الخميس، 7 أكتوبر 2010

إقالة ابراهيم عيسى وأزمة "الدستور"


أكاد أجزم أن السيد البدوي أحد كبار ملاك جريدة "الدستور" المصرية المستقلة، الذي أصبح في واجهة الأحداث بعد قرار إقالة رئيس تحرير الجريدة المستقلة ليس هو "سيد قراره"، بل واجهة لمجموعة من الممولين الذين لم يكشف هو عن أسمائهم حتى الآن رغم تعهده بأن يفعل ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول ولكن دون أن يفعل!
وحتى الآن لا نعرف من هم هؤلاء الممولين للصحيفة سوى إسم المدعو رضا إدوارد الذي يبدو أنه المعبر الحقيقي عمن يقفون وراء تمويل الجريدة وشرائها في صفقة يقال إنها بلغت 16 مليون جنيه مصري.
قولي هذا يستند أولا إلى أن السيد البدوي بدا في كل المقابلات التليفزيونية التي ظهر فيها حتى الآن، وقد تابعتها كلها، رجلا مسالما ضعيفا مغلوبا على أمره، لدرجة أنه بدأ يثير التعاطف بعد أن كان الاستياء العام قد بلغ مبلغه منه وبعد أن أصبح هو المسؤول أو الذي أريد له من قبل الشركاء القابعين في الخلف، عن إقالة ابراهيم عيسى، رئيس تحرير الصحيفة المعروف بمواقفه المعارضة وانتقاداته اللاذعة للرئيس مبارك وولده جمال.
السيد البدوي يبدو أنه اضطر اضطرارا إلى القيام بدور فرض عليه، هو إقالة ابراهيم عيسى دون حتى أن يواجهه، بل كان من واجهه هو المدعو رضا إدوارد أحد الشركاء في ملكية الجريدة التي أصبحت قضيتها قضية رأي عام في مصر، بعد أن اعتبرت الاطاحة برئيس تحريرها تمهيدا لتدجينها وتحويلها إلى صحيفة موالية أو خافتة الصوت أو معارضة على طريقة جريدة "الوفد" التي لم يعد لها لون ولا طعم، وذلك في إطار تلك الهجمة الضارية التي تشهدها وسائل الإعلام المستقل في مصر أخيرا فيما يبدو أنه تمهيد للقضاء على أي رأي آخر يغرد خارج السرب، قبيل عملية الانتخابات البرلمانية، وتخوفا من لفت الأنظار إلى ما سيجري فيها بكل تأكيد، من تزوير غير مسبوق في مستواه.
وأكاد أيضا أجزم بأن الشخصيات الأخرى للملاك الجدد للصحيفة هم من رجال الأعمال المحسوبين تحديدا على الحزب الوطني الديمقراطي، أي حزب السلطة، ومن المقربين تحديدا إلى جمال مبارك، وأنهم تلقوا بشكل غير مباشر، بعض "التنبيهات" التي تشير إلى ضرورة "لجم" ابراهيم عيسى وإخصاء جريدته. وإن لم يكن الأمر كذلك فما معنى أن ينفي السيد البدوي أن يكون مقال الدكتور البرادعي عن حرب أكتوبر هو سبب الإقالة، ثم ينفي أيضا أن تكون المسائل المالية أو الخلافات المالية مع ابراهيم عيسى هي السبب، ودون أن يقول لنا أبدا السبب الحقيقي اكتفاء بالقول إنه "ليس هو" الذي اعترض على المقال، وليس هو الذي أبلغ ابراهيم بالإقالة، وانه يحب ابراهيم ويحمل له الاحترام والتقدير، ولعل استقالة السيد البدوي من رئاسة مجلس ادارة الجريدة تقول لنا بوضوح إنه يريد أن يخلي مسؤوليته عن التداعيات التي جاءت عقب تلك الإقالة التعسفية المشبوهة بلاشك. ولعله بذلك يريد أن يضع المسؤولية على أكتاف شركائه الغامضين، كما تكشف الاستقالة عن خلافات مؤكدة داخل جبهة الملاك الجدد للجريدة بشأن طريقة التعامل مع ابراهيم عيسى.
وأنا على ثقة من أن الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من الأسرار وتحل الكثير من الألغاز الكامنة وراء هذه الأزمة التي تشهد على وجود أزمة أعمق داخل ذلك النظام القائم على التحالف المقيت بين المال والسياسة.

1 comments:

Salma Dahab يقول...

فى ناس كتير اتربت عالدستور فى بداياته أيام عزه .. و لا تخيل حضرتك ليا صديقك حاسة بإحباط و اكتئاب من اللى بيحصل ف الدستور ..بتقولى " الدستور " ده فى أوائله هو اللى فتح عيونا عالدنيا هو اللى فهمنا ان جانب تانى من الدنيا غير اللى إحنا عايشينه .. الدستور فى أواخر مكنش مقنع .. و كانت اى مادة بتتنشر فيه .. بس الفكرة أن كيان زى " الدستور " بعد ما كان بيعارضك يتحول يبقى زىه زى " الأخبار " و الوفد " و الأهرام " .... إلخ
كم من اإحباط بنعانى منه حضرتك لا تتخيله ...

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger