الأحد، 27 سبتمبر 2009

فاروق حسني ضحية الموساد!


"فاروق حسني ضحية مؤامرة شارك فيها 8 من ضباط المخابرات الاسرائيلية (الموساد) ذهبوا إلى باريس وأخذوا يضغطون على الوفود التي ستدلي بأصواتها في انتخابات رئيس اليونسكو الجديد".

"فاروق حسني ضحية إسرائيل التي جندت خبيرين من خبراء العلاقات العامة والدعاية من شركة "ساتشي آند ساتشي" المعروفة لكي يقودا حملة تشويه في الصحافة الفرنسية ضد المرشح المصري فاروق حسني".

هذه الأقوال وغيرها أبرزتها أجهزة الإعلام المصرية خلال اليومين الماضيين استنادا إلى ما ورد في مقال لصحفي فرنسي كان أساس اهتمامه في الحقيقة إبراز ذلك الشرخ في العلاقة القائمة بين رئيس الوزراء الفرنسي كوشنير (وهو على الأغلب يهودي ومتعاطف مع اسرائيل) ورئيس الجمهورية الفرنسية ساركوزي (وهو ايضا يهودي ولكنه متعاطف أكثر مع حسني وربيبه فاروق في هذه القضية بالذات)!

هذا هو موجز بسيط لتلك الحملة المضادة التي بدأها الاعلام المصري بقيادة سدنة فاورق حسني من المثقفين والمتثاقفين، الصحفيين والمتصاحفين، من صحف الحكومة وعشيقتها المعارضة، وخصوصا جريدة الحزب الناصري المسماة (العربي) والمعروف أن توزيعها لا يزيد عن 60 نسخة (توزع غالبا على المشتغلين بالجريدة من قوى الشعب العامل)!

وقد توعد الكاتب محمد سلماوي (الذي كان مرشحا لخلافة فاروق حسني في وزارة الثقافة لأسباب كثيرة يعود بعضها إلى التشابه بينهما في السلوك والتفكير) بأن يكشف لنا "مؤامرة الموساد" ضد وزيره الحبيب، ولكي يثبت للجميع كيف تدخلت الدولة الإسرائيلية لاسقاط فاروق حسني. والهدف الواضح حتى للعميان، محاولة تبرير استمرار فاروق حسني على رأس وزارة الثقافة إلى أن يأتي الله أمرا كان مفعولا. فبعد هزيمته في اليونسكو أشارت كل الاستطلاعات حتى بعض ما أجرته صحف وبرامج تليفزيونية في قنوات مصرية مثل "الحياة" وغيرها إلى رفض شعبي كبير لاستمرار فاروق حسني على رأس وزارة الثقافة، وطالبته بالرحيل، تعبيرا عن رفض الشارع استمرار سياسة الرجل الواحد التي تشل الحياة السياسية والثقافية في مصر منذ 30 عاما.طبيعي أن تستعين إسرائيل لتحقيق هدفها بعدد من العاملين في سلكها الدبلوماسي أو غير الدبلوماسي بما في ذلك المخابرات، وهو نفس ما فعلته الحكومة المصرية بالضبط حين خصصت وفدا هائلا من العاملين بالخارجية والمخابرات والعلاقات العامة، لكي يقيموا لمدة شهرين في باريس للدعاية لفاروق حسني، والحديث إلى الوفود والصحف والمسؤولين الفرنسيين وغير الفرنسيين. وقد ظهرت رئيسة هذا الوفد أكثر من مرة على شاشة التليفزيون لتتفاخر بأن أعضاء الوفد لا ينامون الليل بل يواصلون عملا شاقا على عدة جبهات من أجل إنجاح المرشح المصري.

هذا النوع من النشاط جزء لاشك فيه من "الحملات" التي تدور قبيل أي انتخابات في أي مكان في العالم. فهل الحملة بكل ما يستخدم فيها من أساليب، سواء كانت أخلاقية أم غير أخلاقية، موسادية أم ملوخية، تعتبر نوعا من التآمر.. والمؤامرة.. والعيب، أم أن هذه هي طبيعة الأمور؟

الواضح أن كلمة "الموساد" بكل ما تمثلها في الضمير العربي تستخدم هنا لإشاعة نوع من الإثارة الشديدة التي يترتب عليها أن يصبح كل من يعارض فاروق حسني "خائنا للوطن"، وربما أيضا عميلا للموساد.

ولكن.. أليست إٍسرائيل هذه التي يحملون عليها اليوم صديقة لهم بحكم المعاهدة.. والكويز.. والغاز.. والتنسيق الأمني والاستخباراتي.. والملف الغزاوي.. وأشياء أخرى!أليست أمريكا ربيبة اسرائيل هي الحليف الاستراتيجي لكم، وهي التي قادت الحملة ضد فاروق، بينما أعلنت إسرائيل من البداية أنها ضد ترشيحه ثم تظاهرت بأنها تنازلت عن المعارضة وانضمت إلى الحكومة بعد أن ناشدناها على طريقة (والنبي سيبوا لنا فاروق المرة دي يعدي لليونسكو ياخويا الله يخليك!).

فلما فشل فاروق نتيجة لمحصلة حملات سياسية متبادلة من جانب مؤيديه ومعارضيه، جاء موسم العويل والبكاء وتصويره باعتباره بطلا وضحية للموساد أيضا مما يستوجب بقاءه في السلطة حتى الموت الزؤام.ولذا لزم التنبه والتحذير أيضا من الوقوع في الفخ!

1 comments:

خيرالدين يقول...

أرى يا سيدى ان مثل هذه العناوين الصحفيه التى استخدمتها الصحف الحكوميه بل وبعض الصحف المستقله توضح كيف تستهين هذه الصحف بعقول القراء
كما أرى أن فاروق حسنى أدار الموضوع كله كما يقول الكاتب جلال امين رجل يريد منصبا معينا فيحدث الرئيس بأمنيته فيتصل الرئيس بمعارفه لكى يوصى عليه لانه يستاهل المنصب
والاكثر مراره ان يحاول المرتزقه من الكتيبه المواليه ان يوهمونا ان الحزن والبكاء على ضياع المنصب منطقى لانها هزيمه لمصر كلها

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger