الأحد، 24 مايو 2009

جوائز مهرجان كان السينمائي 2009


* السعفة الذهبية: "الشريط الأبيض" لمايكل هانيكه (ألمانيا)
* الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: "نبي" لجاك أوديار (فرنسا)

* أحسن ممثل: كريستوف فالتز عن دوره في فيلم "أوغاد مجهولون" لكوينتين تارانتينو.
* أحسن ممثلة: شارلوت جينسبرج عن دورها في فيلم "نقيض المسيح"
* أحسن سيناريو: لو يي عن فيلم حمى الربيع" (الصين- فرنسا)
* أحسن إخراج: بريلانتي ميندوزا عن فيلم "كيناتاي" (الفلبين)
* جائزة لجنة التحكيم: "فيلم "حوض الأسماك" لأندريا أرنولد (بريطانيا)
وفيلم "عطش" لبارك تشان ووك (كوريا الجنوبية)
* جائزة التميز الفني التقني: "خريطة أصوات طوكيو" لايزابيل كواكست (اسبانيا)
* جائزة الإبداع الفني مدى الحياة: المخرج الفرنسي "آلان رينيه"
* جائزة الكاميرا الذهبية: فيلم "شمشمون ودليلة" لثورنتون وارويك - استراليا

* أحسن فيلم قصير: "الحلبة" لخواو سلافيزا (البرتغال)

جوائز قسم "نظرة خاصة:
* أحسن فيلم: "سن الكلب" Dogtooth ليورغوس لانثيموس (اليونان)
* جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "الشرطة: صفة" لكورنيلو بورومبيو (رومانيا)
* جائزة خاصة: "لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية" لبهمن قوبادي (فرنسا- ايران)، و"والد أبنائي" لميا هاسن لوف (فرنسا).

السبت، 23 مايو 2009

إعلان جوائز النقاد في مهرجان كان 2009

لقطة من الفيلم الفلسطيني "أمريكا" أحد الأفلام الثلاثة التي فازت بجوائز النقاد


فوز "أمريكا" الفلسطيني و"الشريط الأبيض" و"الشرطة صفة"


أعلنت مساء اليوم (السبت 23 مايو) الجوائز الثلاث التي تمنحها لجنة من النقاد باسم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (الفيبريسي). وجاء أفضل فيلم من أفلام مسابقة المهرجان فيلم المخرج النمساوي مايكل هانيكه "الشريط الأبيض"، وأفضل فيلم من قسم "نظرة خاصة" الفيلم الروماني "الشرطة: صفة" للمخرج كورنيللو بورونبو، والجائزة الثالثة والأخيرة لأفضل فيلم عرض في قسم "نصف شهر المخرجين" وهو فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شيرين دعبس، وهو فيلم عربي ناطق باللغة العربية في الأغلبية العظمى من مشاهده، وقد أنتج في الولايات المتحدة حيث تقيم المخرجة بمساعدة مالية من الكويت.
وتم إعلان الجوائز وتوزيع الشهادات على الفائزين في حفل أقيم على شاطئ الكروازيت مساء اليوم وحضره حشد من الإعلاميين الموجودين في كان.
أعضاء اللجنة الدولية للنقاد التي منحت الجوائز هم: مايك جودريدج (أمريكا)، ونجيون ترونج ينه (فرنسا)، ويانوس فروبلوفسكي (بولندا)، ومايك نافس (هولندا)، ودومنيك وايدمان (فرنسا)، وأمير العمري (مصر)، وألينن تاشيان (تركيا)، وأحمد جمال (بنجلاديش)، وإيما جراي (السويد).
أمير العمري (كاتب هذه السطور) شارك في اللجنة للمرة الثانية (الأولى عام 2002 التي منحت جائزتها لأحسن أفلام المسابقة في تلك السنة للفيلم الفلسطيني "يد إلهية" لإيليا سليمان). وقد شارك باللجنة ممثلا لجمعية نقاد السينما المصريين، إحدى جمعيتين في العالم العربي في عضوية الاتحاد الدولي (فيبريسي)، والثانية هي الجمعية التونسية.
مساء غد الأحد 24 مايو، تعلن نتائج التحكيم الرسمية لمسابقة الأفلام الروائية وأفلام قسم "نظرة خاصة" ومسابقة الأفلام القصيرة.

يوميات مهرجان كان 11

* أود فقط أن أستدرك واضيف إسم الممثل النمساوي العظيم كريستوف فالتز الذي قام بدور الجنرال في المخابرات النازية في فيلم "أوغاد مجهولون" Inglorious Basterds لتارانتينو، منتقلا بين اللغات الثلاث الانجليزية والألمانية والفرنسية بطلاقة وقدرة هائلة على التلاعب باللغة، وبالشخصيات التي يستجوبها ويناور معها وهو بلا أدنى شك النجم الحقيقي الأكثر برزوا في الفيلم. إنني أضعه على قمة قائمتي لأفضل الممثلين في هذه الدورة. إن أداءه في هذا الفيلم الذي لا يتمتع بميزات كثيرة، نموذج للأداء الساحر الذي لا ينسى.
* انتهينا في لجنة التحكيم الدولية لنقاد السينما (9 نقاد) التي يشكها الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية(فيبريسي) من تحديد الجوائز الثلاث التي سيعلن عنها في حفل يقام مساء اليوم في بقعة ساحرة على شاطيء الكروازيت، ويصدر بهذه المناسبة بيان صحفي عن اللجنة يوزع على الصحفيين ووكالات الأنباء. لم يكن الأمر سهلا طوال فترة المهرجان، ولكننا توصلنا إلى النتائج باتفاق الجميع. لم تكن هناك مناقشات طويلة مفتوحة كما كانت تجربتي في اللجنة نفسها عام 2002، بل كانت تعتمد نظام تقسيم العمل والتوصل إلى التصويت السريع بعد أن استبعدنا الكثير من الأفلام التي لم تحصل على أصوات كافية. سأعلن النتائج بعد إعلانها رسميا.
* حضرت مساء أمس اختتام "نصف شهر المخرجين" وتأكدت بالفعل أن الفرنسيين لا يقلون ولعا بالكلمات الكبيرة والخطب العصماء وكلمات التحية والمجاملات والإسهاب في الثناء على دور المسؤول عن العرب. فالأخ أوليفييه بير مدير هذا البرنامج الموازي للمهرجان الرسمي والذي أكمل أربعين عاما منذ تأسيسه، أقصد البرنامج أو القسم وليس أوليفييه بالطبع، فالأخير أنهى ست سنوات في إدارة "نصف شهر المخرجين"، وانتهت مدته، وكان لابد من كلمات توديع وخطب تشكر وتثني، بل وكانت هناك أيضا دعوة لوقوف كل الحاضرين في القاعة (حوالي 1000 شخص) لتحية أوليفييه على جهوده، تماما كما لو كنا نحيي وزيرا في حكوماتنا الفاسدة!
المهم أن الوقت ضاع في التكريم والتحية، ومنح جهات فارغة تدعم هذا القسم ماليا، جوائز في حين أن القسم نفسه لا يمنح تقليديا أي جوائز بل يعتبر عرض الأفلام فيه بمثابة جائزة لأصحابها. لكن ماذا تفعل وأنت في حاجة إلى الدعم المالي من جهات مثل شركة فيات وشركة شمبانيا فرنسية وما شابه، وكل منها تود الظهور والدعاية لنفسيها وتشكيل لجنة تحكيم مصغرة، تصعد على المنصة وتعلن عن جائزتها!
بعد ضياع ساعة من الوقت، بدأ فيلم الختام أخيرا وهو الفيلم الإسرائيلي "عجمي" Ajamai الذي أخرجه مخرجان، الفلسطيني (من عرب الداخل) اسكندر قبطي، والإسرائيلي يارون شاني، و"عجمي" هو أحد أحياء مدينة يافا، يعيش فيه عدد كبير من العرب. وقد يكون لنا وقفة فيما بعد مع الفيلم الذي كان ثالث الأفلام الإسرائيلية التي عرضت في المهرجان والتي شاهدتها جميعا.
* إعلان الجوائز الرسمية لهذه الدورة سيكون غدا مساء، والتكهنات زادت، لكن لا شأن لي بها، والأفضل أن يتمسك المرء بالقول الصواب "كذب المنجمون ولو صدقوا"!

فيلم "الانتصار" مفاجاة سارة في مسابقة مهرجان كان



مفاجأة سارة تماما داخل المسابقة الرسمية من السينما الإيطالية العريقة لم نشهدها منذ سنوات، لأحد أبناء جيل المخرجين المخضرمين الذين عملوا في فترة الازدهار الكبير لهذه السينما في الستينيات والسبعينيات، أي المخرج الكبير ماركو بيللوكيو (70 عاما) صاحب "الأيدي في الجيوب" (1965)، و"الصين قريبة" (1967)، و"باسم الأب" (1972).
فيلم "الانتصار" فيلم سياسي أيضا من زاوية اهتمامه الكبير بإعادة تسليط الأضواء على الحقبة الفاشية في إيطاليا من خلال التركيز على شخصية موسوليني منذ بداياته الأولى وقت أن كان ينتمي في 1907 إلى الحزب الاشتراكي، ويقود مظاهرات العمال ثم تحوله مع إعلان قيام الحرب العالمية الأولى، من موقف المناويء للحرب ولدخول إيطاليا فيها، إلى تأييد الحرب تحت دعوى أنها ستخلق واقعا جديدا في أوروبا يمكن إيطاليا أن تلعب دورا بارزا في رسم سياسياتها.
ويصور الفيلم تحول موسوليني إلى الفاشية كحل "مناسب" لمواجهة حركة اليسار عموما، وتحت دعوى أنها كفيلة باستعادة دور روما التاريخي، والأمجاد الزائلة للامبراطورية الرومانية.
ويبدأ الفيلم بمشهد ينكر خلاله موسوليني وجود الله علانية، ويضطر للفرر من غضب المتدينين. ولكننا سنرى فيما بعد كيف يقيم موسوليني تحالفا قويا مع الفاتيكان ويستخدم الكاثوليكية لخدمة مآربه السياسية.
غير أن موسوليني رغم أهمية وبروز دوره في الفيلم، ليس هو الشخصية الرئيسية هنا، بل شخصية سيدة شابة حسناء تدعى إيدا داسلر، تعجب بالنجم الجديد الصاعد، وتقيم معه علاقة جنسية ملتهبة، ثم تبيع كل ممتلكاتها من أجل أن تساعده بالمال على افتتاح صحيفة "شعب إيطاليا" الناطق بلسان حزبه الجديد.
وتستمر علاقة إيدا بموسوليني حتى بعد أن يتزوج، ثم تنجب منه ولدا تطلق عليه بنيتو ألبينو موسوليني، يعترف بأبوته له رسميا عام 1915 إلا أنه يرفض أي اعتراف بزواجه منها بينما ستظل هي طوال حياتها تصر على أنه تزوجها بعقد سرقه أعوانه منها، ولكن دون أي دليل على صحة ذلك.
وعندما تبد في مطالبته بالاعتراف بها كزوجة والاعتراف بابنه يختفي موسوليني الإنسان من الفيلم ويبقى موسوليني الرمز السياسي والزعم، الذي لا نراه سوى من خلال لقطات الأرشيف القديمة، في خطاباته الصارخة التي يثير حماس الشعب الإيطالي من خلالها، وبتفاصيل قريبة لم يسبق استخدامها في السينما الروائية، حتى أن موسوليني يبدو في تلك اللقطات الحقيقية أقر إلى مهرج، يستخدم حركات وجهه، وطريقته الخاصة في مط شفتيه، ويهز يديه بطريقة مبالغ فيها تثير الضحك أكثر مما تثير الغضب. تستمر محنة إيد داسلر، التي توضع في بيت شقيقتها تحت الرقابة المشددة في البداية، ثم تتنقل إلى مصحة عقلية بينما يبعد ابنها إلى مدرسة كاثوليكية دخلية ويحرم من رؤية أمه.
وفي أسرها تكتب إيدا خطابات إلى البابا والملك ورئيس الحكومة والنائب العام والوزراء، تطالبهم بتحري الحقيقة اطلاق سراحها واسماح لها برؤية ولدها.
أحداث الفيلم تتصاعد في إيقاع هاديء لكنه متدفق بالحيوية، يسير في خطوط أقرب إلى حركات الأوبرا، خاصة مع الاستخدام المذهل لشريط الصوت والموسيقى التصويرية المصاحبة التي كتبها كارلو كريفيللي، والتصوير الذي يمزج جيدا النغمات البنية الداكنة مع الأبيض والأسود، ويستخدم المناطق المضيئة، والظلال، والضوء الخافت غير المباشر، لإضفاء جو خاص على الصورة يتناسب أولا مع أجواء الفترة، وثانيا يؤكد على تدهور الحالة العقلية للشخصية الرئيسية.
"إيدا داسلر" تضطرب نفسيا بالتدريج، لكنها تظل مصرة على روايتها، غير مستعدة لتراجع تحت أي ضغوط أو حرمان أو حتى تعذيب.
وفي الفيلم مشاهد لا تنسى مثل مشهد المشاجرة التي تنشب داخل إحدى دور العرض السينمائي بين مجموعة يشارية وجماعة فاشية بقياة موسوليني، بينما تعرض على الشاشة جريدة سينمائية تحتوي لقطات من المعارك، على نغمات البيانو المصاحبة للفيلم الصامت، ويظل عازف البيانو حتى اللحظة الأخيرة، مصرا على مواصلة العزف رغم شيوع الفوضى داخل السينما.
وهناك المشهد الذي يحمل دلالة خاصة داخل مصح الأمراض العقلية حيث نرى عددا من النساء اللاتي أدخلن المصحة لأسباب لها علاقة بنشاطهن السياسي المعارض، وإحداهن راقصة باليه تسر لإيدا أنها كانت صديقة مقربة من راقصة شهيرة في باليه البولشوي الروسي (وقت الحكم الشيوعي).
وهناك المشهد الذي تقوم لجنة قضائية باختبار قدرة إيدا على التعامل مع المجتمع والحياة والناس، وينتهي الاختبار بالتأكد من سلامتها العقلية، إلا أن القاضي المكلف باستجوابها ينصحها بنسيان قصة علاقتها بموسوليني. وينتحي بها طبيب في المصحة يقول أنه يريد أن يجعلها تغادر المسيتشفى وينصحها بأن تغير من سلوكها، وتتظاهر بأنها مثل كل النساء الفاشيات الطيبات، ربات البيوت اللاتي يدعمن قضية الفاشية.

ويقول لها إنه يتعين عليها أن تنحني للتيار، وإن الفاشية مرحلة لن تستمر في إيطاليا، وإنها يمكن أن ترى ولدها وتعيش معه في حالة قبولها بالاندماج في الواقع ونسيان ما مضى.
على صعيد آخر يعيش ابن موسوليني حياته ويكبر تحت الرقابة، ويكبر ويصبح طالبا لكنه يسخر من والده ويتخصص في محاكاته بسخرية أمام زملائه.
ويشير الفيلم من خلال لقطاته الموجزة البليغة إلى نهاية الحر ونهاية موسوليني (من خلال لقطة لتمثال ضخم للديكتاتور الإيطالي يتم سحقه بين فكي آلة عملاقة).
ونعرف أن إيدا توفيت قبل أن ينتهي موسوليني، كما فقد ابنها عقله ثم توفي أيضا قبل نهاية الحرب الثانية. لاشك في سيطرة بللوكيو المثيرة للإعجاب على كل فيلمه، وقدرته على التحكم في إيقاعه، وتوظيف كل صورة، وكل تفصيلة من تفاصيل الصورة لخدمة الموضوع: الفاشية التي تقود الأمة إلى الدمار، المرأة المعذبة المعتقلة الخاضعة، التي يمكن اعتبارها "معادلا" سينمائيا ودراميا لاعتقال الأمة.
وهناك أيضا استخدام رائع ومميز لإيقاعات الأوبرا سواء في توظيف الأصوات الطبيعية على شريط الصوت، أو في التحكم في الحركة والأداء في إطار المحيط بطريقة قد تشوبها بعض المبالغة المسرحية كما في مشهد محاكاة الإبن لوالده في طريقته في الخطابة.
أخيرا "الانتصار" كلمة مستمدة من أحد خطب موسوليني في إطار الشحن المعنوي للشعب الايطالي. الفيلم في النهاية أحد أفضل الأفلام في مسابقة كان 2009 ومن الممكن جدا أن يحصل على إحدى الجوائز الكبيرة.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger