السبت، 2 أغسطس 2008

السينما عصير حياة



((تلقيت الرسالة التالية من الصديق "التاريخي" صلاح هاشم الذي لا يفقد براءته أبدا، يسعدني نشرها هنا، وأنتهز الفرصة لنشر صورة له من أرشيفي الشخصي التقطت في منزلي في العاصمة البريطانية في شتاء 1984 مع الفنان المتألق دوما محمد منير.. هل يتذكر صلاح هذه الجلسة وتلك الليلة التي خرجنا فيها إلى شوارع لندن لنذهب إلى منزل عماد الدين أديب، ولكننا سرنا وسرنا، وكان معنا الكاتب الراحل شوقي عبد الحكيم، وابتعدنا مرات عن الطريق الصحيح، حتى بدا أننا لن نصل أبدا إلى مقصدنا كما حدث لمجموعة الرجال والنساء في الفيلم الشهير "سحر البورجوازية الخفي" للوي بونويل!)).

صديقي العزيز أمير العمري
"مبروك مدونتك الجديدة، ولقد كانت سعادتي كبيرة بتصفحها، كما لو انك حضرت الي باريس لزيارتي وطرقت الباب ففتحت، فاذا بي أجدك أمير العمري أمامي تطلب أن نكمل جولاتنا وتشردنا في باريس بلفيل، وبسرعة التهمت مقالك عن ذكرياتك مع يوسف شاهين، وأعجبني كثيرا. إنه يقطر إنسانية ومحبة، ذاكرة وتاريخ لم نكن نعرفه، لولا انك حكيته لنا، ونطلب المزيد، والمزيد من حكايات مسيرتك السينمائية الطويلة.

أحب أن تكون الكتابة قريبة من "نفس" الكلام أو شخص المتحدث من دون حذلقة او حفلطة. اكتب ياعم براحتك ومن دون حساب، وأنا متفق معك تماما في رأيك الخاص بالكتابة عن السينما ، فنحن نكتب لنعبر عن أنفسنا اولا ، والكتابة تواصل مع الآخر. نحن نكتب بهدف التواصل والمشاركة في تنوير الأذهان ومن دون رفع شعارات لأننا نحن هنا لنتعلم كل يوم من الكبير والصغير. وهناك هدف من وراء الكتابة، فهي ليست كتابة في فراغ كما أن الكتابة بهدف محبة السينما والاقتراب منها أكثر لاغبارعليه فهو هدف جميل و نبيل وانساني (المشاركة) ولا يحتاج الي رهبنة او كهننة إن صح التعبير، بل يحتاج فقط ان يكون كل واحد منا نفسه، كيانا وحضورا ووجودا. ونحن لا نعرف حين ننشرمن سيحبنا أو من سيكرهنا، ونحن نكتب لكي نفصح وننطق ونقول، لا لكي نسب او نشتم ، بل لنعبر عن رأينا، وموقفنا، ونقدم " رؤية " للعالم ، ونحن نتجدد في كل لحظة، فالمقصود أصلا بالكتابة ممارسة حريتنا، بعيدا عن دوائر الرقابة التي تتحدث عنها في مقدمتك لمدونتك، المقصود فتح نافذة علي فضاءات الحرية والهواء الطلق، من أجل فتح باب النقاش والتفاهم والجد.

وأظن وأعتبر أن الفيلم أو العمل السينمائي عندي ليس فنا فقط، بل ان كل فيلم هو" عصير حياة" ولذلك يصعب في أفلام شاهين أن تفصل فيها السياسي عن الفني عن الحياتي، وفي كل أفلام شاهين ستجد " خلطة " من كل هذا، أفلام شاهين أجواء وأفكار وألوان وكادرات وأنواع وعواطف وحالات طالعة ونازلة.

وأحب أن أردد هنا قول باتريس شيرو، الممثل والمخرج السينمائي والمسرحي الفرنسي الذي قام بدور نابليون في فيلم " وداعا بونابرت "، الذي قال عن شاهين في العدد الخاص بتكريم شاهين مجلة كاييه دوسينما إنه يصور بأسرع مما يفكر. وتلك الحالات الشاهينية في أفلامه لا تتحدث عن شاهين واحد فقط، بل شاهينات عدة في "صرة" وهي مثل الزئبق من الصعب الإمساك بها، وأهلا بك ومدونتك في فضاء الحرية علي الانترنت".
محبتي
صلاح هاشم

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger