السبت، 30 أكتوبر 2010

انقراض القاعات السينمائية بالمغرب: بين صناعة الوهم وسياسة الهروب إلى الأمام



بقلم: مصطفى العلواني * 


 
من الوقائع السوسيوثقافية الصادمة التي استفحلت خلال العقد الأخير بالمغرب واقعة إغلاق القاعات السينمائية، أو بالأحرى انقراضها وموتها الوشيكين، إذا لم تتحرك الدولة والمجتمع لوقفهما. ولئن كانت هذه الظاهرة شبه عامة في الكثير من الدول النامية فإنها تعتبر من قبيل المفارقة الفاضحة في بلد يتباهى بأنه هوليود إفريقيا والعالم العربي، حيث لا يتوانى بمناسبة وبدونها عن الإعلان عن نفسه كقوة سينمائية ناهضة جذلانة بإنتاجها لــ 15 شريطا طويلا وأكثر من 50 شريطا قصيرا سنويا، وهي معطيات تصبح رغم أهميتها غير ذات موضوع، بل وموضع تساؤل ملح عن جدواها والحالة هذه. ما دامت لا تجد لها عمقا جماهيريا وتجليا مؤسساتيا ليس لهما غير تواجد القاعات والعمل على صيانتها والرفع من مستواها بديلا.
وفي هذا المقال ومساهمة في النقاش الدائر، نـود أن نقف على ما أسفرت عنه ندوة القاعات السينمائية بالمغرب، التي انعقدت قبل شهر، بمهرجان سينما المرأة بمدينة سلا، من خلاصات أماطت النقاب، كما سيأتي، عن خلو جعبة المركز السينمائي المغربي من أي مبادرة جدية أو مقاربة عملية موضوعية لوقف هذا النزيف الذي اندحرت بموجبه حظيرة القاعات السينمائية من قرابة 400 قاعة إلى ما يقل عن 50 فهل من مزيد.
وكان السيد مدير المركز السينمائي المغربي، المؤسسة الوصية على القطاع، الذي أفادت مصادر مطلعة، أنه من أفتى بتنظيم الندوة، واختيار المتدخلين فيها، بشكل يتلاءم كما سنبين، ومقاصده منها، قد تحدث خلالها بإسهاب سواء في كلمة التقديم أو خلال مداولاتها بصفته كان مديرا لها لمداولاتها، أيضا كلمة الختم، التي لم يتح بعدها وبشكل تحكمي للحضور الفرصة للنقاش أو التعقيب على ما ساقه من أفكار ومقترحات من باب أخبرها ولا تأخذ برأيها.
وفي هذا السياق، وكأرضية للتأسيس والتيسير لأطروحته حول انقاد القاعات السينمائية، مهد بمداخلة مدير مؤسسة أوروبا سينما، الذي قدم تقريرا عن مشروع رقمنة صالات العرض بفرنسا ودول أوروبية أخرى، وهو مشروع يتولى تجهيز دور العرض بآليات البث الرقمي، بحيث وضح هذا المسؤول ما قطعته مؤسسته من أشواط في اتجاه ذلك، وما هو قيد التحقق معززا ورقته بالكثير من الأرقام وآليات تفعيل المشروع وغير ذلك من الإجراءات.
وتأسيسا على ذلك وبتقنية copier coller، بشرنا السيد نور الدين الصايل، أن خلاص المغرب من آفة انقراض القاعات وموتها المحقق، يتلخص في تقليد هذه التجربة، وبذلك يضرب المغرب حسب زعمه عصفورين بحجر واحد، أي رقمنة القاعات وإنقاذها بنقرة واحدة. وحسم الأمر أنه لا ينبغي الاعتماد في هذا الباب على مساهمة الخواص، جاعلا الكرة في ملعب الدولة كفاعل ومرشح وحيد، لانجاز هذا المشروع. ثم أسند مقترحه بالمراهنة أيضا على تشجيع الاستثمار في بناء المركبات السينمائية، نظير مركبي ميكاراما في كل من الدار البيضاء ومراكش.
ومن التناقضات الأولى التي تسترعي الانتباه في هذا الطرح، هو استبعاد المراهنة على القطاع الخاص بخصوص مشروع الرقمنة، والدفع به في مشروع المركبات وهو ما يـؤثـر على تماسك منطق التحليل ويطبعه بالتدبدب والازدواجية.
وقبل الخوض في مناقشة أطروحة السيد نور الدين الصايل وجب التنويه بتراجعه - وإن جاء متأخرا -عن اتخاذ القرصنة كمشجب واحد أوحد، لتفسير إغلاق القاعات السينمائية، كما ذهب إلى ذلك بـوثـوقية بالندوة التي نظمها وترأسها قبل سنة بمهرجان السينما الإفريقية الذي يترأسه هو الآخر، إلى جانب مهرجانات أخرى؟
الملاحظة الأولى على هذا الطرح، أن مشروع رقمنة القاعات السينمائية مشروع في بدايته بما في ذلك الدول المتقدمة، الشيء الذي يجعله موضوعيا مشروعا تجريبيا لازال خاضعا لتصويبات متسارعة، واردة بقوة، بفعل إمكانية ظهور أجيال جديدة من الآليات، مما يجعل الأجيال الأولى منها مهددة بداهة بالتجاوز على المدى القريب والمتوسط، وبالتالي يكون التفكير في الرقمنة كحل رئيس لأزمة القاعات السينمائية ضرب من التهور والوهم، الذي لن يجد له أذانا صاغية، كحل جدي لانتشال القاعات من خطر التلاشي والاندثار، لأن الأمر بكل بساطة يتعلق بمشروع لم يثبت بعد صلاحيته واستقراره وبالتالي نجاعته.

ومن جهة أخرى تجب الإشارة، أنه لايــوجد إجماع حول هذا المشروع، إذ أن أصواتا كثيرة، ذات مصداقية ارتفعت من داخل الدول الأوروبية، لتعلن أن مشروع رقمنة القاعات، لا يعدو أن يكون سوى حل جزئي، لا ينبغي التعامل معه بوثوقية كحل مطلق. كما أشارت هذه الأصوات بقوة إلى الجوانب السلبية للمشروع، نظرا لما يمثله من تهديد للسينمات المستقلة، كخطر وارد يتربص بالذاكرة البصرية الموشومة في مئات الآلاف من أشرطة السيلولويد من قياس 35 مم، التي من المحتمل جدا، أن يطالها الإهمال والنسيان، وكان حريا بالمركز السينمائي المغربي الذي يوجد في وضعية العاجز حتى عن ترميم وصيانة ما بحوزته من أشرطة سينمائية، سواء منها التي تعود للمرحلة الكولونيالية، أو التي أنجزت سنوات الاستقلال، أن يكون أكثر حساسية لهذا الموضوع، ولا يسعنا في هذا السياق، مدام الشيء بالشيء يذكر، إلا أن نتوقف عند حالة الجمود والإهمال التي تعاني منها الخزانة السينمائية، وتلك حكاية أخرى لنا عودة في مقال خاص للتفصيل في شجونها التي طال أمدها.
وكان السيد نور الدين الصايل قد أعطى خلال الندوة المذكورة، لكل من المخرج والمنتج السينمائي نبيل عيوش بشراكة مع السيد العيادي صاحب قاعة سينما كوليزي بمراكش، الكلمة لعرض الخطوط العريضة لمشروع بناء قاعات مزدوجة binôme، بالأحياء الشعبية والعالم القروي... كذا ... وهو مشروع يعتمد على الشراكة مع الجماعات المحلية، وقد لاحظ المتتبعون تحفظ السيد نبيل عيوش في توضيح طبيعة مشروعه الذي أراد له على ما يبدو أن يظل مستورا، ومع ذلك يمكن تخمينه بناء على عدة سوابق ومعطيات، كمبادرة للاستفادة من هذا الوضع الكارثي، للحصول على وعاء عقاري من الجماعات الحضرية والقروية، والتدبر من هنا وهناك تمويلات للبناء والتجهيز، واتخاذ هذه القاعات أوكارا لترويج خردة، وهي ماركة من الأفلام شبيهة بالسلع الصينية الرخيصة. وقديما قيل مصائب قوم عند قوم فوائد. ومع ذلك فالمشروع بالنسبة للسيد المدير، لا يعدم فائدة في باب تعمار الشوارج وتسخين الطرح للتغطية عن الفشل.
وقد تميزت هذه الندوة باستبعاد وتغييب ممثلي أرباب القاعات السينمائية، الشيء الذي يدعو للاستغراب، باعتبارهم طرفا رئيسا في حل الإشكالية المطروحة، وقد فسر البعض ذلك بتجرؤ رئيس غرفة المستغلين السيد المراكشي، على فضح استفراد رئيس المركز السينمائي المغربي بقرار اتخاذ مدينة طنجة، مسقط رأسه مقرا دائما للمهرجان الوطني للسينما، مما يتناقض والغاية من طابعه المتجول خدمة للترويج للسينما، من خلال تشجيع المنافسة وتكافؤ الفرص بين الحواضر المغربية، بعيدا عن كل نزعة إقليمية ذاتية وبئيسة.
وبالعودة لأطروحة السيد المدير، فإننا نرى أنه من البديهي التساؤل لماذا لو كان تجهيز القاعات السينمائية بآليات البث الرقمي، سيشكل حلا تنجر بمفعوله السحري، على حد زعمه، الجماهير السينمائية، جرا لملئ القاعات السينمائية، قد تأخرت رغم ذلك شركات التوزيع العالمية عن المسارعة بتأسيس فروع لها بالمغرب، وعرض خدماتها بالمجان حتى، باعتبار أنها لا تتوانى قيد رمشة عين، عن التكالب على الأسواق المدرة للربح، هي التي تشتم رائحتها بالفطرة وبلا حاجة لدليل محلي مستبصر ولنا في التاريخ القريب مايؤكد هذا ويزكيه.
إن واقعة انقراض دور السينما بالمغرب، إشكالية مركبة ومستعصية، لا يمكن التصدي لها بالندوات المفبركة، والحلول المبتسرة، بل يجب النظر إليها بلا لف ولا هذيان، كواقعة سوسيو ثقافية، يتداخل فيها مايرتبط بالثورة التكنولوجية، بما هو سياسي، وبما هو تربوي وسوسيوثقافي، والإقرار بما لا يدع مجالا للشك، أن الأجيال الجديدة لا يوجد ضمن مرجعياتها طقس الذهاب إلى السينما، وما يرتبط به من حاجة ملحة للفرجة والمشاهدة الجماعية، أو لنقل على الأقل ليس ذلك أولوية بالنسبة لها.
وإذا كان هناك من إرادة حقيقية لمواجهة المشكل، فإن عليها أن تتجلى كاقتناع حقيق بأن طقس المشاهدة الجماعية، كطقس نبيل وسلوك إنساني حضاري ثقافي، منتج لقيم محبة الحياة والدوق الرفيع، والانتصار للجمال، والتنشئة الاجتماعية السليمة. يقتضي، أن نبدأ بالإقلاع عن صناعة الوهم وركوب سياسة الوهم، التي كثيرا ما تكون وليدة التشبث الأعمى بالمواقع الزائلة.
وتأسيسا على التوصيف والتحليل، الذي قمنا به لظاهرة اندثار القاعات السينمائية، يمكن القول أن المدخل الحقيقي، لإعادة الاعتبار إلى هذه الدور، وبعث الروح في الحاجة إلى الذهاب إلى السينما، يتجاوز التلويح بإجراءات جزئية محدودة الفعالية، والتفكير فيما هو أعمق وأشمل، وذلك من قبيل التفكير في إعادة هيكلة المشهد السينمائي. والإقرار بأن مهمة انقاد دور السينما تتجاوز قدرات المركز السينمائي المغربي، الذي يجب أن يعترف بدالك بشجاعة وبدون مركب نقص.
وقد يكون للمركز السينمائي، قبل فوات الأوان، للمساهمة في انقاد القاعات السينمائية كمؤسسات مدنية حيوية، شرف المبادرة باستدراج الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إلى نقاش عمومي، يستهدف إرساء أسس إستراتيجية وطنية حقيقية، لانقاد القاعات، وبعث الحاجة إلى الذهاب إلى السينما، كإشكالية تقتضي إعادة تربية الأجيال الناشئة على الصورة، وعلى متعة المشاهدة الجماعية، المنتجة للمتعة الخلاقة، وهو عمل يحتاج إلى إرادة سياسية، ومجهود تربوي واجتماعي مدني، طويل الأمد، يتطلب شحذ الأفكار، وحشد الطاقات، إنه باختصار، عملية نضالية ثقافية وطنية، processus، تندرج ضمن مشروع مجتمعي، ليست حياله مقترحات من قبيل رقمنة القاعات وتشجيع المركبات السينمائية، سوى تدابير يمكن اقتراحها في نهاية المطاف.
انها مهمة تقتضي تدخل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة، ووزارة الإعلام ووزارة التربية الوطنية والمركز السينمائي، والمؤسسات المنتخبة، والمجتمع المدني، بمختلف مؤسساته المهنية والثقافية والتربوية والحقوقية، ومادون ذلك، إن هو إلا بريكولاج مقيت لن ينتج غير الانعزالية والخطاب الوحيد، وباختصار الفشل الذر يع في إنقاذ السينما كنافذة على الحياة.

* ناقد سينمائي من المغرب

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

جدل متصاعد في دراسات عن لغة السينما


الحلم يصنع برقائق دوارة



بقلم: عصام الياسري

أثارت إهتمامي الموضوعات التي نشرت في موقع حياة في السينما على الأنترنيت الذي يحرره الكاتب والناقد أمير العمري. وهي مجموعة دراسات شارك فيها نخبة من المتخصصين في حرفيات السينما من فنانين ونقاد، تتناول أصنافاً فكرية ونظرية وحرفية وما هو هامٍ ومفيد في أمور سينمائية متعددة الجوانب. وتأتي المشاركة بناءً على فكرة فتح حوار في حياة في السينما بين الأجيال حول مسألة طرحها السينمائي قيس الزبيدي على الناقد العمري، إستهلها بدراسة حول مصطلح اللغة السينمائية . وفي دعوته للنقاد والمنظرين المحترفين في مجال السينما للمشاركة في الحوار بهدف الإثراء والمعرفة وتبادل الآراء، كتب أمير العمري: (أنشر هنا هذه الدراسة النظرية القيمة التي كتبها الناقد والمنظر والمخرج السينمائي الصديق قيس الزبيدي خصيصا للنشر هنا آملا أن تفتح الباب أمام مناقشة جادة بين نخبة من النقاد العرب الذين أرسلت إليهم هذه الدراسة للتعقيب أو مناقشة ما مرد فيها من أفكار، لعلنا في ذلك نعمل على تجميع النقاد العرب حول قضية فكرية نقدية بدلا من الانغماس في تلك الصراعات الصغيرة المنتشرة في الساحة، وبعيدا أيضا عن الشللية القاتلة التي تبتعد بنا عن جوهر مهمتنا النقدية.. ونحن في انتظار وصول كتابات الزملاء الأفاضل لكي ننشرها تباعا).. لكن لم يشارك، حتى الان، للأسف إلا أربعة كتاب هم الناقد محمد رضا والناقد د. بدر الدين مصطفي والدكتور ناجي فوزي والكاتب أمين صالح فيما علمت بأن الأستاذ العمري قد وجه الدعوة لأكثر من عشرين ناقداً، تحمسوا للمساهمة في الحوار، إلا انهم لم يفعلوا. على هذا ستختتم الدراسات بتعقيب من قبل العمري، الذي كان يأمل في إصدار الحوارات العديدة في كتاب، ينشره لاحقاً.
يتناول الفنان قيس الزبيدي، الذي يتابع اهتمامه بنظرية السينما، إضافة الى عمله في المونتاج والإخراج. وكما نعتقد، فان مجموعة الآراء حول قضية لغة السينما، التي نشرت، هي ذات قيمة "نظرية وفكرية معاصرة" ، جديرة بالإهتمام كما أنها مثيرة للجدل. وفي مقدمته قبل أن يعرج إلى نصه "مقدمة نظرية أولى للنقاش" أشار الزبيدي إلى أن مفهوم مصطلح "لغة السينما" المتداول، هو مصطلح مُضلل ولا يمتلك رؤية واضحة، مستنداً في جوهر تنظيره إلى رأي للناقد عدنان مدانات في الفصل الثالث "إكلاشيهات المصطلح النقدي المضللة" من كتابه "ازمة السينما العربية" الذي انتشر في الادبيات العربية ـ قبل أكثر من نصف قرن ـ نتيجة لصدور كتاب مارسيل مارتين "اللغة السينمائية" وقاد الى استخدام المصطلح وانتشاره، ويعترف الناقد نفسه، بوقوعه في استخدام هذا المصطلح المُضلل، ومن ثم تراجعه عن استعماله، واستخدم بدله، بعدئذ، "وسائل التعبير السينمائية" رغم أن النقاد العرب، ما زالوا يستخدمونه حتى اليوم، دونما أي شعور بالحرج". لكنه أي الزبيدي أجاز أيضاً وفقاً لنظريته، دفع ثلاثة عناصر هامة "الأساليب Techniques و الوسائل Mittel و المناهج التعبيرية Ansatz Expressionismus" التي يؤثر بلاغة قوامها اللغوي فنياً، وجعلها لا ذات أهمية بالعلاقة مع ما يعرف بمصطلح "لغة السينما"، فيما يعتبر الكثيرون من العاملين في مجال السينما بأن هذه العناصر الثلاثة، هي عمود فن السينما، بمعنى أن أي وحدة منها تشكل لغة خاصة بالسينما، مؤثرة ومتواصلة، كما انها مجتمعة تشكل لغة السينما.. ويعود ليتحدث عن ما أورده المخرج الكبير صلاح أبو سيف: "علينا فهم السينما كلغة ذات ابجدية واضحة ومحددة، شأنها في ذلك شان جميع اللغات الحية كاللغة العربية وما تتضمنه من قواعد للنحو والصرف (...) وكلما اتقنا قواعد اللغة كلما استطعنا التعبير عن مرادنا بأبسط وأدق الألفاظ بحيث يفهم حديثنا كل من يستمع إليه. ونتيجة لذلك يرى إن اللغة السينمائية تتألف ابجديتها من ثمانية حروف: خمسة منها تخص الصورة وثلاثة تخص الصوت. ويسمي أبو سيف لطلابه هذه الحروف الخمسة كالتالي: الديكور والممثل والاكسسوار الثابت والمتحرك والاضاءة"

القضايا الجمالية
وينطلق الزبيدي في مقدمته موضحاً: "في منتصف سنوات الستينيات حدث تحول كبير في طبيعة القضايا الجمالية واللغوية السينمائية التي خضعت للدراسة والتحليل من قبل منظرين جدد جاؤوا إلى حقل السينما من حقول معرفية أخرى مثل علم اللغة والبنيوية والسيميائية (سيميولوجي) أو علم نظام العلامات. وقد أغنت مثل هذه الأبحاث نظرية وجمالية السينما عبر عقد الصلة بين أصول وقواعد لغة الكلام وأصول وقواعد لغة السينما. وقد عرّفت السيميائية اللغة والفيلم باعتبارهما ينتميان، من جهة، إلى نظم الاتصال، ويختلفان، من جهة أخرى، في أن اللغة، أية لغة، تملك نظام لغة، أما الفيلم، الذي تجمعه مع اللغة أشياء كثيرة مشتركة، فليس له نظام لغة. ولعل هذه المقارنة توضح ما عناه كريستيان ميتز، حينما اعتبر الفيلم لسانا بدون لغة، أو حينما عقب على ذلك امبيرتو ايكو، وعد الفيلم بمنزلة كلام لا يستند على لغة".
من طرفنا نعود إلى معنى المصطلح "لغة السينما" في اللغة الألمانية "Filmsprache" أو أدق "Sprache des Films" الى (كرستيان ميتز) الذي يبين ـ تعريب كاتب المقال: إن الفيلم لا يعرف النحو، ومع ذلك، هناك بعض القواعد لاستخدام اللغة السينمائية. بناء الجملة في الفيلم يرتب هذه القواعد ويبين العلاقات بينهما. وبناء الجملة في الفيلم ليس محدد سلفاً، وإنما يتطور بشكل طبيعي، ويخضع لتنمية عضوية. ويضيف أيضاً: في النظم الخطية أو اللغة المحكية، يراعي بناء الجملة من حيث أوجه التركيب الخطي قواعد النحو، وفقاً لمبدأ دمج الكلمات معاً على شكل سلاسل. وفي الفيلم، قد يشمل بناء الجملة التراكيب المكانية. لذلك، يعتمد بناء الجملة في الفيلم تنموياً على كل من الزمان والمكان".
في مطالعته التنظيرية تناول الفنان قيس الزبيدي في أكثر من 6 صفحات A 4 مواضيع هامة تتعلق بمصطلح "لغة السينما"، خضعت للدراسة والتحليل والحقول المعرفية الأخرى مثل علم اللغة والبنيوية والسيميائية Semiotik (سيميولوجي) التي تقوم على التمييز بين الدال والمدلول، أو علم نظام العلامات "لعقد الصلة بين أصول وقواعد لغة الكلام وأصول وقواعد لغة السينما" وقد ساعده في ذلك خبرته الفنية وإطلاعه الواسع على المراجع والبحوث والمقالات الحرفية التي سبق له وإن إعتمدها في تأليف كتابيه التنظيريين "المرئي والمسموع في السينما" الذي صدر عام 2006 وكتابه "مونوغرافيات في تأريخ ونظرية صورة الفيلم" الصادر عام 2010 عن المؤسسة العامة للسينما في دمشق. وأورد الكثير من الأسماء والأمثلة والمراجع والنصوص، واستعمل أسلوباً سردياً ومعلوماتياً مشوقاً لقراءة الاشكالات الطارئة على فنون السينما ومحاولة التعريف بها.
وإستجابة لدعوة الناقد والكاتب أمير العمري التي جاء فيها أنشر هنا ورقة الناقد السينمائي الأستاذ محمد رضا في معرض التعليق على ما طرحه الأستاذ قيس الزبيدي فيما يتعلق بإشكالية "اللغة السينمائية"، "هذا المصطلح الذي نسعي من خلال هذا الحوار بين نخبة من النقاد، إلى استجلائه واستبيانه وتحديد معناه ومغزاه، وليس من الضروري أن تكون مداخلات الأساتذة النقاد محصورة بالطبع في مجال التعقيب أو الرد، بل يمكن أن تأتي متحررة، تستمد أفكارها من وحي ما أثاره قيس الزبيدي، على أن تحلق في نفس الفضاء. ونحن في انتظار المزيد من أوراق النقاد الأفاضل ونأمل أن نتمكن من إصدار حصيلة الجدل حول هذه القضية النظرية في كتاب يجمعنا رغم اختلاف الآراء" .
كتب الناقد السينمائي محمد رضا يقول: حتى يشعر الناقد السينمائي بالحرج لاستخدامه مصطلحاً معيّناً، عليه أن يكون واثقاً، وفي الأساس مدركاً، لما يكمن في هذا المصلح ومصدره كمفهوم ولماذا هو خطأ لا يجب إستخدامه، في الوقت ذاته، فإن تعريف "لغة السينما" بأنها "حرفة الفنان السينمائي ووسيلته لتحقيق رؤيته وتوضيح موقفه بشأنها، شأن اللغة التي يستخدمها الكاتب وفق القواعد والأساليب البلاغية والنحوية" تعريف لا يفي جيّداً بالمفهوم ومضامينه.. ثم يستطرق قائلاً: لكن أغلب ما أورده الزبيدي ، فيه، بالنسبة إليّ، الكثير من المقارنة بين اللغة التي نتحدّث بها بألسنة شتّي حول العالم وباختلاف الشعوب، وبين السينما التي نستقبلها بصور شتّي حول العالم وباختلاف مصادرها، علماً بأن المقارنة تصل مباشرة الى مبدأ نفي أن تكون للسينما لغة خاصّة بها وذلك لكل الأسباب المقنعة التي أوردها الزبيدي، سواء من معرفته ومعرفته او بالإستناد الى المصادر التي أوردها لإيضاح المسألة المختلف حولها".

سياق ابستمولوجي
وفي هذا الحوار عرج الدكتور بدر الدين مصطفي أستاذ علم الجمال بجامعة القاهرة إلى تناول الموضوع من زاوية "إشكالية العلاقة بين ما هو مرئي وما هو مكتوب"، في سياق ابستمولوجي مفيد على شكل تساؤلات هامة حول كيفية السؤال: " التي تتم بها عملية المعرفة واكتساب الوعي هو منطلقها: أيهما يمتلك الأولوية والسيادة على الوعي..اللغة أم المرئي؟ هل التفكير يتم بواسطة اللغة؟ أي هل العقل يترجم كل ما يراه إلى لغة؟ وبدون هذه العملية تفقد الأشياء دلالتها، أم أن المرئي له لغته الخاصة التي تتجاوز وتعلو على أية صياغة لغوية حتى ولو تمت؟ هل اللغة تستوعب ما هو مرئي، بحيث تنوب عنه في غيابه؟ أم أنها مجرد قوالب وصياغات تحفز الذهن على استحضار الصورة والمشهد؟ خاصة مع الوضع في الاعتبار، الأسبقية الأونطولوجية للمرئي، وأن التفكير يتم بالصورة أولا قبل أن يتم باللغة.. وفي مكان آخر جاء: ولعل هذا يدفعني إلى القول ان اللغة السينمائية (وأنا استخدم كلمة لغة هنا للإشارة إلى أن الصورة السينمائية في النهاية تهدف إلى التعبير، أي أنها وسيلة اتصال معبرة، فهي لغة غير كلامية)، هي لغة سابقة على النظام اللغوي الكلامي، أي أنها لا تخاطبنا من خلال الكلام أو اللسان، بل من خلال نظام مختلف نابع من داخل مكونات الصورة السينمائية ذاتها".
وفي معرض موضوعته التأسيس للبحث عن "الجدل" حول "الجدل" عقب الأستاذ الدكتور ناجي فوزي أستاذ النقد السينمائي بمعهد النقد الفني بأكاديمية الفنون بالقاهرة، على ما طرحه قيس الزبيدي حول مفهوم "اللغة السينمائية"، قائلاً: الجدل حول مصطلح "اللغة السينمائية" هو أمر ظهر بالفعل منذ عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وظل قائما لزمن طويل، مع أن المفهوم الغالب للمصطلح في حقيقته يرمي - بالفعل- إلى فكرة التعبير الفني بمفردات التقنية السينمائية المرئية (الفيلم السينمائي بدون تقنية الصوت) ثم المرئية/ السمعية (الفيلم المصحوب بتقنية الصوت).. " فكل من "اللغة المنطوقة" و"اللغة السينمائية" عبارة عن "مادة اتصال"، الغرض منها توصيل معنى معين، فضلا عن ما تتضمنه من معلومة (أو معلومات). فاللغة المنطوقة هي "مادة اتصال لفظية" تتصل بالحاسة السمعية (مع ملاحظة أن الكتابة هي الشكل الاصطلاحي للغة وليست هي بذاتها اللغة)، واللغة السينمائية هي مادة اتصال مرئية بالدرجة الأولى (وبحكم النشأة التاريخية) تتصل بالحاسة البصرية (ولاحقا بحاستي الإبصار والسمع معا).

اللغة والصورة السينمائية
وفي خضم هذا الجدل حول " لغة السينما" يترك الأستاذ ناجي فوزي الخيارات اللفظية وأساليب تراكيبها، مفتوحة، مقابل القيمة الابداعية للغة السينمائية ومفرداتها (البصرية والسمعية) من خلال تتابعها المونتاجي، قائلاً: والجدل حول مصطلح "اللغة السينمائية" هو بطبيعته، جدل فلسفي صرف، ولكنه يتجاوز حدود "الترف الفلسفي"، وذلك في محاولة للاستقرار حول حدود استخدامه كمصطلح يتعارف عليه كل من يتصل بنشاط الفن السينمائي (الروائي وغير الروائي) من صناع الأفلام ومن باحثين ونقاد لها، باعتباره مصطلحا يعني به "مفردات التعبير السينمائي" التي تشترك مع "النظام الخاص باللغة المنطوقة" (وليست الطبيعية) عن خاصيتها الأساسية وهي "إيصال المعنى".
وعلى الرغم من أهميتها النظرية والفنية فأن الدراسة التي نشرها الأستاذ أمين صالح، والتي تتكون من ثلاثة أجزاء وعلى أكثر من ثلاثة عشر صفحة، لم تكن من وجهة نظري موفقة كونها لا تشكل تحليلاً من منظوره الخاص إنما تشكل ترجمة لنص من كتاب بيتر والين الشهير. وبذلك يكون الأستاذ صالح قد إبتعد وللأسف عن رغبتنا في سماع وجهة نظره سيما في موضوعة هامة من هذا النوع يتناولها نقاد ومفكرون عرب لأول مرة. لكن أمير العمري علق عليها بالقول: "هذه الدراسة تعيدنا مجددا إلى ساحة المقارنة العميقة بين النص الأدبي والفيلم السينمائي" وأردف: "وربما تكون النقاشات حول العلاقة بين اللغة والصورة السينمائية سابقة على ظهور النظريات التي تؤيد أو تعارض مثل هذه العلاقة".
إن فكرة استقراء آراء النقاد والمفكرين المتخصصين في شئون السينما حول واحدة من القضايا المثيرة للجدل في عالم السينما مثل مصطلح "لغة السينما" محاولة علمية قيمة تكشف عن أنساق قائمة على دلالات ومعاني عديدة. نأمل أن تؤسس هذه الآراء السيميولوجية، لدراسات دقيقة حول مفهوم المصطلح عامة وفي الفن والأدب على وجه الخصوص والمنقولة لنا عن لغات أجنبية، والتي تبدو لنا إختياراً مرادف، لكنه مضطرب، في لغتنا العربية. والجدير أن هنالك ثمة أختلاف فكري وتنظيري كبير يدور حول مصطلح "لغة السينما" بين النقاد والمفكرين، على المستوي العالمي. لكن دولوز رغم انتقاده للتحليل اللغوي للفيلم لا ينفي أن الفيلم هو مجموعة من العلامات، لكنها علامات غير لغوية أو بالأحرى "علامات قبل لغوية" ، كما يذكر الدكتور بدر الدين مصطفي.

* نشرهذا المقال في جريدة "الزمان" الصادرة في لندن
3 أكتوبر 2010

الأحد، 24 أكتوبر 2010

السينما والتاريخ ويوسف زيدان

أنا من المعجبين كثيرا بيوسف زيدان، الروائي والباحث، لكني قد لا أكون معجبا بالقدر نفسه، بيوسف زيدان الكاتب الصحفي، فهو يتسرع في إبداء الكثير من الآراء دون تدقيق كاف، فتأتي مضطربة مما قد يوقعه أحيانا، في الكثير من الحرج. ولعل مقاله الشهير في هجاء الشعب الجزائري مثال على ذلك.
ومن بين ما لفت نظري أخيرا، مقاله الذي حمل عنوانا ساخرا هو "الناصر أحمد مظهر" (المصري اليوم، 22 سبتمبر 2010). وفيه يحمل بشدة على فيلم "الناصر صلاح الدين" (1963)، ويقول إنه "حقق نجاحاً جماهيرياً، لكنه واجه فشلاً فنياً ذريعاً، كما حقَّق خسارة مالية فادحة، لأن المساندة (الحكومية) فى إنتاجه، لم تستطع أن تخفف من عبء التكلفة المالية «الباهظة» التى أدَّت إلى إفلاس منتجة الفيلم".
وربما لا يعلم زيدان أن الفيلم من أكثر أفلام مخرجه يوسف شاهين، رواجا في الغرب، فقد عرض مرارا وظل يعرض حتى وقت قريب عبر شبكات الكثير من القنوات التليفزيونية في الولايات المتحدة تحديدا، ولم تدفع منتجة الفيلم السيدة آسيا، مليما واحدا لآلاف الجنود الذين شاركوا فيه. وليس كل ما يقوله المنتجون عن الخسائر التي تحققها أفلامهم يجب تصديقه دائما على أي حال.
ولكن جوهر ما يرمي إليه هو أن هناك "خسارة كبرى" لحقت بالوعى المصرى، والعربى "بسبب مخيالية هذا الفيلم، ومخايلاته، وأكاذيبه الكثيرة" حسب تعبيراته.
وسوف لن أتطرق هنا إلى ما يسوقه من أحكام قاطعة كقوله إن صلاح الدين "كان قائداً خائناً للسلطان نور الدين الذى أرسله على رأس الجيش من دمشق إلى مصر، لتأمين حدودها ضد هجمات الصليبيين"، وهو ما كان يقتضي منه التوثيق والتدليل.
أما ما يهمني فهو ما يأخذه زيدان على الفيلم من أنه لم يكن مخلصا لوقائع التاريخ عندما جعل شخصية «عيسى العوَّام» مثلا، لمصرى مسيحى، في حين أنه كان رجلا مسلما.
ولاشك أن زيدان يعلم تمام العلم، أن السينما ليست مثل كتب التاريخ، أي أن من حق السينمائي أن يقدم دائما "رؤيته" الخاصة لأحداث التاريخ، ومن حقه أن يضيف ويحذف ويبتكر ويعيد صياغة الحدث، بحيث يخدم الرؤية التي يريد توصيلها للمشاهد، وهو ما فعله يوسف زيدان نفسه في روايته الذائعة "عزازيل".. فهل كان مثلا، موجودا وقتما كان بطله يناجي المغنية "مرتا" ويبادلها الحب!
من المؤكد أنني اتفق مع الكاتب في رفضه تزييف الحقائق لخدمة أغراض سياسية معينة، لكن السينما أيضا تتعامل مع "الخيال"، ولا تربط نفسها مسبقا بوقائع التاريخ. ولعل خطورة ما يفترضه زيدان هنا أنه يكرس تحريم وتجريم الأعمال الدرامية، تحت ذريعة انها "تختلف" عن الواقع أو التاريخ، والعبرة على أي حال بمدى القدرة على الإقناع في العمل الفني، وبالغاية الإنسانية من رسالته.
والغريب أن ما يعتبره هو عيبا في فيلم "الناصر صلاح الدين"، يعتبره ميزة في الفيلم البريطاني "مملكة السماء"، في حين أننا نرى صلاح الدين في الفيلم الأخير يعفو عن القادة المسيحيين، ويحمى صليبا أثناء وقوعه على الأرض أثناء القتال، ويبادر بإرسال أطبائه لعلاج خصمه زعيم الصليبيين "بالدوين"، الأمر الذي دفع الكثير من المؤرخين الغربيين إلى اتهام الفيلم بالمبالغة في تصوير شخصية صلاح الدين، تماما كما يفعل زيدان في كلامه عن فيلم "الناصر".
ويعود زيدان فيتناقض مجددا مع نفسه عندما يشيد بفيلم "أجورا" الذي يروي قصة العالمة الاغريقية هيباتيا، رغم أن الفيلم يجعل عبدها الذي أحبها، يخنقها لكي يجنبها ما يمكن أن تتعرض له من تنكيل على أيدي المسيحيين المتطرفين في الاسكندرية وذلك على عكس ما قدمه يوسف زيدان من وصف مسهب (تاريخي) في روايته "عزازيل" لقتلها!
لقد كنت أتصور أن يتصدى يوسف زيدان للمتطرفين من المسلمين والمسيحيين على السواء، وأن يعتبر روايته البديعة موجهة ضد التطرف الديني عموما، بدلا من أن يجعل من نفسه، خصما شرسا لتطرف الكنيسة وحدها، التي يتهمها في مقاله، بالضغط على الحكومة لمنع فيلم "أجورا"، بينا فشلت، حسب قوله، في منع فيلم "مملكة السماء". والأفضل بالتأكيد أن يترك زيدان السينما لأهلها ويجنب نفسه كل هذه التناقضات.

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

جوائز مسابقات مهرجان أبو ظبي السينمائي

"من الفيلم الروسي "أرواح ساكنة"

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 2010

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي طويل (100,000 دولار)
أرواح صامتة (OVSYANKI) للمخرج أليكسي فيدورتشنكو- روسيا
"لتصويره الشعري لأصداء تراث ثقافي لشعب حاضر اليوم، ولتميز لغته السينمائية."

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي طويل من العالم العربي (100,000 دولار)
شتي يا دني للمخرج بهيج حجيج - لبنان

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل (25,000 دولار)
أندرو غارفيلد في فيلم "لا تتخلَّ عني – Never Let Me Go" للمخرج مارك رومانك - المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثلة (25,000 دولار)
لبنى أزابالفي فيلم "حرائق - Incendies" للمخرج دني فيلنوف - كندا، فرنسا

تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلم
كارلوس (CARLOS)"لتقديمه صورة معقدة عن حقبة زمنية ومنطقة جغرافية وشخصية مثيرة للجدل."

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
الرئيس: لويس بوينزو، مخرج / كاتب
فوزي بن سعيدي، مخرج / ممثل
سلاف فواخرجي، ممثلة
صديق بارماك، مخرج / منتج
كريم أينوز، مخرج / فنان بصريات

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة 2010
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
حنين إلى الضوء (NOSTALGIA DE LA LUZ) للمخرج باتريسيو غوزمن - تشيلي، فرنسا، ألمانيا
"لأصالة الفكرة السينمائية الدرامية، حيث الصورة والصوت يعملان كإشارات للعثور على المجهول في الماضي الحاضر. أسرار الإنفجار الكوني ورفات ضحايا بينوتشيه"

ساري زهري (PINK SARIS) للمخرجة كيم لونغينوتو - المملكة المتحدة، الهند
"لجلب السينما والحياة لبعضهما الآخر وكسر الوهم بين الوثائقي والروائي. وللقوة الروحية لشخصية المرأة التي تخترع من داخلها سلطة جديدة تواجه السلطة الرسمية"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي من العالم العربي أو حول العالم العربي (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
"شيوعيين كنّا" للمخرج ماهر أبي سمرا - لبنان، فرنسا، الإمارات العربية المتحدة
"لمحاولته السينمائية في فتح الأزمنة على الأزمنة والبحث عن نواة الماضي في الحاضر والحاضر في الماضي. حيث يقلّ سينمائي رفاقه في الفيلم في رحلة متشظية نحو المعرفة والاعتراف – ذهابا نحو الانتماء للإنسانية والعدالة في وطن من طوائف يفوح بالعنف"

"وطن" للمخرج جورج سلاوزر - هولندا
"للمعالجة السينمائية الدرامية للزمن الحياتي في الزمن الفيلمي، ولرحلة الكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً نحو الحاضر لترسم بورتريهاً تراجيدياً للشتات الفلسطيني"

تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلمي:
دموع غزة للمخرجة فيبكه لوكبرغ – النرويج
بحبك يا وحش للمخرج محمد سويد – لبنان الإمارت العربية المتحدة

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
الرئيس: أسامة محمد، مخرج
لوي بسيهويوس، مخرج
سمير، مخرج / منتج
صلاح مرعي، مصمم مناظر
بيهروز هاشيميان، منتج

مسابقة آفاق جديدة 2010
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد (100,000 دولار)
غيشير، للمخرج وحيد وكيليفار - إيران
"لرؤيته السينمائية الأصيلة وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه الممثلين، وبراعته الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاسٍ إلى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات المرئية المحسوسة"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي (100,000 دولار)
طيب، خلص، يلّلا للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا - لبنان
"لتحوله عن تفاهة الحياة اليومية إلى بعد شاعري عميق، واكتشافٌ نرحب به لاثنين من المواهب المبدعة الجديدة"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
بيل كانينغهام نيويورك (BILL CUNNINGHAM NEW YORK) للمخرج ريتشارد برس - الولايات المتحدة الأمريكية
"لبراعته في رسم لوحة آسرة نابضة بالحياة ومرسومة بمنتهى الجمال، تخبرنا عن إنسانية ونزاهة رجل نادر مرهف الإحساس، يغوص بعمله في أعماق عالم الموضة بعيداً عن بريقه السطحي ليكشف متعة التفرد"
المتجول (EL AMBULANTE) للمخرجين أدريانا يوركوفيتش، إدواردو دي لا سيرنا، لوكاس مارشيفيانو، - الأرجنتين

"لأسلوبهم الصادق والإنساني في توثيق قصة نادرة عن رجل يولي ظهره لصنع لأفلام التجارية بغرض الربح، ويسافر في أصقاع الأرض إلى المجتمعات المهمشة ليصنع أفلاماً تذكرنا بالغاية من صنع الأفلام ولمن تُصنع"

أفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد من العالم العربي - تنويه خاص من لجنة التحكيم (25,000 دولار)
"جلد حي" للمخرج فوزي صالح - مصر
"لمخرج واعد متميز بأسلوبه الحر وشغفه بقضية فيلمه، اصطحبنا في رحلة مؤثرة عبر الظروف المأساوية التي يعمل ويعيش فيها أطفال مجبرون على العمل"

ترغب لجنة التحكيم بالإشارة إلى أهمية مبادرات التمويل مثل صندوق سند والصندوق العربي للثقافة والفنون في رعاية المواهب، والتي سوف تؤتي ثمارها فيما يتعلق بمستقبل صناعة السينما العربية. لذلك فإننا نوصي بأن يتم تخصيص جزء من أموال الجائزة في هذه الفئة إلى صندوق سند لمواصلة عمله في دعم صانعي الأفلام الوثائقية العربية الجدد.

لجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة
الرئيس: إيليا سليمان، مخرج
خالد أبو النجا، ممثل / منتج
ناندانا سين، ممثلة
ليتا ستانتيك، منتج
ديبرا زيميرمان، مخرجة "نساء يصنعن أفلاماً"

جائزة "خيار الجمهور" في مهرجان أبوظبي السينمائي 2010
جائزة "خيار الجمهور" (30,000 دولار)
الغرب غرباً (WEST IS WEST)للمخرج أندي دي إيموني - المملكة المتحدة
وقد جاءت الأفلام التي اختارها الجمهور وفق الترتيب التالي:
المركز الثاني – سكريتيريت للمخرج راندل والاس – الولايات المتحدة الأمريكية
المركز الثالث – النساء بطلات للمخرجللمخرج ج. ر.– فرنسا
المركز الرابع – ملوك الحلويات للمخرجين كريس هيجيدوس و دي. إيه. بينبايكر – فرنسا/ هولندا/ المملكة المتحدة/ الولايات المتحدة الامريكية
المركز الخامس – لعبة عادلة للمخرج دوغ لايمن – الولايات المتحدة الأمريكية
لجنة التحكيم
يلعب الجمهور دور لجنة التحكيم لاختيار فيلمهم المفضل عبر التصويت للأفلام المعروضة ضمن قسم عروض السينما العالمية والمخصص لمجموعة مختارة من أبرز الأفلام التي نالت تكريماً في مهرجانات عالمية أخرى.

جائزة مهرجان أبوظبي السينمائي -نيتباك 2010
تمنح جائزة نيتباك في 21 دولة موزعة على القارات الخمس ضمن 28 مهرجاناً سينمائياً دولياً، من بينها مهرجان أبوظبي السينمائي.
الجائزة
زفير (ZEFIR) للمخرجة بيلما باش - تركيا
"للحساسية العالية التي رويت بها حكاية تفتح الانسان على الحياة في حالة من الضياع، وللتصوير المدهش الذي تميز به الفيلم".

لجنة التحكيم
الرئيس: ألبرتو إيلينا دياز – مدير مهرجان غراندا السينمائي "أفلام من الجنوب"
دو كيونغ كيم - مخرجة
كونيت سيبينويان – ناقد سينمائي

الخميس، 21 أكتوبر 2010

جوائز أفلام من الإمارات والأفلام القصيرة في مهرجان أبو ظبي

أعلن مهرجان أبو ظبي السينمائي عن الأفلام الفائزة بجوائز اللؤلؤة السوداء لدورة 2010 في مسابقة الإمارات ومسابقة الأفلام القصيرة ومسابقة سيناريو من الإمارات
مسابقة الإمارات 2010
انضمت مسابقة الإمارات والتي كانت تنظم سابقاً باسم (مسابقة أفلام من الإمارات) إلى لائحة برامج مهرجان أبوظبي السينمائي الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام، وقد تأسست مسابقة الإمارات منذ 10 سنوات بهدف تشجيع صناعة الأفلام الإماراتية. تستقبل المسابقة أيضاً المشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأفلام التي تركز بشكل كبير على تاريخ المنطقة وثقافتها.
لا تقتصر أهمية المسابقة على منح المشاركين فرصة الحصول على الجوائز وإنما أيضا إتاحة المجال لعرض أعمالهم على صناع السينما الآخرين والمشاركة في الصفوف وورش العمل الرئيسية.
 
لجنة التحكيم
الرئيس: نوري بو زيد، مخرج / كاتب
قاسم عبد، منتج / مخرج
عبدالله حسن أحمد، مخرج / منتج
أحمد سالمين آل علي، كاتب سيناريو
هيفاء المنصور، مخرجة

الجوائز

الأفلام الروائية القصيرة

جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الأولى (35,000 درهم)
غيمة شروق للمخرج أحمد زين
الإمارات
جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الثانية (30,000 درهم)
يومك؟للمخرج شاكر بن أحمد
البحرين
 
جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الثالثة (25,000 درهم)
حارس الليل للمخرج فاضل المهيري
الإمارات

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير (30,000 درهم)
حبل الغسيل للمخرج عيسى الجناحي
الإمارات
 
جائزة أفضل فيلم إماراتي قصير (35,000 درهم)
إششش للمخرجتين حفصة المطوع وشما أبو نواز
الإمارات
جائزة أفضل سيناريو (20,000 درهم)
غيمة شروق للمخرج أحمد زين
الإمارات
جائزة أفضل تصوير (10,000 درهم)
داكن للمخرج بدر الحمود
السعودية

الأفلام الوثائقية القصيرة
أفضل فيلم وثائقي قصير – الجائزة الأولى (30,000 درهم)
الملكة للمخرج هادي شعيب
الإمارات

جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير – الجائزة الثانية (25,000 درهم)
أنين السواحل للمخرج إبراهيم راشد الدوسري
البحرين

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وثائقي قصير (25,000 درهم)
رجال السمك للمخرجة رولا شماس
الإمارات
الأفلام الروائية القصيرة من إخراج الطلبة

جائزة أفضل فيلم روائي قصير للطلبة – الجائزة الأولى (25,000 درهم)
إششش للمخرجتين حفصة المطوع وشما أبو نواز
الإمارات
جائزة أفضل فيلم روائي قصير للطلبة – الجائزة الثانية (20,000 درهم)
أحبك يا شانزيليزيه للمخرج مهدي علي علي
قطر
جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير للطلبة (20,000 درهم)
السندريلا الجديدة للمخرجة إيفا داوود
الإمارات
الأفلام الوثائقية القصيرة من إخراج الطلبة
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – الجائزة الأولى (25,000 درهم)
السيدة الوردية للمخرجتين سارة ركاني وشروق شاهين
قطر
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – الجائزة الثانية (20,000 درهم)
أحلام صغيرة للمخرج طارق المكي
قطر

جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – جائزة لجنة التحكيم (20,000 درهم)
أنا في بلادي للمخرجة شروق شاهين
قطر

مسابقة سيناريو من الإمارات 2010
استحدث مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام مسابقة سيناريو من الإمارات، إنطلاقاً من هاجس صناعة سينما محلية تمتلك كافة أدواتها المهنية وأولها كيفية صناعة سيناريو ذو حبكة قوية يقود إلى تقديم فيلم جيد.
لجنة التحكيم
ابراهيم الملا، شاعر / كاتب سيناريو
محمد حسن أحمد، كاتب / كاتب سيناريو
صالح كرامة العامري، مؤلف / مخرج / من مؤسسي مسرح أبوظبي
الجوائز
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الأولى (30,000 درهم)
ابنة القدر- محمد الحمادي
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الثانية (25,000 درهم)
مكتوب- أمل عبدالله
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الثالثة (10,000 درهم)
اختفاء- فاطمة المزروعي

 
مسابقة الأفلام القصيرة 2010
ارتبطت الأفلام القصيرة بالمخرجين الشباب لكونها تقدم شكلاً فنياً مميزاً ببنية أولية، وهي غالبا ما تقربنا من جوهر فن السينما. ضمن هذه المسابقة كانت المشاركات من جميع أنحاء العالم بما يتضمن مشاريع الطلاب، الأمر الذي أغنى برنامج المسابقة برؤى وأساليب متنوعة
لجنة التحكيم

الرئيس: شيرين نشاط، مخرجة
سهير حمّاد، كاتبة
علي مصطفى، مخرج

الجوائز
جائزة أفضل فيلم روائي قصير ($25,000)
الألبوم للمخرجة شيراز فرادي
تونس

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير
ريتا للمخرجين فابيو غراسادونيا وأنطونيو بيازا
إيطاليا
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير ($25,000)
المدينة ذات الوجه القذر للمخرج بيتر كينغ
المملكة المتحدة
سينما أزادي للمخرج مهدي تورفي
ايران

جائزة أفضل فيلم قصير من العالم العربي ($25,000)
العابر الأخير للمخرج مؤنس خمار
الجزائر

 
جائزة أفضل فيلم تحريك قصير ($15,000)
تورد و تورد للمخرج نيكي ليندروث فون بير
السويد
جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الأولى($15,000)
العمود الخامس للمخرج فاتشه بولغورجيان
لبنان
جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الثانية ($10,000)
عيد الميلاد للمخرجةلويزا بارفو
رومانيا

جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الثالثة($5,000)
روك أند رول الصمّ للمخرج كريستيان باسكاريو
رومانيا

من أفلام مهرجان أبو ظبي السينمائي

"جلد حي"*
هذا هو عنوان الفيلم التسجيلي الأول للمخرج الشاب فوزي صالح. يصور الفيلم بواقعية مدهشة مأساة العمل والعيش في منطقة المدابغ بوسط القاهرة حيث يجري جمع قطع من جلود الحيوانات ودبغها أي إعدادها للاستخدام بشكل جديد باستخدام طرق بدائية ومواد كيميائية شديدة الخطورة علىة الصحة العامة، واعتمادا على الأطفال تحت سن العمل القانوني، وتشغيلهم سواء في جمع الجلود من شتى المناطق وإحضارها بالعربات التي تجرها حمير هزيلة، أو في الإعداد لعملية الدباغة نفسها.
صورة واقعية هائلة لعالم خاص جدا رغم كونه موجودا أمام عيوننا طوال الوقت، عالم الدنيا السفلى إذا جاز القول، حارات ضيقة تنساب فيها مياه الصرف الصحي، وبيوت متداعية متراصة كأنها تتحدى القدر رغم هزالها الشديد، وأكوام من القمامة لا قبل لمخلوق بها، وأسطح شديدة الوعورة، وابتكارات إنسانية مرعبة  للتحايل على قسوة الحياة، والاستمرار في العمل الذي تم توارثه جيلا بعد جيل دون اي تطور حقيقي، ودون أن تلتفت السلطات إلى ما يمثله من خطورة على الحياة في مدينة القاهرة عموما ولى المنغمسين مباشرة، فيه وبوجه خاص الأطفال.
إنها ترجيديا إنسانية لكنها مروية بلغة الفيلم التسجيلي الحديث الذي لا يقوم على التعليق الصوتي المباشر من خرج الصورة، بل على جعل الصورة تعبر عن نفسها مباشرة، ومن خلال كاميرا لا تهدأ، تعرف كيف تتسلل داخل الأماكن الوعرة الضيقة، ترصد وتحلل وتتوقف أمام التفاصيل.
إحساس المخرج واضح بالإيقاع، بتكوين اللقطات، بتشكيل علاقة بين اللقطات التي قد تتخذ صبغة "تجريدية" أحيانا، من خلال التوقف أمام تكوينات خاصة جدا، لكنها مجرد لحظات نكتشف بعدها أن ما نشاهده ليس سوى لقطات شديدة الواقعية لأشياء في عمق المكان الغريب الذي يبدو كمأزق متكرر مستمر لا يملك المرء منه فكاكا.
* "المبايعة"
أطلقوا على هذا الفيلم في كتالوج المهرجان "القسم" The Oath والمقصود المابعة على الطريقة الإسلامية الأصولية لأمير الجماعة من قبل أتباعه. والتابع هنا هو الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن الذي يقال لنا إنه زعيم تنظيم القاعدة، اليمني المعروف باسم أبو جندل كان قد قبض عليه (ربما لحسن حظه) قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .
أبو جندل قضى عدة سنوات في السجن، تعرض خلالها لاستجوابات عنيفة، ثم أطلق سراحه بعد أن ثبتت براءته. لكن الرجل رغم حرصه الشديد على تجنب الدعوة إلى العنف، يبدو شديد الإيمان بمعتقدات "القاعدة" في رفض الآخر واعتباره عدوا، يشن حربا ضد المسلمين ومن ثم يتعين "الجهاد" ضده. وهو رغم بؤسه الظاهر، بعد أن اضطر لفترة للعمل كسائق للتاكسي في اليمن، قبل أن يجد نفسه عاطلا، يبث في الكثير من الشباب الذين يتلحقون حوله افكارا تحض على الكراهية والقناعة بضرورة التصدي لـ"الآخر" وضربه، ولكنه يقول إنه يكتفي فقط بتوضيح الصورة لهم وإنه يتعين على كل منهم أن يتوصل إلى قراراته بنفسه.
كاميرا المخرجة لورا بويتراس ترصد وتتوقف أمام الشخصية في حياتها اليومة، أبو جندي يقود سيارته، كيف يتعامل مع الزبائ، مع المشاكل التي تصادفه على الطريق يوميا، مع أبنائه بعد عودته إلى المنزل، كيف تنظر إليه زوجته الثانية التي تزوجها بعد وفاة الزوجة الأولى، كيف يفكر، كيف يرى أسامة بن لادن (لايزال بالطبع يعتبره مثلا أعلى وزعيما روحيا!) وكيف يرى مستقبله.
فيلم يعتمد على تقديم "بورتريه" لشخصية غير عادية أفسدها اهتمام المخرجة بمتابعة خط ثان لشخص غائب عن الفيلم تماما باستثناء لقطة واحدة له، هو سليم حمدان سائق أسامة بن لادن المسجون في جونتانامو والذي نظرت قضيته أمام القضاء العسكري الأمريكي ونجح محاميه في استصدار حكم برفض المحاكمة وهو ما اعتبر وقتها ضربة قوية لإدارة الرئيس بوش الإبن.
الفيلم بشكل عام يتضح فيه جهد البحث، والاعتماد على عدد من الوثائق المصورة المأخوذة مما قدمته محطات تليفزيونية عن الشخصية ومنها الحوار الشهير مع قناة العربية، ولكنه بشكل عام فيلم يسير "على الكتاب" أي تقليدي في بنائه وطريقته، لا يضيف جديدا إلى ما سبق أن شاهدناه في الإطار نفسه.

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

في مهرجان أبو ظبي: عودة اليازرلي، وأفلام أخرى!


لاشك أنه مما يحسب لمهرجان أبو ظبي وهيئة التراث والثقافة، الجهة المنظمة للمهرجان، إحضار نسخة جديدة من فيلم "اليازرلي" أحد الكلاسيكيات الكبير في السينما العربية للعرض في المهرجان، وبالتالي إحياء هذا العمل الكبير الذي لم يشاهد منذ سنوات بعيدة، خصوصا وأنه ضرورة فنية بالنسبة للأجيال الجديدة من هواة السينما الفنية الرفيعة.
إن "اليازرلي" الذي أخرجه قيس الزبيدي قبل نحو 34 عاما، من إنتاج مؤسسة السينما السورية في عصرها الذهبي، دليل بارز على قدرة السينمائي العربي الموهوب على أن يصبح جزءا من عصره، عصر بونويل وخودوروفسكي، ولكن قدرته أيضا على الاستفادة من تراث السينما السوفيتية الصامتة في أهم نماذجها أي أيزنشتاين وفيرتوف بودوفكين.

ينسج قيس الزبيدي هنا قصيدة سينمائية تشع بالجمال، وتعيد اكتشاف الإنسان من خلال الصورة والإيقاع والعلاقة الحيوية بين الصورة والموسيقى، وبين التكوين والمونتاج، وإعادة خلق الزمن بحيث لا يصبح هو نفسه الزمن الحقيقي أو الذي يريد السينمائي الإيهام بواقعيته، بل زمنه الخاص الذي يختاره لكل لقطاته ومشاهده المنسوجة ببراعة بكاميرا ترصد وتتابع وتعبر عن القلق الذي تشعر به الشخصيات، تقترب وتبتعد، تخترق وتكاد تتسلل أحيانا إلى ما تحت جلد الشخصيات البسيطة ولكن المعبرة عن قسوة الحياة، وعن الاضطهاد الطبقي، عن المشاعر الإنسانية: الرغبة الجنسية، الحب الصامت، الألم، الغيرة، الجشع، عبودية الخاضع لسيده وتبعيته التي يرغب في التخلص منها لكنه لا يستطيع.

ليس من الممكن تلخيص هذا العمل البديع الذي يفيض بالمشاعر ويدعو إلى التأملات. إن مشاهدته بعد كل هذه السنوات تؤكد أنه لايزال يتمتع بروح الحداثة أكثر من كل أفلامنا الحديثة. إنه درس في البلاغة السينمائية. ولاشك أن خروج قيس الزبيدي من حلبة السينما الروائية مبكرا يعد من أكبر ما منيت به السينما في العالم العربي من نكسات وخيبات جاءت بفعل التراجع المستمر في الطموح الثقافي، وزحف القيم الاستهلاكية المريضة على الحياة العربية عموما. لكني آمل أن تكون لي عودة للتوقف أمام هذا الفيلم بالتحليل.
شاهدت أيضا فيلم "داخل خارج الغرفة" وهو وثائقي جديد للمخرجة المصرية الشابة دينا حمزة.
الفكرة جريئة ومثيرة، وتعكس قلقا فلسفيا ربما كان من الصعب التعبير عنه بسبب طغيان الصور المباشرة القاسية والشخصية البسيطة- المركبة لبطل الفيلم، وهو جلاد حقق رقما قياسيا في شنق نحو ألف شخص من الذين حكم عليهم بالإعدام شنقا.

أرادت دينا حمزة التوقف أمام نموذج إنساني غير عادي، لا نقابله بالطبع في كل يوم، وصورته وهو بين أسرته، وبين أصدقائه، على المقهى يتسامر ويلعب الطاولة، في الشارع وسط أهل المنطقة، يروي لها أمام الكاميرا، كيف كنت تجربته في عالم الإعدام، وكيف أمكن أن يواصل حياته العادية رغم عمله الصارم والقاسي.

لاشك في أن "البورتريه" الذي تقدمه لنا المخرجة الشابة موحيا، يدفع إلى الكثير من التساؤلات عن معنى الحياة والموت. لكن بطل القصة، لا يترك أمامنا مجالا كبيرا عندما يختم قصته بالاستتناد إلى "الدين" أي إرجاع كل ما يقوم به إلى إرادة الله، وإلى أنه إنما ينفذ هذه الإرادة الإلهية، أي أنه أصبح كما يقول حفيا في الفيلم "يد الله" التي تنزل العقاب بالمذنب.

أحد أبناء الجلاد يعبر عن تعاطفه الشديد مع ما يقوم به والده فيقول إنه أحيانا يرغب في أن يشنق المجرمين بيديه بسبب ما ارتكبوه من بشاعات، أما الولد الأصغر، فيعبر عن رفضه القيام بما يقوم به والده، معربا بوضوح عن رفضه قتل الآخري بموجب أي مبرر.
إنها "حالة" إنسانية خاصة كانت دائما تثير اهتمام الناس في بلادنا، حالة ذلك الجلاد الذي يقول بوضوح إنه يجد الشنق أسهل ألف مرة من جلد إنسان. فيلم معبر، مصنوع باتقان، وجرأة، وقدرة على التعامل البصري مع اللقطات القريبة للشخصيات الكثيرة التي تظهر في الفيلم.

 
أما فيلم "بحبك ياوحش" للمخرج اللبناني محمد سويد، فمن الممكن القول إنه يدور في اتجاه البحث المرهق لسويد عن الشخصية اللبنانية من خلال المكان: بيروت، صيدا، لبنان الكبير.

إنه يتوقف أمام عدد من الشخصيات العادية، التي يسجل شهاداتها عن الواقع، عن الحياة، عن معنى الحياة، عن الحب، عن الحرب، وعن الماضي والحاضر وكيف يرون المستبقل، ولكن في بناء مفتوح، يمزج بين الشخصيات اللبنانية، والفلسطينية، وبين أهل البلد، والمهاجرين الباحثين عن عمل. لكن يعيب الفيلم أنه يفتقد إلى حد كبير إلى وحدة الموضوع، فالمنهج الذي يستخدمه سويد في بناء الفيلم يجعلك تتساءل كثيرا عما يشير إليه، فهو أيضا ينحرف كثيرا عن الموضوع عندما يتوقف طويلا مثلا، أمام شخصية مهاجر سوداني يعمل في بيروت، يتحدث عن حياته السابقة في سورية ويعقد مقارنات بين الحالتين. والواضح أن محمد سويد يريد ن يقدم لبنان بسكانه المختلطين من اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم، لكن الفكرة لا تتجسد بوضوح، والفصول التي تتعاقب تحت أسماء محددة مثل "الحرب، الحب، طق طق، بحبك ياوحش (في اشارة بالطبع إلى وحش الشاشة الراحل فريد شوقي).. إلخ تبدو أحيانا مضللة أكثر مما هي مضيئة، فمن الممكن أن يستمر الفيلم هكذا، أي في هذه الاستطرادات إلى ما لانهاية، ومن الممكن أيضا أن ينتهي في أي لحظة، وهو ما يعكس غياب البناء القصصي المحدد حتى في فيلم تسجيلي، وخلل الايقاع.

أخيرا جاء الفيلم الدنماركي "دموع غزة" وهو وثائقي طويل (90 دقيقة) للمخرجة الدنماركية فبيكة لوكزبرج عملا تقليديا عن الأوضاع الفلسطينية المأساوية في غزة قبل وأثناء وبعد التوغل الاسرائيلي في القطاع في أواخر 2008 وأوائل 2009، من خلال التركيز على مصائر ثلاثة شخصيات لأطفال فلسطينيين.

هناك الكثير من المشاهد الدامية التي تدمي القلب وتقتحم العين، والكثير من اللقطات المقتنصة من قلب الحدث رغم ما فرضته السلطات الإسرائيلية العسكرية من تعتيم على حملتها الدموية. لكن رغم ذلك يبدو أن لا جديد يقدمه لنا هذا الفيلم، فأنت تخرج بانطباع أنك سبق أن شاهدت كل هذه اللقطات في سياق مشابه من قبل. لكنه بلاشك، مفيد بالنسبة للمشاهد الأوروبي الذي يتوجه إليه بالدرجة الأولى.

السبت، 16 أكتوبر 2010

"الغرب هو الغرب": بريطانيا الحلم والألم والزواج المختلط

من الأفلام التي يحتفي بها كثيرا مهرجان أبو ظبي الفيلم البريطاني الجديد "الغرب هو الغرب"، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو، ثم في مهرجان لندن السينمائي المستمر في نفس الوقت مع مهرجان أبو ظبي.
قبل أكثر من عشر سنوات حقق فيلم "الشرق هو الشرق" East is East نجاحا تجاريا كبيرا في دور العرض البريطانية رغم أنه يقوم على الكشف عن التناقضات بين الشخصية الانجليزية والشخصية الباكستانية، من خلال كوميديا خفيفة ساخرة، تسعى لسبر أغوار المشاكل التي يمكن أن تنتج عن الزواج المختلط، بين رجل باكستاني، وامرأة انجليزية، ينجبان أطفالا يتمسكون بتقاليد البيئة التي نشأوا فيها، أي البيئة الانجليزية، ويرفضون الخضوع للتقاليد الباكستانية المختلفة تماما، التي يحاول الأب أن يلقنهم إياها ولو قسرا.
الآن، في "الغرب هو الغرب" West is West نعود إلى نفس البطلين، أي الزوج والزوجة بعد مرور 11 عاما على قيامهما بالدورين، إلا أن أحداث الفيلم تدور في منتصف السبعينيات، حينما يدرك الأب الذي يطلق على نفسه اسم "جورج خان"- مقتبسا الاسم الأول من البيئة الانجليزية، والثاني يحافظ على لقب العائلة الأصلي، أن ابنه الأصغر "ساجد" لا يعرف شيئا عن وطنه الأصلي، فيقرر القيام برحلة معه إلى البلدة التي ينتمي إليها الأب، في باكستان، رغم رفض ساجد وتمرده بل وسخريته المريرة في النصف الأول من الفيلم، من اللغة والعادات والتقاليد قبل أن يلتقي بولد من عمره، وكهل من المنطقة، ويحتك بهما ويتعلم منهما الحكمة ويتعرف على تقاليد بلد والده.
بالطبع تقع مفارقات عديدة بعد حضور الزوجة الانجليزية ومواجهتها مه الزوجة الباكستانية التي هجرها "جورج" قبل ثلاثين عاما، مع بناته منها، مكتفيا بارسال بعض المال بين حين وآخر. ولكن الأحداث تنتهي نهاية سعيدة، غالأب الذي يشعر بأنه غريب في بلاد الانجليز وغريب في وطنه أيضا، يكفر عن فعلته باقامة منزل حديث لأسرته الأصلية، والإبن الثاني الشاب من الزوجة الانجليزية، يجد عروسا ملائمة له، باكستانية عادت إلى بلدها لكي تتزوج من أحد أبناء بلدها، والإبن الأصغر ساجد يحقق نوعا من التوازن بين ثقافته الأصلية وثقافتة البيئة التي نشأ فيها، والزوجتان تحققان مصالحة من نوع ما.. ويعود جورج مع "إيلا" إلى بريطانيا، وتبقى الزوجة الهندية مع بناتها بعد أن تدرك أن الماضي لن يعود، وأن جورج اختار لنفسه حياة جديدة مختلفة من دهر وبات من المستحيل تغيير دفة الأحداث.
وحسب طبيعة الموضوع الذي تتفجر من خلاله الكثير من المفارقات والتناقضات والأحداث الطريفة، كان الطابع الكوميدي هو الأنسب.. ولكن لأنه موجه أساسا إلى جمهور بريطانيا، سواء من الأصليين أو المهاجرين من باكستان أو الأجيال الاجديدة التي تنتمي إلى ثقافة باكستان دون أن تكون قد نشأت على ترابها بالضرورة، يلعب سيناريو الفيلم على إبراز هذه التناقضات لكي يضحكنا عليها، ولكي يكشف كيف أن الصورة النمطية الراسخة في خيال كل طرف عن الآخر ليست بالضرورة الصورة الصحيحة، وأن التعايش والتسامح أفضل من البقاء داخل سجن الذات الحديدي.
أسلوب إخراج قريب من مسلسلات "السوب أوبرا" التليفزيونية التي يشاهدها الملايين يوميا، وأداء تمثيلي لافت من كل الممثلين المشاركين في الفيلم، واستخدام موفق كثيرا للموسيقى والأغاني والايقاعات الباكستانية.
أما إذا كانت هذه الخلطة ستنجح في تكرار ما حققه الفيلم السابق من نجاح، فأمر يظل محل اختبار حقيقي عند نزول الفيلم إلى أسواق بريطانيا التي تغيرت نظرة جمهور السينما فيها مثيرا خلال العقد الماضي، واختلفت اهتماماته. لكن العرض التليفزيوني قد يكون مناسبا أكثر، ولذلك دخل بي بي سي طرفا مباشرا في إنتاج الفيلم.

الخميس، 14 أكتوبر 2010

افتتاح تقليدي لمهرجان أبو ظبي


افتتحت الدورة الرابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي مساء الخميس 14 أكتوبر، وتمتد حتى الثالث والعشرين من الشهر نفسه. وكما هي العادة في المهرجانات التي تقام في البلدان العربية بلا استثناء، يتقدم مسؤول كبير يمثل الدولة التي يقام فيها المهرجان، لكي يلقي كلمة طويلة، تتطرق كالعادة إلى أهمية السينما للإنسان، وأهميتها في التواصل بين البشر، وكوسيلة للتعبير. هذه الأفكار نفسها عادت مجددا فترددت في الكلمة التي ألقاها المدير التنفيذي للمهرجان الأمريكي بيتر سكارليت.
لكن سكارليت أعد فقرة لتسليط الأضواء على المهرجان بالاشتراك مع أحد مقدمي البرامج في التليفزيون المحلي، قام خلالها باستعراض قدراته التمثيلية الفكاهية، لتقديم الأنواع المختلفة من الأفلام التي سيقدمها المهرجان لجمهوره عبر أيامه العشرة، من الفيلم الوثائقي الذي يهتم بالبيئة، إلى أفلام الرعب.
بطبيعة الحال لا يجرؤ مدير أي مهرجان دولي يقام في العالم العربي على القيام بهذا الدور الذي قام به سكارليت، فعادة ما يترك مديرو المهرجانات ذلك النوع من التقديم التمثيلي لأشخاص محترفين من الممثلين أو غيرهم. ولو فعل أي مدير عربي مثلما فعل سكارليت فربما تعرض لهجوم شرس من جانب الصحافة السائدة اتي تميل إلى المحافظة بشكل عام، بل وربما أعفي أيضا من مهمته بدعوى خروجه عن التقاليد (التي يجب أن تكون دائما جادة، متجهمة، رسمية، تعرض أرقاما يتصور المدير- الموظف (في معظم الأحيان) أنه يقدمها لإرضاء الوزير، الذي قد يكون فنانا أو معاديا للفنون!
المهم أن بيتر سكارليت أقر من العام الماضي، هذا المبدأ الذي يخلط بين دور المدير الفني، ورجل الاستعراض، وبين المسؤول المهرجاني، والممثل. ولا أعرف مقدار نجاحه في هذا الدور الأخير، لكن المؤكد أنه أعد للمناسبة بشكل جاد جدا، واستعد لها.
نجح سكارليت العام الماضي في تقديم دورة غير عادية في مستواها، أو متقدمة جدا بنوعية ما عرض من أفلام، كان بينها عدد كبير لافت من أفلام شهدت عرضها العالمي الأول في أبو ظبي، غير أن هذا النجاح لا أظن أنه قادر على تكراره بنفس الدرجة العام الحالي، وذلك استنادا إلى برنامج الأفلام المعلن، وأسماء لجان التحكيم، التي زاد عددها بموجب لجنتين لتحكيم أفلام قسم آفاق جديدة، ومسابقة أفلام من الإمارات.
لاشك أن هناك جهدا كبيرا في الاختيار والمحاولة والتنويع والانفتاح على ثقافات عديدة في الشرق والغرب، لكن أفلام العرض العالمي الأول تكاد تغيب كمثال، عن أفلام المسابقة الرسمية الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة، فمعظمها أفلام عرضت في مهرجانات أخرى بل وداخل مسابقات دولية أخرى أيضا مثل "الحفرة" الصيني، و"سيرك كولومبيا" البوسني، وميرال" الأمريكي الفرنسي، و"أرواح صامتة" الروسي، و"مزهرية" الفرنسي (وبالمناسبة الترجمة خاطئة لأن التعبير الفرنسي potiche مقصود به في هذه الحالة تحديدا المرأة المعتدة بنفسها كثيرا التي تتدلل على زوجها وتسبب له المتاعب، ويصلح بالتالي أن نطلق عليه "المرأة المدللة" أو صعبة المراس. لكن ليست هذه هي المشكلة على أي حال.
المشكلة أيضا أن فيلم الافتتاح الأمريكي "سكريتاريا" Secretariat للمخرج راندال والاس، بدأت عروضه الأمريكية بالفعل، أي أن عرضه في افتتاح مهرجان كبير مثل مهرجان أبو ظبي، ليس العرض العالمي الأول، كما أنه ليس من الأفلام التي تظل طويلا في الذاكرة، بل سبق أن شاهدنا عشرات الأفلام المشابهة التي تدور عادة، حول فكرته أي فكرة القدرة الخاصة لـ "الحلم الأمريكي"، فكرة "التحدي"، والرغبة في التفوق، والمنافسة، وتحقيق المستحيل. ولكن بدلا من وجود ملاكم فردي عنيد شرس مثل "روكي" مثلا، هنا امرأة (ربة منزل) تمتلك حصانا تطلق عليه اسما سخيفا هو "سكريتاريا"، وهذه المرأة تحاول أن تثبت لنفسها ولأبنائها كيف يمكنها أن تحقق المستحيل وأن تحعل هذا الحصان يتفوق ويحقق ما لم يحققه أي حصان قبله في الفوز بأهم ثلاثة سباقات في أمريكا، وتحقق بذلك ما عجز والدها الراحل عن تحقيقه، وهو الذي ترك لها تلك الثروة من الخيول والممتلكات التي ترفض أن تتخلى عنها حتى لو كان معنى هذا أن تغامر أو بالأحرى، تقامر وتتعرض لخسارة كل شيء (مرة أخرى، المغامرة فكرة عميقة في الفكر الأمريكي الفردي، يحتفي بها الفيلم كثيرا بل ويمجدها في شخص المرأة التي تبرع ديان لين في أداء دورها أمام جون مالكوفيتش الذي يلعب دور مدرب الخيول المغرم بارتداء قبعات رديئة الذوق، والذي ينجح في تدريب "سكريتاريا" حتى يحقق ما يحققه من تفوق ونجاح مبهر.
أسلوب إخراج الفيلم لا يخرج، عن أسلوب إخراج أفلام الملاكمة أو سباق السيارات أو البطولات الرياضية عموما، التي تدور حول بطل فردي، يسعى لتحقيق ما يتصور الجميع من حوله أنه من المستحيلات، بالعزيمة والإصرار وعدم اليأس، مع مزج "البيزينس" بفكرة التفوق الفردي، والتلويح للمشاهدين بإمكانية تحقيق الحلم الأمريكي اعتمادا على الإرادة والعزيمة، رغم أن الفيلم يدور بالطبع في أوساط طبقة تتمتع بالثراء والجاه.
معظم مشاهد الفيلم في نصفه الثاني وما تنتهي إليه، متوقع سلفا: الهزيمة المريرة، ثم التغلب عليها بالإرادة الحديدية، ومن ثم الفوز الساحق المبهر على الخصم في منافسة لم يتردد سيناريو الفيلم في تشبيهها بالصراع بين اثنين من الملاكمين فعلا.
تبرير بيتر سكارليت لاختياره هذا الفيلم في الافتتاح تبرير لم يتعاطف معه أحد فقد قال إنه يعلم حب الناس في الشرق الأوسط للخيول، وخصوصا في منطقة الخليج، وحماسهم الكبير لها، أو شيئا بهذا المعنى، وهي نظرة نمطية ضيقة للعلاقة بين الناس والسينما في العالم العربي، أو فكرة نمطية تقليدية عن العربي عموما وثقافته "المحدودة".
وعلى أي حال، سوف نتفق ونختلف حول مستوى الكثير من الأفلام في هذا المهرجان، وهو أمر طبيعي، لكن لا خلاف على أن أهم ما يميزه عن سائر المهرجانات التي تقام في المنطقة، ليس فقط جوائزه المالية الضخمة أو الأكبر في العالم (مليون دولار بالتمام والكمال لصناع الأفلام الفائزة أصحاب الخظ السعيد جدا)، بل النصف مليون دولار التي يقدمها الصندوق الخاص الذي أنشأه المهرجان لدعم عدد من المشاريع المتنوعة السينمائية للمخرجين العرب. وهو بلاشك أمر يستحق التقدير والإشادة والاحترام. فهذا مهرجان يحتفي بالسينما بشكل جاد، ليس فقط عن طريق استهلاكها، بل والمساهمة في صنعها وتطويرها أيضا.

السبت، 9 أكتوبر 2010

أضواء على مهرجان أبو ظبي السينمائي الرابع


من فيلم "كارلوس" الفرنسي أحد أفلام المسابقة


يشمل برنامج مهرجان أبوظبي الرابع (14- 23 أكتوبر) خمس مسابقات: مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة الأفلام الوثائقية، ومسابقة تجمع بين الروائي والوثائقي تحت اسم "آفاق جديدة"، ومسابقة للأفلام القصيرة، وأخيرا مسابقة "أفلام من الإمارات".
وإذا كان مفهوما أن تكون هناك مسابقت للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية إلا أنه ليس من المفهوم أن تخصص مسابقة ثانية للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة هي مسابقة "آفاق جديدة" فهذه ازدواجية لا معنى لها، بل ولا نظير لها في أي مهرجان نعرفه، وعادة ما تعرض الأفلام التي يرغب المهرجان في تسليط الأضواء عليها، في قسم خاص للتعريف بهذه الأفلام، ولكن ربما يكون اتجاه مهرجان كان منذ عامين إلى تخصيص جائزة لأفضل الافلام في قسم "نظرة ما" هو الدافع وراء هذه المسابقة الجديدة المبتدعة.
المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة تشمل عرض 15 فيلما هي "كارلوس" لأوليفييه أسايس (فرنسا)، و"شيكو وريتا" لثلاثة مخرجين (اسبانيا)، و"سيرك كولومبيا" لدانيش تانوفيتش (البوسنه)، و"الخندق" لوونج بنج (الصين- فرنسا)، و"شتي يادنيا" لبهيج حجيج (لبنان)، و"في عالم أفضل" لسوزان بيير (الدنمارك- السويد)، و"المهمة" لدينيس فلينيف (كندا)، و"حياة سمكة" لماتياس بيز (شيلي)، و"رسائل البحر" لداود عبد السيد (مصر)، و"ميرال" لجوليان شنابل (أمريكا)، و"لا تدعني أذهب" لمارك رومانيك (بريطانيا)، و"أرواح ساكنة" لألكسي فيدروشنكو، و"المراة المدللة" لفرنسوا أوزون (فرنسا)، و"روداج" (أو ترويض) لنضال الدبس (سورية)، و"العنزة العذراء" لمورالي ناير (الهند).

ثلاثة أفلام
ويوجد في المسابقة ثلاثة أفلام فقط من العالم العربي، من مصر وسورية ولبنان، أي خمس أفلام المسابقة وهذا ليس كافيا، وواضح أن مهرجان الدوحة تمكن من الحصول على عدد أكبر من الأفلام العربية الجديدة، وربما فضل السينمائيون التوانسة عرض أفلامهم الجديدة (4 افلام) في مهرجان قرطاج، كما يغيب تمثيل المغرب (التي تنتج 15 فيلما سنويا) علما بأن فيلم "الجامع" لداود أولاد السيد سيشارك في مهرجان الدوحة.
ويغيب عن المسابقة أفلام من تركيا وإيران، أي من الفضاء الطبيعي الاقليمي كما كان في العام الماضي، ربما لأنه المهرجان تخلص من فكرة أنه مخصص لأفلام ما يسمى بـ"الشرق الأوسط" حتى تستبعد تماما فكرة أنه يعتزم فتح الباب أيضا أمام الأفلام الإسرائيلية، ولو لتلك التي تعتبر من الأفلام المتوازنة، في حين يبدو أن مهرجان الدوحة يسير في هذا الاتجاه.
لكن لاشك أن المسابقة تتميز بوجود أفلام مهمة مثل الروسي، والبوسني والاسباني والأمريكي (ميرال) الذي يتوقع أن يثير الكثير من المناقشات أينما يعرض (سيعرض في الدوحة أيضا). وتنوع الأفلام واضح كما هو واضح أيضا الابتعاد عن غلبة الأفلام الغربية والأمريكية تحديدا وكما كانت العادة في الدورتين الأولى والثانية من هذا المهرجان.
وليس مفهوما أن يقبل المهرجان عرض نسخة سينمائية مختصرة كثيرا جدا من الفيلم الفرنسي "كارلوس" الذي شاهدناه في مهرجان كان، في نسخة تصل إلى نحو خمس ساعات ونصف الساعة، وكان يجب أن تعرض النسخة المختصرة (159 دقيقة) خارج المسابقة ضمن البرامج الخاصة.
أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتضم 13 فيلما طويلا من الولايات المتحدة والصين والمانيا وهولندا ولبنان والأرجنتين وبريطانيا، ويعرض فيلم جديد للمخرج العراقي لعطية الدراجي ومحمد الدراجي خارج المسابقة.
من لبنان يشارك محمد سويد بفيلم جديد بعنوان "بحبك ياوحش"، وهناك فيلمان عن القضية الفلسطينية هما "أطفال الحجارة.. أطفال الجدار" من ألمانيا، و"وطن" من هولندا. وهناك الفيلم البديع للمخرج الأرجنتيني باتريشيو جوزمان "حنين للضوء" الذي شاهدناه في مهرجان كان، ولاشك أنه درس في السينما الوثائقية من معلم كبير.
وتضم مسابقة الأفلام القصيرة 18 فيلما من ايطاليا وفرنسا وبولندا بلغاريا وألمانيا والسويد وبريطانيا وتونس والجزائر والمكسيك وبولندا وإيران والنرويج واستراليا. وهناك مسابقة أخرى للأفلام القصيرة التي صنعها طلاب معاهد السينما وتشمل عرض 15 فيلما.

ماذا فعلنا بعالمنا؟
وتحت عنوان "ماذا فعلنا بعالمنا" يعرض المهرجان ثلاثة أفلام تسجيلية هي "ملكة الشمس" من أمريكا، و"دموع غزة" من النرويج، و"شيوعيين كنا" من لبنان، والأخير عرضه مخرجه ماهر أبي سمرة العام الماضي في نسخة غير مكتملة.
أما مسابقة "آفاق جديدة" فتشمل عرض 17 فيلما طويلا، ما بين روائي ووثائقي من الأرجنتين وأمريكا (3 أفلام) وإيران (فيلمان) ومصر (فيلمان) وفرنسا ولبنان (فيلمان) وسورية والعراق وباكستان والإمارات وكندا وتركيا.
هنا نجد التوازن العالمي والاقليمي والعربي متحقق في اختيارات الأفلام دون أن تطغى السينما الغربية أو الأمريكية تحديدا كما هو معتاد.
من فيلم "اليازرلي" لقيس الزبيدي

الأفلام العربية المشاركة في هذا القسم هي "داخل.. خارج الغرفة" للمخرجة الشابة دينا حمزة من مصر، و"جلد حي" لفوزي صالح من مصر، والفيلمان من النوع الوثائقي، و"طيب.. خلاص، ياللا" لرانيا عطية ودانييل جارثيا من لبنان، و"مرة أخرى" لجود سعيد من سورية، و"كارانتينا" لعدي رشيد من العراق (وهذا هو فيلمه الثاني)، و"ثوب الشمس" لسعيد سلمان من الإمارات، و"مملكة النساء: عين الحلوة" لدهنا أبو رحمة (لبنان) وهو وثائقي.
وتشمل مسابقة "أفلام من الإمارات" 46 فيلما قصيرا صورت بفضل كاميرا الديجيتال التي تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة.
ومرة أخرى نجد قسما بعنوان "ماذا فعلنا بعالمنا" يشمل 7 أفلام وثائقية طويلة من استراليا وألمانيا والسويد وفرنسا والمكسيك والبرازيل وبريطانيا.
الأفلام التي تعرض خارج المسابقات تحت عنوان "سلة الأفلام" Showcase  سيشاهد جمهور المهرجان عشرة أفلام منها فيلم "نسخة موثقة" لعباس كياروستامي الذي عرض في مسابقة مهرجان كان الأخير، و"لعبة عادلة" (عن حرب العراق)، وعرض في كان أيضا، و"الغرب هو الغرب" لآندي دو إيموني (بريطانيا)، و"القسم" The Oath للورا بوتراس (أمريكا)، والنساء بطلات" (تسجيلي من فرنسا)، و"ملوك المعجنات" من فرنسا (تسجيلي).

كنوز الأرشيف
ومن أهم أقسام المهرجان قسم يشمل عرض عدد من الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها مثل "السيرك" لشابلن، و"متروبوليس" لفريتز لانج، و"المومياء" لشادي عبد السلام.
وفي قسم خاص للأفلام التي توصف بـ"التجريبية" يعرض فيلم "اليازرلي" لقيس الزبيدي من عام 1967، و"يد إلهية" و"سجل اختفاء" لإيليا سليمان. ولست واثقا من صحة تصنيف هذه الأفلام الثلاثة على اعتبار أنها من الافلام "التجريبية"، كما أنني وجدت بينها فيلما مصريا جديدا من إنتاج 2009 بعنوان "سياحة داخلية" (62 دقيقة) للمخرجة مها مأمون، يعتمد على لقطات من الأفلام المصرية القديمة.
وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال لم تعلن أسماء لجان التحكيم كما لم تتضح تماما طبيعة النشاط الثقافي الموازي للعروض باستثناء الإعلان عن مؤتمر يقام لمدة 3 أيام (13- 15 أكتوبر) يستضيف عددا من السينمائيين من بلدان مختلفة، ويمزج بين المحاضرات والورشة، ولا يتضح لي تماما الهدف من هذا المؤتمر ولا من الذي سيستفيد منه حقا، ولا حجم الوجود العربي فيه، فالأسماء لاتزال غائبة، لكن من ينتظر سيعرف بكل تاكيد.
من فيلم "الدمية" لريم البيات من السعودية في
مسابقة "أفلام من الإمارات" وهو أمر غير مفهوم
فهل هي أفلام إماراتية كما يقول اسمها أم خليجية؟

الخميس، 7 أكتوبر 2010

إقالة ابراهيم عيسى وأزمة "الدستور"


أكاد أجزم أن السيد البدوي أحد كبار ملاك جريدة "الدستور" المصرية المستقلة، الذي أصبح في واجهة الأحداث بعد قرار إقالة رئيس تحرير الجريدة المستقلة ليس هو "سيد قراره"، بل واجهة لمجموعة من الممولين الذين لم يكشف هو عن أسمائهم حتى الآن رغم تعهده بأن يفعل ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول ولكن دون أن يفعل!
وحتى الآن لا نعرف من هم هؤلاء الممولين للصحيفة سوى إسم المدعو رضا إدوارد الذي يبدو أنه المعبر الحقيقي عمن يقفون وراء تمويل الجريدة وشرائها في صفقة يقال إنها بلغت 16 مليون جنيه مصري.
قولي هذا يستند أولا إلى أن السيد البدوي بدا في كل المقابلات التليفزيونية التي ظهر فيها حتى الآن، وقد تابعتها كلها، رجلا مسالما ضعيفا مغلوبا على أمره، لدرجة أنه بدأ يثير التعاطف بعد أن كان الاستياء العام قد بلغ مبلغه منه وبعد أن أصبح هو المسؤول أو الذي أريد له من قبل الشركاء القابعين في الخلف، عن إقالة ابراهيم عيسى، رئيس تحرير الصحيفة المعروف بمواقفه المعارضة وانتقاداته اللاذعة للرئيس مبارك وولده جمال.
السيد البدوي يبدو أنه اضطر اضطرارا إلى القيام بدور فرض عليه، هو إقالة ابراهيم عيسى دون حتى أن يواجهه، بل كان من واجهه هو المدعو رضا إدوارد أحد الشركاء في ملكية الجريدة التي أصبحت قضيتها قضية رأي عام في مصر، بعد أن اعتبرت الاطاحة برئيس تحريرها تمهيدا لتدجينها وتحويلها إلى صحيفة موالية أو خافتة الصوت أو معارضة على طريقة جريدة "الوفد" التي لم يعد لها لون ولا طعم، وذلك في إطار تلك الهجمة الضارية التي تشهدها وسائل الإعلام المستقل في مصر أخيرا فيما يبدو أنه تمهيد للقضاء على أي رأي آخر يغرد خارج السرب، قبيل عملية الانتخابات البرلمانية، وتخوفا من لفت الأنظار إلى ما سيجري فيها بكل تأكيد، من تزوير غير مسبوق في مستواه.
وأكاد أيضا أجزم بأن الشخصيات الأخرى للملاك الجدد للصحيفة هم من رجال الأعمال المحسوبين تحديدا على الحزب الوطني الديمقراطي، أي حزب السلطة، ومن المقربين تحديدا إلى جمال مبارك، وأنهم تلقوا بشكل غير مباشر، بعض "التنبيهات" التي تشير إلى ضرورة "لجم" ابراهيم عيسى وإخصاء جريدته. وإن لم يكن الأمر كذلك فما معنى أن ينفي السيد البدوي أن يكون مقال الدكتور البرادعي عن حرب أكتوبر هو سبب الإقالة، ثم ينفي أيضا أن تكون المسائل المالية أو الخلافات المالية مع ابراهيم عيسى هي السبب، ودون أن يقول لنا أبدا السبب الحقيقي اكتفاء بالقول إنه "ليس هو" الذي اعترض على المقال، وليس هو الذي أبلغ ابراهيم بالإقالة، وانه يحب ابراهيم ويحمل له الاحترام والتقدير، ولعل استقالة السيد البدوي من رئاسة مجلس ادارة الجريدة تقول لنا بوضوح إنه يريد أن يخلي مسؤوليته عن التداعيات التي جاءت عقب تلك الإقالة التعسفية المشبوهة بلاشك. ولعله بذلك يريد أن يضع المسؤولية على أكتاف شركائه الغامضين، كما تكشف الاستقالة عن خلافات مؤكدة داخل جبهة الملاك الجدد للجريدة بشأن طريقة التعامل مع ابراهيم عيسى.
وأنا على ثقة من أن الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من الأسرار وتحل الكثير من الألغاز الكامنة وراء هذه الأزمة التي تشهد على وجود أزمة أعمق داخل ذلك النظام القائم على التحالف المقيت بين المال والسياسة.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger