الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

مليونية البطيخ!









أمير العمري



يتصور البعض أنه يمكن ضمان حرية الرأي والإبداع عن طريق تنظيم مليونية.. يطلقون عليها "مليونية حرية الرأي"!
وقد أصبح سهلا عند كل من يحلم أو يطالب بتحـقيق أي هدف اليوم، أن يدعو إلى مليونية، لدرجة أنني كنت أحلم بتوفير البطيخ بأسعار مناسبة لكافة طبقات الشعب، لماذا؟ لأني ببساطة أحب البطيخ وأؤمن بفوائده الجمة، فأطلقت دعوة إلى مليونية البطيخ. لماذا؟ لأن من أهم فوائد البطيخ أنه يرطب الأجواء الداخلية، ويملأ المعدة الخالية ويمنح الاحساس بالشبع، كما أنه يحتوي عى بعض الفيتامينات المفيدة، وبالتالي يصلح كطعام بديل جيد يكفل انقاص وزن المصريين جميعا: رجالا ونساء، الذين يعاني معظمهم من السمنة والبدانة والتضحم والتمدد وبروز الكروش واتساع الهوة بين الداخل والخارج!
اعتقد أصدقائي أنني أمزح أو أسخر من المليونيات، لكني أكدت لهم أنني جاد كل الجدية في دعوتي.. ثم أليس من حقي أن أدعو للمليونية التي أحب واشتهي؟ ألسنا في ثورة تحقق الحرية والديمقراطية، ولكل منا مليونيته، وأنا أريد أن تكون لي مليونيتي الخاصة  وأريدها أن تكون "بطيخية".. ثم ان من الممكن جدا – إذا توفرت النوايا- أن نجمع في الميدان، مليون بطيخة مثلجة يستوردها لنا الدكتور ممدوح حمزة من كفر البطيخ بكرمه الدمياطي الشهير، ويمكننا استخدامها عند اللزوم لرشق عساكر الأمن المركزي المساكين فنشغلهم في التهام البطيخ في حين نواصل نحن الهتاف عاليا "الجيش والشعب وممدوح حمزة بطيخة واحدة"!
وأقسم بالله العظيم أنني من المعجبين جدا بالدكتور ممدوح حمزة، فأنا أرى أنه نموذج للوطنية المصرية التلقائية الجميلة كما أنه نموذج للشجاعة الحقة، علما بأنه ليس من المؤدلجين، أي أنه لا يعتنق أيديولوجية محددة، من الذين كان صلاح عيسى يطلق عليهم "الأسياخ" أي الذين يحدثك الواحد منهم وكأنه ابتلع سيخا،، فممدوح حمزة- صاحب أكبر مغامرة في سجون صاحبة الجلالة (ملكة بريطانيا) - يدافع فقط عن الدولة المدنية الحديثة في مصر ويريد أن ينقذها من الوقوع في براثن المغول والتتار حتى لو أدى ذلك إلى خوض معارك سياسية وغير سياسية، في الميدان وحوله، وحتى آخر بطيخة في حقول كفر البطيخ!
وقد كنت في البداية أرفع شعار: بالحب والسينما سنهزم التتار، وأعجب الشعار الكثير من أصدقائي الذين صوتوا له على الفيسبوك ومنحوه الكثير من اللايكات من like– باستخدام لغة العلم الحديث- إلا أنهم تساءلوا: ولكن أي حب تقصد؟ وأي تتار؟
فقلت إن الحب هو حب مصر، والتتار هم أعداء مصر. لكن التتار سرعان ما تمكنوا من تحريم الحب، ومحاصرة السينما بل ظهر منهم من يطالب باغلاق السينما باعتبارها فنا وافدا كافرا والعياذ بالله!
ولذلك فقد توصلت أخيرا إلى أن من الأفضل أن أرفع شعار: "بالحب والبطيخ سنواجه التتار"، لكني أخشى أن يأكل التتار البطيخ، ونأكل نحن بعضنا بعضا! 

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger