السبت، 6 مارس 2010

عن الأوسكار وعظماء السينما والمونتاج (رسائل)


تحية طيبة وبعد..
1- سعدت سعادة شديدة بعد ان اطلعت علي مقالك عن ترشيحات الاوسكار، فهذا كان شعوري بعد ان شاهدت اعلانات معظم هذه الافلام انها ليست جيدة. ولقد كنت اريد ان ابعث لك لأعرف رأيك ولكن رأيك اثلج صدري.. وفعلا فيلم "أوغاد مجهولون" فيلم جيد الي جانب الباقي. وبالمناسبة بعد ان شاهدنا هذا الفيلم انا وزملائي في الكلية سعدنا به جدا حتي ان البعض اعتقد انها قصة حقيقية حدثت بالفعل ووجدت كثيرين اعجبوا بهذا الفيلم. اما فيلم افاتار فأيضا الكل شكر فيه هنا في مصر واثني علي التقنية التي دخلت مصر حديثا ولو اني قرأت للبعض ان هذه التقنية في مصر ليست مثل الخارج وانها ضعيفة جدا!! ولكني اري ان التكالب علي هذه التقنية في مصر وفرحة الناس بالنظارة والمشي بها في كل مكان !!! هو راجع في الاساس الي الحس الاستهلاكي الغريب عند المصريين المرتبط بتحقيق الوجاهة الاجتماعية وليس حب السينما وتجربة شيء جديد!! اما فيلم "عاليا في الهواء" فأود أن اسمع رأيك عنه، فهو علي الرغم من مهاجمته للشركات الامريكية والحياة المادية التي يعيشها المجتمع الامريكي الا ان هناك خللا ما حدث ولا اعرف اسبابه في الفيلم ، فالفيلم اعلان طويل عن احد الفنادق الشهيرة وعن شركة طيران !! فكيف تهاجم هذه الشركات اذن ؟؟؟
2- أود ان اعرف رأي حضرتك ايضا في بعض الافلام الهندية التي بدأت تصور في أمريكا وتعرض هناك بل تنجح نقديا أيضا.. هل بوليوود تخطب ود هوليوود والعكس صحيح ؟ هناك فيلمان هما (اسمي خان) وفيلم اخر عرض في مهرجان القاهرة الاخير هو (نيويورك) والفيلمان استبدلا النهاية السعيدة في الافلام الهندية بالخلاص علي يد امريكا والرئيس اوباما، ووجهة النظر هذه تصيبني بشيء من الاشمئزاز واريد أن اعرف رأيك؟
3- اود لو كتبت حضرتك في مدونتك عن اساليب المخرجين العظام .. انا اعلم انك تناولت ذلك من قبل ولكنني اود لو تكمل لأعرف عن البعض خصوصا ان المعلومات المتوفرة عنهم قليلة باللغة العربية واهمهم بالنسبة لي ستانلي كوبريك فأود أن أعرف عن هذا الرجل الغامض اكثر ولقد شاهدت الكثير من افلامه ولكن بعضها لا افهمه.
4-اعلم اني اطلت عليك ولكن اعذرني.. اخر حاجة هو الفرق بين المونتاج والاخراج؟؟ فبعد مشاهدتي للاحضان المهشمة لبدرو المودوفار ألح علي هذا السؤال وتذكرت اخر الافلام المخرج عاطف الطيب (جبر الخواطر) وكيف انه توفي قبل المونتاج وكيف ان البعض نسب رداءة هذا الفيلم الي المونتاج بل ان البعض اراد ان يخرجه من قائمة افلام عاطف الطيب من الاساس. 5- بعد أن قرأت ردك علي رسالتي الأخيرة استمعت لك وبدأت ارشح افلاما لنشاهدها انا وزملائي ونتناقش فيها وكم كانت ممتعة هذه المناقشات خصوصا انها متنفس لنا بين المحاضرات.. وتذكرت كتابك وذكرياتك في نادي السينما وفكرت انها كانت اكيد شيء ممتع. اعلم انني اطلت عليك ولكن ارجو ان تعذرني.
تحياتي
محمود مخلص
عزيزي محمود: رسالتك تتضمن أكثر من سؤال مما يعكس اهتمامك الجاد بقضايا السينما وبما أكتبه هنا في هذه المدونة البسيطة من حين إلى آخر. أنا أقول رأيي فيما هو مطروح وأجري على الله، ولا أهتم عادة لاختلاف رأيي هذا مع آراء أخرى قد ترى في الأفلام المرشحة للأوسكار أفلاما عظيمة، وهو ما لا أراه. لم أشاهد بعد فيلم "عاليا في الهواء" Up in the Air وسأكتب رأيي بعد مشاهدته، كما أنني لم اشاهد "اسمي خان" والفيلم الثاني (نيويورك) وقد أكتب عنه فيما بعد لكنني قرأت ان الأول فيلم جيد وجاد. فيما يتعلق بدور المونتاج فمن الممكن بالفعل أن مونتيرا لا يعرف عمله جيدا أو يستهتر به أو لا يشعر بالفيلم كما ينبغي، يفسد الفيلم. وقد سبق أن نشرت ردا على صديق يتعلق بدور المونتاج في الفيلم وقلت بالحرف الواحد ما يلي: "أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون)". ولحسن الحظ أضفت مؤخرا مربعا للبحث داخل المدونة كما سبق أن اقترح بعض الأصدقاء، ويمكنك مراجعة أي مادة ترغب من خلال استخدام هذا المربع وادخال الكلمة أو العبارة التي تبحث عنها. أما بالنسبة لعظام السينمائيين فسوف أسلط الأضواء قريبا على عمل تم تجاهله كثيرا من أعمال الايطالي العظيم فيلليني. واظن أن ستانلي كوبريك من أكثر السينمائيين الكبار حظا في اهتمام النقد العربي به وبأفلامه، وإن كنت لا أتذكر أن كتابا صدر حتى الآن عنه (ربما يكون لا أذكر) ولكن هناك عشرات الدراسات والمقالات التي كتبها نقاد غيري عنه ويمكنك البحث مثلا في مدونة الزميل محمد رضا (ظلال واشباح) ومؤكد ستجد سلسلة مقالات له عن اعمال هذا المخرج المهم. وقد نشرت مادة مهمة كثيرا عن أسلوبه السينمائي في كتابي "النقد السينمائي في بريطانيا" وهي مادة مترجمة ربما أعيد نشرها هنا قريبا، وأظن أنها من اجمل واعمق ما قرأت عن كوبريك.
==========================
ستانلي كوبريك
بعد ان نشرت الرد المنشور أعلاه تلقيت الرسالة التالية من الصديق محمد هاشم من القاهرة: * تحياتي يا أستاذ أمير وأتمنى تكون بخير... بخصوص سؤال صديق المدونة عن ستانلي كوبريك وردك عليه أحب أن أعرفك وأعرفه أن ثمة كتاب هام جدًا صدرت ترجمته عام 2005 في سلسلة الفن السابع السورية عنه وذلك تحت عنوان"ستانلي كوبريك: سيرة حياته وأعماله" تأليف: فنسنت لوبرتو وترجمة: علام خضر وهو كتاب كبير ضخم يقع في حوالي 700 صفحة من القطع الكبير وقد قرأته منذ سنوات وعرضته في أحد ملاحق السينما المتخصصة في الصحافة البحرينية وقتها وهو كتاب شامل ووافي وترجمته ممتيزة باختصار مرجع شامل عن كوبريك ... تقبل تحياتي.
* شكرا لك يامحمد على لفت أنظارنا إلى هذا الكتاب المهم لكن المشكلة أن الكتب التي تطبعها مؤسسة السينما السورية لا تباع ولا تتوفر، لا في المكتبات العربية ولا في معارض الكتب العربية أو الأجنبية، بل يتم عادة اهداؤها إلى بعض أصدقاء مؤسسة السينما من الذين يواظبون عاما بعد عام، على حضور مهرجان دمشق السينمائي، والتقاط أي مطبوعة توزع دون أن يكونوا بالضرورة ممن يعرفون بـ"القراء"، فهي إذن مثل توزيع ما نسميه بـ"النقطة" في الأفراح والليالي الملاح.. وربنا يتمم بخير!!!
* غير أن الأخت سلمى أحمد بعثت مع ذلك تقول انها شاهدت نسختين من كتاب ستانلي كوبريك في مكتبة مدبولي بالقاهرة وسعر النسخة 50 جنيها.. وانا في غاية الدهشة من ذلك، لأني واثق ان كتب مؤسسة السينما السورية، تماما مثل أفلامها، غير قابلة للتصدير.. وأحيانا غير قابلة للعرض أيضا. واغلب الظن أن أحد الحاصلين عليها مجانا قد عرضها للبيع بمبادرته الشخصية.. أكثر الله من أمثاله!
* وأرسل لي الصديق الناقد حسين بيومي يذكرني بكتاب مترجم صدر في أواخر السبعينيات بعنوان "الفن السينمائي عند ستانلي كوبريك" تأليف نورمان كيجان، وترجمة عبد الحليم البشلاوي. وكنت قد قرات هذا الكتاب في طبعته الإنجليزية التي صدرت (مع الاضافات) بعد وفاة كوبريك. وبالمناسبة نورمان كيجان هو نفس مؤلف كتاب "سينما أوليفر ستون" الذي ترجمته ونشر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 2000.. وأرجو ألا يعود أحد ليسالني بعد ذلك: لماذا لا يوجد كتاب عن ستون وافلامه!
======================
* الصديق الكاتب الصحفي خالد السرجاني بعث الرسالة التالية: أتابع الحوار الجاد والمثمر حول ستانلى كوبرك وهناك نقطة احب ان اضيفها حول سلسلة كتب الفن السابع التى تصدر عن وزارة الثقافة السورية. وهى ان ترجماتها رديئة وتحتاج الى مترجم من العربية الى العربية. ولا اعرف مدى دقة الترجمات نفسها لأنى لم أطلع على الاصول الاجنبية. ولكنى اطلعت على عدة منها فوجدت ان المترجم نفسه لا يفهم ماذا يريد أن يقول المؤلف. ولكنها تصدر تطبيقا لنظرية الكم وليس الكيف. وأصبحت فى السنوات الأخيرة تضم مقالات مجمعة لبعض المؤلفين. ولكن الأكثر اثارة للغضب انه أحيانا ما يفاجىء كاتب بوجود مقال له فى كتاب صادر ضمن السلسلة من دون ان يعلم. وهذا حدث مع صديقى ضياء حسنى حينما وجد أن مقالاته تمثل عماد كتاب كامل اسمه "اتجاهات السينما اليابانية المعاصرة" دون أن يدرى ودون أن يستأذنه المحرر الموجود اسمه على الغلاف بهذا السطو على كتاباته. هذا فقط للإضافة وحتى لايعول القارىء على هذه الكتب.
تعليقي على هذه الرسالة أنني أتفق تماما مع رسالة خالد، والسبب يرجع أساسا إلى تكليف أشخاص لا علاقة لهم بالسينما بترجمة كتب متخصصة في السينما، وهي آفة منتشرة في العالم العربي، لأن الأمور عادة ما تسير حسب الأهواء والمصالح وليس حسب التخصص والخبرة والمعرفة، أي طبقا للقاعدة الشهيرة: "شيلني واشيلك" وبناء على شبكة العلاقات العامة والتوازنات وارضاء الاصدقاء والمعارف وإهمال الكتاب والمترجمين الجادين واستبعادهم تماما من المشاركة في "اللعبة". وهكذا تسير الأمور في سورية طبقا للوحدة العربية القائمة منذ مئات السنين بين دولابي الفساد في مصر وسورية. هذا أولا، أما ثانيا، فهو أن هذه الكتب تصدر في مناسبات احتفالية وبالتالي فالهدف منها ليس خدمة الثقافة بل التظاهر أمام المسؤولين الكبار (الذين لا يقرأون اصلا) بانجازات كبرى "وهمية"، وأيضا خدمة المؤلفين والمترجمين من أصدقاء مدير المؤسسة، واصلا وبصراحة، أما ضد فكرة أن تتحول مهرجانات السينما إلى دور نشر، فهذه مهمة ليست لها، بل ولا هي مهمة مؤسسات السينما، لكن العجز عن انتاج الأفلام يتم ستره بإنتاج كتب لا يفهمها أحد!
=========================
الصديق خالد السرجاني عاد فكتب يقول إنه يفهم أن مهرجانات السينما لا يجب أن تتحول غلى دور لنشر الكتب، لكنه يستثنى من ذلك نشر كتب تتعلق بالشخصيات السينمائية التي يكرمها المهرجان أو يحتفي بها أو بسينما معينة يحتفي بها المهرجان وليس نشر الكتب في المطلق. أوافق تماما على ذلك وأضيف أن الذين يتباهون بنشر 25 كتابا في السينما، يغطون عجزهم عن إنتاج الأفلام، ويتحلون عن الدور الحقيقي لاي مؤسسة سينما في دعم السينمائيين، إلى دعم حفنة من المترجمين غير المتخصصين. وهو ما يؤدي في النهاية غلى تقويض المهمة الثقافية في حين يدعي المسؤولون (وأصدقاؤهم من نقاد السوء) العكس دائما في تصريحاتهم وكتاباتهم المضللة.

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger