الخميس، 17 ديسمبر 2009

مضحكات ومبكيات في جوائز مهرجان دبي السينمائي

ميشيل خليفي
لم يكن مفاجئا لي فوز فيلم ميشيل خليفي "زنديق" بالجائزة الأولى في مسابقة المهر للأفلام العربية في مهرجان دبي السينمائي فهو من أهم ما عرض في هذه الدورة (السادسة) وسأتناوله تفصيلا فيما بعد، لكن أود فقط التأكيد على اختلافه التام عن كل ما ظهر من أفلام أخرجها فلسطينيون من قبل.
والحقيقة أن الدورة السادسة كانت دورة فلسطينية بلاشك، فقد حفلت بأكبر عدد من الأفلام "الفلسطينية" الجديدة ولو كان التمويل أجنبيا في معظم الأحوال. فقد شهدت عرض فيلم "كما قال الشاعر" لنصري حجاج، و"صداع" لرائد أنطوان، و"زهرة" لمحمد بكري، و"غزة في الهواء لسمير عبد الله، و"أمريكا" لشيرين دعبس، و"إطلاق النار على الفيل" لمحمد رجيلة.. و"زنديق" لميشيل خليفي، وافلام أخرى بالطبع.
لكني دهشت من فوز فيلم شديد التواضع بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة المهر للأفلام الروائية هو فيلم "حراقة" وهو فرنسي الانتاج ومن اخراج المخرج الجزائري مرزاق علواش الذي يقيم في باريس. ويبدو أن رئيس لجنة التحكيم المخرج الجزائري أحمد راشدي لعب دورا واضحا في منح هذه الجائزة لهذا الفيلم الذي يفتقد إلى كل ما يمكن أن يميز فيلما روائيا طويلا (في 104 دقيقة) فشل تماما في تقديم معالجة سينمائية جذابة بأي مستوى، لموضوع هجرة الشباب العاطل من الجزائر إلى ايطاليا. والمؤسف أن صديقنا الناقد السينمائي المغربي الكبير مصطفى المسناوي كان عضوا في اللجنة، وإن كنت استبعد أن يكون قد أعجب بهذا العمل المتواضع. وكان هذا الفيلم قد عرض في برنامج "أيام فينيسيا" في مهرجان فينيسيا الأخير ولم يحصل حتى على شهادة تنويه، وسبق لي تناوله بالنقد تفصيلا . ** رابط إلى مقالي عن فيلم "حراقة"
لكن فوزه يجسد مهازل لجان التحكيم "العربية" في مهرجانات السينما العربية، وانعدام الموضوعية التي تتسم بها جوائز هذه اللجان في معظم الأحوال!
وجاء التنويه بالفيلم "الكردي" "ضربة البداية" لشوكت أمين كوركي اعترافا بذلك النشاط الخاص الذي ميز عددا من الأفلام الجديدة لمخرجين ينتمون إلى كردستان العراق قدموا أفلامهم في المهرجان. ولاشك أن في الفيلم ما يثير الفكر ويجذب المتفرج حتى النهاية رغم ما في الموضوع من سذاجة. وربما عدنا إلى تناوله فيما بعد.

محمد بكري في "زنديق"

جائزة التمثيل التي حصلت عليها نسرين فاعور عن دورها في فيلم "أمريكا" لشرين دعبس (فلسطينية تقيم في الولايات المتحدة) في محلها الصحيح بلاشك.
ولم أشاهد الفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" الذي فاز بطله سعيد بيه بجائزة أحسن ممثل.
ومازلت لا أفهم سر تخصيص مسابقة خاصة تمنح جوائز للأفلام الإفريقية والآسيوية في مهرجان دبي، فلم لا تكون المسابقة عالمية (إلى جانب المسابقة العربية) ولماذا أفريقيا وآسيا دون أمريكا اللاتينية مثلا، واذا كان لابد من وجود طابع "إقليمي" فلم لا يكون آسيويا فقط!
أما فوز الفيلم المصري الممتاز "واحد صفر" بجائزتي التصوير والسيناريو فهو من نوع تحصيل الحاصل أو لإبعاده عن المنافسة على الجائزة الرئيسية وترضية للمشاركة المصرية بثمن بخس، وكان الفيلم يستحق الجائزة الكبرى أو جائزة لجنة التحكيم الخاصة لولا النظرة السائدة للسينما المصرية لدى معظم السينمائيين العرب الذين يحكمون في مثل هذه المسابقات، فهم يعتبرونها "سينما تجارية" أو "لديها سوق" أو "سائدة ومتفوقة في العالم العربي"، أو في أفضل الأحوال، "لا تحتاج إلى التشجيع"، وكلها تبريرات خاطئة وتافهة، لأنها توحي بمعاقبة الفيلم المصري لأنه ينتمي إلى سينما لديها سوق، كما لو أنها لا تعاني من مشاكل ويعاني مخرجوها المتميزون من انعدام فرص الإخراج (وها هو مخرج مثل داود عبد السيد مثلا لم يستكمل بعد فيلمه الجديد الذي انتظر اخراجه من 9 سنوات) ناهيك بالطبع عن أن القاعدة دائما هي أن الفيلم الجيد هو الفيلم الجيد، وليس الفيلم "غير المصري".. أليس كذلك؟!
وكاتب هذه السطور بالمناسبة، لمن لا يعرف، من أشد نقاد السينما المصرية. ** رابط إلى مقالي عن هذا الفيلم
وأما أكثر جائزة أضحكتني كثيرا فهي جائزة أحسن مونتاج التي منحت للفيلم المصري "عصافير النيل" لمجدي أحمد علي، فربما يكون مونتاج الفيلم أضعف جوانبه الفنية.. ولهذا الفيلم تحديدا مقال آخر تفصيلي. ولكنها سياسة التوازنات المضحكة التي تتبعها لجان التحكيم عندما لا تحكم معاييرها الفنية بل توازناتها السياسية وغير السياسية بل واندفاعات بعض أعضائها ودوافعهم "الشخصية جدا". وأرجو أن يكون هذا الكلام مفهوما، أي لا يحتاج إلى توضيحات أكثر من هذا ربما يسيء البعض تفسيرها في خضم حالة الانهيار العصبي الحاد التي تسيطر على البعض في العالم العربي!

3 comments:

غير معرف يقول...

tالغريب جدا حدا ان يفوز عصافير النيل بجائزة المونتاج وانت محق تماما فى انه نقطة ضعف رئيسية فى الفيلم ام اننا اصبحنا عواجيز وكسالى لا نتابع تطورات تقنيات المونتاج عموما شر البلية مايضحك

Muhammad Saber يقول...

السلام عليكم
أستمتع جدا بمقالاتك واتابع مدونتك دائما واتمني مقال عن ترشيحات جوائز الجولدن جلوب التي تم إعلانها من ايام وعن رأيك في الافلام التي تم ترشيحها وخصوصأً فيلم avatar لكاميرون

وشكرا
محمد صابر - 24 سنه مصري

Amir Emary يقول...

عزيزي محمد صابر
سأكتب عن فيلم "أفاتار" بعد أن أشاهده لأنني لم أحضر عرضه في ختام مهرجان دبي لأنني غادت قبل الختام بيوم.. والجولدن جلوب سأكتب عن أهم أفلامها ان شاء الله عندما يتوفر الوقت..

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger