الخميس، 16 أكتوبر 2008

هذا المهرجان

السطور التي ستقرأونها هنا ليست من "تأليفي" ولا من تأليف أحد من "أعداء الخليج" وهي الألفاظ التي يحب بعض الموتورين والمرضى العقليين استخدامها، فلا يوجد هناك "عداء" لخليج ولا لمحيط بل للفكر المتخلف عموما في أي مكان، كما أنها ليست من المعادين لثقافة التصحر العقلي والبداوة الفكرية والإرهاب النفطي، بل كتبها تحديدا الصحفي السوري حكم البابا الذي يحرر صفحة السينما في موقع "العربية نت" التابع للسعودية، في مجال تعليقه على مهرجان أبو ظبي السينمائي المسمى بـ"مهرجان الشرق الأوسط".
وإليكم ما نشره بالحرف موقع العربية عن المهرجان الدولي الذي جندت كل وسائل الإعلام لانجاحه والتطبيل له دون أي تعليق من جانبي:
* قد يقال الكثير في مشكلات المهرجان الأخرى من الأفلام العربية المتواضعة المستوى المشاركة في مسابقته، والتي تعكس ليس فقط تدني مستوى الإنتاج السينمائي في العالم العربي، وإنما أيضا الطريقة التي تم بها اختيار هذه الأفلام للمشاركة في المهرجان، إلى اختيار عنوان تقليدي لندوة المهرجان حول واقع صناعة السينما في العالم العربي والتي تعيد اكتشاف العجلة للمرة المليون، ويستعاد فيها كلام قيل مرارا وتكرارا في جميع المهرجانات السينمائية العربية، مرورا بنقل حالة الشللية التي تتحكم بمجموعات النقد السينمائي العربي إلى مهرجان أبوظبي، عبر خيارات مستشار المهرجان الناقد المصري سمير فريد التي اعتمدت معيارا وحيدا لنوعية وأسماء ضيوف المهرجان من النقاد والباحثين، وصولا إلى خلطة غريبة من النجوم استضافها المهرجان تجمع بين نجوم تلفزيونيين عرب ونجوم غربيين يكادون يكونون منتهيي الصلاحية، وانتهاء بالارتجال الذي حكم مطبوعات المهرجان الصحفية.


* لم أفهم سرّ إصرار مديرة المهرجان نشوى الرويني على ذكر المائتي ألف دولار قيمة الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، في كل مرّة قدّمت فيها فيلمًا من أفلام المسابقة، وبطريقة تذكّر بجوائز قسائم المشتريات في المراكز التجارية، أكثر مما تليق بمهرجان سينمائي، كما لو أنها تقول وبالعربي الفصيح بأن صنّاع الأفلام السينمائية المشاركة في مسابقة المهرجان كل هدفهم هو الحصول على هذه المائتي ألف دولار!


* بعد المشكلة المالية التي أثارها الناقد اللبناني إبراهيم العريس مع المهرجان والتي أدت إلى توقف ندوة (صناعة السينما في الوطن العربي) مؤقتًا إلى أن حلّت مسألة النقود فهمت سر إصرار مديرة المهرجان على ذكر المائتي ألف دولار باستمرار!


• أنا حزين فعلا على الجهد الذي بذله السينمائي العراقي قيس الزبيدي في سبيل إنجاز برنامج (60 عاما على تقسيم فلسطين) والذي لم يتواجد في أي عرض من عروضه مشاهدين يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين!


• أنا على ثقة بأن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي سيصبح دوليًّا فعلا ويتحول إلى عالمي وواقعي فيما لو استطاعت عروض أفلامه السينمائية أن تحظى بجمهور يصل عدده إلى عدد الذين واظبوا على حضور سهراته الليلية العامرة بما لذ وطاب.* الشعور الرئيس والوحيد الذي يحس به متابع الأفلام التي مثّلت الإنتاج السينمائي العربي في مسابقة المهرجان هو الاكتئاب!


* بين أعضاء لجنة تحكيم المهرجان أشخاص يمكن استبدال أسماءهم وسيرهم الذاتية بعدد من إشارات الاستفهام والتعجب، من دون أن يؤثر هذا الاستبدال عليها!* سمعت كلاما مختلفا من الضيوف والإعلاميين الذي تابعوا المهرجان، لكن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الجميع هو أن المهرجان مناسب للراحة والاستجمام عشرة أيام، ورغم ذلك فأنا على ثقة أني سأقرأ بعد أيام كلاما لكل هؤلاء يتحدثون فيه عن نجاح المهرجان وأهمية فعالياته، لكي يعودوا في العام المقبل للاجتماع في دورته الثالثة!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger