السبت، 13 يونيو 2009

عودة إلى موضوع النشر الالكتروني

* كنت قد نشرت من قبل رسالة من الصديق "سامي" من داخل الأرض المحت يقدم فيها بعض الاقتراحات الخاصة بنشر الكتب الكترونيا، وقد رددت عليه وقتذاك بما أعلم وأبديت خشيتي من القرصنة السريعة، وها هو لاييأس من إمكانية إقناعي وإقناع غيري بالطبع، بأن هذه الوسيلة قد تكون الأكثر فعالية من الكتب الورقية. الجدال حول هذه المسألة لاشك أنه يفتح الباب واسعا أمام آفاق جديدة، وهو موضوع يمكننا بلا شك أن نستفيد منه ويستفيد منه من يهمه الأمر.. وها هي رسالة "سامي" صاحب المنطق القوي الذي أعجبني قوله إنه لا يحب أن يبدأ شيئا دون أن يستكمله. وإليكم رسالته وفي انتظار مزيد من التعليقات التي تثري الحوار في الموضوع.
*"أعلم أنك لن تغير رأيك ورسالتي هذه ليست لإقناعك لكنن من الذين لا يستطيعون السكوت رغم انتهاء النقاش إلا إذا قالوا كل ما عندهم لذا سأقول كلمتي و"أفضفض" ثم سأتوقف عن إزعاجك في هذا الموضوع:
أنت صادق أن لا مانع من تناقل الملف في الإنترنت إذا تم نشره إلكترونيا ولكن هذا الامر صحيح على الكتب الورقية أيضا فاليوم ببعض الجهد البسيط يمكن مسح الكتاب وتحويله إلى ملف بي دي إف.. الكثير من الكتب تمر بهذه العملية والبحث عنها سهل جدا إذ يكفي أن تبحث في غوغل عن "تحميل الكتاب الفلاني" فتظهر لك النتائج.. أغلب الكتب العربية التي يمكن تحميلها من الإنترنت مصدرها كتب ورقية تم مسحها.. عمليا المرة الوحيدة التي صادفت ملف بي دي إف مصدره ليس مسح كتاب ورقي كان في موقع "كتاب في جريدة" الجديد حيث جميع الكتب متوفرة (من الناشر وبموافقته)
برأيي وجود الكتاب على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه سينتشر بشكل غير قانوني فلقوانين العرض والطلب تأثيرها هنا أيضا غالبية الكتب التي يتم تناقلها بشكل غير قانوني هي "الكتب الجماهيرية" أي كتب يشاع عنها أنها جريئة أو روايات رائجة... إلخ الكتاب الذي ذكرته في ردك علي قمت بالبحث عنه وتحميله ويبدو لي أنه تم مسح النسخة الورقية منه (بسبب أن الكتاب عبارة عن صور لنص وليس نصا مثلما يحدث للكتب التي تنقل من الوورد إلى بي دي إف) ويبدو لي بعد اطلاع سريع، أنه انتشر لأنه يتطرق للجنس.. إلخ. سأضرب لك مثالا في الماضي كان هنالك على موقع "عجيب" (تابع لشركة صخر) نصوص مؤلفات نشرها مشروع كتاب في جريدة (صخر كانت إحدى الشركات التي دعمت المشروع) وقد استمر نشرها لأربع سنين على الأقل وبعد خروج صخر من المشروع حذفت هذه المؤلفات من موقعهم.. لم أر أبدا سرقة نص أحد المؤلفات التي كانت منشورة (مثلا مملكة الغرباء لإلياس خوري أو مختارات المتنبي أو مختارات زكريا تامر إلخ...) والنصوص الوحيدة التي ربما كان مصدرها موقع "عجيب" هي رواية "المتشائل" لإميل حبيبي، لأن المؤلفات الأولى غير معروفة لدي "العامة" بينما المتشائل استطاعت (بسبب تناولها السياسة) أن تشتهر. لا أقلل من أهمية باقي المؤلفات.
الكتب الورقية أيضا ما إن تنشر حتى يتم نسخها وبيع نسخ مزورة منها، ولم أر احدا يمتنع عن النشر لهذا السبب. الفرق أن النشر في الإنترنت يقوم به في الغالب هواة، وهم لا يفعلون ذلك لهدف الربح بل ربما ليزيدوا من انتشار كتب أحبوها (جاهلين ما تسببه أفعالهم من خسارة للمؤلف وتأثيرها على "خصبه" المسقبلي) بينما مزوري الكتب لا يبغون سوى الربح.
هنالك عدة وسائل للحماية إحداها (وهي موجودة في الموقع الذي أشرت إليه في السابق) هي أن يتم وسم كل صفحات الكتاب بتفاصيل من قام بتحميل الكتاب منهم. أما الثانية فهي استخدام ما يسمى بالدي أر إم وهي وسيلة حماية تتيح للمستخدم استخدام الكتاب على حاسوب واحد فقط (فلا يستطيع نقله إلى آخر حتى لو كان ملكه) ولا يستطيع الطباعة الخ... هذه الوسيلة تقيّد من حرية القارئ وأنا لا أحبها.
في نهاية الأمر أنت قلت سابقا أنك لم تر عوائد مالية من الناشرين في مؤلفات سابقة وقمت بطبع النسخة الثانية من كتابك على نفقتك (ولا أظنك ربحت من ذلك). أنت صادق هنالك ترد ثقافي لدى العرب الخ... وهم مستعدون لدفع المال من أجل وجبة في ماكدونالدز يشبعون بها نهمهم دون أن يتذمروا من غلاء ثمن وجبة زائلة بعد ساعات لكنهم لن يقبلوا بأن يدفعوا المال لشراء كتاب يحوي غذاء لروحهم ويبقى إلى الأبد.
برأيي إن كان لا بد من خيارين "أحلاهما مر" فأنا أفضل أن يسرق "المذموم بفعلته" زهرتي على أن يسرق من يدعى الباسل الخطر حقلي".
تعليق أخير على الرسالة. يمكنني بالطبع أن أغير رأيي، وقد غيرته بالفعل، فليست هناك اختيارات نهائية في مثل هذه الأمور، وسأفكر جديا في نشر كتاب بهذه الطريقة وربما ألجأ إليك للمساعدة، ليس في التنضيد الاحترافي لأنني أجيد هذه الناحية بل في جوانب أخرى. انتظر قليلا فقط.

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger