الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

التمثيل والحقيقة: أمام الكاميرا وخلفها!






في فيلم "كلاب المستودع" للمخرج الأميركي الموهوب كوينتين تارانتينو، هناك ممثل عملاق لم ينتبه له معظم من شاهدوا الفيلم وعلقوا عليه، وقد أصبح الفيلم عملا "أيقونيا"لدى عشاق السينما منذ عرضه الأول عام 1992. فقد أبدى كثيرون إعجابهم بأداء كل من شارك فيه من الممثلين خاصة هارفي كايتل وتيم روث ومايكل مادسين وستيف بوسيمي بل وتارانتينو نفسه الذي ظهر في دور من أدوار المجرمين السبعة الذين يفشلون بشكل مريع في سرقة بنك ويتفرقون ثم يجتمعون في مستودع أو مخزن كبيرا مهجور، يختلفون ويتشاجرون حول فشل العملية ومن الذي يمكن أن يكون المسؤول عن فشلها بعد ان فاجأتهم الشرطة بمحاصرة المكان، وهل هناك أحد من رجال الشرطة نجح في اختراق العصابة ووشى بهم؟

كان "كلاب المستودع" نوعا جديدا من أفلام الجريمة يتخذ طابعا كوميديا هزليا يصل إلى العبث. لكن كان هناك ممثل كبير لم يلتفت إليه أحد بل ويغيب إسمه للأسف من معظم المقالات والمطبوعات التي تؤرخ للفيلم. هذا الممثل هو تيرني لورانس، وهو يقوم بدور "جو كابوت" الذي يقود أفراد العصابة من البداية، وكان في الثالثة والسبعين من عمره وقت تصوير الفيلم، وهو يجتمع مع أفراد العصابة على العشاء في المشهد الأول الشهير من الفيلم يناقش ويتدخل عندما تشتد حدة الخلافات بين الجالسين، وكانوا جميعا يرتدون البذلات السوداء كأنهم مجموعة من رجال الأعمال فيما عدا "جو كابوت" الذي كان يرتدي قميصا، ثم نراه في مشهد آخر سيأتي بعد أن تفشل عملية السطو وليس قبل ذلك على عكس مسار السرد في فيلم الجريمة الأميركي التقليدي، ثم نراه يقوم بتوزيع الأدوار عليهم وتلقينهم أسماء وهمية لها علاقة بألوان محددة مثل "بلو" وبلوند" و"هوايت".

عرف لورانس بأدوار الشرير الضالع في عالم الليل والعصابات، ومن أشهرأدواره دور زعيم العصابة الشهير جون ديللنغر في فيلم "ديللنغر" (1940)  كما اشتهر بدور القاتل في فيلم "ولد ليقتل" (1947).

ولم تأت شهرة تيرني لورانس في أفلام العنف والشر والجريمة وأداؤه للدور من فراغ، فقد كانت هناك علاقة وثيقة بين صورته على الشاشة وصورته في الحياة، وقد عرف بأنه مشاغب عنيد وسكير عربيد، وألقي القبض عليه أكثر من عشر مرات في الفترة من 1944 و1951 بتهم تتعلق بالاعتداء والشجار في الأماكن العامة تحت تأثير الخمر. قضى تيرني 3 اشهر في السجن عام 1948 بعد اعتدائه على شاب في أحد البارات، وفي العام نفسه اتهم بركل شرطي وهو مخمور، وفي 1952 تشاجر مع ملاكم في برودواي، واعتدى على شرطي بالضرب في 1956، وفي يوم انتحار والدته عام 1958 اتهم باقتحام منزل سيدة والاعتداء على صديقها بالضرب!

عرف تيري أيضا بتدخله واعتراضاته الكثيرة على المخرجين الذين كان عمل معهم وأيضا زملائه من الممثلين. ويرى ما شاركوه التمثيل في فيلم "كلاب المستودع" أن وجوده في الفيلم كان يضفي عليه نوعا من المصداقية، وتحدث بعضهم عن استمتاعهم برؤيته وهو يتقمص دورا ليس بعيدا عن طبيعته الشخصية، لكنه رغم ذلك تسبب في نشوب الكثير من المشاجرات بين الممثلين وأفراد طاقم التصوير، وقد تشاجر مثلا مع زميله الممثل إدوارد بانكر (الذي قام بدور مستر بلو) كما احتك كثيرا بالمخرج تارانتينو نفسه.

أقلع تيري عن الخمر بعد أن أصيب بنوبة قلبية عام 1982، ولكن محاميه قال إنه ظل يذهب لدفع الكفالة واطلاق سراحه من السجن حتى عام 1994. وقد توفي الرجل متأثرا باصابته بالالتهاب الرئوي عام 2002، أي بعد عشر سنوات من ظهور الفيلم الذي أعاده إلى الأضواء. ودنيا السينما مليئة بالعجائب!



الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

عن متحف السينما في تورينو



قد تكون فرنسا هي "أم السينما" في العالم، فهي صاحبة الاختراع الأول للسينماتوغراف، وهي التي تمتلك أكبر وأعظم دار للمحفوظات السينمائية (سينماتيك) في العالم، تضم أكبر مجموعة من الأفلام والوثائق والصور وكل ما يتعلق بتاريخ تطور الصناعة السينمائية. لكن معظم هذه المقتنيات محفوظة بعيدا عن عيون الجمهور، أما متحف السينما الباريسي فهو جزء صغير من السينماتيك الفرنسية.
وقد فشل الانجليز في الإبقاء على "متحف الصور المتحركة" الذي افتتح عام 1988 بتبرعات عدد من المؤسسات الخاصة والأفراد، وأغلق عام 1999 بعد أن عجزت الحكومة عن تقديم الدعم المالي له، وهو ما يتسق مع نظرة الانجليز الذين يحسبون كل شيء بالمنفعة المباشرة والمردود المالي، فمؤسسة كهذه لا يتوقع أن تدر الكثير من المال بالطبع. ولم يكن المتحف يليق بتاريخ السينما البريطانية العريق.
أما المتحف الموجود في مدينة تورينو الإيطالية فهو بلاشك الأكبر والأجمل والأكمل في العالم على قدر علمي، سواء بتصميمه الفني الفريد الذي قدمه مهندس الديكور السويسري فرنسوا كونفينو، أو بمساحته التي تبلغ 3200 متر مربع والموزعة على خمسة طوابق من برج تورينو الشهير- رمز المدينة- أو بكم المقتنيات الهائل التي تشمل الكتب السينمائية والملصقات والملابس والأجهزة السينمائية للعرض والتصوير والمونتاج من بدء تاريخ الاختراع حتى وقتنا هذا، والصور الفوتوغرافية من الأفلام، والرسوم التوضيحية والجرافيكس وأعمال الفن. وهو مثلا يحتوي 300 الف ملصق سينمائي و80 ألف صورة و35 ألف كتاب ونحو 14 ألف بكرة من بكرات الأفلام، و20 ألف قطعة أصلية من الأجهزة السينمائية، ولديه أيضا دار للعروض السينمائية على مسافة قريبة من البرج تعرض كلاسيكيات السينما والاكتشافات الجديدة من الأفلام القديمة التي يتم ترميمها.
ومتحف تورينو ليس مجرد متحف للعرض بل معهد علمي يقدم بشكل عملي وتوضيحي سواء من خلال المعروضات أو الأفلام التي نشاهدها على شاشات موزعة على أقسام المتحف، تاريخ تطور فن السينما في العالم، ويأخذك في جولة شبيهة بمشاهدة فيلم، لكنه فيلم متعدد الطبقات والأساليب، حيث تنتقل من مرحلة ما قبل السينما (الحفريات السينمائية) إلى ظهور الاختراع، ثم الفيلم الصامت ومنه إلى ظهور الأنواع مثل الويسترن والفيلم الموسيقي، والواقعية الجديدة، وغير ذلك.
الانتقال من طابق لآخر يتم إما عبر الصعود التدريجي في ردهات دائرية طويلة، أو من خلال مصاعد مخصصة للزوار. والمساحة الرئيسية في المتحف أو "الغاليري" المفتوح يضم عددا من الشاشات التي تعرض عليها مقاطع من كلاسيكيات السينما في العالم. هذه القاعة تقع في قلب المبنى وعند التطلع إلى أعلا تشاهد المصعد الرئيسي للبرج وهو يصعد بالزوار إلى أعلى نقطة يمكن الوصول إليها من هذا البرج المسمى "مول أنطونيليانا" (نسبة إلى المهندس الذي صممه اليساندرو أنطونيللي وأشرف على بنائه حتى وفاته وهو في التسعين من عمره، أما كلمة مول فمعناها كتلة). وقد افتتح المبنى عام 1889، ويبلغ ارتفاعه 165 مترا، ويوصف بأنه أعلا متحف في العالم فمتحف السينما يحتل معظم طوابقه.
متحف السينما في تورينو اكتمل عام 2000، وأعيد تصميمه الجمالي البديع ليصبح على ما هو عليه اليوم عام 2006 قبيل افتتاح دورة الألعاب الشتوية العالمية التي شهدتها المدينة. ويتدفق عليه أكثر من نصف مليون زائر سنويا ويعتبر من بين أكثر متاحف إيطاليا جاذبية للزوار.
وجود متحف للسينما في أي مدينة في العالم يعتبر دليلا على الاهتمام بفن السينما ومساواة هذا الفن بالفن التشكيلي، أي أنه يستحق أن تخصص له متاحف ومعارض، ومهرجانات لا تكتفي باستعراض الأزياء والسير فوق البساط الأحمر كما يفعل كثير من مهرجانات السينما في العالم العربي.. ولكن هذا موضوع آخر!

السبت، 5 ديسمبر 2015

هولوكوست إلى الأبد!

 فريد لوشتر في فيلم مستر موت"

عرفت السينما العالمية مئات الأفلام السينمائية، الروائية والتسجيلية، عن موضوع "الهولوكوست" أو ما يعرف بـ "الإبادة الجماعية" لليهود على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، من خلال ما عرف بـ "غرف الغاز"، والمقصود الخنق الجماعي باستخدام الغازات السامة في غرف خاصة أنشأها الألمان داخل معسكرات الاعتقال الشهيرة في أوشفتز وبيركناو وتريبلنكا وغيرها.

لكن التاريخ السينمائي لم يعرف أفلاما مضادة لنظرية "الإبادة"، رغم ظهور أفلام أخرى تناقض وتفضح الكثير من الجوانب الخفية وراء وقوع بعض الأحداث التاريخية الكبرى مثل قصف اليابان بالقنابل الذرية، فقد ظهرت أفلام عديدة تؤكد غياب أي مبرر عسكري لمثل هذا القصف الوحشي، بينما ظل من المحظور- سينمائيا - التشكيك في الدوافع المعلنة وراء قصف الحفاء مدينة دريسدن في ألمانيا في نهاية الحرب، بالقنابل الحارقة ومقتل 90 ألف ألماني من المدنيين الأبرياء.

لماذا؟ لأنه غير مسموح التشكيك في عدد يهود أوروبا الذين هلكوا في "الهولوكوست". والغريب أن البروفيسور الفرنسي روبير فوريسون، أثبت بالأدلة العلمية قبل 35 سنة، أن غرفة الغاز الموجودة حتى يومنا هذا في معسكر "أوشفتز"، أنشئت عام 1948 أي بعد ثلاث سنوات من نهاية الحرب، لكي يشاهدها السياح دون أن تقول لهم سلطات "متحف أوشفتز" أنها (من وحي الخيال)!

يندر أن يخلو فيلم من أفلام الحرب العالمية الثانية من موضوع "الهولوكوست" وهلاك اليهود في "غرف الغاز"، أو حتى في "أفران الغاز" التي توحي بالقاء اليهود أحياء داخل المحارق أو الأفران.

فيلم واحد فقط حاول ذات مرة، أن يعرض وجهة النظر الأخرى ولو على استحياء، هو الفيلم التسجيلي "مستر موت: صعود وسقوط فريد لوشتر" الذي أخرجه المخرج الأمريكي (اليهودي) "إيرول موريس". وفيه يسلط الضوء على أفكار "المراجعة التاريخية" المناهضة لنظرية الإبادة الجماعية. وقد أثار عرض الفيلم على طلاب جامعة هارفارد في الولايات المتحدة مناقشات صاخبة وجدلا حادا بين الطلاب. وعقب ذلك تعرض مخرجه لهجوم عنيف من قبل اللوبي اليهودي، بلغ حد اتهامه بالنازية رغم كونه يهوديا، مما اضطره لإحداث تغييرات كثيرة في الفيلم فأدخل حوارات جديدة صورها مع مؤرخين مؤيدين لنظرية الإبادة في غرف الغاز.

يصور الفيلم قصة فريد لوشتر المهندس المتخصص في  تكنولوجيا الإعدام في أميركا، الذي ذهب بتكليف من فوريسون عام 1988 الى بولندا وتسلل سرا داخل الغرفة المدمرة التي يقال إنها كانت غرفة الغاز في معسكر أوشفتز، وتمكن من أخذ عينات سرا وعاد لكي يوكل الى معمل في كاليفورنيا اختبار نسبة غاز السيانور السام فيها.  وجاءت النتيجة تثبت خلو العينات المأخوذة من غرفة الغاز من أي أثر للغاز السام. وقد نشر "تقرير لوشتر" في كتاب أصبح شهيرا في العالم كله وترجم إلى لغات عدة.
ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة سقوط لوشتر، أو إسقاطه، فضغطت الجماعات والمنظمات اليهودية على زوجته الى ان تخلت عنه وطلقته، وقاموا باثبات أنه غير حاصل على شهادة في الهندسة، فألغيت العقود التي كانت موقعة معه لحساب سجون امريكية، وتعرض للاعتداء بالضرب، وشوهت سمعته في أجهزة الاعلام، وقبض عليه خلال زيارة له الى لندن لإلقاء محاضرة وتم ترحيله بشكل مهين، وظهر مدير معمل التحاليل لكي ينكر ما سبق ان أدلى به من نتائج. والنتيجة أن لوشتر أصبح "شهيد" التجرؤ على قول الحقيقة. فهل يجرؤ أحد بعد ذلك على التصدي للإباديين!

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

وودي ألين وفرانك سيناترا




 
ميا فارو وفرانك سيناترا


كتاب جديد صادر حديثا يكشف الكثير عن علاقة المغني الذائع الصيت والممثل الأميركي الراحل- من أصول إيطالية- فرانك سيناترا بالممثلة "ميا فارو" التي تزوجها وعاشا معا لمدة 22 عاما قبل أن يقع بينهما الطلاق.

الكتاب بعنوان "وودي" وهو عن المخرج والممثل الأميركي الشهير وودي ألين، الذي تزوج ميا فارو بعد طلاقها من سيناترا، واستمر زواجهما سنتين قبل أن يقع الطلاق بينهما، وهي تروي كيف أن سيناترا كان شديد الحساسية وكان في انفعالاته أقرب إلى الأطفال، لكنه كان صاحب قلب كبير، وكان يحبها كثيرا. وتقول إنها لجأت إليه عام 1993، وكانت متزوجة من وودي ألين، تشكو إليه كيف أنه أقام علاقة مع ابنتها بالتبني "سون يي برفين"، وهو ما أدى فيما بعد إلى طلاقهما، ثم رفعت ميا فارو الأمر للقضاء ومازالت تداعيات القضية قائمة حتى اليوم، كما اتهمته ميا فارو باقامة علاقة مع ابنة أخرى لها بالتبني كان عمرها سبع سنوات، وهو ما نفاه المخرج الكبير.

الطريف أنها تقول إن فرانك سيناترا الذي كان معروفا بصلاته بعصابات المافيا الإيطالية في أميركا، ذهب وقتها إلى من يعرفهم من رجال المافيا، يطلب منهم خدمة خاصة تتلخص في تصفية وودي ألين جسديا أي التخلص منه بالقتل. ولكنهم رفضوا تلبية طلبه، فقد رأوا أنه يغالي كثيرا فيما يطلبه وأن رجلا يخون زوجته لا يجعله يستحق القتل، وأنهم إن استجابوا له فستكون تلك سابقة خطيرة في تاريخ المافيا، أي قتل ممثل ومخرج شهير لسبب كهذا!

المافيا بالطبع لها "تقاليدها" وحساباتها الخاصة التي لا علاقة لها بالأخلاقيات بالطبع. ومعروف أنها سبق وأن قدمت خدمة جليلة لسيناترا بإعادته إلى عالم التمثيل بعد أن كانت ستديويهات هوليوود قد نفضت أيديها منه في وقت ما، وهو ما صوره ببراعة فرنسيس كوبولا في فيلم "الأب الروحي" (أو "العراب")، عندما نرى زعيم المافيا (مارلون براندو) يرسل محامي العائلة إلى المنتج السينمائي "مو غرين" لكي يقدم له "عرضا لا يمكنه أن يرفضه" ولكنه يرفضه فتكون النتيجة ذلك المشهد المرعب الذي لا ينساه الجمهور، عندما يستيقظ المنتج مذعورا يتحسس فراشه المبلل ليكتشف أنه مصبوغ بالدم، إلى أن يعثر على رأس حصانه النادر مقطوعا. وكانت النتيجة أن قبل على الفور عودة سيناترا (أو بالأحرى جوني فونتين في الفيلم) إلى العمل في هوليوود!

يقول مؤلف الكتاب إن سيناترا قال وهو في ذروة غضبه أمام ميا فارو إنه "سيكسر ساقي ألين"، لكنه لم يفعل بعد أن فزعت ميا فارو مما قاله وتمكنت من تهدئة الموقف بطريقتها. وكان سيناترا يكن كراهية دفينة ضد ألين منذ أن صور شخصية تشبهه كثيرا لمغن تقدم في العمر وانحسرت عنه الأضواء،  في فيلمه "برودواي داني روز" (1984). 

وودي ألين


وفي الكتاب الكثير من التفاصيل الشخصية التي تتعلق بحياة ألين، وبأن "خيانته" لزوجته السابقة لم تكن جديدة، بل سبقها الكثير من الخيانات الأخرى، حتى مع ممثلات أتى بهن للقيام بأدوار رئيسية في أفلامه وكان يتراهن مع المنتج على من ينالهن أولا. ويقول المؤلف إن وودي ألين مصاب بنوع من الهوس الجنسي، وأنه لا يعرف الحب، بل هو مدفوع بالرغبة في التحقق عن طريق الجنس، وإنه يعبر في أفلامه باستمرار، عن هذا الهوس وعن حالة العصاب التي تسيطر عليه منذ شبابه. وحتى الآن لم يلجأ ألين للقضاء لوقف توزيع الكتاب، بل يبدو أيضا أنه يستمتع بما جاء فيه!


الجمعة، 13 نوفمبر 2015

عن الفيلم والشريط والخيالة


لا أستطيع أن أستوعب كيف يمكن أن يتضمن مقال واحد، في مجال عرض أو نقد فيلم سينمائي، كلمة “فيلم” تارة، وكلمة “شريط” تارة أخرى في وصف ما تعارف العالم أجمع على وصفه بـ”الفيلم” منذ زمن طويل، بعد أن استقرت الكلمة في معظم اللغات الحية في بلاد الدنيا، وأصبحت مفهومة لدى الكبار والصغار، من شتى الطبقات الاجتماعية.
والملاحظ أن الكثير من الكتاب العرب مازالوا يستخدمون بشكل آلي، كلمة “الشريط” في الإشارة إلى الفيلم السينمائي، بينما لو تأملنا قليلا في الكلمة سنجد أن هناك فرقا كبيرا بين “الفيلم” و”الشريط” في المعنى وفي المفهوم وفي الاستقبال أيضا.
الشريط يشير إلى شيء محسوس، أي أنها كلمة تصلح لوصف “شريط الفيلم” (لاحظ أننا استخدمنا كلمة الفيلم) أو المادة المحسوسة الملموسة السوداء من شريط السوليولويد المصحوب بثقوب على الجانبين، الذي كانت تصوّر عليه الأفلام السينمائية لعشرات السنين ومازالت، وإن قل استخدامه كثيرا بعد انتشار تصوير الأفلام حاليا بواسطة الكاميرا الرقمية بالطبع، التي حوّلت الصورة المنطبعة على شريط السليولويد إلى إشارات رقمية يتم تخزينها على ذاكرة الكاميرا أو جهاز الكمبيوتر أو ما يسمى بـ”الفلاش ميموري” أو غير ذلك.
من المفهوم بالطبع أن من يحرصون على استخدام كلمة “شريط”، يريدون التشبث بفكرة تعريب الكلمة أو المصطلح الأجنبي أي “الفيلم”.
ومع ذلك إذا كان الأصل في اللغة أن يتحدث الناس بها ثم يعكف علماء اللغويات على وضع الكلمات في سياقات وشرح معناها ومبتغاها، واستنباط دلالاتها وقواعدها.
من الواجب أن نعتمد ما تنطق به الغالبية العظمى من الجمهور العربي الذي يتعامل مع السينما كمنتج أو كفن حديث، صحيح أنه ظهر في الغرب أولا، إلاّ أن الكثير من الدول خارج العالم الأوروبي- الأميركي، قامت بتطويره واستخدامه في الإبداع والتعبير.
الشريط إذن له معنى مادي جامد، في حين أن “الفيلم” عالم بأسره، رؤية، نظرة للحياة، أسلوب في التعامل مع الخيال، فهو يعكس خيال المبدع ونظرته للعالم وطريقته في التعبير أو في رواية القصص واستخدام الموسيقى والفن التشكيلي والتمثيل وغيره من الفنون في صياغة رؤيته وتوصيلها للمتفرج.
ونفس الشيء يمكن أن يقال في ما يتعلق بكلمة “سينما”، التي اجتهد بعض العرب فأطلقوا عليها، “الخيالة”، في حين أنها ليست فقط “خيالة” أي مجرد ظلال وأشباح وصورة تنعكس على شاشة بيضاء، بل هي في الحقيقة، أكثر تعقيدا من هذا بكثير، فهي أيضا عالم بأسره.. دنيا واسعة تفيض بالأفلام والمشاعر والمخيلات والخيالات والرؤى والإشارات والاتجاهات والمدارس الفنية والفكرية المختلفة. وليس من المعقول أن نختزلها في كلمة “خيالة” تشبثا بتعريب كلمة أصبحت أيضا موحدة ومتفقا عليها في سائر لغات العالم.
لماذا قبلنا أن نستخدم مثلا كلمة الموسيقى (الأجنبية) في الإشارة إلى هذا الفن البديع (ميوزيك في الإنكليزية، وميوزيك في الفرنسية، وموزيكا في الإيطالية) رغم أنه كان موجودا لدينا منذ القدم، ولا أعرف شخصيا ماذا كان يطلق عليه العرب؟
ليس عيبا أن نتفق على استخدام كلمة “فيلم” وأن نتوحد في استخدام كلمة “سينما”، عندما يتعلق الأمر بفن وفد إلينا ولم نكن نعرفه، بل ولم يكن له وجود في التراث العربي القديم -لحسن الحظ- وإلاّ لأصبحت له معايير خاصة مختلفة عما هو قائم في العالم كله، رغم أن ذلك لم يمنع العرب حتى يومنا هذا، وبعد 125 عاما على ظهور السينما، من فرض قيود مشددة على استخدام السينما والتعامل مع الفيلم، وهو موضوع آخر.

الخميس، 5 نوفمبر 2015

أفلام وأوهام!


من مفارقات الزمن الغريب الذي نعيشه الآن، تلك الإشارات المتكررة في أحاديث النخبة وغير النخبة عما يدعونه “الزمن الجميل”، بل والكثير من أبناء الأجيال الجديدة أيضا، مع ترويج مستمر في قنوات التلفزيون المصرية التي لم تعد تملك سوى ما تبقى من مخلفات البرامج الرياضية والأغاني والمسلسلات والأفلام القديمة من زمن “الأبيض والأسود” من الستينات.
وليس معروفا بالضبط من العبقري الذي اخترع تعبير “الزمن الجميل”، الذي أصبح من التعبيرات الراسخة في الصحافة والإعلام تتناقله الأجيال، بينما لا يوجد أصلا زمن جميل وزمن آخر غير جميل، فكل الأزمنة والعصور تعرف الجميل والقبيح، الصالح والطالح من الأعمال الفنية وغير الفنية.
وكما أننا نشهد منذ أكثر من عشرين عاما “طفحا” غريبا على جسد الكوميديا المصرية بفعل طوفان من أفلام التهريج وما يعرف في الشارع بـ”الاستهبال” أو -البلاهة العدمية- إذا جاز التعبير، فقد كان هناك في الماضي أيضا الكثير من مهرجي السينما الذين لم يكن ما يقدمونه يرقى إلى الكوميديا الإنسانية الرفيعة، بل كانوا في الحقيقة، قوالب نمطية يعاد إنتاجها مرات ومرات.
ومع ذلك فالمفارقة تكمن في أن الكثيرين يعتبرونهم الآن -بأثر رجعي- من كبار الكوميديين لا لشيء سوى لأنهم من “الماضي”.
فهل كان محمود شكوكو أو زينات صدقي أو وداد حمدي وماري منيب وغيرهم، سوى مجموعة من الأنماط السوقية المتكررة التي لا تجيد سوى “الردح”، في زمن كان نقاد الصحافة السائدة يعتبرون كل من يجيد “الردح” أمام الكاميرا أو الميكروفون، “فنانا شعبيا”.
على الصعيد السياسي سنجد أيضا أن الكثير من أبناء الأجيال الجديدة الذين لم يعيشوا أصلا زمن الرئيس المصري أنور السادات، يعتبرون السادات نموذجا للعبقرية والدهاء السياسي والزعامة التي لا يشق لها غبار، ويترحمون على أيامه التي لم يعيشوها، بينما كان السادات المسؤول الأول عما آلت إليه مصر من تراجع بموجب سياساته الاقتصادية وإعلائه من شأن “التفاهة” على “الثقافة”، وكراهيته المتأصلة للمثقفين وأساتذة الجامعات والمفكرين.
كان السادات هو من أصر على تخريب ما تحقق في أكتوبر 1973، ومضى في ما بعد إلى اتفاقات منحت إسرائيل أكثر مما حصلت عليه مصر، تحت شعار “أن حرب أكتوبر آخر الحروب” مصرا على أن مبادرته لزيارة القدس نجحت وقلبت التاريخ.
ومن المشاهد المضحكة المعروفة التي يصفها وزير خارجية السادات محمد إبراهيم كامل في مذكراته، وهو الذي استقال احتجاجا على طريقة إدارة السادات مفاوضات كامب ديفيد، ما يسرده عن السادات حين بادره بالقول بضرورة نسيان كل ما يعرفه من خبرات وتكتيكات تتعلق بإدارة العملية الدبلوماسية من تفاصيل وإجراءات ومناورات، مؤكدا له “أنا واخدك معايا عشان أدخلك التاريخ يا محمد!”.
ولم تكن مصادفة أن يظهر في عصر السادات وينتعش مطرب كباريهات يدعى “كتكوت الأمير”.
والطريف أن من يترحمون من أبناء الجيل الجديد على عصر السادات يستندون على ما يصوره فيلم رديء ظهر عن “السادات” قام ببطولته الراحل أحمد زكي، وفي أحد مشاهده يستدعي “أحمد زكي- السادات” السفير الإسرائيلي ويعنفه بشدة ويطلب منه أن يخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغين عن “احتجاجه الشديد” على قصف المفاعل النووي العراقي، مؤكدا أنه لن يسمح ولن يسكت.. إلى آخر تلك “الهرتلات” التي لا أساس لها في الواقع.
فإلى أي قوة كان يمكن أن يستند السادات وهو يهدد بيغين، بينما كان قبلها قد ابتلع لسانه أمام بيغين الذي أعلن خلال مؤتمر صحفي في الإسماعيلية، أن أجداده اليهود هم بناة الإهرامات.

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

عن الأجناس والأنواع في السينما



معروف أن هناك أجناسا سينمائية، مثل الفيلم الروائي والفيلم التسجيلي أو الوثائقي، وفيلم “التحريك” الذي يعتمد على الدمى والرسوم والغرافيك وما إلى ذلك أو باختصار، “الأنيميشن”.
وقد ظهر أخيرا الفيلم ثلاثي الأبعاد، ولكن هذه مجرد تقنية فقط وليست جنسا سينمائيا، وقد تتداخل هذه الأجناس أحيانا فيأتي الفيلم الروائي مثلا مصحوبا بلقطات تسجيلية، أو أن يستخدم مخرجه بعض أعمال التحريك لتوصيل فكرته.
ومع ذلك فهذا لا ينسف تماما جنس الفيلم، أي لا يجعل الفيلم يخرج عن إطار الفيلم الروائي، أما إذا استخدم مخرج الفيلم التسجيلي “إعادة التجسيد”، أي الاستعانة بممثلين لإعادة تمثيل حدث ما “حقيقي”، فيصبح الفيلم من جنس “الدوكيو- دراما” أو الدراما التسجيلية.
وتظل تسميّة الأجناس السينمائية قائمة، وتظل لها معالمها التي يمكن فهمها والتعامل الواعي معها، من قبل المشاهدين والنقاد ودارسي السينما.
أما أنواع الأفلام فهو نظام أميركي لتصنيف الأفلام حسب موضوعاتها، وهو من ابتكار منتجي هوليوود الذين يرغبون في أن يحدد كاتب السيناريو من البداية نوع الفيلم الذي يكتبه، هل هو فيلم عاطفي أم تاريخي، دراما حربية أم موسيقية، أو فيلم كوميدي رومانسي، أم “ثريلر”، أي فيلم من أفلام التشويق والإثارة والمطاردات والتحقيق البوليسي مثلا؟
كما أن هناك أيضا فيلم الويسترن، أو الغرب الأميركي، التي يطلق عليه كثيرون تسمية “أفلام رعاة البقر”، بينما ليس بالضرورة أن يكون أبطالها من رعاة البقر، بل هم عادة من المغامرين الأشقياء الباحثين عن الذهب أو من عتاة الإجرام، الذين كانوا يبتزون الرأسماليين الذين يشيّدون خطوط السكك الحديدية والبلدات الجديدة في الغرب الأميركي، أو من متعقبي المجرمين لتقديمهم إلى العدالة مقابل مكافآت مالية محددة.
ولكل من هذه الأنواع السينمائية طريقة سينمائية مختلفة في معالجتها سينمائيا، وتصنيف الفيلم حسب النوع، يساعد المنتجين تحديد مكانه في سلم الإنتاج، كما يساعد المشاهدين على تحديد ما يرغبون في مشاهدته.
ومن الممكن أن تشارك “أنواع” مختلفة من الأفلام في مسابقات المهرجانات السينمائية الدولية، وهو ما يحدث منذ بداية إقامة هذه المهرجانات. ولكن إذا كان من الجائز خلط الأنواع السينمائية، فليس من المقبول من وجهة نظري، الخلط بين الأجناس السينمائية.
ومع ذلك فبعض مهرجانات السينما بدأت خلال السنوات القليلة الماضية، تخلط في مسابقاتها بين أجناس الأفلام، فتضع الفيلم الروائي الخيالي جنبا إلى جنب مع فيلم التحريك والفيلم الوثائقي أو التسجيلي، وهو ما أراه أمرا مربكا وغير منصف، فالأصل في تحكيم الأفلام يكون من قبل لجان ذات اختصاص، انسجاما مع الجنس السينمائي الذي يقيّمون أفلامه.
فمن الصعب أن نطالب المحكمين بالمفاضلة بين فيلمين ينتميان الى جنسين مختلفين، وإلا فلماذا توجد مهرجانات متخصصة للأفلام التسجيلية، ومسابقات خاصة بأفلام التحريك، بل وفي الكثير من المهرجانات، توجد مسابقة للفيلم التسجيلي جنبا إلى جنب مع مسابقة الفيلم الروائي، ولكل مسابقة لجنة تحكيم خاصة بها، تضمّ أعضاء متخصصين في الحكم على هذه الأفلام، ولكن ليس من الطبيعي أن تقوم لجنة تحكيم دولية تضمّ عددا من الممثلين والممثلات، بالحكم على أفلام وثائقية تخلو من التمثيل مثلا.
وفي المقابل، ومن المؤسف أن هناك من النقاد من يشجعون هذا الخلط بين الأجناس، بدعوى أن الفيلم الحديث أصبح عملا “تشكيليا”، أي يضمّ كل هذه الأجناس معا، وهو ليس صحيحا على إطلاقه، والدعوة إلى هذا الخلط ستؤدّي بالضرورة إلى فوضى تؤدّي بدورها إلى ظلم الكثير من الأفلام الجيدة، وإرباك المتفرج والناقد والمبدع السينمائي، وهو ما يحدث بالفعل.

الخميس، 27 أغسطس 2015

خروتشوف والنقد السينمائي!



في عام 1956 زار الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، بريطانيا في زيارة رسمية، إبان ذروة الحرب الباردة، بهدف تخفيف التوتر بين المعسكرين المتصارعين.
وكان خروتشوف فلاحا روسيا خشنا، وشيوعيا مخلصا يؤمن بالطبقة العاملة كصانعه للتاريخ. وقد نظم البريطانيون له استقبالا رسميا ملكيا باعتباره أول زعيم سوفييتي يزور بريطانيا.
وكان يصحبه مرافق ومترجم، وقد صافح خروتشوف الملكة، وعندما قدموا له زوج الملكة، الأمير فيليب تساءل في عفوية وبساطة، ومن يكون الأمير فيليب؟ فهمس المرافق في أذنه: إنه زوج الملكة يا سيدي.
ومع ذلك عاد خروتشوف يسأل بصوت مرتفع: طيب.. هو زوج الملكة في الليل، ولكن ماذا يفعل في النهار؟ وقد اندهش الجميع من هذا التعليق الذي يخرج عن الأعراف الدبلوماسية، واقتضى الأمر نوعا من الاعتذار تفاديا لوقوع أزمة دبلوماسية كان الطرفان في غنى عنها في ذلك الوقت.
ولو أنني كنت محل مرافق خروتشوف، لربما همست في أذنه على الفور: الأمير فيليب يا سيدي يعمل في الحقيقة زوجا للملكة في النهار، ثم يكتب النقد السينمائي في الليل.
ولا شك أن خروتشوف كان سيرفع حاجبيه في دهشة وتعجب، ويتصور أنني أسخر منه، ولكنت قد وجدت نفسي مطرودا من عملي، لكن ربما كنت سأنجح أيضا في العثور على وظيفة ناقد سينمائي ولو على موقعي “تويتر” و“فيسبوك”.
فقد أصبح النقد السينمائي مشاعا، يمارس دون أي معرفة حقيقية أو جهد، بل وأصبح الجمع بين صناعة الأفلام وكتابة النقد معا، ولو كتعليقات عابرة سريعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عادة مزمنة ومزعجة، في هذا الزمن العجيب.
يعاني العالم العربي، بصورة استثنائية، من وجود الكثير ممن يصنعون الأفلام، من كتاب السيناريو أو المخرجين، الذين لا يجدون حرجا في كتابة سيناريوهات الأفلام أو إخراجها في النهار، ثم كتابة مقالات نقد أفلام الآخرين في الليل، بينما يجب أن يتمتع الناقد بالاستقلال عن عملية صناعة الأفلام، أي لا يكون طرفا فيها.
والمشكلة أن كثيرا من المخرجين وكتاب السيناريو الشباب، يلحون على معرفة رأي الناقد في سيناريوهاتهم التي لم يتم تصويرها بعد، وكثيرون منهم يطلبون من الناقد قراءة السيناريو ثم كتابة ملاحظاته كخدمة تطوعية بالطبع، وقد تلقيت شخصيا مئات الطلبات بهذا المعنى من سينمائيين شباب.
واعتذرت عن عدم تلبية مطالبهم، ليس فقط لأن “تصليح السيناريوهات” ليست وظيفتي، بل ولأنني لا أريد أن أجد نفسي متورطا كطرف مباشر، في صناعة الفيلم، وأفقد بالتالي استقلاليتي في التعامل مع الأفلام كناقد.
هذا الخلط الموجود عند كثيرين، هو الوجه الآخر لمشكلة كاتب السيناريو الذي يجمع بين كتابة السيناريو وكتابة النقد، فكيف يمكن أن يبقى محايدا في حكمه على أفلام لمخرجين قد يعمل معهم في المستقبل؟
ومن المضحكات أنه توجد في مصر جمعية تطلق على نفسها “جمعية كتاب ونقاد السينما”، تجمع بين نقاد السينما وكتاب السيناريو، وهو ما لا وجود له في العالم.
وقد توجد أيضا ممثلة، كانت تعمل في الصحافة قبل أن تصبح ممثلة بالصدفة، تعتقد أن من حقها كتابة انطباعاتها عن أفلام الآخرين الذين تعمل معهم أو لا تعمل، دون أن تدرك أنها بهذا تلعب دورا سلبيا في التأثير على جمهورها، خاصة وأن كل تعليقاتها إيجابية، كلها عبارات إشادة وتمجيد مطلقة، لأفلام من النوع الرديء.
فإذا أرادت كتابة النقد فلماذا لا تتوقف عن التمثيل وتتفرغ للنقد، فلعل النقد يربح شيئـا، بينما السينما لن تخسر أيّ شيء؟

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger