سينمائي دولي، خاصة عندما يكون المجال متاحا للحصول على سبق ما خاص أو عمل جديد ينتهي ويصبح جاهزا في اللحظات الأخيرة.وقد أعلن مهرجان فينيسيا أنه سيعرض الفيلم الجديد لحنا مخملباف (21 عاما) وعنوانه "الأيام الخضراء" Green Days الذي يتناول مظاهرات الاحتجاج التي أعقبت اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية، وما شابها من اعتقالات.
وتقول الأنباء إن الفيلم عبارة عن دراما تسجيلية ينتقل من مظاهرات الاحتجاج في ايران، إلى تصوير ما تتعرض له المرأة الإيرانية من قمع اضطهاد ومعاناة، من خلال مشاهد درامية. ومن المقرر ان يعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية ومسابقة "آفاق".
وتقوم حنا مخملباف، إبنة المخرج الشهير محسن مخملباف، حاليا باستكمال العمليات الفنية النهائية للفيلم قبل أن تشارك به في فينيسيا. وسبق أن شاركت في المهرجان العريق عام 2003 بفيلمها الأول "حلاوة الجنون" الذي أخرجته وهي لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة من عمرها.

الكشف عن فيلمين من أفلام المفاجآت!

أعلن مهرجان فينيسيا اسمي اثنين من الأفلام الأربعة المقرر عرضها في اطار "لعبة" أفلام المفاجآت التي يهواها ماركو موللر وكانت قد بدأت في مهرجان لندن السينمائي عام 1984 عندما تولى ادارته الفنية الناقد ديريك مالكولم.
الفيلمان هما فيلم حنا مخملباف الذي سبقت الاشارة إليه بعنوان "الأيام الخضراء" الذي يروي قصة تتقاطع مع مظاهرات الغضب والاحتجاج على نتائج الانتخابات في طهران.
ويعرض هذا الفيلم ضمن أفلام "خارج المسابقة"، والثاني يعرض ضمن قسم "آفاق" وهو فيلم أمريكي للمخرج جو دانتي (عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية) بعنوان غريب هو "الحفل السينمائي الصاخب- النسخة النهائية" أو شيئا من هذا القبيل The Movie Orgy- Ultimate Version ويبلغ طوله 280 دقيقة (أي 4 ساعات و40 دقيقة) وهو فيلم قديم لم يسبق عرضه، أخرجه دانتي عام 1968 في 7 ساعات عندما كان طالبا في الثانوي، ويجمع مواد مصورة من السينما والتليفزيون تعكس الأجواء السائدة في تلك الفترة من خلال وعي المخرج وقتذاك.
وأعلن المهرجان كذلك اضافة فيلمين إلى برامجه، واحد خارج المسابقة هو فيلم "الزواج" (40 دقيقة) للمخرج البريطاني الكبير بيتر جريناواي، والثاني وثائقي (90 دقيقة) ويعرض ضمن قسم "أحداث آفاق" بعنوان "مخرجون عظام" Great Directors للمخرجة اليونانية أنجيلا اسماعيلوس التي تعيش وتعمل في نيويورك.
مازلنا في انتظار الكشف عن فيلمين من أفلام المفاجآت أحدهما الفيلم المفاجأة الذي سيعرض في المسابقة الرسمية، وهو أمر أراه غريبا أشد الغرابة لتناقضه مع فكرة التسابق المعلن والمساواة في التعامل مع كل الأفلام وعدم اخفاء أحدها أو احاطته بهالة خاصة!
الأفلام الأربعة التي سبقت الإشارة إليها أعلاه تعرض للمرة الأولى عالميا وبذلك يبلغ عدد الأفلام التي تعرض للمرة الأولى عالميا في فينيسيا 75 فيلما، وكانت ادارة المهرجان قد أعلنت أن لجان المشاهدة شاهدت هذا العام 3859 فيلما من 74 دولة منها 2519 فيلما طويلا.
مهرجان فينيسيا وسياسة التوازن
تفتتح غدا الأربعاء الدورة السادسة والستين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي تأسس عام 1932 بفيلم "باريا" للمخرج الايطالي الشهير جيوسبي تورناتوري ويعرض داخل المسابقة التي تضم 24 فيلما بينها فيلم مصري (المسافر) وفيلم اسرائيلي (لبنان) طبقا للتوازن السخيف المتعمد الذي يحكم كل الاختيارات الغربية في الثقافة والسينما، وكأن اختيار فيلم من مصر في المسابقة يمكن أن يغضب اسرائيل ويجعلها تتهم المهرجان بعدم الحياد، وهو تصور خاطيء من جانب المهرجان حتى لو افترضنا ان الابتزاز الاسرائيلي يمكن أن يصل إلى هذا المستوى وهو يصل بالفعل على أكثر من صعيد في الكثير من الفعاليات والتظاهرات الدولية، ولذا فنحن نعتبر هذا الموقف من المهرجانات السينمائي (فينيسيا وغيرها) خضوعا لابتزاز كامن يمكن التلويح به في أي وقت، وقد سبق أن اعترضت اسرائيل مثلا على مشاركة يوسف شاهين في لجنة تحكيم مهرجان كان، فاسرائيل تحب أن تكون هي الممثلة لما تطلق عليه "ثقافة الشرق الأوسط، وتقوم بتشويه الثقافات الأخرى في المنطقة بدعوى أنها ثقافة رجعية، اقطاعية، متخلفة، معادية لليهود كيهود، في حين أن يهود المنطقة عاشوا قرونا مع اخوانهم العرب المسلمين والمسيحيين في سلام إلى حين جاءت تلك العصابة لتدعي تمثيلها يهود العالم، ومنذ ذلك الوقت بدأت المشاكل في المنطقة.
في مهرجان كان الأخير كانت هناك ثلاثة أفلام من اسرائيل وفيلمان ينتميان ويعبران عن الثقافة العربية هما "الزمن الباقي"، و"أمريكا". وقد فاز الفيلم الثاني باحدى جوائز النقاد الثلاثة. وفي فينيسيا يتسابق الفيلم الاسرائيلي والفيلم المصري على الأسد الذهبي وغير ذلك من الجوائز.سنشاهد الفيلم الاسرائيلي الذي يدور أيضا حول عقدة "لبنان" الاسرائيلية التي كانت وراء صنع الكثير من الأفلام منذ 1984، وسنرى كيف يعالج مخرجه موضوعه، وسنشاهد الأفلام العربية الأخرى في المهرجان ونرى كيف تمكن مخرجوها من تجاوز ما يسمى بالأزمة الراهنة في السينما العربية وهي ليست جديدة.ولاشك أن الدورة التي ستنطلق غدا ستكون دورة حافلة على كل المستويات. لكن ربما يكون أهم وأبرز ملامحها أنها أعادت الاهتمام العربي مجددا بما يحدث في جزيرة الليدو.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger