الخميس، 29 يناير 2009

نقاد الرقص مع بشير


كوني موجودا في روتردام لا يعني أنني لا أتابع ما يجري هنا وهناك، فقد ضحكت كثيرا على الفتوى التي أصدرها أخيرا أحد شيوخ النقد السينمائي عندما قال إن فيلم "الرقص مع بشير" الإسرائيلي رشح لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي ليس لأنه إسرائيلي بل لأنه القائمين على جوائز الأوسكار في هوليوود من دعاة السلام.
وياله من اكتشاف يجب أن تهتز له الأرض بالفعل. صناع السينما في هوليوود من دعاة السلام؟
لابد أن نكون نحن من دعاة الحرب إذن!
هوليوود في أعلى مستوياتها معروفة باعتبارها جيبا رجعيا شديد التخلف والجمود فيما يتعلق بموضوع الصراع العربي الاسرائيلي تحديدا، وهم يدعمون اسرائيل في كل العصور والأزمنة بشتى الطرق، وأي فيلم اسرائيلي يلقى دعمهم وتأييدهم خصوصا لو كان من النوع الذي يساهم في تحسين صورة اسرائيل (الديمقراطية القادرة على انتاج أفلام وكتب واغاني، تنتقد السياسة الرسمية للدولة) فليس المهم حفنة أفلام بل أن يستولي جيش الدفاع الاسرائيلي المعروف بالجيش النازي الصهيوني، على الأرض، ويخضع سكانها، ويمارس ضدهم الإبادة الجماعية بانتظام.
ولم يسبق أن قدمت هوليوود في تاريخها كله فيلما واحدا يناصر الفلسطينيين.ربما يختلف عدد محدود جدا من الممثلين مع سياسة اسرائيل في الشرق الأوسط ويتحفظون عليها أو حتى يوجهون لها الإدانة مثل روبرت دي نيرو وودي أللين (وإن كنا لم نسمع له صوتا خلال غزو غزة)، لكن السائد والمستقر هو التأييد الأعمى لاسرائيل ليس فقط بحكم الأصول اليهودية الصهيونية لمعظم العاملين في الاستديوهات الكبرى، بل بحكم المصالح أيضا. وربما يكون دي نيرو قد أصبح أكثر توازنا بعد أن أصبحت له مصالح مع العرب (مع قطر تحديدا) التي سيحصل منها على 15 مليون دولار مقابل الاشراف على الطبعة القطرية من مهرجان ترابييكا الذي يرأسه الممثل الشهير!وطبعا لو كان عربي محترف من أصل أمريكي مثلا قد طلب نصف مليون دولار فقط من القطريين مقابل تنظيم مهرجان حقيقي كبير من الألف إلى الياء، ما كانوا دفعوا له فلسا واحدا (كيف يطلب هذا نص مليون.. هذا ما يسوا.. نبي أمريكاني أصلي مستورد ما يحشي عربي بالمرة)!
المثل المصري القديم جميل جدا لأنه يلخص الموقف في أن هذا ليس سوى (رزق الهبل على المجانين)!
وشوفوا حضراتكم كم تريليون سنحتاج لشراء ولاء العاملين في صناعة السينما الأمريكية بل والأغلبية المصوتة في الشعب الأمريكي قياسا على الـ 15 مليون التي استولى عليها دي نيرو رغم أنني من المعجبين به كممثل. وهو بالمناسبة غير مسؤول عن تصرفات السفهاء .. وأي شخص في مكانه كان سيقبل المبلغ ويضحك في كمه على هؤلاء البلهاء.. فلماذا تحتاج دولة "الجزيرة" لمهرجان سينمائي دولي، وهل هناك أصلا جمهور يمكنه أن يملأ قاعات العرض على مدى اسبوعين، ولماذا لا تكتفي قطر بمهرجانها الميت للأفلام التسجيلية المعروف بمهرجان أرناؤوط الدولي الطائفي.. وشعاره "ممنوع الدخول إلا لشركاء الأرناؤوط في البزنسة" وأشياء أخرى!
لكن هل لأرناؤوط هذا أي تاريخ سينمائي أم أنه مجرد ماكينة تنفيذ مسلسلات استهلاكية لا يراها أحد!
بالمناسبة أعضاء رابطة الأوسكار هم أساس صناعة السينما في هوليوود، وهم أكثر من ستة آلاف شخص من كل الفروع السينمائية وهم مجموع أعضاء هذه الرابطة التي يضفون عليها نوعا من القداسة العلمية بأن يسمونها أكاديمية بينما هي مجرد تجمع مهني، وسأطلق عليها منذ هذه اللحظة "رابطة" السينما الأمريكية أو رابطة الأوسكار استبدالا للإسم الضخم الذي يحمل من المعاني ما يتناقض مع طبيعته .. وتأملوا الإسم السائد (الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (مجرد احتيال أمريكي للإيهام بالعظمة)!

1 comments:

أحمد الرامي يقول...

(كيف يطلب هذا نص مليون.. هذا ما يسوا.. نبي أمريكاني أصلي مستورد ما يحشي عربي بالمرة)! ههههههههههه .
"كثرة الهم تضحك"

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger