الجمعة، 29 أغسطس 2008

يوميات فينيسيا 3

في فينيسيا لا أثر حتى الآن للنقاد والصحفيين العرب باستثناء عرفان رشيد مراسل "الحياة" الذي يحضر سنويا بحكم اقامته في إيطاليا قريبا من المهرجان.
تردد الكثير من الأقاويل حول هروب أعداد كبيرة من النقاد، الأوروبيين اساسا، إلى مهرجانات أخرى، بسبب الغلاء الفاحش في الليدو خلال فترة المهرجان، فهناك مبالغة شديدة في أسعار الفنادق والمطاعم وكل شئ، بل إن العثور على غرفة في فندق أصبح أمرا أقرب إلى المعجزة. ولا توجد في الليدو مساكن خاصة للاستئجار على نحو ما هو متوفر في "كان" مثلا.
وقد قابلت كثيرا من المشاركين هنا من الذين يقيمون في جزر أخرى مثل جزيرة الميستير، وينتقلون باستخدام القوارب وهو عبء آخر لا أستطيع شخصيا تحمله بحكم اضطراري للعودة إلى الفندق مرتين أو ثلاث مرات خلال النهار بسبب اضطراري لاستقبال المكالمات الهاتفية من الإذاعة (اليوم فقط تحدثت 3 مرات في بي بي سي إكسترا، وعالم الظهيرة، وبرنامج بالانجليزية في قسم غرب أفريقيا).
في الثمانينيات والتسعينيات كان المهرجان يعج بالصحفيين العرب الذين من الواضح أن انهيار في العملات المحلية في بلادهم بسبب الفساد والتسلط الذي لا يريد أن يرحل عن كاهل العباد) أصبح يحول بينهم وبين الذهاب إلى فينيسيا، وتفضيلهم الادخار لكان حين السوق السينمائي التجاري الأوسع الذي بات يستوعب بعض المنتجين من مصر مثل عماد الدين أديب.
كان يأتي إلى هنا قصي درويش وغسان عبد الخالق وسمير فريد وعبد الستار ناجي ومحمد رضا وحسن شاه وعبد النور خليل وعرفان رشيد بالطبع، بل وجاء ذات مرة المذيع في التليفزيون المصري المرحوم عب الرحمن علي. وحتى قبل عامين كان يأتي عز الدين مبروطي الناقد الجزائري، والمخرج الجزائري سعيد ولد خليفة، لكني لم ارهما بعد هذا العام.
لا أعرف طبعا ماذا حدث لهؤلاء الآن. لا أظن أن العملة هي السبب الأساسي لتراجع معظمهم، بل ربما أيضا لأن المهرجان كان يستضيف الجميع ولو لمدة أسبوع واحد على الأقل وأصبح الآن لا يستضيف النقاد فقط بل ويطلب من كل منهم دفع 75 يورو مقابل الحصول على البطاقة الصحفية وكتالوج المهرجان الذي كان يوزع بالمجان!
كان الحضور الصحفي العربي مرتبطا أيضا في الماضي بالاهتمام الأكبر بالسينما العربية الذي انحسر وأصبح يتركز في فيلم واحد (عادة من المغرب العربي ومن التمويل الفرنسي تحديدا).
ليالي فينيسيا مستمرة، وقد شاهدنا أمس الفيلم الإيراني "شيرين" للمخرج الشهير الذي يهيم بعض نقادنا به وهو عباس كياروستامي. اليوم في موقع بي بي سي مقالي عنه متصل بهذه الصفحة. وحاولت فيه أن اعطيه حقه بموضوعية شديدة.. لا أعرف ما اذا كنت قد وفقت.

1 comments:

غير معرف يقول...

وفقت في إعطاءه حقه وكان العرض لفيلمه جميلا ووافيا.. لكني كنت أريد أن أقرأ في مدونتك لماذا يهيم بعض نقادنا بعباس ولماذا يعتقدون أنهم حينما يذكرونه بلوية لسان يشعرون وكأنهم ارتقوا مراتب السينما وأصبحوا نقادا دوليين مهمومين بالسينما العالمية!!

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger