الأحد، 26 مايو 2013

أكاذيب تكشفها حقائق: فضائح الصحافة العربية والمستعربة!




تمتليء الصحف والمواقع بأخطاء فادحة تنم عن الجهل والسطحية والاستعجال في نشر الأخبار.. منها على سبيل المثال ما حدث اليوم الاحد 26 مايو عندما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية التي تعتز باسمها الفرنسي فرانس برس، وهي وكالة عريقة يعمل فيها طاقم من المحررين والمترجمين الذين يفترض أنهم يتمتعون بقدر من المهنية، أقول عندما نشرت هذه الوكالة التي أفسدها الهواة خبرا عن فوز الفيلم الفرنسي "حياة أديل" (أو"الأزرق أكثر الألوان دفئا") بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، وفوز بطلتي الفيلم بجائزة التمثيل وهو خبر خاطيء تماما في النصف الثاني منه، صحيح فقط في قسمه الأول... فجائزة أحسن ممثلة ذهبت الى الفرنسية برنيس بيجو بطلة فيلم "الماضي" اخراج الايراني أصغر فرهادي. والملاحظ عموما أنه ليس لدى الفرنسيين ما يفخرون به أصلا ففيلم "حياة أديل" من اخراج التونسي عبد اللطيف قشيش (وليس كشيش!!) وفيلم "الماضي" اخراج مخرج ايراني كما ذكرنا، والممثلة برنيس بيجو ليست فرنسية الأصل بل أرجنتينية متجنسة.



ومن الأخطاء بل الخطايا التي مشرت أيضا الأحد في أكثر من مجلة وموقع خبر يقول "فوز الفيلم الفلسطيني بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وهذا ليس فقط خطأ بل وقاحة تستوجب العقاب أيضا، وانعدام تام للمهنية، ففيلم "عمر" المقصود" لهاني أبو أسعد، لم يكن مشاركا أصلا في مسابقة المهرجان الرسمية بل في قسم نظرة خاصة، وهو لم يفز بالجائزة الأولى بل بجائزة لجنة التحكيم الخاصة أي بالجائزة الثانية. ولاشك أنه فيلم جيد وسنكتب عنه فيما بعد، لكن الحقيقة هي الحقيقة وهي أنه لم يفز بالسعفة الذهبية، ومن العيب أن ينشر هذا الكلام في أي مكان حتى لو كان مجلة الحائط في مدرسة عين الجمل الابتدائية بغزة!!

 وجدير بالذكر أن لجنة تحكيم هذا القسم، أي قسم "نطرة خاصة" لا تمنح أصلا، لا سعفة ذهبية ولا غير ذهبية، لكنها الشوفينية الفلسطينية التي تنتج عن الشعور بالدونية والهزيمة، التي تريد أن تبالغ في الاحتفاء ولو كذبا، بأي إنجاز ولو محدود، يحققه أي فلسطيني، وهذا شأن العرب جميعا، في مصر وفي المغرب، في الجزائر وفي تونس وفي الكويت وغيرها، حيث يعتبر أي نجاح ولو محدود للغاية ولا يذكر، تفوقا ساحقا، يشار إليه بالبنان، ويتم تضخيمه كثيرا جدا تماما كما حدث عند حصول يوسف شاهين على جائزة عن مجمل أفلامه في مهرجان كان عام 1998، فقد أخذ الإعلام المصري يطبل ويزمر الاعلام المصري وقتها طويلا لهذا الفوز الذي أعتبر فوزا بالسعفة الذهبية في المهرجان.. والمشكلة أن البعض لا يريد أن يفهم أن الأفلام السينمائية ومشاركتها في مهرجانات السينما غير مباريات كرة القدم ومنافساتها الدوليى، فالفيلم في النهاية يمثل صاحبه ولا يمثل الدولة فالدول لا تصنع الأفلام!!

ولا أجد في الختام سوى أن أسترجع بيت المتنبي: ياأمة ضحكت من جهلها الأمم...

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger