الثلاثاء، 4 مارس 2014

حول تكريم فاروق حسني في مهرجان المركز الكاثوليكي السينمائي



قرأت البيان الذي أصدره عدد من السينمائيين المصريين (إعتراضا) على تكريم وزيرالثقافة الأسبق فاروق حسني في مهرجان السينما المصرية السنوي الذي يقيمه المركز الكاثوليكي المصري في القاهرة، ووجدته بيانا ضعيفا بل وهزيلا فالموقعون عليه (8 أسماء) يستبعدون أن يككون اعتراضهم على تكريم فاروق حسني المعروف بلقب "وزير الحظيرة"- نسبة إلى التعبير المنسوب إليه- يقولون في بيانهم إنهم (غير معنيين بغسيل السمعة الذي مارسه فاروق حسني من موقعه كوزير ثقافة لصالح حسني مبارك، نحن غير معنيين بمواقفه السياسية) كما أنهم (نحن وإن كنا معتقدين في أهمية إعلان موقفنا، إلا أنا لا نرى فائدة ترجى من سحب أفلامنا من الدورة الحالية للمهرجان، وذلك لإيماننا بأن عروض الأفلام إنما هي ملك لمحبي الافلام ومشاهديها)...
هم ليسوا إذن مختلفين سياسيا مع فاروق حسني ولا يهمهم حتى ما مارسه من غسيل لسمعة نظاممبارك، بل فقط لا يعجبهم أن يتك تكريمه لأنه مسؤول عن الحريق في مسرح مدينة بني سويف الذي أدى الى قتل عدد من المسرحيين والمثقفين، وعلى فساد المتاحف المصرية)!!!
كما أن الأخوة الموقعين على البيان يؤكدون أنهم لن يسحبوا أفلامهم من مهرجان المركز الكاثوليكي اكتفاء بالطبع بالبيان (الورقي) الذي أصدروه في حين ان الموقف الأقوى كثيرا الذي كان يمكن أن يعد موقفا ثوريا عن جق، هو سحب أفلامهم وادانة موقف المركز الكاثوليكي الذي لا يتعرضون له في بيانهم سوى بابداء الاحترام والتقدير (للدور الذي يقوم به المركز الكاثوليكي تجاه صناعة السينما المصرية). ولا أدري ما هو هذا الدور خاصة أن هذا المركز التابع للكنيسة الكاثوليكية في مصر يفرض شروطا رقابية متزمتة من منطلقات أخلاقية ودينية على الأفلام السينمائية، ولا يقبل في مهرجانه سوى أفلام الدعوة الى الفضيلة والخير الذي يجب أن ينتصر على الشر، طبقا لقناعاته بالطبع، ومعظمها أفلام متدنية المستوى..  كما أن دور الكنيسة الكاثوليكية ليس الاهتمام بالسينما ولا بالثقافة والسياسة، بل بخدمة رعاياها. والغريب أن موقف المركز والكنيسة في الاحتفاء بفاروق حسني لا يلقى اي اعتراض من طرف الموقعين على البيان، وكأن فاروق حسني هو الذي قام بالاحتفاء بنفسه!!
إن احتفاء المركز الكاثوليكي بفاروق حسني وتكريمه هو عمل سياسي واضح وموقف داعم لنظام نريده أن يسقط وكنا دائما نعمل من أجل إسقاطه، من قبل أن يولد "الأب بطرس"- راعي المركز والمهرجان المزعوم- الذي يتهمنا الآن بأننا ممن يريدون "ركوب موجة الثورة"!
قلناها من قبل ونقولها مجددا: الفاتيكان لا يقيم مهرجانات سينمائية ولا يستقبل ممثلات وممثلين يتمسح فيهم من أجل كسب بعض الشعبية له في ايطاليا، كما أنه لا يوزع جوائز سينمائية ولا يحتفي بالرموز السياسية من الحقبة الفاشية.. ولو فعل لقامت قيامة كل السينمائيين والمثقفين في إيطاليا.. لكن البعض في (مصر المحروسة) يخجل ويعتذر عشرات المرات قبل لفت النظر في ذلك البيان الضعيف، إلى أنهم فقط غاضبون لهذا "الاستخفاف بالمنطق" مع الاصرار  في الوقت نفسه، على عدم سحب أفلامهم من مهرجان "يستخف بالمنطق".. وهي إزدواجية الراغب في الإمساك بالعصا من المنتصف!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger