الثلاثاء، 7 أبريل 2009

دليل السينمائيين المغاربة

الزميل الناقد السينمائي المغربي خالد الخضري طاقة من الحركة والنشاط، فهو لا يعرف التقوقع أو التجمد أو يكتفي بالحديث عن أمجاد الماضي كما يفعل البعض، بل يقدم على تقديم الجديد من دراسات وكتب عاما وراء عام. وقد صدر له أخيرا كتابان الاول "خربوشة" عن الأسطورة المغربية الشهيرة التي تحولت مؤخرا إلى فيلم سينمائي كتب له الخضري السيناريو، والثاني وهو موضوعنا هنا، فهو قاموس أو بالأحرى "دليل المخرجين المغاربة" باللغة الفرنسية، وهذا الكتاب هو الطبعة الثانية من الدليل الذي كان قد أصدره على نفقته الخاصة عام 2000 وتمكن بنشاطه وقدرته الكبيرة على الحركة من توزيعه بالكامل.
الدليل مرجع لا غنى عنه أمام الدارسين للسينما المغربية والمهتمين بالاتجاهات والتيارات المختلفة داخل هذه السينما التي تزداد ثراء وتنوعا يوما بعد يوم. وليت خالد الخضري يصدر طبعة عربية منه، يوزعها عن طريق شبكة الانترنت.
يضيف الخضري إلى الطبعة الجديدة أسماء جيدة للمخرجين المغاربة الذين ظهروا منذ اصدار الطبعة الأولى مما يصل بالعدد الكلي للمخرجين الذين يقدم معلومات وافية عنهم هنا إلى 274 مخرجا. وتتضمن المواد المنشورة عن المخرجين معلومات شخصية عن كل مخرج مثل تاريخ ومحل الميلاد، والشهادات الدراسية التي حصل عليها، والخبرات المتعددة في العمل السينمائي ثم قائمة كاملة بالأفلام التي أخرجها والجوائز التي قد يكون حصل عليها ثم العنوان البريدي للمخرج أو المخرجة. ويحرص على وضع صورة فوتوغرافية لكل مخرج.
وفي القسم الثاني من الكتاب يقدم الخضري قائمة بالأفلام المعربية التي أنتجت من عام 1958 إلى 2008 أي عبر 50 عاما، ويقدم معلومات وافية عن كل الأفلام: أسماء العاملين وموجز لموضوع الفيلم، ويحرص على نشر صورة من الفيلم أو لملصق الفيلم بشكل فني جدير بالتقدير.
ويقدم المؤلف كتابه بمقدمة وافية يشرح فيها الاتجاهات المختلفة في السينما المغربية ويشير إلى الأسماء الجديدة التي برزت في عالم الاخراج السينمائي في المغرب ويقدم يقسم المواضيع التي تتناولها الأفلام المغربية التي ظهرت خلال السنوات الخمس (من 2001 إلى 2005) إلى أفلام تهتم بقضايا المرأة، وأفلام ركزت على الماضي أي على حقبة القمع والذاكرة المستمدة من سنوات المعتقل وفيها نوع من السيرة الذاتية أيضا كما في أفلام جيلالي فرحاتي "الذاكرة المعتقلة". وهناك أيضا الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية مثل "كازابلانكا في الليل" و"طرفاية" و"طنجة"، ثم الأفلام التي تتناول قضية الهجرة، والأفلام الكوميدية، والأفلام المغربية التي اقتبست من أعمال أدبية.
ويتناول الخضري أيضا ما يطلق عليه "مسألة المهرجانات" يسلط فيها الضوء على ما يقام في المغرب من مهرجانات تتكاثر باستمرار، كما يسلط الضوء تفصيلا على تناقص عدد قاعات العرض السينمائي في المغرب خلال خمس سنوات أي منذ صدور الطبعة الأولى من الدليل.
ولاشك أن الكتاب يوفر مادة مفيدة للغاية أمام دارسي السينما المغربية خصوصا النقاد الفرنسيين أو الناطقين بالفرنسية أو دارسي سينما المغرب العربي والسينما العربية عموما من الطلاب في فرنسا وبلجيكا تحديدا، وهو هدف جيد غير أنه يجعل الكتاب بعيدا عن متناول الدارسين والمهتمين في العالم العربية الذين لا يقرأون بالفرنسية، وليت الخضري يبادر بجهده الكبير وطاقته الهائلة، إلى ترجمة هذا المرجع المهم إلى اللغة العربية حتى يكتمل جهده ويكلل باعتباره ناقدا "عربيا" في الأساس، بل هو أيضا من النقاد المغاربة الذين يكتبون وينشرون أساسا باللغة العربية.

الكتاب يقع في 358 صفحة من القطع المتوسط وقد أصدره المؤلف على نفقته الشخصية.
للاتصال بالمؤلف:
khalid.elkhodari@gmail.com

1 comments:

احمد يقول...

رغم انني اتقن اللغة الفرنسية بحكم انني مغربي ونصف ثقافتي او اكثر هي اجنبية فرنسية ، الا انني افضل القراءة بالعربية ، لا اعرف لماذا لكن اظن لأن معنى الجمل يصلني بسرعة وبشكل ، بالنسبة لموضوع الكتاب فهو مفيد جدا خصوصا وكما قلت بالنسبة لدارسي وباحثي السينما المغربية ، لكن اظن انني ساشتري الكتاب عند صدور النسخة العربية والتي اتمنى كما تتمنى تماما ان يقوم الأستاذ خالد الخضري باصدارها قريبا

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger