السبت، 23 أغسطس 2008

السينمائيون الشباب يكشفون الوجه القبيح للرقابة


الرقيب علي أبو شادي كما يظهر على ملصق الفيلم


من يخاف من السيد الرقيب؟

(شاهد الفيلم بالفيديو في نهاية هذا الموضوع)

محمد مخلوف صحفي ومخرج وناشط سينمائي ليبي مقيم في لندن، لكنه لا يهدأ له بال، ينتقل من مكان إلى آخر،ومن بلد إلى بلد، يبحث وينقب عن مواضيع ساخنة، ينفق من ماله الخاص على إنتاج أفلامه القصيرة التي يخرجها، ويبحث بعد ذلك عن جهة يمكن ان تعرضها.
إنه عاشق حقيقي لثقافة الصورة إذا جاز التعبير، فأفلام مخلوف وتجاربه البصرية العديدة تأتي أساسا نتاجا لكاميرا الديجيتال الصغيرة. وهو يعتبر نفسه على نحو ما، ابن السينما المستقلة، ويرتبط بعلاقات عديدة مع السينمائيين المصريين ابناء هذه الحركة الجديدة التي لم تنل حقها بعد من الدراسة والفحص. ومخلوف هو أيضا مؤسس ومدير أول مهرجان للسينما المستقلة، في لندن ثم في الدوحة.
أحدث أفلام مخلوف التسجيلية فيلم (10 دقائق) يحمل عنوانا مثيرا هو "من يخاف من الرقيب" متمثلا عنوان مسرحية إدوارد ألبي "من يخاف من فيرجينيا وولف"؟

صراع ممتد
هذا الفيلم يصور الصراع القائم والممتد بين السينمائيين من جهة، والرقابة على السينما من جهة أخرى. هذه المرة يتركز الموضوع على جيل جديد من السينمائيين الشبان المستقلين عن المؤسسات الكبيرة وعن التليفزيون المصري الرسمي، يحاولون تلمس طريقهم بوحي من المساحة الواسعة للحرية التي أصبحت متوفرة اليوم، ليس فقط مع ظهور وانتشار كاميرا الديجيتال، بل من خلال الانترنت وأفلام الموبيل وغير ذلك من الوسائل التي يسعى الشباب من خلالها إلى التعبير عن رؤاهم ومواقفهم، وهي ظاهرة لو كانت في أي مجتمع راشد عاقل، لاعتبرها ظاهرة شديدة الصحية والإيجابية لأن هؤلاء الشباب هم الذين سيتولون المسؤولية في المستقبل، وكونهم مهمومون بقضايا الواقع ومشاكله والتعبير عنها، فهذا يثبت انتماءهم ورغبتهم في رؤية الواقع يتطور وينضج ويتجه نحو آفاق اكثر رحابة في الحريات.
لكن هناك ذلك البطل اللابطل، واقف لهم بالمرصاد.. إنه الرقيب الذي يجعله محمد مخلوف بطلا لفيلمه، ربما على سبيل المحاكمة. فالفيلم يضع الرقيب علي أبو شادي في مواجهة هؤلاء الشباب، ويعتمد على الشهادات المباشرة المنطلقة من قلب الحدث والواقع والصورة تشهد تماما على ذلك. المخرج أحمد رشوان يتكلم عن المشاكل الأمنية التي يتعرض لها بينما نراه لحظة تصويره فيلمه الروائي الطويل الأول "البصرة" في الشوارع، ورجال الشرطة حوله ووراءه.

المخرج محمد مخلوف

الرقيب الناقد
اما السيد الرقيب الذي لا يكف ليلا أو نهارا عن تذكيرنا بأنه "الناقد، المثقف، صديق الفنانين، والذي لولاه لأصبحت الرقابة أشد وأعنف وربما انتهت السينما في مصر"، فإنه يبدو في الفيلم وهو يدافع بشراسة عن دوره، ويبرره بشتى الوسائل ويستخدم لهجة سلطوية و"تهديدية" في حديثه عما ينبغي أن يلتزم به السينمائيون الشباب وإلا.. ويبدو بشكل عام مستفزا من أسئلة المخرج، متشنجا في ردوده عليها، دون أن يظهر على وجهه شبح ابتسامة واحدة طوال الوقت.
ويبدو هذا الفيلم متوازنا في معالجته لموضوعه، بين الأطراف المختلفة، وفيه يظهر المخرج محمد خان لكي يبدي رأيه فيما يتعلق بمشكلة الرقابة، لكنه لا يدينها ولا يؤيدها إلا أنه يقر بوجودها وبضرورة التعامل معها.
ويفتتح المخرج الفيلم بلقطة لمدير الرقابة وهو يجلس على مكتبه يطالع جهاز كومبيوتر محمول لكنه يخفي وجهه وراء شاشة الجهاز الصغير، ونحن نسمع صوته فقط دون أن نراه، وكأنه شبح يحتبئ في الظلام.
وفي اللقطة الأخيرة من الفيلم يصوره من زاوية منخفضة وهو يقف أمام مبنى "المجلس الأعلى للثقافة" (وهو كيان يتناقض بالكامل حتى من الناحية الشكلية البحت، مع فكرة الرقابة). وكأن مخلوف يريد ان يظهر لنا أبو شادي ككيان مهيمن مسيطر او كرجل سلطة يصفه هو في تعليقه المصاحب للصورة بأنه "أقوى رقيب في العالم العربي"!

** هنا يمكنك أن تشاهد الفيلم كاملا عن طريق وصلة الفيديو هذه.

1 comments:

غير معرف يقول...

لدى اقتناع تام انه لا ابداع و هناك خطوط حمراء فالشى المدعى رقابه يجعل من الفن و كانه لعبه او فيلم كبير نلعب ادواره على الشعب و الجماهير نخدعهم باننا نعبر عن واقعهم فى الوقت الذى ينتظر واقعهم المصور المقص . لكن هذا الموضوع يجعلنى اتاكد من مدى اهميه السينما و تاثيرها على الشعب و انها يمكن ان تحدث تغيير . و مكنك قراءة راى توصلت اليه منذ زمن عن هذه الكدبه
http://directedbysalma.blogspot.com/2008/08/blog-post_3064.html

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger